الثورة السورية واسقاط النظام الاستبدادي – كرديا

د .

محمد رشيد

  الاحداث المتسارعة بعد القضاء على “خلية الازمة ” التي كانت تقود قوات الاسد النظامية وكتائب الشبيحة , واصابة رأس النظام (قيادة العمليات) بضربة قاصمة  , حيث اصيب اركانه بحالة  هستيرية في القيام بزيادة وتيرة اعمال القتل والفتك بالشعب  السوري , متزامنا مع ترتيب الاولويات العسكرية للثوار وفصائل الجيش السوري الحرفي حشد فصائلها وتوجيه ضربات موجعة للنظام في مركز العاصمة وضواحيها بهدف تفكيك قوات النظام من جيش وأمن وشبيحة والتخفيف على باقي المدن والبلدات السورية التي تتعرض لارتكاب مجازر جماعية والتطهير المذهبي .
هذه المستجدات استدعي بان يتم سحب النظام للبعض من قواته في الاطراف واخلاء مؤسساتها العسكرية وشبه العسكرية من العناصر المتواجدة والالتزام في تنفيذ الاوامر بافراغها قي حال تعرضها لضغوطات عسكرية , في خطوة عملياتية من قبل النظام بان تلك المناطق ليست بذات الاهمية  او ان تعزيزها ومساندتها لربما ستكون باهظة التكاليف ويمكن استعادتها بسهولة في حال توجيه قوة نظامية (فرقة عسكرية بكامل عدتها) لتلك المناطق .
–  المعابر الحدودية سقطت الواحدة تلو الاخرى او تم التخلي عنها , كونه لاتشكل خطوط او نقاط استراتيجية عسكرية  للنظام , ولم تعد بتلك الاهمية في حال الاستشعار بانها تتعرض لقتال بغرض الاستنزاف , وبما ان النظام اعلنها حرب داخلية فان وظيفة المعابر ووفق عملها  فهي لتسهيل الاجراءات الادارية من نقل وعبور وجمارك , وفي الفترة الاخيرة لم تعد لها وظيفة حيوية  بسبب توقف حركة المرور (معبر قامشلو متوقف منذ اكثر من خمسة اشهر).

ومن جهة ثانية فان الجيش الحر لجأ الى السيطرة على هذه المعابر بهدف , كونه فقد الامل من المجتمع الدولي في ان يشكل  منطقة عازلة آمنة لاستقبال او تسهيل العبور الى دول الجوار للمنشقين والمهجرين الذين  يطالهم  النظام ويمعن القتل وارتكاب المجازر واستعمال الاسلحة الثقيلة .
–  اما المناطق الكردية بشكل عام فانها كانت تدار من قبل اجهزة الامن والميليشيات المسلحة (مراكز الشرطة والامن والهجانة وقوات عسكرية نظامية قليلة العدد والعتاد) وحتى في حال القضاء على تلك القوات  فانها لا تشكل اي خطورة على بنية ومفاصل النظام) , ومنذ انطلاقة الثورة فان الحراك الثوري في تلك المناطق حافظت على سلميتها في الخروج بالمظاهرات السلمية والتي لم تتجاوز عدة ساعات يوميا , وما كان يتسرب من اسلحة فردية الى النشطاء  لم يشكل اي تهديد يذكر على  النظام , حتى بالنسبة  للعتاد  القتالي الذي يملكه مسلحي ب ي د  فانه يتم غض الطرف عنهم لاجندات مازال يكتنفها الغموض , وما  تم من حوادث متفرقة خلال الفترة المنصرمة من اعمال قتل واختطاف والتي حدثت علنا في مناطق عفرين فقد  تم ضبطه (من لدن طرفين صعدا من وتيرة المشاحنات وتوجيه التهم  فيما بينهما) ويما عرف  باتفاق هولير , هذا اذا التزم الطرفين -المجلس الكردي واحدى مؤسسات ب ي د – (مجلس شعب غرب كردستان) بالتعهد فيما وقعا عليه , يؤمل في انه سيتم تجاوز ماحصل من تجاوزات وفيما ارتكب من اعمال بتجاوز للمحرمات الكردية , وهو الاقتتال الكردي – الكردي (يصرح قيادات من ب ي د ومن مؤسسات اخرى تابعة لمنظومته بان الاتفاق تم فقط بين المجلس الكردي ومجلس شعب غرب كردستان) ؟
–  ماجرى خلال اليومين المنصرمين باخلاء البعض من المراكز الحكومية من قبل  عناصر الاجهزة الامنية في المدن ذات الاغلبية الكردية وظهور مسلحين من المكونين (ب ي د والمجلس الكردي) على انهم حرروا المقرات الحكومية وتوزيع الدوائر الحكومية  (غنائم) فيما بينهم مناصفة وبتشكيل لجان مشتركة, (ايحاء منهم بان المكونين هما فقط يمثلون الشعب الكردي والمنطقة ذات الاغلبية الكردية عموما ) , وفي اول استعراض لقواهم والقيام بعمليات استعراضية وتشكيل بما يعرف بلجان الحماية وتشحين وهيجان الشارع الكردي بانهم بصدد اعلان ؟؟؟؟؟ وكأن الدولة انهارت , والادعاء بالسيطرة على البعض من المراكز ومن ثم هروبهم من ميدان المعركة الوهمية المعلنة , وترك امر الاهالي لتنتظر قدرها بين براثن اجهزة النظام والشبيحة, كما يحدث الان في تل كوجر المعربة الى اليعربية  التي تتعرض الان الى القصف من المروحيات وهجوم قطعان الشبيحة والميليشيات المسلحة, وكذلك ماحصل ليلة امس في مدينة قامشلو فما ان اقدم النظام بتحريك قطعاته العسكرية والتوجه الى وسط المدينة حتى تبخر الصناديد الميامون ولم يعد لهم من آثر .
–  اما ماحدث في مدينة عامودا وتوزيع المراكز الحكومية , ومالفت الانتباه ويدعوا الى التساؤل وهو  تسلم مجموعة من اتحاد القوى الديموقراطية الكردية وشباب التنسيقيات لفرع  امن الدولة , ووضع صورة الشهيد مشعل التمو بدلا من صورة الدكتاتور , وياتي بعد ذلك مجموعة مسلحة من عناصر ب ي د وتدخل المركز عنوة ويتم  الاستيلاء على الارشيف والذهاب لحال السبيل, فان في الامر اشارات تستدعي التساؤول ؟؟؟؟
–  وما جرى من اختطاف رئيس احد اهم المكونات الثورية – اتحاد القوى الديموقراطية الكردية – المناضل جميل عمر (ابو عادل) تحت الانظار وبعملية قرصنة امام اعين شهود ومن دون تحريك ساكن او من دون حتى البحث عنه من لدن البعض من النشامى ؟ , وقد مضى اكثر من عشرة ايام على اختطافه واختفاءه, فمن الطبيعي بان اجهزة النظام ومؤسساته هي الجهة الرسمية المسؤولة عن اختطاف المناضل ابو عادل , كون مهمتها هي الحفاظ على امن وسلامة المواطنين, وهي من دون شك وجهت الفاعلين وسهلت العملية  تهيئة وتنفيذا , وكل مايبحث على الارتياب هي حالة عملية الاختطاف واختفاء المناضل ابوعادل  ومعرفة الفاعلين, وعلى الرغم من الجهود الحثيثة من قبل رفاقه والخيرين في معرفة مصيره , تم التأكيد بان المناضل ابو عادل ليس بحوزة اجهزة الامن وليس في اقبيته وزنازينه ؟؟
المناضل ابو عادل هو رمز الحراك الثوري الكردي ولايمكن السكوت عن اختفاءه فهو قلب الانتفاضة الكردية النابض , واي اعتداء على حياته فهو اعتداء على الحراك الثوري الكردي باجمعه .

كل مايحدث في المنطقة الكردية من تصعيد ليس له من مبرر سوى تأدية ادوار لوقف المظاهرات السلمية, والتي حافظ الشعب الكردي على وتيرتها التصاعدية السلمية وعدم المهادنة مع النظام الاستبدادي حتى اسقاطه بكامل رموزه واركانه , والمعركة الاساسية هي في العاصمة دمشق والتفاعل والتكاتف مع الفصائل المقاتلة من الجيش السوري الحر والكتائب الثورية الاخرى , مثلما كان يصرح سابقا بان حل القضية الكردية تكون في العاصمة دمشق .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…