لم يتثنى لي نشر التقرير الذي عملت عليه طوال الاسابيع الماضية، عن تلك العوائل التي فرت جراء القصف والتشبيح (كلمة تشبيح تعبر عن كل الممارسات الامنية اللا انسانية) التي تتعرض لها مساكنهم في مناطق /حمص، وحماة، وادلب، وريف دمشق/، وعدم نشر التقرير هو خوفي على العوائل (المهاجرة و المستقبلة)، ولكن الموقف المشرف الذي بدرى من اهالي مدينة قامشلو دفعني بأن اكتب هذه السطور.
بصرف النظر عن الاطراف السياسية التي ينتمي إليها الشباب الكورد (المجلس الوطني الكوردي، مجلس الشعب الكوردي، اتحاد القوى الديموقراطية الكوردية)، تعاونا في ادارة الازمة (ايجاد مسكن) دون أي شرط وهو الشيء الذي لا نجده في الحالة السياسية المتبعة من أي طرف مع التنسيقيات أو فيما بينهم في هذه المرحلة، اطراف قدمت المساعدة دون الإعلان عن صدورها منهم، وهي الحالة التي تفتقر السياسة الكوردية الحزبية؛ عندما تجد النقيض، في معمعة البيانات التي تصدر عنهم، منها ما تندد بعمل (ع) من الاطراف، ومنها ما تستنكر بتصرف (س) من الاطراف، ومنها ما تحذر الطرف الاخر، ولن تجد بيان يؤيد بيان؛ وأضف إلى ذلك فهم متلهفون إلى نشر بيان أو خبر عن عمل ما قد انجزوه، لتجد في النهاية بأن العمل ليس لهم، لينشر طرف أخر على أنه هو من قام بالعمل .
علماً لم يكن تعاملنا مع القيادات الحزبية بل كانت مع القاعدة الحزبية، تساءلت هنا : أيمكن أن يكون هذا دليل على المعضلة التي تمر بها السياسة الكوردية؟ وهي التنافس الشخصي بين القيادات الحزبية التي تمنع التآلف بين الاطراف، أو اختلاف الداعمين لهم، أي تبعيتهم لسياسات لا تنسجم والواقع الكوردي السوري، بحيث يمارسون السياسة بتجرد ليبتعدوا عن واقع السياسة في سوريا وبالأخص في ثورتها، طبعاً…..
القرار الذي يصدر من هوليرأو جبل قنديل سيكون متجرداً بكل المقاييس .
بعد أن سكنت العوائل في المنزل الذي حرصنا على تأمينه، وتقديم المساعدة من أثاث منزل وصولاً للمواد الغذائية قال لنا /أبو ع /: بعد نجاح الثورة بسقوط النظام، وعودتي إلى حمص سأرفع علم كوردستان فوق منزلي .
23-3-2012
memealan84@hotmail.com