خليل كالو
إن الشيء الملفت واللا ـ طبيعي في منطق سياسة وتفكير وتنظير الكثير من النخب التي تتزعم القيادة هذه الأيام على ساحة المجتمع الكردي في الوطن السوري تثير الكثير من التساؤلات حول دعواتها للفدرالية والإدارة الذاتية وحق تقرير المصير
تاريخنا مرجع وعبرة لمن قرأ وفهم واعتبر… فمثلا تاريخ البارزاني الكبير يذكرنا بما لا ريب فيه بأن لا حقوق بلا مطالب وجهد وثمن وقد ناضل هذا العظيم في جبال كردستان على مدى /15/ سنة وقدم آلاف الشهداء حتى نال من أنظمة بغداد المتعاقبة التوقيع على حكم ذاتي مع وقف التنفيذ واستمر الثورة بنضالها حتى 1991 فكانت فاتورة تلك الأعوام الكثير من المجازر والإرهاب والمآسي ومئات الآلاف من الشهداء ومن ثم نتيجة لعوامل وظروف موضوعية وتدخل دولي تم الاعتراف بحقوق الكرد في الفدرالية بالرغم من بقاء الكثير من الوعود والحقوق على الورق .
والحديث بالحديث يذكر فمنذ عام 1984 قدم الشعب الكرد ي في كردستان الشمالية آلاف الشهداء وما زال بالرغم من تحقيق الكثير من التقدم إلا أن مصير حقوق الكرد في شد وجذب وتماطل من الحكومات والسياسات التركية العنصرية علما بأنها تلقت الضربات الموجعة طوال الأعوام السابقة ولا زال ولكنها مصرة على موقفها الشوفيني حيث منطق القوة هو الحاكم .
وهنا لن نطيل في الاتجاه حيث تاريخ الكرد مليء بمثل هكذا مواقف ومحطات على مدى قرنين من الزمن قادها أبطال نحن مدينون ببقائنا لهؤلاء الرموز والشواخص والمنارات .
بالرجوع إلى أصل الموضوع في سياق الفكرة ذاتها من منطلق الحرص والمعرفة بالنيابة عمن لا صوت له عما يجري على الساحة السورية من أحداث وتطورات مخيفة ودامية على طول الوطن وعرضه وانعكاساتها على المجتمع الكردي فما زال الكرد من خلال نخبه وتنظيماته السياسية وقواه الشبابية تعيش التشتت والترهل والتشنج الداخلي وما سلة الحقوق التي تنادي بها تحتاج إلى سلوك ومنهج مغاير وأدوات جديدة عما يمتلكه النخب الآن ومن كل المشارب في هذه الأيام بل زاد البعض من تخبطهم واستهتارهم بمشاعر وأماني وطاقات شباب الكرد الذين يتظاهرون منذ أكثر من عشرة أشهر من أجل حقوقهم المشروعة باتخاذهم من التظاهر السلمي وسيلة وأداة لهم في الشارع حتى وصل بالانقسام وريدا رويدا إليه علما بأن النخب الكلاسيكية مع أطرها كانت جالسة في بيوتها ومثلهم المثقفون والنخب الاجتماعية ـ إلا قلة قليلة تشكر جهودها ـ وهي تتفرج تارة وتشهر بهم تارة أخرى وبقدرة قادر فإذا بها في الشارع تتقدم الصفوف ومع ذلك لا ضير في ذلك وعفا الله عما سلف إذا استطاعت تلك النخب أن تفعل شيء مفيد ونظمت الصفوف وانتظمت ولكن الواقع المعاش والراهن لا يقول ذلك وما يعيشه الشارع من انقسام وهواجس ومنغصات وتهم من هذا وذاك ومن انتقادات لا يشير إلى تلك الحالة المطمئنة والسليمة كي يتفاءل المرء بالمستقبل بما تطرحه النخب السياسية من خلال كل إطاراتها المشيدة حديثاً بل العكس يذكرنا التصرف والسلوك والهشاشة في جسم الشارع الكردي بالماضي القريب والمقيت حيث يبدو وكأنه مقبل على المزيد من التشظي والتفرقة في هذه الظروف الحساسة التي تتطلب المزيد من التوحد والتكاتف والمسئولية .
لن نطيل في الكلام وخلاصة القول: إننا بهذه الحالة التي نعيشها لا يعتقد أن حقوقا سوف تنتزع أو حرية سوف تأتي والكرد هذه الأيام ليسوا في المعارضة ولا في الموالاة ولا يعرف ممن يطلبون الحقوق بعد أن جمد أو علق المجلس الكردي عضويته في صفوف المعارضة بكل أشكالها وراح البعض في اتجاهات بعيدة والمثير للدهشة لا نعرف أين نحن الآن مما يجري حولنا ومن من سوف نطلب الحقوق.
فهل كل من قال أن لي حقوق يناله هكذا بلا ثمن “وببلاش” ونحن في غياب شبه تام عن الحضور من المشهد السياسي السوري العام أو كاد هذا من جهة ومن جهة أخرى لا ترون يا سادة أننا ما زلنا ضعفاء ذاتيا ولسنا أهلا للمرحلة ولا نمتلك أي وسيلة ومكمن قوة تجعل من الآخرين الطمع فينا حتى نكون شركاء لهم الآن وفي المستقبل ولا بد من مراجعة وجدانية وبمسئولية حتى تنقشع غمامة الهواجس في النفوس و يزول الإحساس بالخشية بأن المطالبة بالحقوق في مستوياتها العليا ليست عبارة عن كلام وشعار يراد به الهروب من المسئولية الحقيقة وخلط الأوراق وتشتيت لذهن وخيالات بسطاء الكرد إلى مناحي أخرى وإشغالهم بأمور ليس لهم فيها من ناقة ولا جمل وألا يتخندقوا لصالح هذا وذاك كما كانت في سنوات العجاف وألا يفوتنا القطار من جديد وفي هذا الشأن يقول الكرد: الحجر الكبير ليس للرميKevirê mezin ne yê avêtinê ye .
طبعاً عندما يكون الرامي هزيل الجسم وضعيفاً .