عبدالله دقوري
منذ خمسة عشر عاماً انقطعت مجبراً عن العمل الإعلامي والنشاط الحقوقي لأسباب صحية، ولم أتابع الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلا نادراً، ولم أكتب سطراً واحداً لا باسمي ولا بأسماء مستعارة، كنا نستخدمها أيام قمع النظام البعثي للأصوات المعارضة.
تعرفت على السيد عبدالباقي أسعد العضو في منظمة حقوقية عربية أثناء إدارتي لموقع (باخرة الكورد ـ GEMYAKURDA) بعد 2006 وتواصل معي بشكل متكرر، ولفترة زمنية طويلة وكان الحديث عن شؤون حقوقية ومواضيع مرتبطة به لنشرها في الموقع، وكان يطالبني بشكل مستمر لينضم لمنظمة حقوق الإنسان (ماف) و يقدم عروضاً يتمناها كل عضو لمنظمته مثل إنه يقيم في سويسرا ولديه اتصالات واسعة، وبإمكانه الحصول على رخصة نظامية من الحكومة السويسرية، ولديه الإمكانات لتقديم دعم كامل لمطبوعات المنظمة لتوزيعها مجاناً، وكذلك لأنشطتها، وتحديد شقة من شققه الأربعة عشرة في قامشلو وافتتاحها مكتباً للمنظمة، وكان يقدم إلى جانب ذلك نشرة إخبارية عن علاقاته واتصالاته ونشاطاته.
بعد المؤتمر الثالث والذي انعقد في منزلي بمدينة عامودا وحضره العشرات من الشخصيات الوطنية مثل الشيخ عبدالرزاق جنكو والأستاذ توفيق عبدالمجيد والشيخ عبدالقادر الخزنوي ووالدي مصطفى دقوري رحمهم الله جميعاً إلى جانب نخبة من المحامين والمثقفين والكتاب والعشرات من النشطاء، فكان مؤتمراً مميزاً بنتائجه وكذلك بالمشاركين ومكانتهم والدعم المعنوي الكبير المقدم من الحركة الكردية، من خلال برقيات تضامن وحضور افتتاحية المؤتمر.
بعد المؤتمر الثالث بشهور طالبني السيد عبدالباقي أسعد بالانضمام للمنظمة، باعتباري عضواً في مجلس الأمناء والمسؤول عن اللجنة الإعلامية، لم أشك أبداً بنيته أو أن له مآرب مخططة سوف يستغلها مستقبلاً وبينت له بأن موضوعه سيعرض على الزملاء، و أن ينتظر للمؤتمر القادم ويمكنني حينها طرح اسمه، وعرضه على المشاركين وفعلاً كان ذلك في 2008 حين انعقاد المؤتمر في منزل الأستاذ إبراهيم اليوسف رئيس لجنة الأمناء في المنظمة لدورة 2006 إلى 2008 وكما هي العادة في المؤتمرات وبعد تقييم عمل المنظمة المميز للدورة السابقة وتقديم الثناء لشخصي من قبل مجلس الأمناء، حان وقت الترشح والانتخاب وبالصدفة كان دوري آخر شخص حاضر يُسأل عن الترشح وهنا اعتذرت جداً، لأن وضعي الصحي لم يعد يسمح لي بالعمل، لا في الموقع الالكتروني للمنظمة ولا متابعة الانتهاكات، ونشر التصاريح، مع بقائي في المنظمة عضواً،
مع رفض الحاضرين لعدم ترشحي وغياب الأستاذ إبراهيم الذي أجبر على مغادرة المؤتمر لحضور جنازة عمه، وسفره للإمارات في تلك الليلة.
اقترحت اسم السيد عبدالباقي أسعد وتحدث عبر الهاتف للحضور عن ميزاته وإمكاناته، فتم انتخابه بصفة مدير مكتب ماف في سويسرا، كما طالب هو وفعلاً أصبح هو الشخص الوحيد المنضم للمنظمة في سويسرا.
بالأمس فقط أدركت وتوصلت لنتيجة أني كنت “الثغرة “التي اخترق عبرها عبد الباقي أسعد منظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف) فقد أعلن نفسه رئيساً، وعقد مؤتمراً دون إعلام أو مشاركة أي فرد من مجلس الأمناء أو الأعضاء الفعليين في المنظمة.
و يعمل بأسلوب التهكير على سرقة تاريخ وجهود يُشهد لها، وعمل صعب في ظل ظروف أمنية مشددة، أقل ما يقال عنها خطرة منذ العام 2004 .مستغلاً فرصة سفر رئيس مجلس الأمناء لخارج البلد .
لذلك أعتذر وبشدة من منظمة (ماف) وأعضائها فرداً فرداً و أؤكد أن هذا الخطأ الكبير لم يكن مقصوداً، أو بدافع استفادة شخصية. بل لكثرة تكراره لمعجزاته وإمكاناته ونشرته التي سمعتها بالأمس وهي ذاتها لم تتغير، فقط أردت أن تبقى المنظمة الأولى دائماً مع أني سأغادر إدارتها مكرهاً.
*عضو مجلس أمناء سابق- من مؤسسي المنظمة 2004
abdula.dakkouri@gmail.com