النظام السوري يأخذ البلد رهينة لاِستمراريته

أوسكان  آرشف

منذ بداية الثورة ومنذ القاء بشار الأسد اول خطاب له قرر قتل واِبادة الشعب السوري المنتفض بيد من الحديد و النار, وحدد الخيار العسكري لاخماد الثورة و كسر اِرادة الشعب المطالب بالحرية و الكرامة.

مر على هذا الخيار ما يقارب سنة من القتل و الاعتقال و التنكيل و ما زالت اٍرادة التغيير تزداد يوما بعد يوم من التصميم والاستمرارية و هذا يدل على عدم الرجوع الى الخلف.

 الخيار الأمني الوحيد المتداول منذ 40 عاما الذي ورثه الابن من والده وهو يستند على القمع و الحرمان و التنكيل و الترهيب الشارع السوري الذي لا حول ولا قوة له, وهذا يتم تحت غطاء الوطنية و الممانعة.
قبل اندلاع الثورة السورية و منذ استلام البعث زمام الحكم في سوريا كان متوقعا بكل الاشكال, بأن يقوم النظام بقمع أي جهد او نشاط يعارضه و يمس هيمنته ولكن ليس بهذا المستوى اللامعقول من الوحشية و البربرية التي تجاوزت كل قواميس الحروب العالمية الهوجاء التي حصلت منذ قرون.

النظام الذي يأخذ شعبه رهينة لاِستمراريته لا يحسد عليه بالتأكيد, و لايستطيع المراهنة كالسلطة الشرعية للبلاد, الرهينة التي نتكلم عنها فهي تبدأ من اِرادة المواطن المغلوب على أمره, التي وصلت الى انعدام في شخصية المواطن وقتل الاحساس بالمسئولية تجاه بلده ووصولا بالاقتصاد المتوفر في البلد.

هذا الإحساس يزيد تشاؤما عندما يحس المواطن وكأنه حل ضيفا وهو لايملك شيئا من هذا الوطن.

التبعية وخدمة الحزب الاوحد و أزلامه ومجموعة من العائلات التي احتلت الوطن و المواطن… فتصور نحن نعيش هذه المأساة و العالم من حولنا يتطور يوما بعد يوم و في كل المجالات الحياتية وعلى كل الاصعدة.

و بقدوم الربيع العربي, اتجهت المنطقة ايضا لركوب موجة التغيير و النهضة المنتظرة منذ عقود, و لربما تحصل بعض الأخطاء و هذا ليس عيبا كبيرا لأن المنطقة لم تعش التجربة بعد.


كلنا و من خلال تجربتنا عقودا مع اخلاقيات هذا النظام و اساليبه الملتوية و محاولته الدائمة لقمع و اِغتصاب اِرادة هذا المجتمع الذي عشق الحرية منذ ولادته, بأنه يوما ما سينتفض و يطالب بحقه المهدور … و بالمقابل سيحاول النظام هدر هذا الحق مهما كلفه الامر.
القتل و الدمار الذي يحصل اليوم هو من حصيلة سنين الصمت و التخاذل و الشعارات الرنانة من بعض الانتهازيين و اصحاب النفوس الرخيصة, الذين باعوا انفسهم للسلطات الظالمة مقابل المصالح الشخصية الضيقة في مديح الديكتاتور و عائلته المالكة لكل شيء اما الفئات الشريفة فقد كان مصيرها دائما السجون و الاهانة و الحرمان, ليس لذنب اقترفوه بل لأنهم اِناس شرفاء ولدوا على هذه البقعة الجغرافية المظلمة و ضمن الحدود السورية, و الشى الطريف من هذه المعادلة الزمنية بأنه لا توجد دولة من القارة الأفريقية و لا الأمريكية و لا الأوروبية و حتى الدول العربية تساند النظام وهو مازل يستمر في القتل و التدمير البيوت الآمنة فوق رووس اصحابها, فقط الصين روسيا و بقيا في يد النظام  و حسب آراء المحللين فإن هاتين الدولتين ستبيعان النظام رخيصا في الوقت المناسب كما باعوا غيره عندما هز الكرسي.

    

09.02.2012

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…