وهناك حالة شائعة أخرى للمهزومين الضعفاء تكمن في الاحتماء بالماضي وانتصاراته المجيدة وبما أن ماضي الكرد قد اخترق أو انتهك من قبل مغتصبي كردستان ولم يبقوا إلا على الجزء اليسير منه أو التعتيم والتستر على أي أثر تاريخي للكرد بل وينسبون جميع الآثار التاريخية للشعب الكردي إلى ماضيهم المجيد فلم يبقى للكرد سوى الاحتماء بالكرد الذين ضحوا في سبيل قضايا هؤلاء وتحرير أرضهم ومقدساتهم كصلاح الدين وآلاف الشهداء الذين استشهدوا على جبهاتهم في معاركهم القومية آملين بأن تتحرك ضمائر هؤلاء ويشفقوا على الكرد ويقدروا دماء شهدائهم وينظروا إليهم بعين الرحمة والشفقة ولكن من المؤسف قوله بأن الكرد ينسون تجاربهم المريرة مع هؤلاء وممارساتهم العدوانية ضد الشعب الكردي ويكررون أخطائهم التاريخية … وهكذا وعبر هذه المواقف للقوى السياسية الكردية التي تعيد عبر هذه الممارسة تعيد لولبية المأساة ذاتها وأخطائها التاريخية ذاتها وتقود عبر هذا النهج معارك المصير الفاشلة ذاتها أي إنها تحول من خلال ممارساتها التشرذمية المذكورة الإنسان الكردي إلى أداة لهدر ذاته وتحطيم مستقبله … هذا هي بعض أنواع الادمان الشقاقي والتشرذمي للشعب الكردي الذي أدمن عليها تاريخيا وأصبح جزء لا يتجزأ من كينونته وميراثه ….
كلمة أخيرة نقول بأن الانشطار الذاتي تقضي على الطاقات الحية للشعوب وتنسفها وتتحول إلى مفهوم شبه ثابت وخطر على الذات وعلى الوجود وتعيد أنتاج ذاته عبر الميراث الفكري والتربوي ولكن هذه الحالة ليست هي قدر الشعوب ولا هي حالة طبيعية فطرية بل هي حالة تربوية مكتسبة قابلة للمجابهة والتغير إذا توفرت الإرادة الحرة لتحقيق ذلك من هنا نناشد كل الضمائر الكردية الحية الشريفة القيام ببتر هذه الآفة والاحتكام إلى العقل وحل القضايا الخلافية عبر الحوار الأخوي والبعد عن العنف والصراعات الحزبوية والتوحد رأفة بمشاعر هذا الشعب وحقه في الحياة ليعيش بحرية وكرامة كبقية شعوب الأرض ونضم صوتنا إلى نداء الزميل خليل كالو
الانشطار الذاتي – أو البتر الذاتي – هي آلية دفاعية تقوم بها بعض الزواحف عندما تتعرض للخطر من هجوم مخلوق مفترس فتقوم بفصل جزء من جسدها للمفترس للتمويه عليه والهرب