ورأى الاجتماع بان الأحزاب الكوردية لم تفهم حتى الآن المعادلة السياسية الحالية وما يجري في المنطقة , لذلك لازال البعض منها لم يخرج من عباءة السلطة وهو ما يضر كثيرا بالكورد ويضعف موقعهم في الثورة القائمة ، ويجعلهم يحتلون موقعا هامشيا في صيرورتها وفي أفاقها المستقبلية , علما أن السلطة حتى الآن ، وبعد كل هذا القمع والقتل والدمار ليست في وارد أي تغيير أو قبول بمطالب الشعب السوري, بقدر ما هي تعيد دورتها القمعية وإنتاج ذاتها وتصدير أزماتها عبر إشاعة الفوضى ، وفق قاعدة إما أنا أو الفوضى , مما يفرض تحركا سريعا من الجميع بالاستفادة من المناخات العامة التي فرضها الثوار على الأرض بدمائهم الزكية ، ومن التبدلات النوعية في السياسة الدولية ورؤيتها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, لأنه لا سبيل لنيل الحقوق والحريات العامة ، إلا بتكاتف جميع القوى الاجتماعية والسياسية والديمقراطية , وتوحيد كل الطاقات الشريفة لدمقرطة سوريا , والاعتراف بالحالة السورية المجسدة للتعدد والتنوع القومي والثقافي والديني للمجتمع السوري ، وإعادة الاعتبار لمفهوم الشعب صاحب المصلحة الحقيقة في التغيير المنشود , هذا وقد أقر الاجتماع ورقة سياسية تتضمن برنامجنا من أجل سوريا الجديدة و التي سيتم نشرها لاحقاً .
كما اقر الاجتماع بان الحدث اليومي هو صانع الموقف السياسي , ولا وجود لقدسية أي نص او تحالف , في ظل متغيرات يومية تستوجب مواقف جديدة , متغيرة ومتبدلة , لكن منسجمة مع التوجه العام لخط تيار المستقبل ، وفي هذا السياق ثمن الاجتماع انسحاب التيار من صيغة أحزاب الحركة الوطنية الكوردية ، بعد أن تخلفت هذه الأحزاب عن مشاركتها في الثورة السورية ، وكذلك إنهاء علاقته مع “اتحاد القوى” ، كما ثمن موقف التيار المنحاز إلى الثورة السورية منذ اليوم الأول ، والى الشباب الكوردي الثائر لأنهم أمل المستقبل ، وركز الاجتماع على الوحدة والاختلاف وايلاء الأهمية اللازمة لثقافة الحوار واحترام الرأي الأخر مهما كان لونه او طعمه , على أرضية أن التيار حالة نوعية تؤمن بالتعدد والاختلاف وتسعى إلى بلورة مفهوم مدني جديد للعمل السياسي الكوردي بعيدا عن الانغلاق والتعصب والرأي الواحد .
مما جعل البعض من أعضاء التيار يمارسون مساحة الحرية و الاختلاف بشكل يسيء إلى التنظيم والى الرفاق على حد سواء ، و جعل البعض من متابعي سياسة التيار يعتقدون بوجود خلافات او انشقاقات قد تودي في المستقبل بوحدته السياسية والتنظيمية ، وفي هذا الإطار جاءت ممارسات بعض الرفاق ، بدءا من الوثيقة السياسية المنشورة في بعض مواقع النت ، إلى الرسالة “الإستراتيجية” و إصدار بيانات مزيفة بين الفينة والأخرى باسم الاجتماع الاستثنائي لمجلس الإدارة، أو إصدار فبركات إعلامية هدفها الإساءة إلى رئيس مكتب العلاقات ، وفي هذا الإطار صادق مجلس الإدارة على كافة قرارات مكتب العلاقات وخاصة تلك التي لها علاقة باستبعاد بعض الرفاق سياسيا وتنظيميا وقطع الصلة بهم نهائيا ، كما وجه الاجتماع الرفاق بالابتعاد عن التكتلات والفردية في العمل ، والتركيز على قيم الجماعة والتضحية ونكران الذات ، لما لها من أهمية في حياة التيار السياسية والتنظيمية والاجتماعية ، للحفاظ على مسيرته وتحقيق حلم المؤسس والناطق الرسمي الشهيد القائد مشعل التمو .
أيد الاجتماع الجهود والمساعي المبذولة لتوحيد المعارضة السورية ودعي إلى الإسراع في انجازها مستنكرا في الوقت نفسه الأصوات الصادرة من بعض غلاة القومية العربية ، الذين يتنكرون للحق والوجود الكوردي ، ودعى كافة الأطراف الكوردية إلى نبذ الخلافات ومواصلة الحوار والنقاش، لإيجاد مظلة سياسية موحدة تعبر عن الموقف الكوردي وتجلياته في الثورة السورية، لأنه إن لم يستطع الكورد أن يحققوا شيئا في هذه المرحلة ، فإنهم سيخسرون الكثير في المستقبل .
في الختام اتفق الحضور على تسمية الاجتماع (باسم دورة الشهيد مشعل التمو) بعدها تم انتخاب مكتب علاقات عامة جديد ، وانفض الاجتماع بعد أن أقسم الحضور على الوفاء والإخلاص لنهج التيار السياسي والتنظيمي ، وعلى بقائهم جزءا أساسيا من الثورة السورية وأهدافها في إسقاط النظام برموزه ومرتكزاته ، لن يساوموا على الوجود والحق الكوردي مهما كانت الأسباب والمبررات أوفياء للمبادئ والقيم التي أرساها الشهيد القائد مشعل التمو في بناء سوريا المستقبل ، دولة مدنية ديمقراطية تعددية لكافة أبناءها بحيث يكون فيها الكورد شركاء حقيقيون مع باقي المكونات القومية الأخرى .
المجد لشهداء الثورة وفي مقدمتهم عميد الشهداء مشعل التمو
عاشت سورية حرة أبية
أوائل أيار 2012
اجتماع مجلس الإدارة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا