آراء في مؤتمر هولير للجاليات الكوردية في الخارج (1)

فدوى كيلاني: مناضلون وقناصو سياحة مجانية  تحت سقف واحد

قرأت أسئلة الملف الذي أطلقه موقع “ولاتي مه” حول كونفرانس هولير، المزمع عقده يوم 28 -1-2012 ،وأفرحني  أن الأخوة في إدارة الموقع انتبهوا للأمر الخطير، و خصصوا له ملفاً، حتى يكون للمثقف صوته، وليحس السياسي بأن عضويته في حزب ما، أو مسؤوليته التمثيلية الصغيرة، حتى ولو كان سكرتير حزب أو سكرتير كل الأحزاب فإنه لا يمثل الشعب الكردي بملايينه الأربعة والنصف، ولكي لا يعيدوا إنتاج استبداد النظام بحق أهلهم، فيكون الكردي ضحية النظام وضحية العقل الحزبي وكلاهما يمارس الاستبداد بحقه.

وشخصيا عندما كتبت عن حالتي ككاتبة، فإنني انطلقت من حالة خاصة، كامرأة كردية كاتبة، دفعت الضريبة من قبل النظام السوري البائد، فأعيش في الغربة بعد التحقيق معي وملاحقتي لمدة سنتين إلى أن هاجرت إلى الخليج، وكنت أسمع لأول مرة أن هناك  الأمن القومي أيضاص وهو وراء إبعادي من التعليم إلى دائرة الحبوب فالتربية، وعندما تشكل أول حالة كردية فلماذا يتم إقصائي، وكان في ذهني أسماء عديدة تحضر، لاعلاقة لها بالنضال ، وليست لهم مواقف مشرفة، إلا الإدعاءات الفارغة، وهناك هواة سياحة مجانية، وهناك من لايؤمن بإطار المؤتمر والجهة الداعية أصلاً، ولهم مواقف مسجلة، وهناك حالات أسوأ أعفي نفسي عن قولها، هذا ما استفزني حقاً، بالإضافة إلى أن أحد الممثلين تطوع وراسلني قائلاً: اسمك موجود، وهو تألم لأن اسمي حذف، دون علمه..!
معظم أسماء اللجنة التحضيرية كما تعرفنا عليها لاحقاً، لا نجد لها مواقف إيجابية على مستوى توحيد الصف الكوردي، وتجاوز العقل الحزبي، وهذا الصنف هو الأفضل بينهم، فما بالك بالذين لا أثرإيجابي لهم في مجتمعهم، وفعلآ كنت أريد لو أن أسماء اللجنة التحضيرية تصل إلى ماضي تاريخ الأحزاب الكوردية المشرف والعريق ، فأنا مع تاريخ هذه الأحزاب، وإن كنت أنقد ممارسات بعض المحسوبين عليها، وها أنا أدفع ضريبة موقفي من قبل الاستبداد وما بعد الاستبداد في الوقت نفسه.
وبالنسبة للسؤال الثاني: أرى أنه من الأفضل أن يكون القرار بيد الأحزاب الكوردية، ولكن أن يكون مستوى دعواتها بهذا الشكل فمن الأفضل لو كان القرار بيد مكتب رئاسة الإقليم ليتم دعوة الأسماء المهمة التي تفيد القضية، ولهذا فأنا أرى أن هناك الآلاف أفضل مني، وأشجع مني، وكان يجب أن يكون شباب التنسيقيات في الداخل هم من توجه لهم الدعوة وليس بعض الشباب المتسلقين المتطفلين على حساب شباب الثورة.
وعن السؤال الثالث أجيب: بالطبع، إن أية أخطاء بدرت من ممثلي الأحزاب فالأحزاب مسؤولة عنها، وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الأحزاب  فعلت مافعلت بأسماء ممثليها، على الأحزاب أن تكون جريئة وتخرج ببيان اعتذاري .
أما السؤال الرابع فأنا أرى أن لاجدوى للكونفرانس بصيغته هذه، فبالنظر إلى حوالي خمسين اسما أعرفهم، أقول ماذا يضيف هؤلاء للكونفرانس، ماذا يضيفون لمؤتمر قامشلو، كان على الكونفرانس أن يصحح أخطاء المؤتمر لا أن يضيف عليها أضعاف أخطائه، ويبدو أن هذا الكونفرنس سيجعلنا نندم على مؤتمر قامشلو .
وحول السؤال الخامس فإنني أقول المشكلة من هو الذي يتم الاتفاق عليه من قبل أحزاب بينها تاريخ عمره خمسون سنة من الاختلافات،  وهذا أمر يقودنا لمعرفة من هم المستقلون المدعوون، ولعل هناك من كان يسوق لنفسه وهو خارج الحسابات فصار من عداد المدعوين بقدرة قادر .
وجواباً على السؤال السادس أرى أن أي مسؤول حزبي صاحب ضمير عندما يراجع الدور العظيم للمنظمات الحقوقية، فإنه سيقول: أخطأنا معهم، والآن أسأل: كيف تطاوع يد مسؤول حزبي صغير أو كبير هو الآن في الإقليم يلهث من أجل لقمته أن يشطب اسم هذا المناضل  أو ذاك ؟
وعن السؤال السابع أقول: كان يجب استدراك أخطاء مؤتمر الداخل وضم الأحزاب والشخصيات والتنسيقيات الذين لم ينضموا اليه، ولكن جاء الكونفرانس وأزاد الفجوة، ولا نعلم ما الدافع من عقده بعد أحد عشر شهراًعلى الثورة،
وجواباً على السؤال الثامن أرى أن الشعب الكردي في سوريا يجلون قيادة الإقليم وأخوتهم في كوردستان ، ولن يـتأثروا بما تم، ومن موقع العتب فإن على أخوتنا في قيادة الإقليم أن يكونوا عوناً لنا على وحدة الشمل لا تكريس الاختلاف كما سيفعل هذا الكونفرانس.
وعن السؤال التاسع أجيب: هناك عشرات الآلاف من الأسر الكوردية في المناطق الكوردية في سوريا جائعون، هناك من ليس ببيته الآن خبز أو نفط للتدفئة، هناك مجاعة حقيقية في مناطقنا، لو فعلوا لنا مافعلناه أثناء  نكبة حلبجة وغيرها، لكان أهم من كونفرانس يضر بالجميع، مهما صدرت عنه من قرارات ورقية، لن تنجح دون وحدة أبناء شعبنا، على خلاف ما تم من قبل الكونفرانس.

حسين جلبي :مؤتمر هولير كمان و كمان

كُنت أرغبُ، صدقاً، بالتوقف، في مسألة مؤتمر هولير، عند حدود المقال الذي كتبته قبل إلتئامه بأيام عديدة، و التفرغ لما نذرت نفسي له، بالتركيز على الكتابة عن الثورة السورية، من القامشلي حتى درعا، و إنعكاساتها، لولا هذه الدعوة الكريمة من موقع ولاتي مه، التي تُغري بالتعامل مع جُرحٍ طازج، و لولا ما تبين لي لاحقاً، و ربما للقراء الأعزاء، و لجميع المتعطشين لمعرفة الحقيقة، بأن المقال المُشار إليه، و غيره، لم يكشف سوى رأس جبل الجليد، حيث الحقيقة كاملةً، أمر و أدهى.
و لو كانت تلك الحقيقة المُرة دواءً، لكُنا بلعناها، و لكنها للأسف، كالسم الزُعاف، قاتلة، و نحن لسنا بصدد الإنتحار، على الأقل في هذه اللحظة التاريخية، التي (هرمنا) بإنتظارها.
و هنا أود الإشارة إلى ، و الإشادة بما تلقاه بريدي من عدد هائل من الرسائل، من عدد كبير من نخبة الكُتاب و المثقفين و الحقوقيين و السياسيين، الصامتين صمت الكبار، الذين جُرحوا بعمق، و الذين لا تشكل مساهمتي نقطةً في بحر بعضهم، و الذين ليسوا بوارد النزول إلى حضيض بعض أعضاء اللجنة، و الذين طالبوني بعدم التوقف.
يُفترض بدايةً في لجنة تحضيرية لمثل هذا العمل النبيل، بحجم مؤتمر للجاليات الكُردية في الخارج، أن تتوافر فيها شروطٌ مثل تلك التي تتوافر في القضاة، أو على الأقل في لجان التحكيم، بحيث يتم إختيار أعضائها أو إنتخابهم، على أسس العلم و الحياد و النزاهة و الكفاءة و المهنية و السمعة الحسنة، إلى جانب ضرورة توافر حد أدنى من العمل الوطني، و المساهمة الفاعلة في الثورة السورية، و أن يتجرد أعضاءها من صفاتهم الحزبية أو يقوموا بتجميدها، إذا كانوا أعضاء في أحزابنا الحبيبة المناضلة، و ذلك لحين إنتهاء مهامهم، و أن يُراعى وجود تباعد عُمري و جغرافي بينهم، و أن لا يكون بينهم و بين المدعوين صلة قرابة أو صداقة أو عداوة تؤثر في عملهم، و أخيراً و ربما ليس آخراً، أن يقسموا على أداء مهمتهم بكل صدق و أمانة و إخلاص وبدون تحيز، و أن يبذلوا جهودهم في سبيل ذلك، و كل ذلك مع نشر سيرهم الذاتية و طبيعة مهمتهم، بكل شفافية، و على الملأ.
هل توافرت للجنتنا العتيدة هذه الشروط أو بعضها؟ أترك السؤال برسم القارئ الكريم.
و لست أدري فيما إذا كان مكتب الإقليم قد وجه الدعوات دون الرجوع للأحزاب أم بالتنسيق معها، و لكني أستبعد ذلك، كما أن المسألة لا تبدو على هذه الدرجة من الأهمية، أو تمس سيادة الأحزاب و إستقلالها، التي ربما لا تعير هذه الشأن أي إعتبار، حيث ليس بين الخيرين حدود، و قد تكون المسألة تقنية أو لوجستية ليس أكثر، أو تملقاً من اللجنة التحضيرية لمكتب الإقليم، و قد تكون نوعاً من التبجح لتظهر نفسها  بمظهر المحظي (المدعوم) لدى سلطات الأقليم، لأني لا أتصور أن مكتب الأقليم يفرض نفسه على اللجنة، و يدعو من يشاء هو، حتى إذا دعته هي لذلك.
و في الحقيقة لا ضير من إختيار أعضاءَ في الأحزاب أعضاءً في اللجنة التحضيرية، ما دامت قد توفرت فيهم بعض الشروط المذكورة أعلاه، و لكن كان يجب على سلطات الإقليم الإنفتاح على الشخصيات و القوى التي ليست على تواصل مباشر معها، و هي تملك الوسائل لذلك، و لكن التساؤل هو عن آلية إختيار مندوبي المؤتمر، و تخصيص نسبة مئوية من المقاعد لكتلة الأحزاب، فقط لأنها أحزاب، يفترض أنها تقود الثورة، ثم توزيعها ـ المقاعد ـ بصورة متساوية على الأحزاب، مهما كان وزنها أو ثقلها العددي، على حساب غيرها من الأحزاب الأكثر عدداً أو من المستقلين الأكثر عدداً و عدةً.

قبل أيامٍ قليلة صدر نداءٌ من حزبين على الأقل يدعوان أعضاءهما الذين تركوا الصفوف لأسبابٍ مختلفة إلى العودة نظراً للظروف التاريخية و حساسية المرحلة..

و المعروف أن التاريخ لم يتوقف و المرحلة كانت دائماً حساسة، و زادت حساسيتها منذ حوالي العام مع بدء الثورة و ليس اليوم، و لكننا لم نسمع بمثل تلك الدعوة الكريمة منذ ذلك الحين، لكن تبين أن المرحلة الحساسة بمفهومها تبدأ من المؤتمر المرتقب الذي دقت لأجله الأحزاب ناقوس نداءها، و تنتهي بنهايته،  حيث وجدت نفسها بهذه المناسبة في موقفٍ لا تُحسد عليه بسبب عجزها عن إملاء المقاعد التي خُصصت لها، و هكذا كانت طلبات إستتابة من الأعضاء السابقين، و طلبات عضوية على عجل من المقربين مقابل بطاقة دعوة، لذلك ستكون أيام العسل بين الطرفين معدودة، و محددة بهدفٍ واحد هو مؤتمر هولير، حيث سينفض المولد، بإنتظار مناسبات أُخرى.
إن كل مؤتمر أو مناسبة مشابهة لا بد أن يثير أسئلة، لكن إذا كانت الأسئلة كثيرة، أو لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تجد أجوبة، فهنا تكمن المعضلة، و قد حاولت اللجنة التحضيرية ـ و أرجو أن لا تكون قد نجحت ـ أن تدخل في روع الكثيرين، خاصةً من المدعويين، أن المسألة هي صراعٌ بين فسطاطين: فسطاط المدعوين المحسودين و فسطاط المغيبين الناقمين، و بالتالي الوطنيين و اللاوطنيين، و هذا غير صحيح على الإطلاق، فالجميع أخوة، و السعي للذهاب إلى كُردستان التي نُحبها جميعاً هدفٌ مشروعٌ للجميع، و لكن الخلاف هو على الخلط في الهدف بين من يود أن يذهب للسياحة، و بين من يرغب بتحمل مسؤولياته (نظراً لحساسية المرحلة) كما نبهتنا مشكورةً لذلك بيانات الأحزاب، و قد كنا عن ذلك بغافلين.

للأسف الشديد، فإن فهمنا لقضية المنظمات الحقوقية، أو المستقلين، قاصرٌ على إعتبارها أو إعتبارهم، أُناسٌ مسالمون، بلا مخالب، يقتصر عملهم على إصدار البيانات، أو الوقوف على عتبات الأبواب للإستماع في حال دعوتهم، أي لأنهم مجرد ديكور مكمل للمشهد، و لذلك تستباح هذه المنظمات و يتم التدخل في شؤون (حزب المستقلين)، و هذا الفهم القاصر فيه إهانةٌ كبيرة، نظراً لما تمارسه المنظمات العالمية المشابهة من دورٍ رقابي، و من فاعلية في إدارة دفة المجتمعات، حيث تعتبر صمام الأمان في العملية السياسية، فتقوم الدول على جعل تشريعاتها مطابقة لما تدعو إليه هذه المنظمات.

إن إستبعاد المنظمات الحقوقية الكُردية، و هي بالمناسبة أصدرت بياناً بذلك، هو ضمن هذا المفهوم أمرٌ غير مقبول، و هناك عضوٌ في إحدى اللجان الحقوقية عائدٌ لتوه من رحلة (سياحية) في سجون الأسد ذات الخمسة نجوم بسبب نشاطه الحقوقي، إنتهت رحلته السعيدة فقط بعد إكتظاظ السجون، ربما بمن هو أولى منه، لا أظن هنا بأن أحداً تذكره.
و هنا لا يمكن تحميل أخطاء الأحزاب و لجنتها التحضيرية لسلطات الأقليم، حتى إذا حاولت الأولى التلطي خلف الأخيرة، و نحن نفترض حُسن النية في الأقليم، و أُشير إلى ما كتبه أحد الأخوة المطلعين على بعض جوانب العلاقة بين الطرفين، بأن الهدف من عقد مثل هذا المؤتمر هو الإستماع إلى مطالب الشعب الكُردي في سوريا، و لتحديد موقف قيادة الأقليم من المتحدثين و الوقوف على المطلوب، و حسبما فهمت فإن الإستماع يكون عبر جميع الوسائل المتاحة التي تعتبر المواقع الكُردية إحداها، لأنه و حسب الظروف المحيطة بالمؤتمر فإن الكثير من المتواجدين هناك قد رتب أموره و هيأ نفسه للإستماع للمضيفين، و ليس لإسماعهم.
أخيراً لا يسعني سوى تهنئة شعبنا الكُردي على نجاح المؤتمر الذي جاء بعد مناقشات عميقة جداً بين الحضور.
ألف مبروك، و إلى الأمام.
jelebi@hotmail.de


د.محمد رشيد: كونفرانس الجاليات الكردية  في هولير , هل هو كونفرانس حزبوي او كونفرانس حزبي ؟

قبل الاجابة على الاسئلة التي طرحها الاخوة في موقع ولاتي مه بشكل تسلسلي  احبذ ان ابدا بالاجابة على  السؤال الثالث وصياغته بصورة ا اخرى وهو :
لماذا عقد كونفرانس للجاليات الكوردية في هولير؟ وماهي الغاية والهدف من هذا الكونفرانس ؟
اولا:  ان عقد الكونفرانس في مدينة هولير عاصمة اقليم كوردستان ليس هو من تحصيل حاصل,  وانما صورة طبق الاصل او نسخة فوتوكوبي عن واقع حال لمؤتمر عقد قبل شهرين في مدينة قامشلو لمجوعة احزاب كردية اطلقت على نفسها المجلس الوطني الكوردي , ووصل الامر بالكثيرين منهم  بان يترجموا الاسم في المقابلات الفضائية الكوردية بالمجلس القومي الكوردي مستغبيين انفسهم  ولااعتقد بانهم  يستغبوا الاخرين ,  وكتقليد معمول به متبع في الحركة السياسية الكوردية تنظيميا , فانه بعد فترة محدودة من عقد أي مؤتمر حزبي يتم الدعوة  لعقد كونفرانسا او اجتماعا موسعا  ملحقا به  لتنفيذ  مقررات المؤتمر لتنظيماته الدنيا.
ثانيا :ما جري من تحضير وتهيئة واعداد لكونفرانس هولير للجالية السورية الذي سيعقد غدا لهو صورة طبق الاصل عن مؤتمر قامشلو والسيربخطى التقليد المتبع , ولكن هذه الكرة ملمعا  بإضفاء هالة ورونق العاصمة هولير , وهو اغتصاب او كما اشار اليه الكاتب محمد سعيد الوجي بقرصنة من العيار الثقيل لجهود جاليات كوردية تقيم ولعشرات السنين في الخارج, وفي محاولة  اضفاء شرعنة ( على وزن فرعنة ) لكسب ود الصامتين من ابناء شعبنا الذين لا يهمهم  ولايعنيهم هكذا ارهاصات في انفاق ملايين الليرات السورية  لاجتماع نخب حزبوية وتابعين على  طريقة المريدين ( يستثني هنا من لبى الدعوة بحسن نية )من لدن من يستغلوا مالكي وسطوة المال , النتيجة منها وفيها اصدار بيان ختامي وتعيين اسماء والخروج –  بشعار كونفرانس اربيل يمثلنا – عسى ولعل ان يجدوا لها سوقا في بازارات المعارضة السورية مثلما فعلوها من قبل,  وذلك بالقرصنة على نضالات ابناء شعبنا واستفزاز لشريحة واسعة من المناضلين , متسلقين على نضالات ابناء شعبنا الكوردي في المهجر والذين يتذوقون عذابات الغربة  ومقارعة الاستبداد في فضح النظام العنصري ولعشرات السنيين وهم مبدعون في مجالات عديدة من ادب وفن وشعر وعلوم شتى والحصول على شهادات أكاديمية , ومساعدة اهاليهم في الداخل اقتصاديا  وخاصة وان سنين عجاف جدباء اثقل كاهل ذوي من لا دخل له ناهيك عن ذوي الدخل المحدود والذي لا يكاد يسد لقمة العيش , بالإضافة الى مضايقات النظام في الابقاء على المناطق الكوردية متخلفة ومن دون تنمية بجوانبه الصناعية والزراعية و التعليمية , بالاضافة على الظلم الذي يعانيه ابناء شعبنا وقمعه واضطهاده وحرمانه من حقوقه القومية والى تطبيق المشاريع العنصرية بحقه , كل هذا وبعيدا عن المشاعر المتوترة  في مواجهة الة النظام الوحشية لديمومة الثورة  تتم القرصنة وبجرة بطاقة دعوة من لدن اخوة لنا   في اقليم كوردسان,  يتم دعوة من يكون رفيقا وصاحبا وخليلا ومريدا لمجموع الاحزاب  العشرة .
ثالثا : فكرة المؤتمر تم تداوله قبل عدة اشهر وتم التهيئة والاعداد له من لدن طرف حزبي كردستاني ( ليس الحزب الديموقراطي الكوردستاني ) في السويد وتم تبنيه مبدئيا , وتأجل لمرات عديدة بدعوى الى ان يتم عقد مؤتمر كوردي في الداخل , وبعدها سيتم عقد الكونفرانس والدعوة اليه ولجميع الشرائح وقطاعات الشعب الكوردي في المهجر ,  بل سيكون شاملا جامعا  لنخب تمثل الجاليات الكوردية في الخارج , ولكن في حقيقة الامر  فان ممثلي احزاب ذلك المجلس تصرفوا وبحسب الذهنية من لا يؤيد المجلس الكردي  فهو سيقصي عن حضور الكونفرانس كونه وكما ذكرنا مسبقا بانه نسخة  فوتوكوبي بالأبيض والاسود عن مؤتمر قامشلو وهكذا تم وكما يقول المثل الكوردي Tiriya xwe li hevdu dipeçan

الاجابة على السؤال الثالث – هل اختيار ممثلي الأحزاب كأعضاء لجنة تحضيرية للكونفرانس كان موفقاً، وهل يبرئ موقف الأحزاب إذا كان ممثلوها قد أخطؤوا في مهمتهم الحساسة والخطيرة؟

تشكلت اللجنة التحضيرية في الخفاء  بين ممثلي الاحزاب العشرة  في اقليم كوردستان بناء على توافق مسبق كونهم يمثلوا احزابهم العشرة , وعلى الرغم من عدم وجود لممثلين للبعض من تلك الاحزاب في اقليم كوردستان ,  فانه تم الاخذ بمعيار الجود بما هو موجود على ان يختار ممثل كل حزب وبالتساوي  حصص توجيه الدعوات للمندوبين من رفاقهم  وللتابعين والمحسوبين عليهم , مع الاخذ بالحسبان في ان يكون الفائض من حصة الحزبين الحاكمين في الاقليم أي مبدآ فيفتي فيفتي مع الاحتفاظ بحق الفيتو من قبل جميع الممثلين على جميع المدعوين ,  وفي حال عدم التوافق يؤخذ بمبدأ معايير السيرة الذاتية القديمة الجديدة والمعرفة الشخصية والمولاة والتوصية والقرابة , وما كان يصدرمن اجتماعاتهم العشرية فانها كانت تتسرب خلسة والتكلم بها همسا , و يتم تداوله كشائعات بين ابناء الجاليات الكوردية لجلب الانتباه – من لم يكن معنا فسيتم ازالة اسمه – ولحشد اكبر قدر من المستقلين الموالين للتقرب من الاحزاب العشرة ,وليبقى الجميع  صامتين عسى ولعل ان يكونوا من المدعوين , وذلك باللجوء الى اسلوب الابعاد والجزرة , وهذا ما حصل  لدى احد الاكاديميين,  اذ اتصل به احد ممثلي الاحزاب العشرة وهو عضو بارز في اللجنة التحضيرية ,  قائلا له  بانه في حال عقد المؤتمر فانك ومن المؤكد  ستكون مدعوا , شكره الاكاديمي  مجاملة  , وبعقد اجتماع للمستقلين في هولير حول ما تسرب بانه سيعقد مؤتمر للجالية الكوردية في الخارج  , ويتم التحكم بتوجيه الدعوات والمشاركة بالمؤتمر قبل ان يتم الاعلان عنه من قبل ممثلي منظمات الاحزاب العشرة , وبمشاركة الاكاديمي في الاجتماع تم توجيه خطاب غير مباشر اليه بانه لن يتم توجيه الدعوة اليه للمشاركة في المؤتمر الموعود كونه شارك في اجتماع للمستقلين,  وذلك على لسان العضو في اللجنة التحضيرية الوقور جدا , وبهذه الطريقة  الفجة  تم الاختيار بحسب المزاج لربما كانت صلفة اكثر مما حصل في مؤتمر قامشلو  !!.
وهذا ماكان يتم في الاجتماعات اليومة  للالجنة التحضيرية لغربلة الاسماء التي ستدعى الى المؤتمر واختيارهم بمعاييرهم الخاصة والخصوصية جدا .
لربما يتساءل سائل او سيتنطع صاحب كتابات خربوشية  ( بحسب قول الكاتب والشاعراللبناني سعيد عقل ) وعلى مبدأ اهل الحارة او مسلسل باب الحارة , بان هذه الكتابة ماهي الا ضيقة عين  ” عين الحسود فيه عود ”  وبان كاتب هذا السطور لم ولن يدعى الى المؤتمر وليس عليه سوى الاعداد للتهجم على الكونفرانس, وقبل ان يخربش ذاك الاصمعي ويعد لكتابات خنشنفاارية  وليكن الكلام موجها اليه  وليسمعه آخرون ومن هم مسجلين في خانة حارته .
باني ومنذ انتشار الشائعة لعقد مؤتمر كوردي في هولير قبل اكثر من ثلاثة اشهر,  التقيت مع احد المعارف من اصحاب الشأن,  و بدوره اسر الي بانه المشرف المكلف  المباشر على المؤتمر من قبل الاخ رئيس الاقليم على المؤتمر , والفكرة مطروحة ولكن والى هذه اللحظة لم  يتم العمل باي شيء يذكر ,  طرحت الموضوع عليه بان عقد المؤتمر بهكذا ذهنية مثلما يشاع فانه سيكون فيه  اقصاء مقصود ومتعمد , وبما انكم تؤكدون وبما ينفي الشائعة فإنني اؤكد ايضا بانه  تم حجز فندق من ذوى الخمس نجوم واستأجار مكتب لتلك الاحزاب في القرية الايطالية بهولير,  للتلاقي وعقد الاجتماعات والتداول بين  شخوص تمثل منظمات  الاحزاب العشرة وهي معروفة وليست بحاجة الى شرح ودليل وخاصة وانكم في هذه المكانة المرموقة من المسؤوليةبلاضافة الى وعود في انه سيتم فتح فضائية كوردية للكورد السوريين.
فأجاب  بدوره بان المؤتمر هو لجميع الكورد السوريين ومن دون استثناء , والتسمية ستكون باسم كونفرانس الجالية الكوردية في الخارج , وسيشارك كورد سورية من منتسبي جميع الاحزاب الكوردية والمستقلين والتنسيقيات الشبابية ! لست ادري لماذا اخضر واحمر واصفر متكلمي وهو متمالك نفسه ربما لطبيعته الهادئة الوقورة او لربما للمعرفة القديمة التي كانت تجمعنا سابقا ومركزه المرموق لاحقا .
من جهتي  ابديت له رؤيتي  بانني لست متفائلا بما تطرحونه وستثبت الايام عكس ذلك في حال عقد المؤتمر, وفي آخر جلسة جمعتنا قبل عدة اسابيع تساءل:  في حال عقد المؤتمر ماذا يمكنكم ان تفعلوه ؟ اجبته بكل هدوء , من المسلم به بانه لن يتم دعوة اكثر من مائة الف كوردي سوري يعيشون في المهجر ولايمكن تلبية رغبات الجميع , كل آملي بان تتم الدعوات لنخب نضالية وثقافية وسياسية تستحق بان تمثل ابناء شعبنا في الحارج , اما من جهتي وفي حال جرت الوتيرة بما يؤشر اليه , فليس لي سوى اصدار بيان حول عدم مشاركتنا كطرف اساسي في الحركة السياسية الكوردية وسينتهي المؤتمر باصدار بيان ختامي  على غرار البيان الختامي الذي يصدر من الكونفرانسات وتشكيل لجنة مختارة ؟؟؟  وعليه فانه سيكون الامر وكأن شيئا لم يكن ,وآمل بان تجري الامور بعكس ما أفكر ,  وبحساب الربح والخسارة  تكونوا قد خسرتم مصداقية شرائح واسعة من ابناء شعبنا الكوردي , ولربما تكونوا قد ربحتم ولاء حوالي مائة شخص حضروا الكونفرانس وجلهم  وفي سريرتهم  سيكونون من النادمين , اذ انهم سيقومون بجرد ة حساب للمصاريف التي بحزقت وهي بحدود ثلاثون مليون ليرة سورية هذا فيما اذا كان عدد المدعوين يتجاوز 150 شخصا بمقارنة حاجة كورد سورية في الظروف الراهنة  الى هكذا مبلغ (150000 دولار صرف تذاكر السفر و300000الف دولار اجار الفندق والمأكل و100الف دولار صرف نثريات ولا اتكهن بان كل منهم سيقبض مبلغا  تعويضا عن اجار اتعاب بالإضافة الى ما سيتسرب الى جيوب من هو من اصحاب الكار  ) .

2- هل ترى في توجيه مكتب الإقليم الدعوات دون العودة إلى الأحزاب الكوردية في سورية تدخلاً في شؤونها الخاصة؟

من وجهة نظر ” شاهد ماشافش حاجة ” فان تحميل السؤال ( التهمة ) بتوجيه الدعوات من قبل  مكتب الاقليم لهو هروب من المسؤولية – ان كان فيه نوعا من الصدقية- فالاقليم لربما مرر البعض من الاسماء الذين يتواجدون في اقليم كوردستان العراق وذلك بمعرفتهم الحساسية الموجودة من الاطراف الحزبوية بالنسبة للبعض من المستقلين , او اعتمادهم على الفايلات ( الملفات ) المحفوظة في ارشيف الاجهزة الامنية , ويستبعد ان يتم ابعاد اكاديميين ونشطاء ومثقفين  من قائمة المدعوين الى الكونفرانس من قبل مكتب الاقليم , لربما التدخل حصل وذلك بابعاد البعض من يكون لديه فايلا ( ملف ) مشكوك في نشاطاته لدواعي خاصة .

4- ما الجدوى من هذا الكونفرانس؟، هل هو مجرد لقاء تعارفي لا أكثر، مادام أنه لا يصدر بالقرارات .

الجدوى والهدف من الكونفرانس ومن دون شك هو اختيار او تعيين مكتب او لجنة لالحاقها بالمجلس الكوردي و للتكلم باسم الخارج , وقطع الطريق على النشطاء ومنتسبي احزاب خارج المجلس الكوردي في االلقاءات او المشاركة في مؤتمرات المعارضة السورية في الخارج,  وتحقيق هدف واحد لاثان له وهو تجميد او انسحاب كل من لايرضى عنه او غير منضوى في المجلس الكوردي وهو صورة طبق الاصل لما هو في الداخل لتفعيل وتطوير مطلب بان المجلس الوطني الكوردي هو الممثل الشرعي للشعب الكوردي   للانتقال الى شعار آخر وهو – المجلس الوطني الكوردي هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الكوردي – وبهذه العملية سيتم محاولة فرض الاجندة الحزبوية للمجلس الكوردي من خطاب ومطالب وشعارات على المعارضة السورية بشكل عام ان كان في الخارج او في الداخل .
اما بشان انه مجرد تعارف ؟ فان عصر الانترنيت والفيس بوك والاي فون لم يعد بحاجة بان يتم التعارف بذلك الشكل المعهود قبل عقود , وصرف مبالغ طائلة لالقاء كلمة في محفل لايستغرق ثلاث الى خمس دقائق ونقاشات وحوارات لاتجدي نفعا , كونه تم اعداد كل شئ في غرف مغلقة من افتتاح الكونفرانس وتوزيع القاء الكلمات واختيار اللجنة واصدار البيان الختامي لا بل من سيجلس في مقدمة الصفوف الاولى ومن له الحق في اخذ صور تذكارية .
اما بشان اتخاذ القرارات ,فانه  ليس المطلوب من احد بان يلتزم في تنفيذ القرارات التي ستصدر , كونه تم توجيه الدعوات بانتقائية مجردة الى اشخاص ليس لهم مايفقدونه , سوى توجيه اللوم اليهم في حال عدم الالتزام وكذلك توجيه اللوم الى  اللجنة التحضيرية التي رشحتهم لهذه المهمة

5- عندما يتم اختيار المستقلين من قبل الحزب السياسي، ألا يأتي هذا تدخلاً في شؤونهم، وهو يعني أن ليس هناك مستقلين؟

لم يعد هناك مستقلون بذلك الشكل لذي كان ينظر اليه في انه شخص متقوقع على ذاته ,  المستقل الان وخاصة باندلاع الثورة السورية اصبح يحمل هم الشعب والوطن,انخرط في الثورة بوجدانه وضميره يرددلافي قريرة نفسه ,  بان الحركة السياسية وعلى مدى عقود لم تقدم أي مكسب للشعب الكردي وبدوره تعرف جيدا على الخفايا التي يربط العضو الحزبي بالتنظيم ومدى العطاء المحدد الذي يستطيع العضو الحزبي ان يقدمه , وتنفيذ المهمة المعينة الموكلة اليه , المستقل يعرف مسؤوليته بجردة تفكير قبل الاقدام على اية خطوة  وبامكانه تقديم العطاء بتفان واخلاص  وذلك بحسب القدرات والطاقة التي يملكها  ومن دون الانتظار في تنفيذ  للاوامر او رقيب  , ولهذا فان الثورات المخملية التي حصلت في الدول الاشتراكية كان معظم قادتها من المستقلين من مفكرين وادباء وشعراء وفنانين واكاديميين وطلبة وخير مثال على ذلك ماحدث في جمهورية تشيكوسلوفاكبا وبلغاريا ورومانيا والمجر والمانيا الشرقية باستثناء بولونيا التي كان يقودها نقابة التضامن برآسة   ليش فالنسيا.

7- ماذا عن إبعاد أحزاب وفعاليات اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية في سوريا

لم يتم اعلام أي جهة حزبية للاحزاب المنضوية في اتحاد القوى الديموقراطية الكوردية , وكوني جزء من الاتحاد فانه تم ابلاغنا ليلة انعقاد المؤتمر للحضور كممثلين للاحزاب من قبل مكتب ديوان رئاسة الاقليم .

8- أخطاء اللجنة التحضيرية وبالتالي الأحزاب التي يمثلونها ألا تحسب على حكومة الإقليم؟

الجهتان يتحملا الاخطاء والقدر الاكبر يتحمل مسؤوليته الاحزاب الكوردية , كونها هي المعنية بالكونفرانس , اما حكومة الاقليم فليس لها شأن بذلك وانما الجهة الراعية هي قيادة الاقليم المتمثلة بديوان رئيس اقليم كوردستان,  ولا تحسب عليها الاخطاء من وجهتي نظر :
1-    انها الجهة الراعية من تمويل وانجاح الكونفرانس من الناحية الفنية وتامين المستلزمات للضيوف
2-    الجانب السياسي ليست لقيادة الاقليم  اية علاقة بهذا الشان فيما اذا ارتضى الاحزاب الكوردية في التدخل بشؤونهم ,  وهذا الامر متعلق بنهجهم , وليس من المعقول بان تتدخل قيادة الاقليم فيما سيصدر الكونفرانس  من قرارات سياسية وخاصة بان السيد الرئيس صرح لمرات عدة باته داعم للثورة السورية وومعني  بحقوق الكورد .

9- نصف المليون دولار المخصص لإقامة هذا المؤتمر من قبل رئاسة الإقليم ألم يكن من الأجدى أن يقدم  للشباب الكردي المشارك في الثورة ؟

نصف مليون دولار مبلغ كبير جدا بالنسبة للكورد السوريين أي مايعادل ثلاثون مليون ليرة سورية وهذا الرقم بالنسبة لحكومة تحتسب من النثريات في حسبة ميزانية حكومة يكاد يكون صفرا , ولكن بالنسبة للكورد السوريين فبالامكان استثمار  هذا المبلغ على شؤو ن انسانية على اقل تقدير , من دعم لعوائل الشهداء والمعتقلين والمعوزين وللشباب الكردي الثائر الذي لايملك موردا سوى الاعتماد على اهله في تغطية مصاريفه , هناك طرق كثيرة يمكن ان يفيد هكذا مبلغ للشباب فيما اذا تم وضعه تحت تصرف من هو اهلا لذلك لقيادة واستمرار  وديمومة  الثورة في المناطق الكوردية .

كلمة اخيرة
اتوجه بالشكر الى القائمين على الموقع ( ولاتى مه ) وكذلك الى التوأم كميا كوردا وموقع ولاتى نت والمواقع الكوردية الاخرى لتغطية احداث الثورة السورية والانتفاضة الكوردية اولا باول , من نشر اخبار ومقالات ومقابلات وجوانب اخرى تهم ابناء شعبنا ونحن بحاجة ماسة اليها , كوننا لانملك اية وسائل اعلامية اخرى سوى تلقف كل شئ من مواقع الانترنيت ومن خلال هذه المواقع الغراء.

كما اتوجه بالشكر والتقدير الى الفنان الكاريكاتيري المبدع يحيى السلو على لوحته الرائعة , وفي حقيقة الامر كلما كنت اتمعن انظر اليها فان القلم كان يعجز عن الكتابة , لما هي معبرة و خير دليل عما جرى ويحدث في هولير من عقد كونفرانس للجاليات الكوردية في الخارج, وخاصة نظرة الاخ مسعود البارزني المندهش المتعجب لما يجري من انتخاب المندوبين للكونفرانس .

مسعود عكو: مؤتمر أربيل

نرحب دائماً بأية خطوة لتوحيد الصفوف الكردية، كما ونرحب بأية جهة كردية كانت أم غيرها تعمل على تقريب وجهات النظر في شأن القضية الكردية في سوريا، وما مؤتمر أربيل إلا واحدة من هذه المبادرات التي تأتي في وقت حساس جداً من مستقبل وطننا سوريا ومصير قضيتنا الكردية فيها.

ليست لدي المعلومات الكافية عن المؤتمر، وبرنامجه وعن اللجان التي قامت بإرسال الدعاوي.

لكن بحسب معرفتي فإنا أحزاباً كردية مثل الحزب الديمقراطي الكردي والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب يكيتي الكردي، هم من كانت وراء توجيه الدعوات للشخصيات الكردية المشاركة.

من خلال السادة عبد الباقي يوسف، وعلي شمدين الناطق الإعلامي باسم اللجنة التحضيرية ، ونوري بريمو عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر.

بكل تأكيد سيحضر المؤتمر شخصيات معروفة في السياسة الكردية السورية، إضافة إلى العديد من ممثلي المجموعات الشبابية الكردية، والتي لها دور بارز في الحراك الكردي أثناء الثورة.

ولكن يبدو لي أن الدعوات أخذت منحىً حزبياً بسبب سيطرة هذه الأحزاب على نوعية وصفات الأشخاص المدعوين وخلفياتهم الحزبية، كما تحكمت إلى حد ليس ببعيد العلاقات الأسرية بين الأشخاص المدعوين والمؤتمرين.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن المنظمات الكردية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، وشخصيات كردية مستقلة، ومثقفين كرد تم تهميشهم وإقصائهم لأسباب معروفة وهي العقلية الحزبية التي تتحكم –مع الأسف- بأي حراك كردي.

إنني استغرب بأن تستشير دول وحكومات بشخصيات كردية مثقفة وحقوقية وإعلامية، في شان القضية الكردية في سوريا، والتشاور حول مستقبل سوريا في خضم الثورة وتداعياتها، يقصى هؤلاء الناس من مؤتمر من المفترض أنه يدعو إلى وحدة الصف الكردي، وتوحيد طاقاته، للخروج بأفضل صورة للمعارضة الكردية.

لكن مؤثرات كثيرة تقوم بمنع ذلك، ناهيك عن العلاقات الحزبية الضيقة، فإن مجرد عقد المؤتمر في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، من شأنه أن تتدخل حكومة الإقليم والحزبين الكرديين الرئيسين “الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني” في تسمية من يجب دعوتهم أو لا.

فمثلاً تم رفض دعوة الصحافي الكردي المعروف والسجين السياسي السابق “مسعود حامد” من قبل رئاسة الإقليم إضافة إلى أسماء عدة.

كما أنه هناك شخصيات شبابية كردية تمت استبعادها وهي مقيمة في كردستان العراق، وذلك لأسباب أجهلها حقيقة الأمر، إذن هناك شوائب تحوم حول اللقاء.

شخصياً لا أرى أي شائبة في عقد هكذا لقاء، ولكن العبرة في اختيار الأشخاص الذين من المفترض أن يمثلوا الشارع الكردي والحراك الشبابي الكردي، إضافة إلى المثقف الكردي.

ولا يجوز إهمال هذه الشريحة غير الحزبية –المستقلون الأكراد- والتي باتت الحالة كأنها حرب بين الحزبيين والمستقلين، الأمر الذي تنجم عنه الكثير من الاختلافات، التي تلحق الضرر بقضيتنا الكردية، وتشتيت الصف الكردي.

من كل قلبي أتمنى نجاح اللقاء، والخروج بنتائج مرضية للجميع، والأهم من ذلك متابعة العمل وليس فقط التجمع على مأدبة غداء، في جو كردستاني جميل بالتأكيد.

وعلى المؤتمرين أن يكونوا عند حسن ظن الناس بهم، لا أن يكونوا فقط من الذين يودون سياحة في كردستان، بالرغم من أن طبيعة كردستان تسحر من يراها، لكن المطلوب هو العمل من أجل القضية الكردية، التي من المفترض تم اختيار هؤلاء الأشخاص كممثلين عن الحراك الكردي.

وفق الله الجميع لما فيه خير قضيتنا وشعبنا ووطننا.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…