صلاح بدرالدين
قبل سبع وأربعين عاما اجتمعنا نحو ثلاثين عضوا بمختلف مسؤولياتهم في “الحزب الديموقراطي الكردي” جلهم مازالوا أحياء في غرفة متواضعة بقريتنا – جمعاية – لنتدارس أحوال شعبنا ووطننا وحركتنا وحزبنا ونخلص الى استصدار مقترحات وتوصيات وطرح رؤا نابعة ببساطة عن قناعاتنا المشتركة اعتبرناها في لحظتها فعل واجب واجتهاد من نخبة عاملة في قلب ميدان المعركة ومن مختلف المنظمات والخلايا والمناطق والأهم من فئات متعددة المنابع الطبقية والثقافية حريصة على حزبها وحركتها وقضيتها توافقت على حمل مبادرة الانقاذ والتطوير التي اعتبرناها من الأمور العادية الواجبة حصولها
ولكنها في حقيقة الأمر كانت أكبر من ذلك بكثير من دون أن نعي أهميتها في خطواتها الأولى فكانت ايذانا بولادة اليسار القومي الديموقراطي في الحركة الكردية ومراجعة بالعمق حول المستقبل والمصير راسمة آفاق نهج فكري – سياسي – ثقافي واضحة المعالم والتوجهات ومن وزن الرؤا الاستراتيجية التي تشرع في المساهمة بكتابة صفحات ناصعة وحيوية من التاريخ وتحدد عناوين مراحل نضالية بكاملها ولاتتكرر الا في المنعطفات التاريخية في حياة الشعوب والحركات السياسية مجسدة نهجا شق طريقه على أرض الواقع عبر احتضان جماهيري واسع من الوطنيين والمثقفين والجيل الناشىء من معظم الفئات الاجتماعية في المدينة والريف نبهت المعنيين بمتابعة تحولات الفكر القومي الكردي في تلك الحقبة مثيرة جملة من التساؤلات بين أوساط الحركة الوطنية الكردية داخل سوريا وفي الفضاء الكردستاني حول اعادة قراءة مفردات العمل الوطني الكردي والتفاهم الكردي العربي على قاعدة الاعتراف بحقوق البعض الآخر والشراكة والمصير الواحد ومفهوم اليسار واليمين ودور الحزب والطبقة والجماهير وجدوى الجبهات والتحالفات في مرحلة التحرر الوطني والعلاقة بين النضال الكردي والحركة الوطنية والديموقراطية ومهام تغيير نظم الاستبداد .
من حقنا نحن معاصروا كونفرانس الخامس من آب وأتباع مدرسته القومية اليسارية الديموقراطية أن نرفع الرأس عاليا ونعتز أمام جيلنا الراهن وشبابنا الثائرين وشركائنا الثوار العرب وسائر السوريين بأننا أكملنا رسالة الرواد الأوائل من بناة حركة – خويبون – قبل نحو ثمانية عقود والمناضلين الشرفاء من نشطاء حركات المجتمع المدني و” الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ” قبل أكثر من نصف قرن وواكبنا على تطوير ثقافة حركتنا الفكرية والثقافية والقومية والوطنية باعادتها الى سكتها الحقيقية ونهجها الأصيل بعد أن حاول اليمين القومي تحريفها والعبث بآمال وطموحات شعبنا والتلاعب بمصيره والاستهانة بارادته نعم لقد قمنا وبامكانياتنا المتواضعة وفي ظروف أمنية بالغة الخطورة والتعقيد ولكن بارادة صلبة لاتقهر وقبل أربعة عقود ونيف بوضع النقاط على الحروف في القضايا الاستراتيجية الأساسية كمسألة المصير الكردي العربي المشترك وحقيقة كون الكرد شعب من السكان الأصليين يقيم على أرض الآباء والأجداد والأحقية المبدئية في تقرير المصير لشعبنا بحسب ارادته الحرة في اطار سوريا الديموقراطية التعددية الواحدة الموحدة وحل القضية الكردية عبر الحوار والتوافق مع الحركة الوطنية السورية الديموقراطية وليس من خلال موالاة سلطة النظام المستبد والتعامل معها بل عبر تغييرها بصورة جذرية نعم هذا مادعونا اليه بالفكر والممارسة وهذا مانفتخر به الآن بعد أن أصبح نهجنا الذي رسخناه ثقافة سائدة في مجتمعنا وبين أوساط شبابنا وشاباتنا ومثقفينا وهل هناك أكثر من ذلك مصدرا لسعادتنا ؟ .
عندما أنجزنا الخطوة الأولى كان – آبو أوصمان صبري – مع نخبة من رفاقه بسجن قلعة حلب (التي يحيط بها الثوار في هذه اللحظات) حيث تشرفت بزيارتهم أواخر صيف عام أربعة وستين والدكتور – نور الدين ظاظا – بديار الغربة وآخرين اما قيد الاعتقال أو متوارين عن الأنظار فقط رؤوس اليمين كانوا يعيشون الحياة الطبيعية ! والآن وبفضل انتصارات الثورة الوطنية السورية ومشاركة شبابنا وجماهيرنا بفعالية منذ اندلاعها تحت شعارات مماثلة ومطابقة لمبادىء كونفرانس الخامس من آب الخالدة تنتظم المناسبات وتفتتح الصالات وتقام الفعاليات في مدننا تكريما للرجلين فهل هناك أسعد من تلك اللحظات ؟ .
لست هنا في مجال التغني بأمجاد الماضي بقدر ما أستمد الاعتزاز من الحاضر المعاش فقد كان قدرنا أن نعيش لتغيير الحاضر واستشراف المستقبل والتمهيد له ووضع الأسس والمبادىء والمسلمات والثوابت للجيل الذي من بعدنا فكان له خير ميراث وأفضل معين ولم تهدأ الساحة الكردية يوما في ظل أعتى الدكتاتوريات ولم تنطفىء شعلة الحياة السياسية في مجتمعنا أبدا ولم تنضب قوة دفع كونفراس آب في جميع مراحل المد والجذر وفي ظروف الاطباق الأمني من كل الجهات في عهد رجل النظام المطلق الصلاحيات الجنرال الأمني – محمد منصورة – الذي أرسلوه للقامشلي لاطفاء الشعلة الى الأبد بتفتيت وتقسيم وتجزيء نهج الخامس من آب أولا وأساسا ثم الانتقال الى ادارة الأزمة الكردية كمايراها ويقررها نظامه الشوفيني المستبد ولكن لم يفلح في تحقيق الهدف بل كسب بعض المعارك وهذا مايجب الاعتراف به خاصة وأن الكشف النهائي التفصيلي عن خيوط تلك المخططات باتت قريبة وبالرغم من بعض مظاهر الردة في مسيرة نهج آب الا أن السياق العام للحراك الشعبي لم يخرج من نطاقه ان كان في استمرار المواجهة السياسية للسلطة أو في مجال احياء الثقافة القومية من لغة وتاريخ وفولكلور وتقديم التضحيات في سبيل تحقيق الأهداف من معتقلين وسجناء وفارين ومساهمة في الاحتجاجات والشهادة من أجل المبادىء حيث مازلنا نتذكرشهيد نوروز الأول سليمان آدي وهل ننسى دماء الابن البار لنهج آب زينة الشهداء مشعل التمو ؟ .
وهكذا وبعد مايقارب نصف قرن – وهو ليس بكثير في حياة الشعوب – تتحقق تنبؤات كونفرانس الخامس من آب وينتزع جزءا من أهدافه في أن الاستبداد الى زوال والتغيير حاصل لامحالة والشعب سيحقق الديموقراطية عبر العمل النضالي السلمي أو بالثورة الشعبية مهما طال الزمن ولاحل للقضية الكردية الا في ظل النظام الوطني الديموقراطي النابع من ارادة الشعب والمستند الى التلاحم الكردي العربي وأن المراهنين الكرد على صدقات النظام الشوفيني المستبد المنهارعبر موالاته وعقد الصفقات معه قد أضروا بالكرد والقضية الكردية ومآلهم السقوط والخيبة والخسران وأن الشعب الكردي السوري هو سيد نفسه ومقرر مصيره في اطار سوريا الجديدة التعددية وأن عهد مابعد الاستبداد مسؤول عن ازالة آثار الاضطهاد القومي والمخططات العنصرية ضد شعبنا الكردي التي واجهناها بكل قوانا والتي تراكمت خلال عقود ووضع الحل الديموقراطي التوافقي السليم لقضيتنا .
ذاكرة شعبنا ليست ضعيفة بذلك القدر الذي يمكن أن ينسى تاريخه القديم والحديث تحت ضغط الأحداث وأمام محاولات من يعمل بدفع من الدوائر الشوفينية المعادية من أجل اختطاف ماضينا ومحو آثار مواجهات حركتنا مع الأنظمة الشوفينية المتعاقبة خلال عقود وكأن التاريخ بدأ منهم ويعود اليهم وصنع من أجلهم والمس بأنصع صفحات كفاح جماهيرنا وروادنا وجنودنا المجهولين في عالم النضال والابداع الفكري والثقافي ومصادرة ارادة شعبنا في اعتزازه بماضيه واحترام خصوصياته ومحاولة اسكات أصوات مثقفينا الشجعان في قول الحقيقة والجهر بما يؤمنون واصطناع مشاهد مزيفة لنضالنا القومي والوطني وفرضها قسرا على الآخرين في غفلة من الزمن وفي مجرى الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا والمرحلةالانتقالية الشديدة الخصوصية التي قد تختلط فيها السيئات بالحسنات والأضاليل بالحقائق ولكن الى حين .
من حقنا نحن معاصروا كونفرانس الخامس من آب وأتباع مدرسته القومية اليسارية الديموقراطية أن نرفع الرأس عاليا ونعتز أمام جيلنا الراهن وشبابنا الثائرين وشركائنا الثوار العرب وسائر السوريين بأننا أكملنا رسالة الرواد الأوائل من بناة حركة – خويبون – قبل نحو ثمانية عقود والمناضلين الشرفاء من نشطاء حركات المجتمع المدني و” الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ” قبل أكثر من نصف قرن وواكبنا على تطوير ثقافة حركتنا الفكرية والثقافية والقومية والوطنية باعادتها الى سكتها الحقيقية ونهجها الأصيل بعد أن حاول اليمين القومي تحريفها والعبث بآمال وطموحات شعبنا والتلاعب بمصيره والاستهانة بارادته نعم لقد قمنا وبامكانياتنا المتواضعة وفي ظروف أمنية بالغة الخطورة والتعقيد ولكن بارادة صلبة لاتقهر وقبل أربعة عقود ونيف بوضع النقاط على الحروف في القضايا الاستراتيجية الأساسية كمسألة المصير الكردي العربي المشترك وحقيقة كون الكرد شعب من السكان الأصليين يقيم على أرض الآباء والأجداد والأحقية المبدئية في تقرير المصير لشعبنا بحسب ارادته الحرة في اطار سوريا الديموقراطية التعددية الواحدة الموحدة وحل القضية الكردية عبر الحوار والتوافق مع الحركة الوطنية السورية الديموقراطية وليس من خلال موالاة سلطة النظام المستبد والتعامل معها بل عبر تغييرها بصورة جذرية نعم هذا مادعونا اليه بالفكر والممارسة وهذا مانفتخر به الآن بعد أن أصبح نهجنا الذي رسخناه ثقافة سائدة في مجتمعنا وبين أوساط شبابنا وشاباتنا ومثقفينا وهل هناك أكثر من ذلك مصدرا لسعادتنا ؟ .
عندما أنجزنا الخطوة الأولى كان – آبو أوصمان صبري – مع نخبة من رفاقه بسجن قلعة حلب (التي يحيط بها الثوار في هذه اللحظات) حيث تشرفت بزيارتهم أواخر صيف عام أربعة وستين والدكتور – نور الدين ظاظا – بديار الغربة وآخرين اما قيد الاعتقال أو متوارين عن الأنظار فقط رؤوس اليمين كانوا يعيشون الحياة الطبيعية ! والآن وبفضل انتصارات الثورة الوطنية السورية ومشاركة شبابنا وجماهيرنا بفعالية منذ اندلاعها تحت شعارات مماثلة ومطابقة لمبادىء كونفرانس الخامس من آب الخالدة تنتظم المناسبات وتفتتح الصالات وتقام الفعاليات في مدننا تكريما للرجلين فهل هناك أسعد من تلك اللحظات ؟ .
لست هنا في مجال التغني بأمجاد الماضي بقدر ما أستمد الاعتزاز من الحاضر المعاش فقد كان قدرنا أن نعيش لتغيير الحاضر واستشراف المستقبل والتمهيد له ووضع الأسس والمبادىء والمسلمات والثوابت للجيل الذي من بعدنا فكان له خير ميراث وأفضل معين ولم تهدأ الساحة الكردية يوما في ظل أعتى الدكتاتوريات ولم تنطفىء شعلة الحياة السياسية في مجتمعنا أبدا ولم تنضب قوة دفع كونفراس آب في جميع مراحل المد والجذر وفي ظروف الاطباق الأمني من كل الجهات في عهد رجل النظام المطلق الصلاحيات الجنرال الأمني – محمد منصورة – الذي أرسلوه للقامشلي لاطفاء الشعلة الى الأبد بتفتيت وتقسيم وتجزيء نهج الخامس من آب أولا وأساسا ثم الانتقال الى ادارة الأزمة الكردية كمايراها ويقررها نظامه الشوفيني المستبد ولكن لم يفلح في تحقيق الهدف بل كسب بعض المعارك وهذا مايجب الاعتراف به خاصة وأن الكشف النهائي التفصيلي عن خيوط تلك المخططات باتت قريبة وبالرغم من بعض مظاهر الردة في مسيرة نهج آب الا أن السياق العام للحراك الشعبي لم يخرج من نطاقه ان كان في استمرار المواجهة السياسية للسلطة أو في مجال احياء الثقافة القومية من لغة وتاريخ وفولكلور وتقديم التضحيات في سبيل تحقيق الأهداف من معتقلين وسجناء وفارين ومساهمة في الاحتجاجات والشهادة من أجل المبادىء حيث مازلنا نتذكرشهيد نوروز الأول سليمان آدي وهل ننسى دماء الابن البار لنهج آب زينة الشهداء مشعل التمو ؟ .
وهكذا وبعد مايقارب نصف قرن – وهو ليس بكثير في حياة الشعوب – تتحقق تنبؤات كونفرانس الخامس من آب وينتزع جزءا من أهدافه في أن الاستبداد الى زوال والتغيير حاصل لامحالة والشعب سيحقق الديموقراطية عبر العمل النضالي السلمي أو بالثورة الشعبية مهما طال الزمن ولاحل للقضية الكردية الا في ظل النظام الوطني الديموقراطي النابع من ارادة الشعب والمستند الى التلاحم الكردي العربي وأن المراهنين الكرد على صدقات النظام الشوفيني المستبد المنهارعبر موالاته وعقد الصفقات معه قد أضروا بالكرد والقضية الكردية ومآلهم السقوط والخيبة والخسران وأن الشعب الكردي السوري هو سيد نفسه ومقرر مصيره في اطار سوريا الجديدة التعددية وأن عهد مابعد الاستبداد مسؤول عن ازالة آثار الاضطهاد القومي والمخططات العنصرية ضد شعبنا الكردي التي واجهناها بكل قوانا والتي تراكمت خلال عقود ووضع الحل الديموقراطي التوافقي السليم لقضيتنا .
ذاكرة شعبنا ليست ضعيفة بذلك القدر الذي يمكن أن ينسى تاريخه القديم والحديث تحت ضغط الأحداث وأمام محاولات من يعمل بدفع من الدوائر الشوفينية المعادية من أجل اختطاف ماضينا ومحو آثار مواجهات حركتنا مع الأنظمة الشوفينية المتعاقبة خلال عقود وكأن التاريخ بدأ منهم ويعود اليهم وصنع من أجلهم والمس بأنصع صفحات كفاح جماهيرنا وروادنا وجنودنا المجهولين في عالم النضال والابداع الفكري والثقافي ومصادرة ارادة شعبنا في اعتزازه بماضيه واحترام خصوصياته ومحاولة اسكات أصوات مثقفينا الشجعان في قول الحقيقة والجهر بما يؤمنون واصطناع مشاهد مزيفة لنضالنا القومي والوطني وفرضها قسرا على الآخرين في غفلة من الزمن وفي مجرى الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا والمرحلةالانتقالية الشديدة الخصوصية التي قد تختلط فيها السيئات بالحسنات والأضاليل بالحقائق ولكن الى حين .
ميزة كونفراس الخامس من آب أنه انطلق من قرانا ومدننا ووطننا السوري وعبر عن فكر النخبة الحزبية الوطنية المناضلة كما هو وجسد طموحات وارادة القاعدة الشعبية الغالبة كل ذلك سر نجاحه في رسم آفاق نضالنا القومي والوطني وتحوله الى ينبوع فكري ثقافي لاستمرارية الشعلة خاصة في أوقات الشدة وظروف الردة وأيام الأزمات .