من هو المعارض ؟
بعد انقضاء أكثر من عام ونصف من عمر الثورة الوطنية المثقل بأعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين من المفيد اعادة تعريف المعارضة بعد كل تلك التحولات والاستقطابات وبعد انتقال مركز القرار الثوري الى الداخل أرى أن المعارض الحقيقي من الآن وصاعدا هو :
– من يسعى الى اسقاط النظام الاستبدادي قولا وعملا مؤسسات ورموزا وبنى وثقافة ونهجا ويعمل من أجل تفكيك سلطة الدولة بكل مرتكزاتها تمهيدا لاعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية الجديدة الكفيلة بترسيخ الشراكة الحقة بين كل مكونات الشعب السوري وحل القضية الكردية حسب ارادة الكرد في اطار سوريا الجديدة .
– من يرفض كل الصفقات والمشاريع الهادفة الى الحفاظ على بنية النظام القائم ان كانت دولية أو اقليمية أو من جانب فئات من – المعارضات – تحت ظل شعارات فضفاضة مثل رفض التدخل الخارجي وعسكرة الثورة وماالى ذلك من ذرائع وحجج لاتنطلي على أحد .
– من يعتبر أن الثورة هي عبارة عن مختلف أطراف ومكونات الحراك : التنسيقيات وتجمعات الناشطين في التظاهرات الاحتجاجية ومجاميع الجيش الحر وكتائب المقاومة الشعبية المنتشرة في المدن والآرياف .
لقد اختبر السورييون وخاصة بعد الأشهر الستة الأولى من الانتفاضة الثورية أشكالا من مدعي المعارضة خاصة من جانب الأحزاب التقليدية العربية والكردية وخلافها التي ترددت ثم مالبثت أن ركبت الموجة بعد ملاحظة دنو أجل النظام وكذلك من جانب جماعات ” المعارضة الوطنية ! ” بحسب توصيف النظام أو جماعات من ” المعارضة بشروط ” مثل جماعة – الآبوجيين – ( ب ك ك ) أو معارضات باحثة عن مواقع أو حاملة لأجندات مثل جماعة – الاخوان المسلمين – المتسلطة على المجلس السوري وقد حان الوقت الآن بعد تصليب عود الداخل ودوره الرائد أن يستعد المترددون وحاملي الأجندات الحزبية والآيديولوجية والخارجية والشرطية المعنيين بكل مايخطر على البال ماعدا القضية السورية على حسم أمورهم وحتى لايرتدوا نهائيا نحو مواقع الثورة المضادة أن يعيدوا قراءة الواقع الراهن المستجد كما هو وبعد ذلك اما تسليم مصائرهم لارادة الثورة والثوار أو الانسحاب من المشهد من دون رجعة .
من هو الموالي ؟
ليس سرا أن معسكر الموالين للنظام الحاكم بداخله وخارجه في مأزق حقيقي وتتقلص صفوفه يوما بعد يوم أمام العزلتين الداخلية والاقليمية والحصار الدولي مما يستدعي كل ذلك اعادة توصيف المشهد الراهن المستجد للموالين كما هو بالشكل التالي :
– قوى النظام العسكرية والأمنية التي تتفكك يوما بعد يوم ورافعته الاقتصادية على شفا الانهيار ومؤسساته الحزبية والادارية تمضي قدما في معركتها المصيرية الخاسرة ضد الشعب على حساب المزيد من التدمير واراقة الدماء .
– مجموعة مافيا تجارة السلاح التي بلغت ذروة نشاطها الآن المتعاقدة مع أوساط الرتب العليا في أجهزة المخابرات السورية والروسية وأحد وجوهها البارزة – قدري جميل – الذي كوفىء من أجل ذلك فقط بمنصب نائب رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية واذا كان وزير خارجية فرنسا قد أعلن منذ نحو اسبوع أن التكاليف العسكرية الشهرية لحرب النظام تفوق الأربعة مليارات دولار وهي من خزينة ايران وتوابعها طبعا يمكن أن نفهم مدى تفاني مافيات التسليح في الدفاع المستميت عن نظام دمشق والعمل على أكثر من صعيد لوقف انهياره أو تأخيره ويذكرنا هذا التاجر الحزبي – الحكومي و (المعارض الوطني !!) بسلفه تاجر السلاح (منذر الكسار) الذي انتهى به الأمر أخيرا في قبضة المحاكم الأمريكية وكيف تشعبت أعماله مع جهاز (الجنرال علي دوبا) كتجسيد حي على طبيعة نظام الأسد الأب المستندة على سلطة العسكر والمال والأمن وهذا ما ينطبق الآن على نظام الابن الوريث .
– أطراف لايمكن تصور فكاكها عن نظام دمشق كل لأسبابه الخاصة أولها جمهورية ايران الاسلامية وتوابعها مثل حزب الله اللبناني لأسباب عقيدية واستراتيجية ومسألة النفوذ وروسيا بدرجة تالية لأسباب اقتصادية وجيوسياسية والآبوجيين (ب ك ك) لسبب مصلحي ذاتي ضيق يتعلق (اذا أخذنا الأمور بنية صافية) بالصراع مع تركيا وهو موقف يتعارض مع المفاهيم القومية أولا ويتنافى مع مصالح الشعب السوري وفي القلب منه الشعب الكردي الذي لم ينعم بفرصة تاريخية مناسبة كما يتمتع بها الآن والتي يحاول هؤلاء (الأشقاء) النيل منها .
– تيارات سياسية تحسب نفسها من المعارضة ونجد أنماطا منها في هيئة التنسيق والتيار الديموقراطي وبعض رموز العشائر كانت تعمل فعليا على اجهاض الثورة منذ البدايات بالتواصل مع مساعدي الأسد مثل – فاروق الشرع وبثينة شعبان – بحسب اعترافات – ميشيل كيلو – بدأت بتبديل تكتيكاتها في الاستعداد للتعاون والتحاور مع النظام بدون الأسد الذي لم يعد له وجود أصلا في حسابات المجتمع الدولي ورغم الاختلافات – الذاتية – بين مجاميعها الا أنها سائرة نحو التعاون مع فلول حزب البعث الحاكم ومسؤوليه المنشقين حديثا والمهم عند هؤلاء أن لايتفكك النظام ولاتمس المؤسسات .