لن يستطيع احد احتكار قضيتنا، ومحبة الرئيس البارزاني.

علي صالح ميراني

الاخوات والاخوة الاعزاء من الاساتذة والباحثين والكتاب والمثقفين المستقلين منكم، والممثلين في الاحزاب والتيارات و التنسيقيات والمنظمات الحقوقية السياسية والمستقلة، الموجودين في كوردستان ـ سوريا، والقاطنين في الخارج لظروف قاهرة، لقد قرأت كل كلمة اجاد به يراع احدكم في معرض كتابته عن كونفرانس الجالية الكوردية المزمع عقده في العاصمة هولير غدا، ومما لا شك فيه انكم محقون، وان الدافع القومي هو الذي دفعكم الى ما كتبتم، وهذه ليست شهادة حسن سلوك امنحكم اياها معاذ الله.

 

   ولكن اسمحوا لي اخواني ان ادلو برأي ايضا في هذه القضية الشائكة والتي اثيرت حولها الكثير من التساؤلات والاستفهامات، تماما مثل اي واحدا منكم سبق وكتب عنها، لا اكثر ولا اقل، ورأي يتمثل بما يلي، ان الاخفاق سيكون من نصيب اي جهة كانت تصور الحالة وكأن الحاضرين في الكونفرانس هم وحدهم من يمثلون الشارع الكوردي السوري دون غيرهم، وانا على علم اكيد ان ذلك لم يكن مرسوما في ذهن قيادة الاقليم، بقدرما كان الهدف منه هو الاستماع الى مطالب شعبنا وتحديد موقف قيادة الاقليم منهم تبعا لذلك تماما، اي انهم لا يضعون انفسهم اوصياء علينا بالمرة، وهذا الكلام سمعته من الرئيس مسعود البارزاني شخصيا، في زيارته الاخيرة الى محافظة دهوك، وعقده اجتماعا موسعا مع اساتذة جامعة دهوك ، في معرض كلامه عن القضية الكوردية بصورة عامة، وللعلم قامت وسائل اعلام الاقليم بنشر الكلمة ويمكن لاي راغب الاطلاع عليها القيام بذلك بكل سهولة.

ان عدم حضور ايا كان للكونفرانس، لا يعني انه ناقض للاهلية او انه مشكوك في كورديته، وحضور ايا كان لا يعني انه ممثل لشعبنا وانه مثقل بالهم القومي اكثر من غيره، ولسبب بسيط هو ان شوارع قامشلو وديريك وكوباني ودرباسيه وعامودا وعفرين وكل قرية كوردية سورية، هي التي تحدد بوصلة نضال الشخص، وليست المؤتمرات التي تعقد في الخارج، مع التقدير لاي جهة تحاول لملمة الفوضى التي نعيشها سياسيا.
لن يستطيع اولئك الذين نشروا موجة عدم الرضا بين فئات وشرائح شعبنا هنا وهناك، من خلال التلاعب بقوائم الاسماء وحذف هذا وذاك، ان يبعدونا يوما عن تقدير قيادة الاقليم والتي لم تساوم على قضية شعبنا في اي وقت مضى، وهي التي تؤكد مرارا وتكرارا ان كورد سوريا هم وحدهم من يقررون مصيرهم من دون اي تدخل كوردستاني او اقليمي وحتى دولي.
لقد كان موقفي من عقد الكونفرانس ايجابيا في كل وقت ولايزال، وحتى بعد ان حذف اسمي من قائمة المدعويين، على الرغم من كوني المختص الوحيد بالتاريخ السياسي للكورد السوريين ليس في جامعات الاقليم فحسب، بل في جميع الجامعات العراقية ـ بحسب علمي ـ واسكن هنا لاكثر من عقد من الزمن ولي علاقتي الجيدة في الوسط الجامعي، واكثر من ألف عن القضية الكوردية في سوريا هنا وهذا اقل واجب مني تجاهي شعبي، مقابل ما اراه من ضريبة الدم والاعتقال التي يقدمها ناشطون في ريعان الشباب، كما انتخبت مسؤولا لرفاقي في مدينة دهوك، وفوق هذا وذاك كان احد منظمي الكونفرانس قد اتصل بي واخبرني انهم اختاروني عضوا في لجنة التحضير ومحاضرا، لكوني اكاديمي فقط، ولكن كل شيء تبخر لان بعض من سقطوا من غيمات بعضهم المثقلة بالتقيح والانانية فجأة في عالم السياسة، الغيمات التي ستنزاح من كبد السماء عند اشراقة اول شعاع الشمس باتت قريبة جدا، قد عملت كل جهدها للحضور وابعادي بالرغم من افلاسها الفكري والمعرفي المعروف للجميع.
لم احزن او اتكدر للحظة، لعدم حضوري ولم اضيع دقيقة واحدة في التفكير بذلك، ولم ادع احدا يشككني في صدق نوايا قيادة الاقليم تجاه ابناء شعبنا، وانا متأكد من ان اي غيور ومخلص لقضية المقهورين والمحرومين في قامشلو وكل قرية ومدينة كوردية سيكون هكذا رأيهم، هذا على الاقل ما استشفته من كلمات الاخوة السابقين الذين كتبوا عن الموضوع من باب الحرص على وحدة الكلمة في مهب هذه العاصفة الهوجاء التي تطرق ابوابنا منذ نحو السنة، وتنذر باستحقاقات عظيمة لشعبنا سيجد نفسه لاول مرة وجها لوجه معها، وشرطنا الوحيد هو ان نكون متحدين لا متفرقين للننعم برياح التغيير الايجابية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…