هل قامشلو هي حلبجة ؟

بهزاد عبد الباقي عجمو

عندما تتجه إلى مركز المدينة قبل الظهيرة ترى اعدادا كبيرة من سكان قامشلو في شوارع المدينة وبأيديهم أكياس الادوية أو الصور الشعاعية  أو وصفات الأطباء أو ورقة التحاليل الطبية هذه المناظر استوقفتني كثيرا واردت البحث عن اسباب كثرة الأمراض في هذه المدينة ، فعندما تزور عيادة الأطباء فترى معظم العيادات ممتلئة عن بكرة ابيها وهذه الحالة لا توجد حتى في المدن الكبيرة مثل دمشق وحلب وفي عيادات أشهر الاطباء في سورية فما السبب في اعتلال صحة معظم سكان قامشلو فقلت بيني وبين نفسي ربما السبب هو الهواء ولكن هواء مدينتنا هو انقى من هواء المدن الكبرى حيث لا يوجد عندنا معامل تتصاعد منها دخان غاز ثاني اكسيد الكربون وقلت ربما هو الغذاء ولكن الغذاء الذي نأكله هو نفسه غذاء بقية المدن السورية
اذن لم يبق سوى الماء وهذا ما جعلني اتجه الى مصدر مياه الشرب حيث تم حفر عدة آبار في غرب المدينة تستجر منها المياه الى المدينة وبالقرب من هذه الأبار هناك مكب القمامة يرمى فيها كل قمامة المدينة وفي أيام الشتاء عندما تهطل الامطار يترشح الماء بعد تفاعله مع الأوساخ والمواد البلاستيكية والصفائح المصدئة ومخلفات المشافي المليئة بالأمراض حيث يترشح هذا الماء الملوث الى باطن الأرض لتستجر بعد ذلك وتوزع عبر الأنابيب إلى المدينة للشرب ، لا شك ان هذا الماء عندما يشربها سكان  المدينة فانها تؤثر على الجهاز المناعي وتضعفه في الجسم ، مما يجعل الانسان مهيئا للاصابة بأخطر الامراض لأن الجهاز المناعي يصبح ذو مناعة ضعيفة جدا فيصاب الإنسان بأمراض فتاكة وخطيرة ، مثل التهاب الكبد الانتاني ، (تشمع الكبد) أو السرطان كما قد يصاب بأمراض الجهاز الهضمي لأن هذا الماء ملوث بكثير من الفيروسات
وقبل سنتين طلب من وزير الادارة المحلية السابق استملاك قطعة ارض في جنوب المدينة وفي قرية طرطب بالتحديد لنقل مكب القمامة اليها فرفض الطلب فلا نعلم سبب هذا الرفض مع العلم أنه يعلم خطورة الأمر ويعلم نسبة الاصابة بمرضي السرطان والتهاب الكبد الانتاني في قامشلو هي من اعلى النسب في كل المدن السورية نرجو ان لا يكون الامر مقصودا لانه يعرف ان الكرد يشكلون الغالبية في هذه المدينة وان لا تكون الغاية هي القتل البطيئ للكرد وهذا ما يذكرنا بمجزرة حلبجة والفرق بينهما ان حلبجة كان القتل فيها على السريع بغاز السيانيد والخردل وخلال دقائق معدودة
هل كتب على الكرد الابادة سواء على الموجة السريعة او البطيئة فكلاهما سواء

وكأنهم ليسوا ببشر لذا نستصرخ بأعلى اصواتنا ونناشد أصحاب الضمائر الحية إن بقي هناك ضمائر حية في هذا الكون لانقاذ سكان قامشلو من الموت بكورده وعربه ومسيحييه لأن كلنا اخوة في الا نسانية ونتمنى ان لا تصبح الانسانية في خبر كان في هذا الزمن الصعب

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…