إبراهيم محمود
ما الذي يمثّله الـPKK( حزب العمال الكردستاني) باسمه العريض؟ وخصوصاً في ضوء المعاش! إنه يمثّل في واقعه التاريخي والمجتمعي والثقافي، وهو بطابعه الموشوري، ألوان الطيف الشمسي! إذ- نظراً- لوساعة ساحته، وأساليب تواصله وتفاعله أيضاً مع المعطيات والمتغيّرات، يمكن لقاء أكثر النفوس عطاء وتفانياً في سبيل قضيتها الوطنية والقومية، دون أي تردد، إلى جانب من يرى في مجرد الانتماء أو الانتساب إليه شهادة حسن سلوك في تعاطيه مع وسطه، بقدر ما يمكن لقاء من يتميز بموهبة في الخطابة وبلاغة الحديث وفي التنظير الثقافي والسياسي إلى جانب المرونة في التفاعل مع الآخرين ممَّن يختلفون عنه،
وبالمقابل، مصادفة من يكفيه أن يكون بككاوياً ليعتبر نفسه مثقفاً، وبقدر ما يسهل التعرف إلى ذوي منابت طبقية “بالمعنى الواسع للكلمة” ممَّن هم في عِداد الباشوات والآغوات والمخاتير وسواهم، بجوار من يعيشون على هامش المجتمع، ويعانون فقراً في حضور الاسم، ولكنهم يتلمسون راحة فيه واعترافاً ضمنياً بذات مقهورة أو مهدورة، دون أن ننسى من ينتمون إلى أوساط دينية أو مذهبية مختلفة، إلى جانب من يعتبرون الديني حجر عثرة في طريقهم، أي ما يمكن اعتباره بالطابع الفولكلوري، في شمولية مكوّناته وتراتبيته الاجتماعية.
هذا المشهد واسع الطيف لعناصره وفئاته ذكوراً وإناثاً، وبأعمار مختلفة، هو الذي سمح للعديدين، لا بل وللكثيرين من المهتمين به في أن يطلقوا العنان لأفكارهم، وحتى مخيلاتهم، بنسج أقاويل وحتى ما يشبه الخرافات والترَّهات عنه، وذلك من خلال ضرب أمثلة داعمة للقول المؤازر أو المضاد، أو المعتدل بينهما، انطلاقاً من وساحة الساحة الببكاوية طبعاً! إن الحديث عن القاعدة الشعبية صار من نافل القول، لأن ليس من جديد في الحديث هذا، إنما الجديد، كما أعتقد، هو في الذهاب إلى ما وراء العبارة أو القول، باعتباره متعدّي حدوده الكردستانية، وهو في نطاقه الفضائي الإعلامي، بقدر ما تقدَّمَ على الغالبية الساحقة، إن لم يكن عمومها من الأحزاب أو التيارات أو التنظيمات الكردية الحزبية والسياسية والمركَّبة، وكما هو وضعه التداولي في سجالات أهل الكتابة ومنظّري السياسات العالمية، والمتغيرات الجيوستراتيجية في المنطقة، بغضّ النظر عن نوعية حمولة الصواب أو الخطأ في أي تناول أو مكاشفة تاريخية أو نقدية أو حِجاجية…الخ.
وفي الوقت الذي يمكن القول، إن الكتابة، الكتابة بوصفها مكاشفة نقدية ومعاينة تاريخية في الأرض والفضاء، لا تخلو من مغامرة، وربما حالة تهور في منظور البعض، ولعلهم كثر، انطلاقاً من تصور سائد غالباً، وهو السعي ما أمكن إلى عدم الكتابة عمَّن تقدم ذكره حفاظاً على سلامة الذات، وربما إيماناً بأن عدم الكتابة أفضل من الكتابة، ليس لأن الذين يكتَب عنهم بككياً، معصومون من الخطأ، ولهذا لا يهتمون كثيراً بالكتابة عنهم، باعتبارها تنظيراً غير ذي طائل، بينما هم، فيكونون عمليين أكثر، ومحاوريين بأساليب عملهم، وكأنهم بذلك يفصحون عن تمايز لهم عن الآخرين، وربما في هذا القول مسحة حقيقة، ولكن التاريخ الهائل لهذا الحزب رغم قصره، مقارنة بأحزاب كردية أخرى، يحث على الكتابة، انطلاقاً من خاصية الحرص، وليس مجرد التحامل، أو النرفزة.
ألم أقل إن في كل منا بعضاً مما هو بككي، لتكون الكتابة بالتالي حواراً مع الذات، وتحرّياً للآفاق المفتوحة، وما إذا كان في الإمكان تصفية مناخاته أكثر، وأكثر من ذلك: الرهان على الشفافية التي تعلِم بأن ليس من كردي، إلا وثمة صورة للبكك في نفسه أو وجدانه، والتعبير من الداخل هو الذي يكفل لكل متحدث إمكان التحاور أو إمكان رؤية التنوع في الثقافة الكردية، كغيرها، من خلال تنوع ممثليها والمأخوذين بها.
إنه الحديث الذي يحفز صاحبه على إمعان النظر في البنية الدولتية الفاعلة في الحزب، دون وجود أي حضور لدولة ما، كما تعلمنا بذلك الشبكة اللافتة للأجهزة الإيديولوجية بالصوت والصورة، والمنخرطين في خدمتها بأكثر من لغة وليس باللغة الأم” الكردية” وحدها، وهي مفارقة تستدعي التساؤل عن حجم هذه الأجهزة” العملاقة” مقارنة بوضع الحزب، في أمكنة خارج حدوده، كما هو وضع فضائيات الحزب، تلك الفضائيات التي تترجم سلوكات عملية واستئثارية وحتى قدرات مدهشة على الأرض في اللعبة الإعلامية وتمثيلها الجبهوي المتحرك وأهدافها، أكثر من أي جبهة إعلامية أخرى، تعتبَر كردية في الجانب الآخر، لا تخفي علامتها التحزبية، بالنسبة لكل من( حدك) و( أوك)، وما كان من حضور سحري لا يخفى للحدث الكردي الفضائي وبلغة كردية شملت شتى مناحي الحياة الكردية أو أنشطتها، منذ ثمانينات القرن الماشي، بدءاً من قناة” ميديا” وليس انتهاء بـ” روناهي”، ولا أظن عاقلاً واحداً، وهو يتحرّى هذه الحقيقة التاريخية، دون أن تستوقفه طبيعة الدائر في الدولة المعلنة خارج حدودها، باعتماد جيش لا يتوقف عن التدريب التعبوي والإرسالي.
إن هذا التواجد الأرض- فضائي، يتجاوز حدود الحزب، أو ما يسمى بثكنته العسكرية والعقائدية، ويشغل بال كل كردي، ولعله واهم، وبعيد عن الواقع من يظن أن ما يرى ويسمع، لا ينعش روحه، ولو لبعض الوقت، ولو في برامج معينة له.
ربما هي اللحظة التاريخية النافذة في وجدانات الكرد الذين كانوا يتوقون إلى الدمج بين الصوت والصورة، ويشعروا بنوع من النشوة القومية المستحقة، والتحرر- ولو الجزئي- من كبتهم التاريخي المفعَّل فيهم حيث يقيمون داخل جغرافيتهم، وأن الذين أدُّوا أدواراً مختلفة، ولا زالوا، من طواقم بككاوية ومن يتعاونون معهم، كانوا على بيّنة من حقيقة كهذه.
إن الذي يسهل البحث فيه ومكاشفته بشفافية مسجَّلة أو معزَّزة تاريخياً، هو هذا المرئي أو الممتد خارج حدود الكردية بالنسبة للبككاوي” أعني من يلتزم بحرفيات الحزب ويؤمن به وينخرط في صفوفه..”، هو استحالة اتخاذ موقف جازم أو قطعي من هذا الحزب الذي يعايَن في جغرافيات قارية مختلفة، كما تسمَع أصوات أنصاره وتعرَف صورهم في الحال، لسبب جد بسيط، كما أرى، وهو وجود زخم في العلاقة مع المكان، أي مكان، والقدرة على الانتشار، والمحاولات المستمرة في إيجاد معادلات تكيُّفية مع الوسط الجغرافي والثقافي والمجتمعي، وهو وضع محيطي” أو قيانوسي”إشكالي أيضاً، يجعل من المستحيل بمكان، إطلاق حكم على أي نشاط يعنيه، مهما كان تمايزه، انطلاقاً من رحابة الانتشار بالذات.
هنا، أعتقد مجدداً، أنه من السذاجة المطلقة بمكان، لحظة سماع أي كردي وهو يصرّح أو يقول بأن لا علاقة له بأمره.
ليس من كردي إلا وفيه بعض من ظلال ممتدة أو نافذة للبكك في كيانه أو ذاكرته أو قلبه، المخادِع نفسه هو وحده من يمكنه ادعاء ذلك، هذا إذا استطاع إخفاء خداعه الذاتي لزمن طويل، لحظة الدخول في نقاش مع المحيطين به.
وعندما أتحدث بالطريقة هذه، وراهناً، وربما بمثل هذه المباشرة أحياناً، فانطلاقاً من هذا التشكيل الموسوعي للحزب، دون أن أترك سؤال قارئ ما، يدقق فيما أكتب عن علاقتي بهذا الحزب، فأنا كلّي البعد عن كل صنف من أصناف الحزبية، ولكن ذلك لا يعني أنني لا أتأثر بالمناخ المرافق لأي حزب، ولأنشطته التي لا تدع كردياً، إلا وتشكّل لديه رد فعل عليه.
وربما ما أقوله الآن، وهنا، ما يدخلني في دائرة المجاملة أو المديح، وهذا ما أرفضه كلياً، إنما هي حقيقة متابعتي لأي نشاط يجري في وسطي، أو أنشغل به، مهما كان اتجاهه من موقع الثقافة التي تشغلني منذ عقود وعقود زمنية.
أقول بالتالي، بأنني جالستُ رموزاً معتبَرة لهذا الحزب وفي أمكنة مختلفة، كما هو وضع رموز آخرين لأحزاب كردية وغيرها، والكردية منها هي التي تعنيني في مقالي هذا.
نعم، جالستهم، واستأنست بهم، وتعلمت منهم طبعاً من خلال مواقفي دون إبداء أي تصريح عن ذلك، بقدر ما تلمست فيهم جانب الإصغاء، ودون أن أسأل هنا عن نوع الانطباع الذي تشكل لديهم عني، أو ما يمكن أن قالوه في إثر ذلك، وما أقوله ينصب في مسلك التواصل والتفاعل.
وفي ضوء المثار حتى اللحظة، يمكنني القول بأن البكك، وعلى أرض الواقع، وفي الفضاء، يشكل الصيغة الأكثر قابلية للحزبية وتشدداً على ما هو كردي من خلال الطابع التنظيمي، وذلك الطابع التفاعلي بين أعضائه أو أفراده، إنه الشكل الذي يستمد مشروعيته من خلال متحولات الواقع، كما يرى هو، مع الأخذ بعين الاعتبار: الطبيعة النفسية والتربوية والثقافية والسياسية للإنسان الكردي، مع ما يرفق ذلك من تشدد أو انضباطية غير مسبوقة، وهو الجانب الملحوظ في بنيته، والذي كان من فضيلته استمراره، رغم الأزمات أو الانكسارات والتحديات التي تعرَّض لها هنا وهناك.
إن الارتباط – من نوع السحري- بالزعيم، يترجِم بنية سلوك المرتبِط تربوياً ونفسياً، كما لو أن هذا الارتباط يعرّف بحقيقة الشخص، وهو يبحث عن صورة زعاماتية لها تاريخها الشرق أوسطي المديد في نفسه وثقافته وبيئته ومجتمعه.
وأن أقول، وبالفم الملآن” أنا الـبكك” فلأن ثمة إشارة مباشرة إلى هذا التكوين المجتمعي شديد التنوع فيه، أي من خلال وجود هذا الكم اللافت من ألوان الطيف الشمسي، لحظة تسميتي لنوعية الثقافة التي أعنيها، وكيف أنها تجد صدى لها في فسحة من فسحات الدائرة الواسعة للبكك، وأن ما أمارسه ثقافياً يبقيني على تماس ما، مع أنشطة تفصح عنه، ولأن ضمير المتكلم الفردي لا يعنيني كباحث أو ككاتب قبل كل شيء، وإنما كمنتم ٍ إلى مجتمع يسهِم في تشكيل هذا التنوع وتدبيره.
ولعلي، حين أنظر نظرة نقدية إلى التكوين التنظيمي والمجتمعي والثقافي والسياسي لهذا الحزب، فلأنني أجدني في موقع المهتم به، أي الباحث هذه المرة، إن لم أقل في موقع المتأثر به في كل وضع مستجد له، كما هو واقع هذا المقال.
وفقاً لما تقدَّم، يكون أول الجاري قوله، من ناحية عدم التمييز، وليس الخلط، بين اعتبار أحدهم بككاوياً، وآپوچياً، أي بين الانتماء إلى شخص اعتباريٍّ معلوم، محدد وحامل لاسم الحزب هو” آپو”، والانتساب إلى الحزب نفسه، وربما يكون هذا التداخل نابعاً في بعض اعتباراته الوجيهة، والمحسومة من خلال مكانة الزعيم في الحزب وعلاقة أعضائه به، وهذا يتطلب قدراً وافراً من الدرس التاريخي والثقافي الذي يصحح مسار العلاقة بين الاثنين، أي ما تكونه الروح الكاريزمية للقائد، وما يمكن للروح هذه من أن تنجزه إن تم التوسع في مفهومه لصالح الحزب ومن يتولى إدارته كذلك، وما يكونه الحزب على صعيد الحزب نفسه، وتكوينه الطبقي الذي يرسم له مساراً خاصاً، في مجتمع يتطلب قدراً كبيراً من التفحص والدراسة، لتبين العلاقة بين الجاري بمعناه الحزبي، والحادث بمعناه التنظيمي الذي يوسّع مفهوم الحزب طبقياً، أي لحظة البحث عما هو عمّالي مدني، وما هو عليه واقع الحال من جهة الذين يتحركون في مواقع مختلفة، والسؤال عن كنه هذه العلاقة الواسع الجامعة بين تكوين حزبي، وتشكيل بشري كردي على غاية من التنوع والانتماء طبقياً بالمعنى الواسع..
بمعنى آخر، حين يتم النظر في مفهوم الحزب باسمه( حزب العمال الكردستاني)، ومحاولة تلمس الأرضية الفاعلة في جلاء أمر الحزب، وفي وسط مجتمعي واسع، يكون الاسم المعلَن محل خلاف، كما هو مساره ومداره الفعليان.
وفي هذا السياق، وبسبب المكانة المثلى المعطاة للأب السياسي أو الزعيم الروحي للحزب، إمكان إيجاد هذا التفاوت، أو التداخل اللافت بين الاسم والوطن، أي في الهتاف التمجيدي بحياة قائد الحزب، متقدماً على الوطن الكردستاني نفسه، مع ما يتبع ذلك من عدم ثبات العلاقة بين كل من الحزب وممثّله القيادي الأعلى، والذين يتحركون على هذا النسق.
إن الطابع الجدلي الخاص جداً لعلاقة توأمية، ولصالح الاسم الشخصي، ربما كان وراء هذا التشدد القيادي مع الذين ينخرطون في الجسم التنظيمي للحزب، ومن يتم التعامل معهم، وفي الوقت نفسه، مع الذين يحاولون التحفظ على موقع متقدم للقائد على الجغرافيا، أو إحالة هذه إلى القائد، إلى درجة توظيف ما تقدمَ لأغراض لاحزبية، أي شخصية، نظراً لأن المساحة الواسعة للحراك الحزبي تسمح بذلك، وخصوصاً في مسائل حياتية ويومية وخلافية هنا وهناك.
إن الرهان على الحزب وإمكان بقائه يتوقفان، مستقبلاً، على كيفية إيجاد أذهان فاعلة موزعة على السطح الجغرافي الواسع، وهي تختلف في بنيتها، حرصاً عليه، وفي محاولة اللحاق بركب التطورات والتفاعل مع المستجدات أكثر.
وإذا كان الانتشار الملموس للحزب جلياً من حولنا، وفي مجتمعات أخرى” أوربية، بصورة لافتة”، فإن الحفاظ على فعالية الانتشار بالمقابل تتوقف على إمكان مدّه بكل المقومات التي تسيّره مع المستجدات، بقدر أقل ممكن من الضحايا.
إن الطابع الزخمي المعطى له، يعكس وفورة القوى المتجددة والقائمة فيه وعلى “راحته”، ولكنه الزخم الذي يستوجب ترميمات مستمرة لجوانب حية في تكوينه الجسمي ليكون أكثر توازناً وقابلية استمرار، أعني كيفية منح الصفة الأكثر توافقاً مع المتغيرات بعيداً عن الروح الاستعراضية التي تصل أحياناً إلى تغليب العنف في حل المشكلات على الحوار، وأظن أن حزباً له كل هذه القاعدة العريضة في وسعه أن ينمّي كما يعمّق حوارات على أعلى مستوى، وأن يكون أكثر تبصرة للتحديات ولموقعه الحزبي وصفته القومية، ولما يتردد عنه كما في الوصفة التي عُرِف بها منذ سنوات “الإرهاب”، وأن يخفف من سمة تشنج في الأداء العملي وفي التعامل مع آخرين لا يتفقون مع نهج الحزب، كما يكون أكثر وعياً بجملة السياسات المحلية والإقليمية التي تحاول النيل منه أو تغيّر في مساره الجوهري، بجعله على النقيض مما ينشده أو يسعي إليه دون أن يغض النظر عن آخرين هم شركاؤه في تمثيل الهدف المنشود .
كل ذلك ممكن، لأن القوى التي تساعده على ذلك موجودة، والمشكل الذي يمكن النظر فيه، هو في مفهوم العدو ضمن بيئاته وفي متحولاته وفي العلاقة مع الآخرين من أحزاب أخرى كردية، وخصوصاً من خلال كبح جماح أولئك الذين يعتقدون أن كلمة سر بقاء الحزب أو استمراره قوياً هي في التشدد وحتى العنف الجسدي، وهذا ما يمكن تجاوزه، اعتماداً على قناعة ذاتية، وهي أن الحضور الحزبي الكثيف يستطيع تأمين غطاء أمني له، واستيلاد قاعدة جماهيرية أكثر حيوية، أي عصرية بضبط سياسات طرفية” من قبل أفراد يرون الحزب فيما يقولونه ويمارسونه”، وفي أداء مهام تخدم أهداف الحزب، وهي إنسانية وقومية مشروعة، تجد لها صدى أكثر في محيطها ولدى آخرين، حين يكون الوطن ساحة مفتوحة لأكثر من منبر حواري، والمحك هو من يكون المنتج أكثر، ولحظتها، سوف تكون هذه اللصقة “الإرهاب” عابرة، وسهلة النزع من جسد لا أظنه ضعيفاً على الإطلاق، إنما يتطلب ترتيباً لقواه التي تشمل قطاعات واسعة من المجتمع.
ذلك هو التحدي الأكبر على الأرض، كما أعتقد، للبكك، والذين يعنون بأمره، في ضوء الأزمات العاصفة بنا هنا وهناك.
أقول ذلك، وأستعيد مكرراً ما قلته سالفاً: أنا البكك، حيث يقيم داخل الثقافة المركَّبة التي أعني بها كلُّ هؤلاء الذين يشكلون أعضاء أو أنصاراً أو قياديين- حتى-.
فأن تكتب وأن تكون كاتباً وتعيش كتاباً، هو أن تستشعر الآخرين ممن يعنيك أمرهم، كما يكوّنون مصادر إلهام ومغذيات لفكرك وتطلعاتك وحتى لذائقتك الجمالية وأخلاقياتك التي تُعرَف بها…
هذا المشهد واسع الطيف لعناصره وفئاته ذكوراً وإناثاً، وبأعمار مختلفة، هو الذي سمح للعديدين، لا بل وللكثيرين من المهتمين به في أن يطلقوا العنان لأفكارهم، وحتى مخيلاتهم، بنسج أقاويل وحتى ما يشبه الخرافات والترَّهات عنه، وذلك من خلال ضرب أمثلة داعمة للقول المؤازر أو المضاد، أو المعتدل بينهما، انطلاقاً من وساحة الساحة الببكاوية طبعاً! إن الحديث عن القاعدة الشعبية صار من نافل القول، لأن ليس من جديد في الحديث هذا، إنما الجديد، كما أعتقد، هو في الذهاب إلى ما وراء العبارة أو القول، باعتباره متعدّي حدوده الكردستانية، وهو في نطاقه الفضائي الإعلامي، بقدر ما تقدَّمَ على الغالبية الساحقة، إن لم يكن عمومها من الأحزاب أو التيارات أو التنظيمات الكردية الحزبية والسياسية والمركَّبة، وكما هو وضعه التداولي في سجالات أهل الكتابة ومنظّري السياسات العالمية، والمتغيرات الجيوستراتيجية في المنطقة، بغضّ النظر عن نوعية حمولة الصواب أو الخطأ في أي تناول أو مكاشفة تاريخية أو نقدية أو حِجاجية…الخ.
وفي الوقت الذي يمكن القول، إن الكتابة، الكتابة بوصفها مكاشفة نقدية ومعاينة تاريخية في الأرض والفضاء، لا تخلو من مغامرة، وربما حالة تهور في منظور البعض، ولعلهم كثر، انطلاقاً من تصور سائد غالباً، وهو السعي ما أمكن إلى عدم الكتابة عمَّن تقدم ذكره حفاظاً على سلامة الذات، وربما إيماناً بأن عدم الكتابة أفضل من الكتابة، ليس لأن الذين يكتَب عنهم بككياً، معصومون من الخطأ، ولهذا لا يهتمون كثيراً بالكتابة عنهم، باعتبارها تنظيراً غير ذي طائل، بينما هم، فيكونون عمليين أكثر، ومحاوريين بأساليب عملهم، وكأنهم بذلك يفصحون عن تمايز لهم عن الآخرين، وربما في هذا القول مسحة حقيقة، ولكن التاريخ الهائل لهذا الحزب رغم قصره، مقارنة بأحزاب كردية أخرى، يحث على الكتابة، انطلاقاً من خاصية الحرص، وليس مجرد التحامل، أو النرفزة.
ألم أقل إن في كل منا بعضاً مما هو بككي، لتكون الكتابة بالتالي حواراً مع الذات، وتحرّياً للآفاق المفتوحة، وما إذا كان في الإمكان تصفية مناخاته أكثر، وأكثر من ذلك: الرهان على الشفافية التي تعلِم بأن ليس من كردي، إلا وثمة صورة للبكك في نفسه أو وجدانه، والتعبير من الداخل هو الذي يكفل لكل متحدث إمكان التحاور أو إمكان رؤية التنوع في الثقافة الكردية، كغيرها، من خلال تنوع ممثليها والمأخوذين بها.
إنه الحديث الذي يحفز صاحبه على إمعان النظر في البنية الدولتية الفاعلة في الحزب، دون وجود أي حضور لدولة ما، كما تعلمنا بذلك الشبكة اللافتة للأجهزة الإيديولوجية بالصوت والصورة، والمنخرطين في خدمتها بأكثر من لغة وليس باللغة الأم” الكردية” وحدها، وهي مفارقة تستدعي التساؤل عن حجم هذه الأجهزة” العملاقة” مقارنة بوضع الحزب، في أمكنة خارج حدوده، كما هو وضع فضائيات الحزب، تلك الفضائيات التي تترجم سلوكات عملية واستئثارية وحتى قدرات مدهشة على الأرض في اللعبة الإعلامية وتمثيلها الجبهوي المتحرك وأهدافها، أكثر من أي جبهة إعلامية أخرى، تعتبَر كردية في الجانب الآخر، لا تخفي علامتها التحزبية، بالنسبة لكل من( حدك) و( أوك)، وما كان من حضور سحري لا يخفى للحدث الكردي الفضائي وبلغة كردية شملت شتى مناحي الحياة الكردية أو أنشطتها، منذ ثمانينات القرن الماشي، بدءاً من قناة” ميديا” وليس انتهاء بـ” روناهي”، ولا أظن عاقلاً واحداً، وهو يتحرّى هذه الحقيقة التاريخية، دون أن تستوقفه طبيعة الدائر في الدولة المعلنة خارج حدودها، باعتماد جيش لا يتوقف عن التدريب التعبوي والإرسالي.
إن هذا التواجد الأرض- فضائي، يتجاوز حدود الحزب، أو ما يسمى بثكنته العسكرية والعقائدية، ويشغل بال كل كردي، ولعله واهم، وبعيد عن الواقع من يظن أن ما يرى ويسمع، لا ينعش روحه، ولو لبعض الوقت، ولو في برامج معينة له.
ربما هي اللحظة التاريخية النافذة في وجدانات الكرد الذين كانوا يتوقون إلى الدمج بين الصوت والصورة، ويشعروا بنوع من النشوة القومية المستحقة، والتحرر- ولو الجزئي- من كبتهم التاريخي المفعَّل فيهم حيث يقيمون داخل جغرافيتهم، وأن الذين أدُّوا أدواراً مختلفة، ولا زالوا، من طواقم بككاوية ومن يتعاونون معهم، كانوا على بيّنة من حقيقة كهذه.
إن الذي يسهل البحث فيه ومكاشفته بشفافية مسجَّلة أو معزَّزة تاريخياً، هو هذا المرئي أو الممتد خارج حدود الكردية بالنسبة للبككاوي” أعني من يلتزم بحرفيات الحزب ويؤمن به وينخرط في صفوفه..”، هو استحالة اتخاذ موقف جازم أو قطعي من هذا الحزب الذي يعايَن في جغرافيات قارية مختلفة، كما تسمَع أصوات أنصاره وتعرَف صورهم في الحال، لسبب جد بسيط، كما أرى، وهو وجود زخم في العلاقة مع المكان، أي مكان، والقدرة على الانتشار، والمحاولات المستمرة في إيجاد معادلات تكيُّفية مع الوسط الجغرافي والثقافي والمجتمعي، وهو وضع محيطي” أو قيانوسي”إشكالي أيضاً، يجعل من المستحيل بمكان، إطلاق حكم على أي نشاط يعنيه، مهما كان تمايزه، انطلاقاً من رحابة الانتشار بالذات.
هنا، أعتقد مجدداً، أنه من السذاجة المطلقة بمكان، لحظة سماع أي كردي وهو يصرّح أو يقول بأن لا علاقة له بأمره.
ليس من كردي إلا وفيه بعض من ظلال ممتدة أو نافذة للبكك في كيانه أو ذاكرته أو قلبه، المخادِع نفسه هو وحده من يمكنه ادعاء ذلك، هذا إذا استطاع إخفاء خداعه الذاتي لزمن طويل، لحظة الدخول في نقاش مع المحيطين به.
وعندما أتحدث بالطريقة هذه، وراهناً، وربما بمثل هذه المباشرة أحياناً، فانطلاقاً من هذا التشكيل الموسوعي للحزب، دون أن أترك سؤال قارئ ما، يدقق فيما أكتب عن علاقتي بهذا الحزب، فأنا كلّي البعد عن كل صنف من أصناف الحزبية، ولكن ذلك لا يعني أنني لا أتأثر بالمناخ المرافق لأي حزب، ولأنشطته التي لا تدع كردياً، إلا وتشكّل لديه رد فعل عليه.
وربما ما أقوله الآن، وهنا، ما يدخلني في دائرة المجاملة أو المديح، وهذا ما أرفضه كلياً، إنما هي حقيقة متابعتي لأي نشاط يجري في وسطي، أو أنشغل به، مهما كان اتجاهه من موقع الثقافة التي تشغلني منذ عقود وعقود زمنية.
أقول بالتالي، بأنني جالستُ رموزاً معتبَرة لهذا الحزب وفي أمكنة مختلفة، كما هو وضع رموز آخرين لأحزاب كردية وغيرها، والكردية منها هي التي تعنيني في مقالي هذا.
نعم، جالستهم، واستأنست بهم، وتعلمت منهم طبعاً من خلال مواقفي دون إبداء أي تصريح عن ذلك، بقدر ما تلمست فيهم جانب الإصغاء، ودون أن أسأل هنا عن نوع الانطباع الذي تشكل لديهم عني، أو ما يمكن أن قالوه في إثر ذلك، وما أقوله ينصب في مسلك التواصل والتفاعل.
وفي ضوء المثار حتى اللحظة، يمكنني القول بأن البكك، وعلى أرض الواقع، وفي الفضاء، يشكل الصيغة الأكثر قابلية للحزبية وتشدداً على ما هو كردي من خلال الطابع التنظيمي، وذلك الطابع التفاعلي بين أعضائه أو أفراده، إنه الشكل الذي يستمد مشروعيته من خلال متحولات الواقع، كما يرى هو، مع الأخذ بعين الاعتبار: الطبيعة النفسية والتربوية والثقافية والسياسية للإنسان الكردي، مع ما يرفق ذلك من تشدد أو انضباطية غير مسبوقة، وهو الجانب الملحوظ في بنيته، والذي كان من فضيلته استمراره، رغم الأزمات أو الانكسارات والتحديات التي تعرَّض لها هنا وهناك.
إن الارتباط – من نوع السحري- بالزعيم، يترجِم بنية سلوك المرتبِط تربوياً ونفسياً، كما لو أن هذا الارتباط يعرّف بحقيقة الشخص، وهو يبحث عن صورة زعاماتية لها تاريخها الشرق أوسطي المديد في نفسه وثقافته وبيئته ومجتمعه.
وأن أقول، وبالفم الملآن” أنا الـبكك” فلأن ثمة إشارة مباشرة إلى هذا التكوين المجتمعي شديد التنوع فيه، أي من خلال وجود هذا الكم اللافت من ألوان الطيف الشمسي، لحظة تسميتي لنوعية الثقافة التي أعنيها، وكيف أنها تجد صدى لها في فسحة من فسحات الدائرة الواسعة للبكك، وأن ما أمارسه ثقافياً يبقيني على تماس ما، مع أنشطة تفصح عنه، ولأن ضمير المتكلم الفردي لا يعنيني كباحث أو ككاتب قبل كل شيء، وإنما كمنتم ٍ إلى مجتمع يسهِم في تشكيل هذا التنوع وتدبيره.
ولعلي، حين أنظر نظرة نقدية إلى التكوين التنظيمي والمجتمعي والثقافي والسياسي لهذا الحزب، فلأنني أجدني في موقع المهتم به، أي الباحث هذه المرة، إن لم أقل في موقع المتأثر به في كل وضع مستجد له، كما هو واقع هذا المقال.
وفقاً لما تقدَّم، يكون أول الجاري قوله، من ناحية عدم التمييز، وليس الخلط، بين اعتبار أحدهم بككاوياً، وآپوچياً، أي بين الانتماء إلى شخص اعتباريٍّ معلوم، محدد وحامل لاسم الحزب هو” آپو”، والانتساب إلى الحزب نفسه، وربما يكون هذا التداخل نابعاً في بعض اعتباراته الوجيهة، والمحسومة من خلال مكانة الزعيم في الحزب وعلاقة أعضائه به، وهذا يتطلب قدراً وافراً من الدرس التاريخي والثقافي الذي يصحح مسار العلاقة بين الاثنين، أي ما تكونه الروح الكاريزمية للقائد، وما يمكن للروح هذه من أن تنجزه إن تم التوسع في مفهومه لصالح الحزب ومن يتولى إدارته كذلك، وما يكونه الحزب على صعيد الحزب نفسه، وتكوينه الطبقي الذي يرسم له مساراً خاصاً، في مجتمع يتطلب قدراً كبيراً من التفحص والدراسة، لتبين العلاقة بين الجاري بمعناه الحزبي، والحادث بمعناه التنظيمي الذي يوسّع مفهوم الحزب طبقياً، أي لحظة البحث عما هو عمّالي مدني، وما هو عليه واقع الحال من جهة الذين يتحركون في مواقع مختلفة، والسؤال عن كنه هذه العلاقة الواسع الجامعة بين تكوين حزبي، وتشكيل بشري كردي على غاية من التنوع والانتماء طبقياً بالمعنى الواسع..
بمعنى آخر، حين يتم النظر في مفهوم الحزب باسمه( حزب العمال الكردستاني)، ومحاولة تلمس الأرضية الفاعلة في جلاء أمر الحزب، وفي وسط مجتمعي واسع، يكون الاسم المعلَن محل خلاف، كما هو مساره ومداره الفعليان.
وفي هذا السياق، وبسبب المكانة المثلى المعطاة للأب السياسي أو الزعيم الروحي للحزب، إمكان إيجاد هذا التفاوت، أو التداخل اللافت بين الاسم والوطن، أي في الهتاف التمجيدي بحياة قائد الحزب، متقدماً على الوطن الكردستاني نفسه، مع ما يتبع ذلك من عدم ثبات العلاقة بين كل من الحزب وممثّله القيادي الأعلى، والذين يتحركون على هذا النسق.
إن الطابع الجدلي الخاص جداً لعلاقة توأمية، ولصالح الاسم الشخصي، ربما كان وراء هذا التشدد القيادي مع الذين ينخرطون في الجسم التنظيمي للحزب، ومن يتم التعامل معهم، وفي الوقت نفسه، مع الذين يحاولون التحفظ على موقع متقدم للقائد على الجغرافيا، أو إحالة هذه إلى القائد، إلى درجة توظيف ما تقدمَ لأغراض لاحزبية، أي شخصية، نظراً لأن المساحة الواسعة للحراك الحزبي تسمح بذلك، وخصوصاً في مسائل حياتية ويومية وخلافية هنا وهناك.
إن الرهان على الحزب وإمكان بقائه يتوقفان، مستقبلاً، على كيفية إيجاد أذهان فاعلة موزعة على السطح الجغرافي الواسع، وهي تختلف في بنيتها، حرصاً عليه، وفي محاولة اللحاق بركب التطورات والتفاعل مع المستجدات أكثر.
وإذا كان الانتشار الملموس للحزب جلياً من حولنا، وفي مجتمعات أخرى” أوربية، بصورة لافتة”، فإن الحفاظ على فعالية الانتشار بالمقابل تتوقف على إمكان مدّه بكل المقومات التي تسيّره مع المستجدات، بقدر أقل ممكن من الضحايا.
إن الطابع الزخمي المعطى له، يعكس وفورة القوى المتجددة والقائمة فيه وعلى “راحته”، ولكنه الزخم الذي يستوجب ترميمات مستمرة لجوانب حية في تكوينه الجسمي ليكون أكثر توازناً وقابلية استمرار، أعني كيفية منح الصفة الأكثر توافقاً مع المتغيرات بعيداً عن الروح الاستعراضية التي تصل أحياناً إلى تغليب العنف في حل المشكلات على الحوار، وأظن أن حزباً له كل هذه القاعدة العريضة في وسعه أن ينمّي كما يعمّق حوارات على أعلى مستوى، وأن يكون أكثر تبصرة للتحديات ولموقعه الحزبي وصفته القومية، ولما يتردد عنه كما في الوصفة التي عُرِف بها منذ سنوات “الإرهاب”، وأن يخفف من سمة تشنج في الأداء العملي وفي التعامل مع آخرين لا يتفقون مع نهج الحزب، كما يكون أكثر وعياً بجملة السياسات المحلية والإقليمية التي تحاول النيل منه أو تغيّر في مساره الجوهري، بجعله على النقيض مما ينشده أو يسعي إليه دون أن يغض النظر عن آخرين هم شركاؤه في تمثيل الهدف المنشود .
كل ذلك ممكن، لأن القوى التي تساعده على ذلك موجودة، والمشكل الذي يمكن النظر فيه، هو في مفهوم العدو ضمن بيئاته وفي متحولاته وفي العلاقة مع الآخرين من أحزاب أخرى كردية، وخصوصاً من خلال كبح جماح أولئك الذين يعتقدون أن كلمة سر بقاء الحزب أو استمراره قوياً هي في التشدد وحتى العنف الجسدي، وهذا ما يمكن تجاوزه، اعتماداً على قناعة ذاتية، وهي أن الحضور الحزبي الكثيف يستطيع تأمين غطاء أمني له، واستيلاد قاعدة جماهيرية أكثر حيوية، أي عصرية بضبط سياسات طرفية” من قبل أفراد يرون الحزب فيما يقولونه ويمارسونه”، وفي أداء مهام تخدم أهداف الحزب، وهي إنسانية وقومية مشروعة، تجد لها صدى أكثر في محيطها ولدى آخرين، حين يكون الوطن ساحة مفتوحة لأكثر من منبر حواري، والمحك هو من يكون المنتج أكثر، ولحظتها، سوف تكون هذه اللصقة “الإرهاب” عابرة، وسهلة النزع من جسد لا أظنه ضعيفاً على الإطلاق، إنما يتطلب ترتيباً لقواه التي تشمل قطاعات واسعة من المجتمع.
ذلك هو التحدي الأكبر على الأرض، كما أعتقد، للبكك، والذين يعنون بأمره، في ضوء الأزمات العاصفة بنا هنا وهناك.
أقول ذلك، وأستعيد مكرراً ما قلته سالفاً: أنا البكك، حيث يقيم داخل الثقافة المركَّبة التي أعني بها كلُّ هؤلاء الذين يشكلون أعضاء أو أنصاراً أو قياديين- حتى-.
فأن تكتب وأن تكون كاتباً وتعيش كتاباً، هو أن تستشعر الآخرين ممن يعنيك أمرهم، كما يكوّنون مصادر إلهام ومغذيات لفكرك وتطلعاتك وحتى لذائقتك الجمالية وأخلاقياتك التي تُعرَف بها…