هل ما تم ووقع في تظاهرة جمعة الفيتو الروسي في قامشلو هو من صنع الفكر السليم والضمير الحي والوجدان النظيف ..
أو بالأحرى هل هذا من صنع بشر أم ماذا بالرغم مما جرى لاحقا ؟ كلام قاله الصديق الدكتور كسرى حرسان الذي لا يخلو من معاني ودلالات كبيرة يعكس نمط وطبيعة السلوك والفكر الانقسامي للنخب الكردية الذي هو سبب كل مشاكل وبؤس الشعب الكردي منذ قرون ومناسبة هذا القول هو ما جرى تحديدا في جمعة “الفيتو الروسي تقتلنا”عند جامع قاسمو وقد استطرد قائلا :
عزيزي كسرى وكل الأخوة الغيارى من الشباب والعجائز على وحدة القرار والصف الكردي أن ما يجري على الساحة الكردية إذا جاز التعبير ليست من صنع عاقل أو نتيجة لعصارة فكر سليم وإرادة مسئولة ولا يمكن التغلب على هذه العقبات والسياسات المعيقة لفكر التسامح والتأسيس لثقافة الوعي الجمعي بسهولة ويسرى ما دامت النخب الثقافية والفكرية والسياسية من قواعد الأحزاب الغيورة على مصالح شعبها لا ترفع صوتها عالية ولم تنتظم في حملات دعائية ضاغطة وتنويرية بشكل فعال والعمل على حشد كل الطاقات الخلاقة والمسئولة للتأثير على القوى الرجعية والفكر التقاعسي الذي يتعامل مع الواقع الكردي على أساس مصالح ومنفعة ذاتية والزعامة بالاغتصاب والتي تسعى منذ زمن بعيد قياس المسائل المجتمعية والقومية على هواها ومزاجها الشخصي وما مسألة حقوق الكرد والتباكي لديها كما أثبتتها الأيام والسنين ليست إلا ذر الرماد في عيون البسطاء من الناس ومن حولهم من الصوفية ولا يهمهم مطلقا مصير هذه الشعب المسكين الذين يئن تحت وطأة الظلم والاضطهاد المزدوج من القوى الشوفينية والنظام الحاكم ومن نتائج السلوك الاستثماري والاستغلالي للقوى والنخب الرجعية الكردية ذات النفوذ في الأحزاب ومن هو من منبت اجتماعي مهزوم تاريخيا تطفلت على مقدرات هذا الشعب ونجحت لغاية تاريخه بالرغم من سيادة ربيع الثورات الحرية التي تعم المنطقة والمناخات السياسية لشعوبها وما زال الكرد يعتقدون بأن بالقديم يمكن صنع الجديد وهذا في عرف الطبيعة والآلهة ومنطق العلم التجريبي والفلسفي بالأمر المستحيل حيث ولا ندرك أننا ما زلنا متخلفين بعقود عن جوارنا العربي والتركي والفارسي ثقافة وفكرا وتفكيرا وتنظيما وقيادة.
لقد كنا نعول على الشباب الصاعد الذين يتظاهرون في ساحات شوارعنا ولكن للأسف الشديد فهم بدورهم يعيشون خبط عشواء والتيه في الاتجاه الصحيح ولم يهتدوا الطريق القويم المستقل كقوى جديدة للتغيير بسبب خلافات داخلية وامتلاك البعض منهم نفس ثقافة السلف الفاشل والاندساس السافر من قبل القوى الرجعية الكردية بين الصفوف وتسميمها وكم نتمنى لهؤلاء الشباب التخلص من العقد الموروثة حيث ما زال الوقت باكرا حيث يمكنهم التعافي من زيفانات فيروسات الأحزاب وشق طريقهم باستقلالية وفكر نظيف وما مستقبل الشعوب إلا بشبابها.