ولكن بدلا من حل الخلافات انقسم الحزب على نفسه الى حزبين وبنفس الاسم كما جرت العادة في انشقاقات الأحزاب الكوردية, واصدر كل طرف بيان ختامي للمؤتمر.
– ما هي الأسباب التي دعت لعقد مؤتمر استثنائي للحزب ؟
بالإضافة الى ظروف الثورة والتغيرات السياسية التي ترافقها والمرحلة الدقيقة التي تمر فيها المنطقة الاقليمية والتي تتطلب مواكبتها وتحديد موقف ورؤى سياسية منها, كان هناك فراغ في منصب السكرتير, أحدثه الرحيل المفاجىء لسكرتير حزبنا الأستاذ عبدالرحمن آلوجي, وخاصة بعد فشلنا في انتخاب سكرتير للحزب ضمن اللجنة المركزية بسبب تعنت بعد الرفاق, فتطلب عقد مؤتمر استثنائي للحزب, فاتخذ قرار بذلك وتم التحضير له ..
– سبق وان انتخبتم – بعد رحيل الأستاذ عبدالرحمن آلوجي- هيئة سكرتارية تضم ثلاثة رفاق من القيادة.
الم تكن هذه الهيئة قادرة على إدارة شؤون الحزب في هذه الفترة الى حين حلول موعد عقد المؤتمر الاعتيادي ؟
بسبب تفرد عضوين في المكتب السياسي في اتخاذ القرارات دون علم بقية اعضاء القيادة وكذلك تدخلهما في المسائل التنطيمة التي ليست من صلاحيات المكتب السياسي ككل , كالغاء قرارات اللجنة المركزية , والنظام الداخلي صريح بهذا الخصوص حيث يشير البند الأول من المادة الثالثة والسبعون بخصوص مهام المكتب السياسي وبالحرف: ” على المكتب السياسي تنفيذ مقرارات اللجنة المركزية بين اجتماعين ..” وبعكس النظام الداخلي قام عضوين في المكتب السياسي بالغاء قرارات اللجنة المركزية واصدار بيان بذلك في المواقع, هذه الخروقات من طرف رفيقينا في المكتب السياسي أدت الى تفاقم المشاكل وخلقت البلبلة بين الرفاق, فكان لا بد من معالجتها من خلال المؤتمر.
كيف جرت الأمور داخل المؤتمر وما هي الأسباب التي دفعت بعض الرفاق في الانسحاب منه ؟
اعمال المؤتمر جرت بشكل طبيعي بدءً من انتخاب هيئة الرئاسة ومن ثم مناقشة التقرير السياسي وكذلك اتخاذ القرارات , وان كانت هناك اختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا والخلاف الأساسي تمحور حول الاتحاد السياسي الذي استفرد عضوين في المكتب السياسي اجراء اتصالات بشأنه مع بعض الأحزاب ضمن المجلس الوطني الكردي دون مشورة بقية أعضاء القيادة, وكانت هناك مخاوف لدى أغلبية المؤتمرين من توجه هذا الاتحاد والغاية من اعلانه وخاصة اننا كحزب نعمل ضمن اطار أشمل الا وهو المجلس الوطني الكردي..
فقرر المؤتمر وبالأغلبية رفض مشروع الاتحاد السياسي في الوقت الحاضر ..
وهكذا استمرت اعمال المؤتمر بشكل طبيعي مع وجود بعض المسائل الخلافية الصغيرة التي آثرنا تجاوزها خاصة في هذه المرحلة التي تشهد تطورات كبيرة والتي تفرض علينا تجاوز الأمور الصغيرة..
ومن ثم تم انتخاب سكرتير للحزب وجرت عملية الترشح للقيادة وقبل إجراء الانتخاب تفاجئنا بانسحاب هؤلاء الرفاق الذين يدعون انهم عقدوا مؤتمر اعتياديي, من بينهم ممن سجلوا أسماءهم للترشح للقيادة, دون إبداء أسباب بذلك, وحاولنا كثيرا لابقائهم في القاعة وبالحاح شديد من الرفاق وخاصة من قبل نجل المرحوم عبدالرحمن آلوجي (شيروار) ولأكثر من ساعتين من الرجاء والتوسل اليهم لثنيهم عن قرار الانسحاب فلم نفلح ..
واستكملت اعمال المؤتمر بانتخاب اللجنة المركزية الجديدة المؤلفة من 15 عضوا ..
هل كان مؤتمركم استثنائيا ام اعتياديا ؟
كان مؤتمرا استثنائيا لانه انعقد قبل موعده الاعتيادي, حيث ينعقد المؤتمر كل أربع سنوات حسب النظام الداخلي للحزب, ولم يمض سوى سنة وسبعة أشهر على انعقاد مؤتمرنا الأخير “الحادي عشر”, لذلك يعتبر هذا المؤتمر استثنائياً .
هل هناك من محاولات لايجاد حل للتوافق مع رفاقكم الذين انسحبوا ؟
لازلنا نعتبرهم رفاق لنا, ونكن لهم الاحترام والتقدير ونرحب بأي جهد يقنعهم للعودة والتوافق ولا نجد أي مبرر أن لا يعودوا.
كم هو عدد الذين انسحبوا ؟
حوالي 20 رفيقا
ماذا عن وضعكم ضمن المجلس الوطني الكردي, بعد الانقسام الحاصل ؟
نحن ملتزمون بقرارات الحزب تجاه المجلس الوطني الكردي وسنمارس نشاطنا الاعتيادي ضمن هيئاته كالسابق و هذا قرار المؤتمر .
ولمعرفة وجهة نظر الطرف الآخر كان اللقاء مع السيد عبدالكريم سكو :
– ما هي الأسباب التي دعت لعقد مؤتمر استثنائي للحزب ؟
انعقاد المؤتمر كان بسبب الخلافات المتواصلة منذ حوالي سنتين والتي كانت تتفاقم مع مرور الزمن وجوهر الخلاف كان مع الرفيقين محمد سعيد وادي والدكتور لازكين, ومارس رفاقنا في المنطقيات الضغط علينا في القيادة لايجاد حل لهذه الخلافات وبعد فشل كل الجهود كان قرارنا الذهاب الى المؤتمر, وقررنا تشكيل لجنة من المؤتمر لإجراء تحقيق مع الرفيق محمد سعيد على تصريحاته لعرضه على المؤتمر , على ضوء ذلك يقرر المؤتمر قبوله في المؤتمر من عدمه, ولكن لم يتم تنفيذ هذا القرار وبدلا من ذلك حاولوا إجراء مصالحة, على مبدأ “عفى الله عما مضى” علما ان الخلاف ليس شخصيا وأكن له التقدير..
وخلال المؤتمر طالبت عدة مرات انهاء هذا الموضوع دون ان أجد آذان صاغية ..
لماذا لم يكن هناك اصرار جاد من قبلكم في بداية المؤتمر على تنفيذ قرار اجراء التحقيق مع السيد محمد سعيد وادي, وحتى التهديد بالانسحاب من البداية , حيث شاركتم في أعمال المؤتمر حتى بعد انتخابات السكرتير ومن ثم قررتم الانسحاب ؟
لم يكن من المنطق ان نهدد بالانسحاب منذ البداية , ولم نكن نرغب ان يكون التحقيق ضمن المؤتمر, وكان مقررا ان يتم اجراء التحقيق خارج المؤتمر ومن ثم نعرض نتيجتة على المؤتمر .
هل كانت هناك خلافات أخرى بينكم ؟
نعم كانت هناك اشكالية قبول عودة مجموعة من الرفاق الى الحزب حيث تماطل رفاقنا في منطقية قامشلو في قبولهم منذ حوالي اربعة اشهر .
لقد قرر المؤتمر رفض مشروع الاتحاد السياسي والسبب كما علمنا هي المخاوف التي يبديها البعض عن الهدف من هذا المشروع وتوجهه الكردستاني الغير واضح ويتخوف رفاقكم من ان يبتعد الحزب عن خطه المعروف “نهج البارزاني” .
فما الغاية من هذا الاتحاد السياسي ضمن اطار المجلس الوطني الكردي الذي يجمعكم جميعاً والذي قرر مسبقا عند تأسيسه عن حل كافة الأطر ضمن المجلس؟
نرفض المزاودات في هذا الجانب..
هناك من يرتزق بنهج البارزاني , وهناك اطراف اخرى تريد بناء اتحادات ضمن المجلس , حاليا هناك كتلتان في المجلس, وهدفنا هو بناء كتلة ثالثة للحفاظ على توازن هذا المجلس وحمايته, وبالنسبة الى التوجه الكردستاني مع اننا مع استقلالية القرار الكردي السوري ولكن نحن جميع احزاب الاتحاد السياسي اقرب الى نهج البارزاني من أي حزب آخر , ولكن يجب ان يكون قرارنا محل احترام لديهم ونرفض التبعية كالسابق.
الآن نحن في زمن مختلف, زمن الاتصالات والمعلوماتية, لا يجوز ان نتقوقع حول ذاتنا يجب ان نمد يدنا للجميع وخاصة الطرف المختلف لان الحليف يبقى حليفا .
ماذا سيكون وضعكم كحزب في المجلس الوطني الكردي, وهل سيتم التعامل مع الطرفين بنفس الدرجة كما حدث في انشقاقات الآحزاب الأخرى اليسار وآزادي ؟
لن يكون هناك تعامل مع الطرفين بل مع طرف واحد , ولنا اتصالات مع أحزاب المجلس قبل المؤتمر وبعد المؤتمر, ولدى احزاب المجلس ملاحظات شخصية على الطرف الآخر , وغير مرتاحين من مواقفهم الغير ودية تجاه المجلس .