الأحزاب الكوردية تعيد إنتاج أخطائها

آلان حمو

اتحفنا قادة الأحزاب الكوردية بمقالات حيوية تفاؤلية تجدد نوعاً ما الدماء في جسم الكتلة الكوردية، ليفتحوا صفحة جديدة ملئها عبارات الثورة والبيت الكوردي وطريق الكوردايتي وكيفية التعامل مع المرحلة لحماية حقوق الكورد من الضياع، ليطووا بذلك صفحتهم السابقة التي كانت السبب في انتاج اخطاء هذه المرحلة، ويهرولوا لتصحيحها وينتجوا بذلك أخطاء جديدة تناسب المرحلة القادمة.
في بداية التحضير للمؤتمر الوطني الكوردي الذي دعا إليه الحزب الديموقراطي الكوردي في سوريا والمتمثل في شخص الدكتور عبد الحكيم بشار لإيجاد مرجعية كوردية، كانت المجموعات الشبابية والمستقلين هم الاوائل الذين عملوا على انجاح هذا المؤتمر / الذي عقد بتاريخ 26-10-2011 / والذي سميت فيما بعد المجلس الوطني الكوردي، محاكاةًً مع المجلس الوطني السوري،
وكوني أحد أعضاء الحراك الشبابي، وعضو في إعلان قامشلو لتوحيد الخطاب والقرار السياسي الكوردي في سوريا (إعلان قامشلو للمجتمع الكوردي الجديد) تم تشكيل لجنة ضمن /إعلان قامشلو/ وسميت بلجنة الحوار، وكنت أحد اعضاء تلك اللجنة التي كانت تتكون من /6 / اشخاص للحوار مع قادة الاحزاب لإيصال المؤتمر المزمع عقده قدر المستطاع إلى بر الامان، وكانت النقاط التي أتفقنا عليها في / إعلان قامشلو/ مايلي :
 1- العمل على إلغاء أي أقصاء بحق الأحزاب و التنسيقيات والشخصيات المستقلة، للتمثيل في المؤتمر.
2- نبذ الخلافات بين الأحزاب التي ستخلق حالات من التكتل داخل المؤتمر .
3- الاهتمام بالتنسيقيات الشبابية، وتبني موقفهم اتجاه الثورة والنظام في سوريا .
إلى أن تم تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر لتكون مناصفة بين الأحزاب والمستقلين، ونكتشف بأن المستقلين ما هم إلا لواحق حزبية لا أكثر، وأيضاً تم أقصاء /7 أحزاب/ ، ولم يتفقوا مع التنسيقيات على موقفهم من الثورة والنظام .
أما الآن، فها هو الأستاذ فؤاد عليكو يصرح في مقاله (بقعة ضوء على محاضرة الاستاذ محفوظ رشيد) بتاريخ 11-6-2012 ليقول: …..

وضعه كمستقل داخل المجلس وابتعاده ما أمكن من فتح باب الانتقاد من قبل الاحزاب على موقفه خوفاً من أن يهمش من قبل هذه الاحزاب وبالتالي سوف يؤثر على وضعه وصفته داخل المجلس وهذا حق مشروع (عن أي شرعية تتحدث، شريعة الغاب ،القوي يأكل الضعيف) لأن الألية التنظيمية المعتمدة من قبل المجلس حتى الآن بيد الاحزاب الكوردية حيث يتم اختيار المستقلين اعتماداً على توافقات هذه الاحزاب وهذا يعني أن بإمكان الاحزاب اختيار المستقل الذي يتوافق مع رؤيتهم السياسية والتنظيمية وإبعاد من لا يتوفر فيه هذه الشروط أي ابعاد المستقل الحقيقي بفكره ورؤيته …….
كما يقول اخوتنا العرب / العليج عند الغارة ما يفيد/، ألم تكن موجوداً عندما تم تشكيل اللجنة التحضيرية ؟.

ألم يكن باستطاعتك نشر هذا المقال قبل ثمانية أشهر؟.

أم كانت تلك المرحلة مسارة وفق مقتضيات حزبية وبعيدة كل البعد عن الكوردايتي؟!!.
وأيضاً ينشر الدكتور عبد الحكيم بشار مقالاً (كردستان سورية أمام مفترق الطرق) بتاريخ 9-6-2012 لينصحنا ويقول:داخل المجلس: ترسيخ وتحقيق العلاقة بين اطراف المجلس وتجاوز الحالة الحزبية أو تأجيلها أو كما يقال اعطاء إجازة طويلة للحالة الحزبية وتقديم الحالة القومية الوطنية لتكون البوصلة لأي تحرك ولتحقيق التفاعل بين القوى المختلفة من حزبية وشبابية ومستقلة والعمل على تشكيل فريق واحد واحترام تعدد الآراء وتسخيرها للوصول إلى صناعة أفضل القرارات أو أكثرها التصاقاً بمصالح الشعب الكوردي .
جميل جداً دكتور، ولكن ألم يكن حرياً بالحالة الحزبية أن تأخذ إجازة قبل/ 8 /اشهر؟
المهم؛ وفي الناتج، جهودكم مشكورة في وضع الحلول للقضية الكوردية، ولكن كأنكم تقولون وتتفقون على مشكلة كانت ومازالت عالقة، وهي مستحيلة الحل، ألا وهي مشكلة الاقصاء .
فالأستاذ فؤاد عليكو يقول في نفس المقال: حاز المجلس (أي الجلس الوطني الكوردي) على ثقة الشعب الكوردي بامتياز وبات يعتبر الممثل الحقيقي للشعب الكوردي ونال على اعتراف المعارضة العربية السورية و…و…و…وروسيا أيضاً .
أما الدكتور عبد الحكيم بشار فيقول في مقاله: يجب علينا كشعب كوردي ممثلاً في المجلس الوطني الكوردي التحضير لكافة الاحتمالات……
أتساءل كيف يتحاور المجلس الوطني الكوردي ومجلس الشعب لغربي كوردستان، وكل واحد يعتبر نفسه الممثل الحقيقي للشعب الكوردي في غربي كوردستان دون الآخر؟! وكيف سيلتقي الأثنان مع اتحاد القوى الديموقراطية وهو الذي شُطب من الخارطة السياسية الكوردية؟!
مع أنكم اتيتم بالحلول متأخرة وكانت مطروحة منذ زمن، إلا أنكم لم تطبقوها على أكمل وجه، وليس هذا فحسب، بل شوبتم ثقافة المستقلين أيضاً بفكرة الاقصاء والانا الأزلية، لتقولوا في النهاية طرحنا الحل…….

ولكن لم يستجب أحد .
12-6-2011
Memealan84@hotmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….