بيان: دماء حلفايا قربان لخبز يومها

 ارتكب نظام الأسد مجزرة أخرى بشعة في مدينة حلفايا سقط فيها ما يتجاوز المائتي شهيد من المدنيين العزل في جريمة جديدة تضاف إلى سجله الإجرامي الحافل وصافعاً بها وجه الإنسانية جمعاء.


ففي استخفاف واستهزاء صارخ بجميع الشرائع والأعراف و القوانين التي أقرتها أمم العالم لحماية الإنسان وضمان أبسط حقوقه وكرامته، ارتكب هذا النظام الإرهابي جريمة أخرى بحق البشرية، واستهدف بحممه أطفالاً و نساءً ورجالاً خرجوا للحصول على خبزهم وكفاف يومهم، فوجودوا بدلاً منه موتاً وشظايا تركتهم أشلاء ممزقة على قارعة الطريق في مدينتهم حلفايا.

لم يقم نظام المجرم بتوفير الخبز لأبناء شعبه كما يدَّعي، ولم يرق له أن تقوم كتائب الجيش الحر  بتأمينه بدلاً عنه إنقاذاً لأهلهم وأبنائهم من الجوع فقام بقصفهم ومحاولة إبادتهم.
كل هذا تم تحت غطاء الحماية الروسية والإيرانية للنظام، وفي ظل وقوف النظام الدولي بأسره في موقف المتفرج.

من هنا، فإننا في الائتلاف الوطني نضع النظام الدولي بأسره أمام مسؤولياته السياسية والأخلاقية، لأن هذه المجزرة الجديدة تأتي قبل زيارة السيد الأخضر الإبراهيمي لدمشق وفي خضم الحديث عن مبادرات جديدة.

كما أنها تأتي بعد الحديث عن معرفة القوى الدولية بقيام النظام بإطلاق صواريخ سكود، والاقتصار في هذا المجال على أخذ العلم بتلك الممارسات الخطيرة دون اتخاذ مواقف حاسمة تجاهها تنسجم مع المبادىء الإنسانية والقوانين الدولية.
 
لقد بدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقيام بكافة الإجراءات الممكنة لملاحقة المجرمين المتورطيين في ارتكاب مجزرة حلفايا بتاريخ 23 كانون الأول، 2012 كي يساقوا إلى القضاء العادل، و يُحاسبوا على ما اقترفته أيديهم ويلقوا عليه مايستحقون من الجزاء.

ويعلن الائتلاف أنه سيتقدم بطلب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي لفتح تحقيق في المجزرة وما سبقها من مجازر مشابهة، كما سيقوم بتحويل الملف كاملاً إلى محكمة الجنايات الدولية، بعد أن أثبتت الوقائع وجود دلائل عديدة على المنهجية الواضحة في استهداف المدنيين حول الأفران، وفي ظل دلائل تشير إلى تورط القيادة العليا للنظام المجرم بهذه الجرائم.

وقد صرف الائتلاف الوطني مائة ألف دولار كمساعدة إغاثية عاجلة اليوم إلى المجلس المحلي في محافظة حماة وسيقدم المزيد في الأيام القادمة من خلال عدد من الجهات الداعمة.

علماً أن الائتلاف قدم نفس المبلغ منذ يومين إلى المجلس العسكري في حماة.
 
الرحمة والجنان لشهدائنا والدعاء بالشفاء لجرحانا والحرية للمعتقليين والأسرى
المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
24 كانون الأول / ديسمبر 2012

لمزيد من المعلومات نرجو التواصل مع المكتب الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@etilaf.org

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني مقدمة حين تنهار الدولة المركزية، وتتعالى أصوات الهويات المغيّبة، يُطرح السؤال الكبير: هل تكون الفيدرالية طوق نجاة أم وصفة انفجار؟ في العراق، وُلد إقليم كوردستان من رماد الحروب والحصار، وفي سوريا، تشكّلت إدارة ذاتية وسط غبار المعارك. كلا المشروعين يرفع راية الفيدرالية، لكن المسارات متباينة، والمآلات غير محسومة. هذه المقالة تغوص في عمق تجربتين متداخلتين، تفكك التحديات، وتفحص…

طه بوزان عيسى منذ أكثر من ستة عقود، وتحديدًا في عام 1957، انطلقت الشرارة الأولى للحركة الكردية السياسية في سوريا، على يد ثلة من الوطنيين الكرد الذين حملوا همّ الكرامة والحرية، في زمن كانت فيه السياسة محظورة، والانتماء القومي جريمة. كان من بين هؤلاء المناضلين: آبو عثمان، عبد الحميد درويش ،الشاعر الكبير جكرخوين، الدكتور نور الدين ظاظا، ورشيد حمو، وغيرهم…

عبد اللطيف محمد أمين موسى إن سير الأحداث والتغيرات الجيوسياسية التي ساهمت في الانتقال من حالة اللااستقرار واللادولة إلى حالة الدولة والاستقرار في سوريا، ومواكبة المستجدات المتلاحقة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، تكشف بوضوح أن المتغيرات في سوريا هي نتيجة حتمية لتسارع الأحداث وتبدل موازين القوى، التي بدأت تتشكل مع تغيرات الخرائط في بعض دول الشرق الأوسط، نتيجة…

اكرم حسين اثار الأستاذ مهند الكاطع، بشعاره “بمناسبة وبدونها أنا سوري ضد الفدرالية”، قضية جدلية تستحق وقفة نقدية عقلانية. هذا الشعار، رغم بساطته الظاهرة، ينطوي على اختزال شديد لقضية مركبة تتعلق بمستقبل الدولة السورية وهويتها وشكل نظامها السياسي. أولاً: لا بد من التأكيّد أن الفدرالية ليست لعنة أو تهديداً، بل خياراً ديمقراطياً مُجرّباً في أعقد دول العالم تنوعاً. كالهند،…