توضيح وتعليق الحياة موقف..! «مستمرّون في نضالنا السلمي حتّى النهاية بلا هوادة..!»

منذ انطلاقة حزبنا ( آزادي الكوردي في سوريا ) في الحادي والعشرين من شهر أيار عام ألفين وخمسة ( 21/5/2005 ) عدّ نفسه نواةً لمشروعٍ سياسي قوامه النضال الملتزم لقضيةٍ مقدّسة هي ( قضية أرضٍ وشعب ) جاعلاً ( الكورداياتي ) نهجاً و مسلكاً في درب النضال الطويل؛ في زمنٍ أفتقد الكثير من القيم النضالية الأصيلة..! 

لقد استمدّ حزبنا برنامجه السياسي من جملةٍ من التجارب المريرة التي مرّت بها حركتنا الوطنية التحرّرية الكوردية في ساحة كوردستان- سوريا؛ وعددٍ من الولادات القيصرية  التي رافقتها مخاضات مؤلمة في فترة الحكم الاستبدادي البعثي و الديكتاتورية  التي امتدت على مساحة النصف قرنٍ من عمر بلادنا .
خلص حزبنا إلى أنّه لا بدّ من أيجاد صيغ نضالية تتلاءم والمراحل الحرجة التي مرّت ولا تزال تمرّ بها ساحتنا النضالية, ولا سيما بعد اندلاع انتفاضة شعبنا الكوردي الباسلة في 2004 م ؛ فكانت دعوة حزبنا إلى التظاهرة في مدينة القامشلي بعد ثبوت نبأ اغتيال شيخ الشهداء ( محمّد معشوق الخزنوي ) في 5/6/2005 م؛ حينها تعرّض لأشرس هجمةٍ همجية قادها النظام البعثي بنفسه ضدّ قيادة حزبنا وخيرة كوادره وما رافق مع حملته القمعية صدور العديد من البيانات اليتيمة الاتهامية الظالمة بحق حزبنا من العديد من أخوة النضال..في ظرفٍ كان من المفترض الوقوف فيه صفّاً واحداً في وجه آلة النظام القمعية التخريبية..!  
إلا أنّ عزيمة رفاقنا وإرادتهم النضالية الصبورة وحكمة القيادة تجاوزت المحنة بأقل الخسائر, ولم تمض فترة حتّى زحفت الهجمة الرقطاء بأسلوب آخر تلحّفت بملاءاتٍ قريبة من اللون النضالي الكوردي..!, وتحرّكت وفق أدوارٍ مرسومة ومعروفة ذات أجنداتٍ ..الهدف منها النيل من الحامل الحقيقي لنهج الكورداياتي نهج البارزاني الخالد,..


وللتاريخ فمنذ البدايات الأولى التـأسيس ( 14/6/1957 )  وما تلاها من مخاضات عسيرة التي كانت المحرّك والمدشّن الحقيقي لكونفرانس الخامس من آب 1965 م  الذي تبنّى برنامج نضالي ملتزم واضح إلى حدٍّ كبير, والذي من خلاله برزت معالم وأسس حقيقية لمدرسة ( النهج الملتزم – اليسار الديمقراطي ), وتبعاً للظروف النضالية فقد استطاعت هذه المدرسة تجديد برامجها ومناهجها وفق خطٍ نضالي تصاعدي ورؤى سياسية أصابت في الغالب, وأثبتت صوابيتها؛ فكان المؤتمر الخامس لحزبنا الذي عقد في بيروت ( 1980 ) حيث حمل الحزب في ذاك المؤتمر اسم ( الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا ) وتبنّى برنامجاً نضالياً واضحاً وصريحاً تضمّن أهمّ مبدأ من مبادئ شرعة الأمم في حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها, و رفع أيضاً شعاراً تاريخياً “عدم الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكوردستان “, وأكّد على الأخوة الكوردية مع الشعوب الأخرى, فكان مفصلاً تاريخياً آخراً في تاريخ مدرسة ( الخامس من آب ) حيث بتلك المبادئ أصبح الحزب رافعة نضالية بجدارة, والحامل الحقيقي والمدافع الأمين عن الثوابت النضالية في اتجاهيها القومي والوطني, وأضحى الدريئة الصلبة التي تلقّت وتتلقّى الطلقات الغادرة والحاقدة؛ من خلاّبية أحياناً, وتعدّت الأخرى إلى حقيقية, وأصبحت في تقصّدٍ واضح لأشرس حملةٍ بربرية في الساحتين السورية واللبنانية- إبّان الاجتياح الإسرائيلي للبنان- في فترة الثمانينات, وفيما بعد أصبحت أفكار حزبنا ملهماً لغالبية أبناء شعبنا وخاصّةً المثقفين منهم, والجيل الشاب الكوردي, وأصبح لوجود ه الواسع والكبير في مختلف المناطق الكوردية وأماكن التواجد الكوردي وخاصّة في المدن الكبرى الأثر الكبير والدور الإيجابي المتميّز نحو تصعيد نضالات شعبنا الكوردي, وقد أنجز العديد من المحطّات النضالية التاريخية أهمّها ( تحويل نوروز دمشق بعد استشهاد الرفيق – سليمان آدي أمين- إلى تظاهرة عارمة وقيادتها في قلب عاصمة الديكتاتورية؛ حيث تعرّض العديد من قيادة وكوادر حزبنا إلى الملاحقة والسجن الرفيق القيادي أنذاك ( ربحان رمضان أبو جنكو ).

ومن ثمّ الرفيق المرحوم سامي ناصرو عضو المكتب السياسي لحزبنا..


أدرك رفاقنا وبوعيهم المتميّز الواقع السياسي والأخطار المحدقة بحزبهم ونهجهم؛ فكان سلاحهم الصبر والحكمة وإعمال لغة العقل والنضال السلمي الهادئ لمواجهة كلّ ما يعتري طريقهم… بالرغم من الوخزات العارضة والمؤلمة أحياناً؛ فكان العنوان الأساس هو ضرورة التأقلم السريع مع المستجدّات الحقيقية والعرضية..

 
وقد شهد التاريخ النضالي لحزبنا ( آزادي ) وخاصّةً في الآونة الأخيرة- فترة الثورة السورية المجيدة- الكثير من التحوّلات النوعية دون المساس بالثوابت النضالية الراسخة على الصعيدين الوطني و القومي عبر إدراكنا لطبيعة المرحلة ودقّتها, ومتطلباتها من حيث تضافر جميع الجهود الوطنية والقومية, وضرورة تجميعها وتكثيفها؛ لأنّ المرحلة بكلّ تأكيد هي مرحلة الاستحقاقات الوطنية والقومية, وليست الحزبية الفئوية؛ فكانت الثمرة عقد المؤتمر الوطني الكوردي في 26/10/2012 وانبثاق المجلس الوطني الكوردي؛ الوعاء الحقيقي لنضالات عشرات السنين حيث كان لحزبنا الدور الكبير والأساسي في إنجاحه وتحديد الخطوط الكبيرة والأساسية لبرنامجه النضالي المتميّز,إلى جانب الأحزاب الأخرى الحليفة والمستقلين الوطنيين والأهم تنسيقيات الشباب الكورد, والمرأة الكوردية..

  
وقد أدركت القيادة حجم المؤامرة وأدواتها العرضية على التاريخ النضالي الحقيقي لشعبنا وأمتنا الكوردية؛ مع احترامنا الكامل لمعاني النضال ورموزه الحقيقين ( الشهداء ) وعوائلهم الذين عبّروا أكثر من ذي مرّة عن براءتهم من هكذا توجّهات عبثية..!تلك الأدوات وعبر ذهنيةٍ استبدادية تحاول جاهدةً قلب الآيات النضالية الحقيقية, والعمل على تشويه وتشويش المسارات الصحيحة, وذلك باستغلال الفرص الممنوحة لها ظنّاً أنّهم الوحيدون..!
يقيناً لم نرد الردّ أبداً أو التشهير بأحدٍ, ولكن سطّرنا تلك الأسطر للتوضيح و للتاريخ ؛ لأننا ندرك أنّ الساحة النضالية واسعة ؛ تستوعب الجميع, وللجميع الحق في سلوك الأنسب؛ ولكن شريطة العمل وفق مبدأ قبول الآخر والآخر المختلف دينياً وقومياً وسياسياً؛ وخاصّة عندما تكون الظروف قاسية وخطيرة جدّاً, وسيبقى الحكم في الأخير هوالشعب وسطور التاريخ الذي لا يرحم..! ولن نتحرّك أبداً وفق ذهنية ( روناهي ), وخاصّةً في عددها (31-10 حزيران 2012 ) الناطقة باسم (PYD ) ولجانها الشعبية..

من بابها لمحرابها التي جرّدت القلم عن كلّ المعاني, وجعلت صفحاتها أوراق صفراء؛ صغرت كثيراً بعين قرائها ومتابعيها؛ وخرجت بالمطلق عن كلّ قواعد المهنة, وراح محرّروها وكتّابها يتقلدّون الحراب والسهام ويصوبونها أيضاً كما حصل ميدانياً باتجاه خاطئ, وهم يدركون ذلك, بدلاً من توجيهها باتجاه النظام الغاشم القابع على صدور أبناء شعبنا الكوردي منذ قرابة الخمسة عقود؛… من قال: أنّ القضايا والمسائل العالقة تحلّ في الشوارع أو بفوهات البنادق أو بإطلاق التهم الباطلة والدعايات المغرضة التي لا تمت إلى الواقع بصلة, والسؤال الأهم: لمصلحة من استهداف آزادي أو المجلس الوطني الكوردي, أو حتّى شخصيات اعتبارية لها اليد الطولى في بلورة الفكر السياسي الكوردي في كوردستان سوريا بصيغته الحالية؟ لمصلحة من تقسيم الشارع الكوردي والادعاء بالثورية في حين تحاربون الحامل الحقيقي للحراك الشارعي..

لمصلحة من هذا التجييش الإعلامي بالباطل على آزادي ورموزه الذين قضوا معظم حياتهم النضالية في زنزانات النظام ومعتقلاته..!؟ إن كنتم تدّعون الحقيقة فأتون بالدليل والبرهان؛ وإلاّ سيكون للتاريخ والشعب كلمةً أخرى..! نناقش فيكم الفقرة السياسية الخطيرة المتعلّقة بعملية الوحدة من وجهة نظركم في افتتاحيتكم ( صوت روناهي )؛ حيث تريدون إسقاط تجربة واقع كوردستان- تركيا وحلّ أحزاب الحركة التحرّرية في كوردستان الشمالية بالقوة, وصهرها في بوتقة منظومة حزب العمال الكوردستاني؛ و إلاّ بما يمكن تفسيره بعدم وجود أي منظومة كوردية حقيقية أخرى في ساحة كوردستان الشمالية سوى منظومة ( بكك )؛ فإذا كانت المرامي هكذا فبالتأكيد ستخيب ظنّكم… وحتماً ستقرأ سطوركم بمنتهى الخطورة وبألف حساب (( …وفي عموم كردستان أمثلة حية وواضحة على ذلك فقد ضحّى الكثير من الساسة الكرد بأحزابهم وتنظيماتهم في سبيل توحيد الصف والكلمة, ففي كردستان الشمالية لونت وبدلت الأحزاب الكردية من أسمائها وحتّى من قادتها لاستيعاب الملايين من الكرد….)..


 وحتّى نبقي المسافة الفاصلة خصبةً ندعو إلى الترفّع عن كلّ ما يسيء لنضالات سعبنا الكوردي المعذّب, وحركتنا التحرّرية والاعتذار الفوري عن كلّ ما ألحق بآزادي ورموزه ونهج الكورداياتي ( نهج البارزاني الخالد ) من تهم باطلة وادعاءات واهية ..


– المجد والخلود لشهداء الكورد وكوردستان, وشهداء الثورة السورية المجيدة.

20/6/2012

حزب آزادي الكوردي في سوريا / الإعلام المركزي

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…