عبدالباقي حسيني
الصور والفيديوهات المسربة من تنسيقات شباب الثورة والهيئة العامة للثورة السورية، تكشف عن بشاعة المجازر والجرائم التي قام بها نظام بشار الأسد وشبيحته بحق أبناء الشعب السوري عموما وبحق أبناء حمص (حي العدوية وكرم الزيتون) وأبناء إدلب خاصة.
المناظر التي عرضت على شاشات التلفزيون، تندى لها جبين الإنسانية من هول الأعمال الوحشية التي حصلت للمدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، هذه المذابح تذكرنا بالمناظر المؤلمة والقاسية التي حصلت لأكرادنا في مدينة حلبجة (كردستان العراق)، والتي نقترب هذه الأيام من ذكراها ال 24 ،على أيدي أزلام الدكتاتور المقبور صدام حسين، عام 1988.
المناظر التي عرضت على شاشات التلفزيون، تندى لها جبين الإنسانية من هول الأعمال الوحشية التي حصلت للمدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، هذه المذابح تذكرنا بالمناظر المؤلمة والقاسية التي حصلت لأكرادنا في مدينة حلبجة (كردستان العراق)، والتي نقترب هذه الأيام من ذكراها ال 24 ،على أيدي أزلام الدكتاتور المقبور صدام حسين، عام 1988.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الجميع هو؛ كيف يتجرأ هذا النظام على القيام بهذه المجازر، دون أن يقيم للمجتمع الدولي أي إعتبار، وان يعير لكل النداءات العالمية أي إهتمام، وكأن بشار الأسد “فرعون” زمانه، لا يرى من يردعه على أعماله.
شجاعته هذه آتية من التراخي الدولي، حيث يرى فيها ذريعة للقيام بهكذا أعمال وحشية بحق الشعب السوري.
هنا يمكننا ان نعرض الكثير من العوامل التي تجعل من هذا النظام القاتل ان يسير في غيه وإجرامه.
وهذه العوامل هي:
– التردد والإرباك الواضح في المواقف العربية، حيث كل دولة تغني على ليلاه، عدا بعض المواقف الخجولة والصادرة من دول الخليج و بشكل خاص من السعودية و قطر.
– تذبذب مواقف الدول الغربية وخاصة أمريكا، إذ حتى الآن لم نرى منها أي موقف عملي على الأرض إتجاه نظام بشار الأسد.
أمريكا التي كانت تردد دائما على وجوب فصل النظام السوري عن النظام الأيراني، نراها اليوم وبالرغم من الفرصة المتاحة، لاتحرك ساكنا في هذا الأمر، سوى إطلاق بعض التصريحات الإرتجالية.
– الإجتماعات العديدة للأمم المتحدة، ومؤتمرات “أصدقاء سورية”، والتي تنتهي دائماً إلى لاشيء، هذا الأمر يعطي المزيد من الفرص للنظام، كونه يكشف حجم عجز المجتمع الدولي في إتخاذ قرار جاد من جهة، و مطمئن للفيتو الروسي والصيني الداعمان له من جهة أخرى.
– المهل المتتالية من الجامعة العربية وإرسال المندوبين إلى بشار الأسد، دون ان يحاسب بعد هذه المهل بأي موقف جدي، حتى العقوبات التي صدرت من الجامعة حيال النظام السوري لم تتقيد بها معظم الدول العربية.
– ضعف تحرك المعارضة السورية في الخارج، و عدم تقديم أي خطوات ملموسة على صعيد السياسة الخارجية أو دعم الداخل، هذا عدا الخلافات الجانبية والتشتت في الرؤى، والوقوف على الجزئيات، حيث لم ترتقي تحركاتهم السياسية حتى الآن إلى مستوى الحراك الثوري في الداخل.
– الإمكانيات المحدودة للجيش الحر، وتشتتها في مناطق مختلفة، وعدم تقديم الدعم المناسب لها من قبل معارضة الخارج ومن قبل دول الجوار.
– استخدام الآلة العسكرية المتنوعة والعنف المفرط من قبل النظام ضد المتظاهرين، تجعل من بعض فئات الشعب ان يفقد جزء من إرادته، واللجوء إلى الدول الجوار، بعد ان كشف الشعب كذب وإدعاءات المجتمع الدولي في مجال حقوق الانسان وسعي الشعوب للحرية والديمقراطية.
كل هذه العوامل تدفع بالنظام في إرتكاب أفظع الجرائم ضد معارضيه، ودك المدن بالدبابات و تنفيذ الإعدامات بالجملة على أيدي الشبيحة.
في المقابل نرى ردود دول العالم متباينة في تقيم هذه الأعمال الوحشية، فمنها مازال يقف بجانب هذا النظام بكل صفاقة، إذ يساوي بين الجلاد والضحية، ومثال على هذه الدول، روسيا ،الصين، إيران و بعض دول أمريكا اللاتينة، إذ تحمل هذه الدول المعارضة جزء من هذه المجازر.
بينما الدول الغربية تحاول ان تقف بجانب الشعب دون ان تفعل شيء.
ماهو المطلوب في هذه الحالة؟ هل ستبقى دول العالم وخاصة “أصدقاء سورية” متفرجة على هذا النظام الذي يقتل بدم بارد هذا الكم الكبير من المدنيين والثوار بشكل يومي؟ أم ستساعد الشعب للتغلب على محنته وحصوله على حريته وكرامته.
هناك عدة نقاط هامة في كيفية المساعدة، طالما فكرة التدخل العسكري في سورية مستبعدة، وهذه النقاط هي:
– تسليح الجيش الحر كخيار مقابل المجازر اليومية التي تقوم بها عصابات النظام، وهذا الخيار تبناه المجلس الوطني السوري، بعد ان رأى ان الحلول السياسية والدبلوماسية مع هذا النظام لاتجدي نفعاً.
وان تخوف الدول الغربية من وقوع السلاح في أيدي “القاعدة” ليس له أي مبرر، كون لاوجود ل “القاعدة” بين الجيش الحر.
– تزويد الجيش الحر بالمعلومات السرية عن تحركات الجيش الأسدي، عن طريق الدول الغربية والتي لها الأقمار الصناعية في المنطقة، لكي يتصدى الجيش الحر للجيش النظامي ومنعه من التقدم بإتجاه المدن المأهولة.
– ضرورة تقديم ووصول المساعدات الأولية من الأكل والدواء والحاجيات الرئيسية للشعب عامة وللمناطق المنكوبة خاصة، وذلك لديمومة التحرك على الأرض و إستمرارية الثورة.
إذا ماتوفرت كل هذه الأمور، فمعركة الشعب مع هذا النظام سوف تحسم عاجلاً أم آجلاً، وهكذا سيسقط بشار الأسد، وسيحافظ الشعب على دولته، دون أن يكون بحاجة لأي تدخل عسكري.
أوسلو، النرويج
شجاعته هذه آتية من التراخي الدولي، حيث يرى فيها ذريعة للقيام بهكذا أعمال وحشية بحق الشعب السوري.
هنا يمكننا ان نعرض الكثير من العوامل التي تجعل من هذا النظام القاتل ان يسير في غيه وإجرامه.
وهذه العوامل هي:
– التردد والإرباك الواضح في المواقف العربية، حيث كل دولة تغني على ليلاه، عدا بعض المواقف الخجولة والصادرة من دول الخليج و بشكل خاص من السعودية و قطر.
– تذبذب مواقف الدول الغربية وخاصة أمريكا، إذ حتى الآن لم نرى منها أي موقف عملي على الأرض إتجاه نظام بشار الأسد.
أمريكا التي كانت تردد دائما على وجوب فصل النظام السوري عن النظام الأيراني، نراها اليوم وبالرغم من الفرصة المتاحة، لاتحرك ساكنا في هذا الأمر، سوى إطلاق بعض التصريحات الإرتجالية.
– الإجتماعات العديدة للأمم المتحدة، ومؤتمرات “أصدقاء سورية”، والتي تنتهي دائماً إلى لاشيء، هذا الأمر يعطي المزيد من الفرص للنظام، كونه يكشف حجم عجز المجتمع الدولي في إتخاذ قرار جاد من جهة، و مطمئن للفيتو الروسي والصيني الداعمان له من جهة أخرى.
– المهل المتتالية من الجامعة العربية وإرسال المندوبين إلى بشار الأسد، دون ان يحاسب بعد هذه المهل بأي موقف جدي، حتى العقوبات التي صدرت من الجامعة حيال النظام السوري لم تتقيد بها معظم الدول العربية.
– ضعف تحرك المعارضة السورية في الخارج، و عدم تقديم أي خطوات ملموسة على صعيد السياسة الخارجية أو دعم الداخل، هذا عدا الخلافات الجانبية والتشتت في الرؤى، والوقوف على الجزئيات، حيث لم ترتقي تحركاتهم السياسية حتى الآن إلى مستوى الحراك الثوري في الداخل.
– الإمكانيات المحدودة للجيش الحر، وتشتتها في مناطق مختلفة، وعدم تقديم الدعم المناسب لها من قبل معارضة الخارج ومن قبل دول الجوار.
– استخدام الآلة العسكرية المتنوعة والعنف المفرط من قبل النظام ضد المتظاهرين، تجعل من بعض فئات الشعب ان يفقد جزء من إرادته، واللجوء إلى الدول الجوار، بعد ان كشف الشعب كذب وإدعاءات المجتمع الدولي في مجال حقوق الانسان وسعي الشعوب للحرية والديمقراطية.
كل هذه العوامل تدفع بالنظام في إرتكاب أفظع الجرائم ضد معارضيه، ودك المدن بالدبابات و تنفيذ الإعدامات بالجملة على أيدي الشبيحة.
في المقابل نرى ردود دول العالم متباينة في تقيم هذه الأعمال الوحشية، فمنها مازال يقف بجانب هذا النظام بكل صفاقة، إذ يساوي بين الجلاد والضحية، ومثال على هذه الدول، روسيا ،الصين، إيران و بعض دول أمريكا اللاتينة، إذ تحمل هذه الدول المعارضة جزء من هذه المجازر.
بينما الدول الغربية تحاول ان تقف بجانب الشعب دون ان تفعل شيء.
ماهو المطلوب في هذه الحالة؟ هل ستبقى دول العالم وخاصة “أصدقاء سورية” متفرجة على هذا النظام الذي يقتل بدم بارد هذا الكم الكبير من المدنيين والثوار بشكل يومي؟ أم ستساعد الشعب للتغلب على محنته وحصوله على حريته وكرامته.
هناك عدة نقاط هامة في كيفية المساعدة، طالما فكرة التدخل العسكري في سورية مستبعدة، وهذه النقاط هي:
– تسليح الجيش الحر كخيار مقابل المجازر اليومية التي تقوم بها عصابات النظام، وهذا الخيار تبناه المجلس الوطني السوري، بعد ان رأى ان الحلول السياسية والدبلوماسية مع هذا النظام لاتجدي نفعاً.
وان تخوف الدول الغربية من وقوع السلاح في أيدي “القاعدة” ليس له أي مبرر، كون لاوجود ل “القاعدة” بين الجيش الحر.
– تزويد الجيش الحر بالمعلومات السرية عن تحركات الجيش الأسدي، عن طريق الدول الغربية والتي لها الأقمار الصناعية في المنطقة، لكي يتصدى الجيش الحر للجيش النظامي ومنعه من التقدم بإتجاه المدن المأهولة.
– ضرورة تقديم ووصول المساعدات الأولية من الأكل والدواء والحاجيات الرئيسية للشعب عامة وللمناطق المنكوبة خاصة، وذلك لديمومة التحرك على الأرض و إستمرارية الثورة.
إذا ماتوفرت كل هذه الأمور، فمعركة الشعب مع هذا النظام سوف تحسم عاجلاً أم آجلاً، وهكذا سيسقط بشار الأسد، وسيحافظ الشعب على دولته، دون أن يكون بحاجة لأي تدخل عسكري.
أوسلو، النرويج