وكان من الأجدر الأكتفاء بالتقرير النهائي اللذي صدر عن المجلس الوطني الكردي ممثلية تركيا, لولا الأخطاء و النواقص والقفز على مفاصل ما جرى حينها سعيا منهم لاستغلال هذا الواجب الأنساني وتحويله الى مكاسب لبعض الأشخاص المذيلة بأسمائهم.
وأليكم بعض ما جاء في التقرير:
ــ (في صبيحة الخميس الساعة السادسة بتاريخ 06/09 طفت على مياه بحر أيجه بمدينة أزمير أكثر من ستين جثة وهي الأسماء اللتي وثقناها كوفد للمجلس الوطني الكردي-ممثلية تركيا………).
وللأيضاح, ان الأسماء الواردة في التقرير غير دقيقة لجغرافية موطن الشهداء و نقص فادح لا يتناسب مع العدد المذكور وعلى سبيل المثال ولا الحصر.
فأن الأسماء- فرهاد عبد السلام و هديل وهيلين وجمانة وغيرهم هم من ضحايا أهالي الحسكة من عامودا.
كما أن شهداء عامودا وقراها لوحدها (39شهيد) والذي جاء في التقرير عددهم 35شهيدا, ناسين بان شهداء مدينة الحسكة11شهيد.
بالأضافة الى شهيد من قرية خربة شادي بجانب صفية (من الاخوة اليزيدية) تم استلامه ونقله من قبل ذويه في اليوم الخامس من الحادث.
والقائمة العمودية المنتهية (طفلة لم تسمى) انما هو طفل من الحسكة باسم جان عبد الجبار خنجر.
وهنا لا نجد الضرورة لذكر الأسماء الموثقة لدينا بالكامل.
كما جاء في التقرير:
ــ (وقد شكر الضحايا بعد استلامهم لجنازتهم وفد المجلس الكردي اللذي كان معهم منذ اللحظة الأولى الى حين توجههم مع ذويهم الى طريق سوريا……)
وللأيضاح: ففي الساعات الأولى من صبيحة يوم الخميس 06/09 وصل وفد من الجالية الكردية في أزمير وهم أبو ديسم و جوان رمو و كريم وديسم ألى مركز الجندرما في (أحمد بيلي-مندرس) التابعة لأزمير ولحق بهم بعد ساعة الطالب الجامعي هوزان محمد برفقة وفد من جمعية التعاون مع اللاجئين والمؤلف من السيدة برل والسيد حسين مع عدد من الصحفيين ووكالات الأنباء, مما زادنا قوة و شجاعة في الاصرار على متابعة أمور الأنقاذ ومقابلة الناجين و الترف على تفاصيل الحادة و بدقة -من احصاء عدد الناجين والشهداء- ونقلهم جميعا الى المركز الرئيسي للجندرما في (أوز ديرى).
وفي اليومين الثاني والثالث من الحادث ( 7-8/09/2012) توافد ذوي الشهداء الى أزمير و تم نقل البعض منهم بوسائلنا المتواضعة من والى مركز (أوز ديرى) لمقابلة الناجين بعد الكثير من الأخذ والرد مع قوى الأمن في المركز, الى أن تم نقل الجثث الى ثلاث ثلاجات ( تبجيك-ونارلي ديرى-و بوجا) في أزمير.
كما تم نقل الناجين الى مركز تابعة لشعبة الاجانب (اشك كينت-أزمير).
وفي نفس اليوم توجهنا الى (سفرهسار) لمقابلة السيد طلال باشا عضو العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي والذي كان بزيارة أحد أقاربه هناك, وتم الأتفاق معه على دعوة المجلس الوطني الكردي ممثلية تركيا, مشكورا على مساهمته المادية للمصاريف و مساعدة الناجين.
فكان أول المبادرين للمساهمة وعن طريق الهاتف السيد شفان من المجلس وتلاه الدكتور بهزاد ابراهيم وكان ردنا- أننا كجالية في أزمير بحاجة الى رفع المعنويات وتبيان دور المجلس- كما أنه أي في صبيحة 08/09 أتصل السيد عبد الباسط سيدا مع أبو ديسم مستفسرا عن الحادث و مبديا استعداده لكل المساعدات و معتذرا لعدم أمكانية حضوره الى أزمير لأشغاله و اللقاءات المتوجبة عليه خارج تركيا.
وفعلا حضر في مساء يوم 10/09 وفد مؤلف من خمسة أشخاص وهم: الدكتور بهزاد و دجوار كلش و يلماز سعيد و جاندار و آلان وتم استقبالهم في بيت أبو ديسم و شرحنا الصورة كما هي و بعدها تأمين (فندق كارا دنيز) لأقامتهم.
وبدأنا معا في اليوم التالي لمتابعة أستلام الجثث وقمنا بعدة لقاءات مع السيد معاون الوالي شاهين أصلان (المكلف بمتابعة الحادث) والنائب العام وشعبة الأجانب, حيث كان لقائنا الأول مع معاون المحافظ باسم المجلس الوطني الكردي واللذي طغى على اللقاء نوعا من البرود والفتور ولم نجد التجاوب المطلوب بعد أن بين أن الموضوع متعلق بوزير خارجية تركيا, أمل في اللقاء الثاني و بعد أتصال السيد عبد الباسط سيدا مع أبو ديسم وتم شرح الموقف له و وعد بالأتصال مع وزارة الخارجية و أرسال وفد من المجلس الى أزمير تغير موقف السلطات المحلية بشكل أيجابي أكثر وبدأنا بترتيب معاملات أستلام الجنازات بأمر من النائب العام السيد سامي دوندار بالتنسيق مع ممثل الوالي السيد أرول ينغل وهوزان محمد الذي كان معيننا من قبل النائب العام كمترجم و متابع لعملية الأستلام و أتمام الأضابير الى صباح يوم الخميس13/09/2012 .
وفي مساء 12/09 حضر السيد مطيع البطين عن المجلس الوطني السوري و تم اللقاء مع بعض ذوي الشهداء في بيت أبو ديسم و شرح لهم بعض المآسي الذي يعانيه الشعب السوري بعد تقديم العزاء لهم و للمجلس الوطني الكردي (بينما أبدى المجلس الوطني الكردي أمتعاضهم من حضوره ولم يحضروا ذلك اللقاء باستثناء حضور السيد يلماز سعيد).
وفي اليوم التالي صباحا أجتمعنا جميعا مع ذوي الشهداء في مقبرة بوجا لأتمام عملية أستلام الجثث و التحميل, وحينها كانت عدة لافتات سوداء معبرة عن الحادث مع مضخم صوت كان قد تم تجهيزها وتحضيرها سابقا من قبل بعض شباب الجالية وهم: مروان سيتي و جوان و ديسم و كريم و جفان, وذلك لتوديع الشهداء و ذويهم فكانت خاتمة أتعابنا الساعة الخامسة مساءا يوم 13/09/2012.
لذا كان من المؤسف أن يصدر ما يسمى بالتقرير المفصل عن المجلس الوطني الكردي ممثلية تركيا متضمنا تعبيرا بعيدا عن الحقيقة والواقع, وأرادوا من خلالها التسلق على أتعاب و جهد الغير ليبرزوا عضلاتهم كمن يسرق نتاج غيره من الأدباء و الكتاب.
أبو ديسم
shelum84@hotmail.com