محمد قاسم ” ابن الجزيرة “
m.qibnjezire@hotmail.com
m.qibnjezire@hotmail.com
مثل هذا السؤال -او الأسئلة- يفرض علينا العودة إلى البحث –ولو سريعا- في مصطلح “المثقف”.
هذا المصطلح الإشكالي بطبيعته كمفهوم؛ يتصل بالإنسان، باعتباره كائنا
عاقلا ..
مميزا..
ناميا..
متغيرا..متطورا..مبدعا..الخ.
باختصار حيويا.
وتحديد دلالته كمصطلح يخص الجانب الثقافي الذي نحاول هنا أن نحدد إطاره وفحواه –أو ملامحه- كخطوة ضرورية من ضرورات البحث فيه …!
ولكي لا ندخل في البعد الفلسفي الذي لم يعد الكثيرون مستعدين في التفاعل معه -على ضرورته- بسبب غلبة الثقافة السطحية التي كرستها –وتكرسها- النظم الحاكمة، والقيادات -أو الإدارات- الحزبية عموما…في الشرق والمنطقة العربية .
نستدل على ذلك من نهج تعاملها مع المهتمين بالعمل الثقافي –خاصة الفكري والمنطقي منه… ونستدل على ذلك من واقع إحصائيات تذكر أن العالم العربي كله بملايينه الثلاثمائة لا تطبع سنويا قدر ما تطبعه أسبانيا وحدها من الكتب والمطبوعات.
وكأن النموذج السياسي المعتمد في ثقافة هذا العالم الثالث – بما فيه الأحزاب عموما والكوردية منها كذلك- هو ذلك الذي يمثله ويكرسه النظام الأيديولوجي بمنهجية محددة كتابة أو ضمنا – كثقافة معمول بها اجتماعيا ورسميا…
فلا غرابة- إذا- أن نجد كلاما كثيرا عن مختلف الأفكار والمفاهيم ولكنه إما انه :
– ليس دقيقا في الدلالة…
– أو خلطا مقصودا، للتضليل والتعمية على فهم الشعوب التي تغلب فيه الأمية والأمية الثقافية -إذا جاز التعبير…-.
بناء على هذا التوجه في محاولة التحليل والتشخيص نستطيع القول:
إن الشريحة الثقافية هي:
(تلك الشريحة التي استطاعت أن تحقق تحصيلا علميا؛ ذا طبيعة موسوعية، تجمع بين التخصص، والمعرفة العامة التي تتصل بالحياة الاجتماعية عموما –ومنها السياسية والأخلاقية – والمعارف العلمية ، الأدبية، والفنية … بآلية مرنة تسمح بتوظيفها في سياق الوعي العام، وممارستها كنمط حياتي سائد اجتماعيا.!).
إن هذه الشريحة قليلة العدد بالنسبة إلى مجمل عدد السكان في البلد، محدودة القدرة، نتيجة التضييق على فعالياتها وأنشطتها ، من قبل معظم النظم –والنظام في سوريا – ومن قبل قوى مؤثرة في شكل ما؛ وفيما يخص الكورد فيها.
ومن هذه القوى: الأحزاب… وبعض الفعاليات الاجتماعية المشوّهة في صورة (باشا ، أو أغا أو مختار أو شخصية تملك أمكانية مالية -و من طرق غير مشروعة غالبا…الخ
وهي في معظمها -في صورة ما – بوعي أو بدون وعي، قريبة من النظم وأجهزتها ومنهجها..
فضلا عن ظروف خاصة أخرى…!).
فماذا يمكن للمثقف – والمثقف الكوردي خاصة- أن يفعل في ظروف كهذه…؟
ولا نقصد –هنا- تبرئته من مسؤوليته… فقط نشرح ظروف البيئة التي تحيط به…
مع ذلك نلاحظ أن المثقفين –عموما- منخرطون -بشكل ما- في ظروف الثورة السورية، والتي؛ تحتاج – بدورها- إلى دراسة في أدواتها، ومنهجها، وفعاليتها، وممارستها …لتنقيتها من شوائب غير قاصدة تمارسها، أو أخطاء يزرعها -أو يدسها- النظام فيها بقصد تحريفها، أو تقصير من جهات مختلفة منها، الأحزاب ومواقفها وسلوكها… والقوى الشبابية –أيا كانت التسمية ومنها التنسيقيات…الخ.
المثقف –واقعيا- ليس طاقة منظمة ضمن مؤسسات، أو جمعيات، أو منظومات يمكنه الاستناد إليها، لممارسة الفعالية المفترضة… والمحاولات التي يقوم بها، غالبا ما تلتف حولها القوى السياسية ؛ سواء في النظام أو الأحزاب، لتعيق نموا طبيعيا لها، وتحيلها إلى منظومات تابعة لها –كما اعتادت في ثقافتها السياسية.
فكل فعالية منظمة للمثقفين إما:
أن تتوافق مع اتجاهات النظم والأحزاب –وهي كثيرة، ومتصارعة- ومع الهياكل الاجتماعية المشار إليها..!.
أو تضع هذه القوى المهيمنة –النظم والأحزاب والهياكل الاجتماعية…- العراقيل في طريقها ، وتشتت إمكانية تنظيمها وتوحيدها …!
وبحكم طبيعة الثقافة عموما؛ فليس المثقف من دعاة ، وهواة –بل والقدرة غالبا- على الصراع الدائب كما يفعل بعض السياسيين – ضمن النظم والأحزاب وحواشيها ، والذين حولوا العمل السياسي من نضال –في تجليات مختلفة؛ وبحسب طبيعة المرحلة النضالية- من اجل قضايا شعوبهم؛ حولوه إلى الصراع من اجل هذا المنصب أو ذاك، هذا المكسب الشخصي أو ذاك.
فتفتت المجتمع بهذه الجهود المنحرفة لحيوية الثقافة فيها، وتحولت إلى نوع من الثقافات المختلفة بظاهر مزيف –إذا جاز التعبير- لتستجيب لطمع هؤلاء الحزبيين وهو تعبير أدق من القول (السياسيين) وليس للاستجابة لطموح تنافسي مشروع.
وأما السؤال حول نزول الشارع فذلك سؤال يقصد منه الاتهام أكثر منه تعبيرا عن الواقع..لأن الشعب بمختلف شرائحه –على مستوى سوريا كلها، وعلى مستوى المناطق الكوردية، قد شارك في النزول.
لكن ارتباك الأداء لدى المعارضة عموما، والأداء الحزبي خصوصا، وصراعات بين المعارضة والأحزاب فيها، وخارجها، وبينها وبين بعض التنسيقيات، وتدخلها في عمل التنسيقيات مباشرة أو بشكل غير مباشر، والسعي لاحتوائها بإيجاد شروخ بينها، عبر تبني كل حزب تنسيقية خاصة بها، ومحاولة التسلل منها إلى التنسيقيات الأخرى، وعدم وضوح أدائها …الخ.
كل ذلك أربك الجميع .
وأخيرا ليس المثقف آتيا من كوكب مختلف..
إنه جزء من نسيج هذا المجتمع وثقافته العامة، فلا ينبغي أن نحمِّله الوزر ونتجاهله في المغنم..
ويفترض بالأحزاب –والكردية منها- باعتبارها تمثل قيادة الحراك السياسي -كما افهم- أن تحسن استيعاب القوى والفعاليات المختلفة، وبطريقة تجعلها جميعا ضمن فعالية الثورة؛ وفقا للصيغ التي يُتفق عليها.
وبدلا من اعتياد الأحزاب كيل الاتهام، والبحث عن مثالب لإلصاقها بالمثقفين، لتبرير قصور الأداء في عملها..لاسيما أن الكثيرين من المثقفين ليسوا جميعا خارج الفعالية الحزبية..
فالكثير منهم حزبيون ولكنهم إما تاركون للثقافة، ولاهثون خلف المركز السياسي، أو مُهمَلون – وربما محارَبون- لئلا يتقدموا قيادات تسكنها هواجس تبلور فعالية المثقفين داخل وخارج الأحزاب في اتجاهات لا تتمناها .
لقد اعتادت النظم والقيادات الحزبية -في ثقافة هذه المنطقة- أن تنظر إلى المثقفين، فقط كمشاريع منافسة ينبغي ضبط إيقاع فعاليتها فيما يخدمها، وليست طاقات يمكنها أن توظف بفعالية في جوانب مهمة في حياة النضال من اجل قضية تخص الجميع.
ومن المؤسف أن الكثيرين من المثقفين -تجاوزا- يوفرون الفرص لمثل هذه الهواجس بسلوكيات هي أقرب إلى السلوكية السياسية –الحزبية- من السلوكية الثقافية الأشمل والباحث والمسؤول أيضا.
ولتصبح فكرة -أو مفهوم الثقافة – أكثر وضوحا، دعونا نذكر بان الثقافة هي كل معقد يشمل جميع فعاليات وتجليات هذه الفعاليات من نهج حياة –حضارة- ومستوى توفر المعرفة والعلوم والفنون وتطبيقاتها … والعادات والتقاليد..الخ.
……………………………….
• هذا المقال هو استجابة لأسئلة طرحها مدير إدارة أحد المواقع الانترنيتية الكوردية –للأسف نسيت عنوانه واسمه –فقد كان الطرح عبر الفيسبوك-أدناه أسئلته لعله يعرف بها:
• هل قام المثقف السوري عموماً -و الكردي خصوصاً- في الوقت الراهن بدوره المنوط إزاء الحالة الثورية و المتأزمة التي تشهدها البلاد في توجيه الرأي العام، و ترسيخ الوعي لدى المواطن، للمساهمة في الحراك السياسي و الاجتماعي الراهن بعدم ارتضاء الظلم و الثورة ضد المستبد ؟
– كيف تقيم كلام من يقول: “لم لا نرى أولئك المثقفين في الشارع ” ؟
نستدل على ذلك من نهج تعاملها مع المهتمين بالعمل الثقافي –خاصة الفكري والمنطقي منه… ونستدل على ذلك من واقع إحصائيات تذكر أن العالم العربي كله بملايينه الثلاثمائة لا تطبع سنويا قدر ما تطبعه أسبانيا وحدها من الكتب والمطبوعات.
وكأن النموذج السياسي المعتمد في ثقافة هذا العالم الثالث – بما فيه الأحزاب عموما والكوردية منها كذلك- هو ذلك الذي يمثله ويكرسه النظام الأيديولوجي بمنهجية محددة كتابة أو ضمنا – كثقافة معمول بها اجتماعيا ورسميا…
فلا غرابة- إذا- أن نجد كلاما كثيرا عن مختلف الأفكار والمفاهيم ولكنه إما انه :
– ليس دقيقا في الدلالة…
– أو خلطا مقصودا، للتضليل والتعمية على فهم الشعوب التي تغلب فيه الأمية والأمية الثقافية -إذا جاز التعبير…-.
بناء على هذا التوجه في محاولة التحليل والتشخيص نستطيع القول:
إن الشريحة الثقافية هي:
(تلك الشريحة التي استطاعت أن تحقق تحصيلا علميا؛ ذا طبيعة موسوعية، تجمع بين التخصص، والمعرفة العامة التي تتصل بالحياة الاجتماعية عموما –ومنها السياسية والأخلاقية – والمعارف العلمية ، الأدبية، والفنية … بآلية مرنة تسمح بتوظيفها في سياق الوعي العام، وممارستها كنمط حياتي سائد اجتماعيا.!).
إن هذه الشريحة قليلة العدد بالنسبة إلى مجمل عدد السكان في البلد، محدودة القدرة، نتيجة التضييق على فعالياتها وأنشطتها ، من قبل معظم النظم –والنظام في سوريا – ومن قبل قوى مؤثرة في شكل ما؛ وفيما يخص الكورد فيها.
ومن هذه القوى: الأحزاب… وبعض الفعاليات الاجتماعية المشوّهة في صورة (باشا ، أو أغا أو مختار أو شخصية تملك أمكانية مالية -و من طرق غير مشروعة غالبا…الخ
وهي في معظمها -في صورة ما – بوعي أو بدون وعي، قريبة من النظم وأجهزتها ومنهجها..
فضلا عن ظروف خاصة أخرى…!).
فماذا يمكن للمثقف – والمثقف الكوردي خاصة- أن يفعل في ظروف كهذه…؟
ولا نقصد –هنا- تبرئته من مسؤوليته… فقط نشرح ظروف البيئة التي تحيط به…
مع ذلك نلاحظ أن المثقفين –عموما- منخرطون -بشكل ما- في ظروف الثورة السورية، والتي؛ تحتاج – بدورها- إلى دراسة في أدواتها، ومنهجها، وفعاليتها، وممارستها …لتنقيتها من شوائب غير قاصدة تمارسها، أو أخطاء يزرعها -أو يدسها- النظام فيها بقصد تحريفها، أو تقصير من جهات مختلفة منها، الأحزاب ومواقفها وسلوكها… والقوى الشبابية –أيا كانت التسمية ومنها التنسيقيات…الخ.
المثقف –واقعيا- ليس طاقة منظمة ضمن مؤسسات، أو جمعيات، أو منظومات يمكنه الاستناد إليها، لممارسة الفعالية المفترضة… والمحاولات التي يقوم بها، غالبا ما تلتف حولها القوى السياسية ؛ سواء في النظام أو الأحزاب، لتعيق نموا طبيعيا لها، وتحيلها إلى منظومات تابعة لها –كما اعتادت في ثقافتها السياسية.
فكل فعالية منظمة للمثقفين إما:
أن تتوافق مع اتجاهات النظم والأحزاب –وهي كثيرة، ومتصارعة- ومع الهياكل الاجتماعية المشار إليها..!.
أو تضع هذه القوى المهيمنة –النظم والأحزاب والهياكل الاجتماعية…- العراقيل في طريقها ، وتشتت إمكانية تنظيمها وتوحيدها …!
وبحكم طبيعة الثقافة عموما؛ فليس المثقف من دعاة ، وهواة –بل والقدرة غالبا- على الصراع الدائب كما يفعل بعض السياسيين – ضمن النظم والأحزاب وحواشيها ، والذين حولوا العمل السياسي من نضال –في تجليات مختلفة؛ وبحسب طبيعة المرحلة النضالية- من اجل قضايا شعوبهم؛ حولوه إلى الصراع من اجل هذا المنصب أو ذاك، هذا المكسب الشخصي أو ذاك.
فتفتت المجتمع بهذه الجهود المنحرفة لحيوية الثقافة فيها، وتحولت إلى نوع من الثقافات المختلفة بظاهر مزيف –إذا جاز التعبير- لتستجيب لطمع هؤلاء الحزبيين وهو تعبير أدق من القول (السياسيين) وليس للاستجابة لطموح تنافسي مشروع.
وأما السؤال حول نزول الشارع فذلك سؤال يقصد منه الاتهام أكثر منه تعبيرا عن الواقع..لأن الشعب بمختلف شرائحه –على مستوى سوريا كلها، وعلى مستوى المناطق الكوردية، قد شارك في النزول.
لكن ارتباك الأداء لدى المعارضة عموما، والأداء الحزبي خصوصا، وصراعات بين المعارضة والأحزاب فيها، وخارجها، وبينها وبين بعض التنسيقيات، وتدخلها في عمل التنسيقيات مباشرة أو بشكل غير مباشر، والسعي لاحتوائها بإيجاد شروخ بينها، عبر تبني كل حزب تنسيقية خاصة بها، ومحاولة التسلل منها إلى التنسيقيات الأخرى، وعدم وضوح أدائها …الخ.
كل ذلك أربك الجميع .
وأخيرا ليس المثقف آتيا من كوكب مختلف..
إنه جزء من نسيج هذا المجتمع وثقافته العامة، فلا ينبغي أن نحمِّله الوزر ونتجاهله في المغنم..
ويفترض بالأحزاب –والكردية منها- باعتبارها تمثل قيادة الحراك السياسي -كما افهم- أن تحسن استيعاب القوى والفعاليات المختلفة، وبطريقة تجعلها جميعا ضمن فعالية الثورة؛ وفقا للصيغ التي يُتفق عليها.
وبدلا من اعتياد الأحزاب كيل الاتهام، والبحث عن مثالب لإلصاقها بالمثقفين، لتبرير قصور الأداء في عملها..لاسيما أن الكثيرين من المثقفين ليسوا جميعا خارج الفعالية الحزبية..
فالكثير منهم حزبيون ولكنهم إما تاركون للثقافة، ولاهثون خلف المركز السياسي، أو مُهمَلون – وربما محارَبون- لئلا يتقدموا قيادات تسكنها هواجس تبلور فعالية المثقفين داخل وخارج الأحزاب في اتجاهات لا تتمناها .
لقد اعتادت النظم والقيادات الحزبية -في ثقافة هذه المنطقة- أن تنظر إلى المثقفين، فقط كمشاريع منافسة ينبغي ضبط إيقاع فعاليتها فيما يخدمها، وليست طاقات يمكنها أن توظف بفعالية في جوانب مهمة في حياة النضال من اجل قضية تخص الجميع.
ومن المؤسف أن الكثيرين من المثقفين -تجاوزا- يوفرون الفرص لمثل هذه الهواجس بسلوكيات هي أقرب إلى السلوكية السياسية –الحزبية- من السلوكية الثقافية الأشمل والباحث والمسؤول أيضا.
ولتصبح فكرة -أو مفهوم الثقافة – أكثر وضوحا، دعونا نذكر بان الثقافة هي كل معقد يشمل جميع فعاليات وتجليات هذه الفعاليات من نهج حياة –حضارة- ومستوى توفر المعرفة والعلوم والفنون وتطبيقاتها … والعادات والتقاليد..الخ.
……………………………….
• هذا المقال هو استجابة لأسئلة طرحها مدير إدارة أحد المواقع الانترنيتية الكوردية –للأسف نسيت عنوانه واسمه –فقد كان الطرح عبر الفيسبوك-أدناه أسئلته لعله يعرف بها:
• هل قام المثقف السوري عموماً -و الكردي خصوصاً- في الوقت الراهن بدوره المنوط إزاء الحالة الثورية و المتأزمة التي تشهدها البلاد في توجيه الرأي العام، و ترسيخ الوعي لدى المواطن، للمساهمة في الحراك السياسي و الاجتماعي الراهن بعدم ارتضاء الظلم و الثورة ضد المستبد ؟
– كيف تقيم كلام من يقول: “لم لا نرى أولئك المثقفين في الشارع ” ؟