إكتشفنا خلال الثورة السورية أن هناك إضطهاداً واحداً فقط يعاني منه كل السوريين، مصدره النظام المتسلط بالتساوي على رقابهم، أما الإضطهاد القومي فقد كان (إضطهاداً عَرضياً) من مستلزمات الإضطهاد الأصل، و من دعائم تثبيته، و إذا كان بالنسبة لنا جوهرياً و مؤثراً و مؤذياً، لدرجة أننا لم نكن نشعر بسببه بوجود الإضطهاد العام، و كذلك بما يعانيه باقي السوريين بسببه، لا بل كنا نحسدهم على ما هم فيه من نِعم، و نتوهم أنهم جميعاً، كلٌ حَسبَ دوره المرسوم، لاعبٌ في المؤامرة علينا، و جزءٌ من المشكلة التي نعانيها، لكن الذي تبين اليوم أن ـ الإضطهاد القومي ـ كان بالنسبة للنظام مُجرد وسيلة عَزل مناطقي، ترمي إلى حبسنا في قوقعة الشك، و خنقنا، و بالوقت ذاته إحدى أدوات الإستفراد بالمكون الكُردي، و له ما يشبهه في المناطق السورية الأخرى، يطبقه النظام بأشكال أُخرى قد تصل نتائجه إلى ما نعانيه.
هل نستطيع أن نقول، بالنظر إلى الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام السوري منذ خمسة عشر شهراً في كل مكانٍ في سوريا، مقارنةً مع إرتخاء قبضته الحديدية عن المنطقة الكُردية، و ما أنتجه ذلك من مُظاهرات و نشاطات قومية مختلفة، غير مُكلِفة نوعاً ما، أن سياسة الإضطهاد المزدوج قد إنتهت بالنسة لنا؟
الحقيقة أن ذلك قد يكون صحيحاً من ناحية الشكل، لكن إذا نظرنا إلى ما يجري في المناطق الكُردية بعمق، فإننا سنجد أن الوضع لم يتغير، لا بل إزداد سوءاً، لأن هذه القشرة الهادئة التي نشاهدها تخفي تحتها عواصف هائجة، و هي من الرقة بمكان بحيث بدأت تتشقق، و إذا ظهر كل ما تخفيه إلى السطح، سيكون المشهد مُرعباً، و ستكون الصورة، في يومٍ قد لا يكونَ بعيداً من السوء، بحيث سنتمنى معها عودة الإضطهاد المزدوج الذي (تأقلمنا معه) و أصبح أسلوب حياة.
الإضطهاد الذي يعانيه شعبنا الكُردي اليوم أصبح فقط مزدوجاً، لقد أصبح تنينـاً برأسين، لكن الغريب أن الجميع قد توقف عن العزف على أوتار الإضطهاد المزدوج، و لا زالوا يعزفون اللحن القديم على وترٍ واحد، و اللحن لعمري نشازٌ لا يطرب له إلا المستفيد من إخفاء الحقيقة.
تقرير مخابراتي مفتوح
إلى جميع فروع المخابرات السورية
نظراً لأنها المرة الأولى التي (أسلخ بها) أحداً ما تقريراً، و لأنني مجرد هاوٍ، و ليس لدي نموذج عن التقارير التي ترغبون بالحصول عليها، لذلك أعتذر عن هذه الصياغة، التي تبدو ربما بسبب مستوى اللغة الشديدة التهذيب التي تستخدمونها، ركيكة، و لا تفي بالغرض المطلوب.
فقد علمت أن المدعو مصطفى جمعة سكرتير ما يسمى حزب آزادي الكُردي في سوريا، يقوم ببث إشاعات مغرضة تهدف إلى أضعاف هيبة الدولة، و يسعى إلى إقتطاع جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية لإلحاقها بدولة مجاورة، و قد علِمت أن أطلاق سراحه مؤخراً كان نتيجة إختراق إستثنائي لقضائنا الشريف، مما تسبب معه بإصدار حكم مخفف عليه أولاً، و إطلاق سراحه مُبكراً ثانياً.
و عليه أقترح، كمواطن حريص على أمن الوطن، الإسراع في إلقاء القبض عليه، من قبلكم أنتم بالذات و لا أحد سواكم، و الحكم عليه بأقسى العقوبات التي ينص عليها قانون العقوبات السوري، لكن ما دون الإعدام، قبل أن تُبادر العصابات الإرهابية المُسلحة التي ترتكب المجازر في طول البلاد و عرضها بحق إعداء الوطن المندسين، فقط لإحراج سيد الوطن، إلى ألحاق الأذى بالمذكور الذي لا يستحق نعمة الحرية.
كما أقترح مصادرة جميع الدولارات التي تلقاها من أردوغان كبدل إرتزاق.
1.
مُحاولة إغتيال طه خليل
مجزرة الحولة
زبالة