تقرير عن الإضراب في معسكرات اللّجوء الدانمركيّة

  في حالة من القلق والخوف من الترحيل القسري دخل مجموعة من طالبي اللجوء من الكرد السورييّن في إضراب مفتوح عن الطعام منذ عشرة أيّام في معسكرَي (بوغوس و هانستهولم ) إلّا أنّ هذين الإضرابين تمّ فضّهما بضغط من موظفي هذين المعسكرين, وقد تمّ إرسال الشاعر آرام عامودا إلى معسكر ساندهولم المغلق كعقاب له, ومنذ أربعة أيام دخل الإضراب المفتوح مجموعة مؤلّفة من ثمانية عشر لاجئاً من لاجئي معسكر (سيسلو) القريب من العاصمة الدانمركيّة كوبنهاكن وذلك احتجاجاً على سوء أوضاع لجوئهم و انتظارهم الطويل في المعسكر بعد أن أُغلقت قضاياهم وأصبحت طيّ النسيان, وبالتالي فهم مهدّدون بالترحيل القسري إلى سوريا في ظل هذه الظروف العصيبة التي تشهدها وتكالب النظام البعثي على شعبه وإمعانه في قتل الشعب وارتكاب المجازر الفظيعة بحقّ العزّل.
جاء هذا الإضراب إذن رفضاً لسياسة الترحيل القسري التي تنتهجها العديد من الحكومات الأوروبيّة والتي تنتهجها الحكومة الدانمركيّة بين حين وحين, ودعوةً لتحسين ظروف اللاجئين السورييّين في الدانمرك وإعادة النظر في قضاياهم, وكذلك عدم تعريضهم للموت المحتّم في حال ترحيلهم وتسليمهم إلى النظام القاتل.
أكّد المضربون بانّهم متمسّكون بإضرابهم المفتوح عن الطعام إلى حين النظر في مطالبهم, هذا وقد لخّصوا مطالبهم بعدّة نقاط هي: – عدم انتهاج سياسة الترحيل القسري إلى سوريا الذي يشكّل تهديداً نفسيّاً وجسديّاً حقيقيّاً للّاجئين – إعادة النظر في قضايا لجوئهم وإعادة فتح ملفّاتهم مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي تسود سوريا وعدم تواني النظام البعثي في قتل أيّ ناشط أو معارض – تحسين الظروف في معسكرات اللجوء و الاهتمام بالحالة الصحيّة والنفسيّة والمعيشيّة خاصّة في معسكر (سيسلو).
هذا وقد وجّه المضربون دعوة إلى كافّة المنظّمات وهيئات حقوق الانسان الموجودة بكثرة في مملكة الدانمرك للوقوف بجانبهم والتضامن مع مطالبهم وكذلك الضغط على وزارة شؤون اللّاجئين والهجرة الدانمركيّة للنظر في تلك المطالب, كما وجّه المضربون دعوة إلى كافة الجمعيّات والفعّاليّات والمنظمات والأحزاب الكردستانيّة الموجودة في الدانمرك للتضامن معهم ودعمهم إعلاميّاً ومعنويّاً, هذا وقد لبّت منظمة الدانمرك لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) هذا النداء, فقد قام ممثل منظمة الدانمرك السيّد محمّد أمين بافي حسين, والسيّد كاوا أحمد ممثّلاً عن المركز الثقافي الدانمركي الكردي (كومله) قاما بزيارة معسكر (سيسلو) للتضامن مع المضربين والوقوف بجانبهم معنوياً.

كما قام ممثلين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران بزيارة للمضربين معبرين عن تضامنهم معهم, وكذلك جاء وفد من البيت الثقافي الدانمركي المهتم بأوضاع اللاجئين, بالإضافة إلى صحفيّين من موقع جيان- دك.


الجدير ذكره أنّ المضربين الثماني عشر كلّهم من أبناء غربي كردستان, وتتراوح فترات وجودهم في المعسكرات بين السنة والثلاث سنوات, مازالوا ينتظرون, متعلقين بالأمل في أن تستجيب الجهات المختصة في الدانمرك لمطالبهم وأن تتحسن أوضاعهم وظروف لجوئهم في أقرب وقت ممكن.
تقرير: أحمد يوسف
الدانمرك

10/05/2012    

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….