برزو محمود
من الواضح أن الشعب يصنع تاريخه، ورأينا كيف أن الشعب التونسي بكافة قواه السياسية توحد في الشارع واجتاز المرحلة بفترة قصيرة، وكذلك الشعب المصري، والشعب اليمني.
بالمقابل نجد أن الشعب السوري في جميع المحافظات يتظاهرون كرجل واحد، إلا أن الجزء الكردي منه وفي الفترة الأخيرة تحديداً لم يعد صانعاً لتاريخه، لأنه لم يعد موحداً، بل أصبح منقسماً، وعلى وشك أن يأخذ الشكل المتناحر، وبالتالي ربما يدخل في مرحلة الإحتراب والاقتتال الداخلي لأنه من أصل الحجل كما يقال، شجاع في قتل أخيه, مخادع ومحتال على شعبه، وأي عاقل يتأمل قليلاً في المشهد السياسي الكردي، سيدرك حقيقة الأمر، ويرى كيف أن ممثليه السياسيين بفصائلهم المبعثرة أساساً لا يهمهم وحدة الكرد، والبعض الأخر منهم يسخرون من مسألة الوحدة لأنهم لا يشاهدون أكراداً غير من هم ينتمون إلى حزبهم، وبالتالي سوف يتوحدون مع من؟ لا حاجة للوحدة، ولا سيما أن كل يغني على ليلاه!!!
بالمقابل نجد أن الشعب السوري في جميع المحافظات يتظاهرون كرجل واحد، إلا أن الجزء الكردي منه وفي الفترة الأخيرة تحديداً لم يعد صانعاً لتاريخه، لأنه لم يعد موحداً، بل أصبح منقسماً، وعلى وشك أن يأخذ الشكل المتناحر، وبالتالي ربما يدخل في مرحلة الإحتراب والاقتتال الداخلي لأنه من أصل الحجل كما يقال، شجاع في قتل أخيه, مخادع ومحتال على شعبه، وأي عاقل يتأمل قليلاً في المشهد السياسي الكردي، سيدرك حقيقة الأمر، ويرى كيف أن ممثليه السياسيين بفصائلهم المبعثرة أساساً لا يهمهم وحدة الكرد، والبعض الأخر منهم يسخرون من مسألة الوحدة لأنهم لا يشاهدون أكراداً غير من هم ينتمون إلى حزبهم، وبالتالي سوف يتوحدون مع من؟ لا حاجة للوحدة، ولا سيما أن كل يغني على ليلاه!!!
وفي هذه اللحظة التاريخية لا بد أن تتحرك القوى الكردية الصادقة، والتي تشعر بمسؤوليتها التاريخية، وتدرك ماهية مصلحة شعبها في هذه المرحلة الدقيقة، وقادرة أن تضع أصبعتها على الجرح النازف، والقيام بإجراء حوارات جادة مع جميع الأطراف وتضعهم أمام مسؤولياتهم، وأن التاريخ لا يرحم من يلعب بمصير شعبه لقاء منفعة آنية ضيقة، حزبية أو شخصية، وذلك بهدف الوصول إلى اتفاق شامل يوقع عليها جميع الأطراف.
نقول هذا في الوقت الذي نرى أن أطفالنا الصغار يدركون أنه ما لم يتوحد الكل، سيخسر الكل، باستثناء من لهم أهداف أخرى ومصالح شخصية في العملية.
وأن أي إقتتال أو أية مشكلة سياسية لا بد أن يقف خلفها فاعلاً حقيقياً، هو المسبب والمستفيد من كل هذا، وإلا لما حصل ما حصل.
بناء على ما سبق نرى أن القوى الكردية التي تشكلت منذ بدء الثورة السورية هي المسؤولة عما يحصل من أخطاء ومآسي وجراح، وهذه القوى هي على الشكل التالي:
1.
المجلس الوطني الكردي في سوريا، ويمثل شريحة واسعة من المجتمع الكردي السوري إلا أنه خليط غير متجانس، وتركيبة حزبية غير متألفة، كل حزب يبحث عن موقعه في المجلس وزيادة مؤيديه.
2.
حزب المجتمع الديمقراطي (البيده) ويمثله مجلس شعب غرب كردستان يعمل بأجندات يكتنفها الغموض، وأهداف غير واضحة، وهو حليف لحزب العمال الكردستاني في تركيا.
شعاراته في الساحة السورية مبنية على أساس تناقضه مع الحكومة التركية.
3.
اتحاد القوى الديمقراطية وبعض التنسيقيات، قوة متواضعة تحاول أن تتحرك بالإعتماد على فكر الشهيد مشعل تمو ناطق باسم تيار المستقبل إلا أنهم في رأيي غير قادرين على متابعة نهج الشهيد مشعل.
4.
التنسيقيات وهي فئات شبابية نشيطة وعلى استعداد في تقديم التضحية غير أن نظرتهم قاصرة لا يمتلكون تجربة ناضجة في العمل السياسي.
وقد تحول البعض منهم إلى بيادق بيد الاحزاب الكردية.
5.
قوى المجتمع المدني وتتكون في غالبيتها من النخب الكردية من حملة الشهادات الجامعية كالأطباء والمهندسين والموظفين والمدرسين … الخ.
وقد بدأت تأخذ شكل مجموعات بأطر بسيطة، ويمكن أن نذكر اسماء بعض المجموعات كـ(اعلان قامشلو وصوت المستقلين ومجموعة المجتمع المدني الحديث) إلى جانب فئة نخبوية واعية تضم شريحة من الكتاب والأدباء الذين بدأوا بتشكيل أطر ثقافية تخصصية رابطة الكتاب والأدباء في الحسكة، جمعية سوبارتو، جمعية عفرين لتوثيق التراث، وجمعية أخرى خاصة باللغة والأدب الكرديين ستعلن عن نفسها قريباً في القامشلي.
هذه القوى هي فئات نشيطة قادرة أن تمثل المصالح الحقيقية للشعب الكردي بسبب طبيعة وعيها الثقافي وحسها العالي بالمسؤولية التاريخية، وتحمل أفكاراً تدعو إلى توحيد الخطاب السياسي الكردي، وتجميع طاقات الحركة الكردية وحشدها في المعركة.
الكتاب والمثقفين والعقول النيرة وهي أصوات رغم تبعثرها وتشتتها غالباً ما تكون مسموعة لأنها تصدر من أعماق البحار، إلا أن الجانب السلبي فيها أنها أصوات ذات طابع نظري أكثر من أن تكون عملية، لهذا السبب لم تستطع أن تلعب دورها بالشكل اللائق.
وعلى ضوء ما يجري في الساحة الكردية من مواقف تثير القرف والاشمئزاز وخاصةً في الفترة الأخيرة، إذ نجد أن إحدى القوى الكردية تستولي بالقوة على شارع يتسع للجميع لكي يعبر عن رأيه في المظاهرات، رغم أن الطرف المستولي كان قد هاجرها من قبل بمحض إرادته.
ثمة من يقول أو هكذا ينظر إلى المسألة أن هناك أزمة في الفكر السياسي الكردي، إلا أنني أرى أن الكرد في سوريا لا يملكون في الأصل فكراً سياسياً مستقلاً غير تابعاً، خاصاً بهم، لأنهم ببساطة لا يملكون قراراً كردياً مستقلاً ، ولا يملكون مشروعاً سياسياً هم صانعوه، ولا هم مصدر القرار، هكذا يُطالبون، وعلى هذا الأساس الهش يتصرفون ويديرون العملية السياسية، ويمكن تلخيص بعض سمات الحالة السياسية الكردية في سوريا على الشكل التالي:
1- القرار السياسي الكردي في سوريا مُصادر بصرف النظر عن طبيعة الطرح المعروض، أو أنه تابع لأطراف خارجية أو خارج الدائرة الكردية السورية.
2- غياب المشروع السياسي الكردي الموحد لحل المسألة الكردية في سوريا باعتبار أن أصحاب المشروع الحقيقيين مغيبين بالأساس من الساحة، والحضور للمشتت المنقسم على بعضه سياسةً وإتجاهً، وجزء أخر منه غير مؤهل لحمله، لا بل بدأ يفتقر الشرعية والمصداقية.
3- الانتهازيون وما أكثرهم هذه الأيام يلهثون وراء النفوذ سواء من هم داخل الأحزاب الكردية أو من هم داخل الاطارات الأخرى كافةً دون استثناء، قد استولوا على مساحة كبيرة من مواضع القرار.
4- الشعب الكردي ومعهم جزء من المثقفين الشرفاء واصحاب الأقلام الشريفة لا حول لهم ولا قوة.
إرادة الشعب مستلبة من قبل الأحزاب القوية التي تستمد قوتها من قوى خارجية.
5- الأزمة هي أزمة قادة حقيقيين، وغياب رجال من نوع يؤمنون بقضيتهم وصادقين معها حتى العظم، رجال يستعدون للتضحية، ويرفضون الخيانة دون أن يلجأووا إلى النفاق المبتذل، أو ارتداء الأقنعة.
6- وما هو معلوم في الحياة أن صانع التاريخ و محركه هم أبطال وقادة وعباقرة، ليسوا مهلوسين وجبناء.
مع الأسف أن المجتمع الكردي خلال مسيرته التاريخية لم يرث حتى الأن عظماء قادرون على إدارة المرحلة التاريخية باستثناء المناضل الكبير المرحوم مصطفى البارزاني.
7- لا توجد قيادة واعية على مستوى الحدث، ولا مجموعة من الرؤوس ربما بمقدورهم وضع خطة أو برنامج عمل، حتى الكاتب المثقف أيضاً لم يقدم أفكاراً أومشاريعاً أوخططاً يمكن أن تعالج هذا الواقع المأزوم، علماً ما يمكن استنتاجه من الواقع السياسي المر، لا يُقبل أي مشروع كان.
8- والأخطر من كل هذا أن الوعي العام لدى الأكراد متدني وهابط، لا يميز بين المزور والصادق، لا يدرك بين المزيف والحقيقي، لا يعرف الصديق من العدو.
أمام هكذا أفراد، وهكذا بشر غارقون في الجهل، من الصعب إرشاده أو تقديم وصفة معالجة لأنه سلفاً لا يتناولها باعتبار هناك من سبقوك في تقديم جرعته، والمثل الكردي يقول أن رأس الكردي لا يتسع لأكثر من كلمة واحدة، فالذي استطاع أن يغرس كلمته في هذا المتسع المحدد، لم يعد هناك إمكانية في استقبال كلمة أخرى.
مغزى هذا القول هو أننا لا نقبل الرأي الأخر، لا نعترف برأي غير رأينا، نتمسك برأينا حتى لو نحن على الخطأ، نرفض التغيير من أجل الحفاظ على رأينا، عقلنا غير مطاوع، تفكيرنا محدود، لا نرى ما هو أبعد من أنوفنا، نتصرف بعقلية قبلية، بالتالي يبقى الكردي فريسة سهلة للإنقضاض عليها وإخضاعها لمسار يخدم مصالح غير كردية.
علينا البدء من النهاية في معالجة الوضع الكردي من خلال عقد اجتماع من العقلاء والكتاب ومثقفي الكرد، بحضور ممثلي القوى الكردية في الساحة السياسية وفي الشارع الثائر المحتج، للبحث عن كيفية معالجة الوضع الكردي القائم من خلال تشخيص الحالة تشخيصاً شفافاً وصريحاً دون مواربة، بأبعادها السياسية والاجتماعية والإقتصادية والثقافية من جانب، وطبيعة علاقات الاحزاب الكردية السورية مع القوى الخارجية المحيطة: (السلطة – حزب الديمقراطي الكردستاني – والاتحاد الوطني الكردستاني – حزب العمال الكردستاني – تركيا _ المجلس الوطني السوري – هيئة التنسيق– البعث – الأمن بكل فروعه – حركة التغيير)، من جانب أخر.
ووضع خطة أو خارطة طريق تؤدي إلى معالجة الحالة الكردية الراهنة مع تحديد مكامن الخطأ فيها، وطرق إزالتها، بهدف الوصول إلى أهداف تخدم مصلحة الجميع على مبدأ تحقيق المساواة والعدالة والكرامة والحرية للجميع دون استثناء.
ومن الواضح أنه في داخل الحركة الكردية ثمة عناصر وجهات تعمل بالضد من القضية الكردية ولها اجنداتها الخاصة، لذا على جميع القوى الكردية المخلصة والصادقة أن تتوحد بالسرعة الممكنة وأن توقع على صك اتفاقية تضم مبادئ قومية مشتركة وملزمة للجميع بمثابة وثيقة تعهد، تتفق على المبادئ الأساسية التالية:
1- إراقة الدم الكردي من قبل الكردي خط أحمر يلتزم بها جميع القوى الكردية.
2- المصلحة الكردية الحقيقية لا تتعارض مع المصلحة الوطنية العامة.
3- الإختلاف في الرؤى السياسية الجزئية لا يعني التصادم والإحتراب بين الأخوة.
4- الوصول إلى إتفاق موحد بين كافة القوى الكردية على توجه سياسي موحد من أجل توحيد الكتلة الكردية في اطار واحد أمام مواجهة التحديات السياسية.
5- تحقيق الأهداف الكردية يمر عبر وحدة القوى الكردية في الخطاب والعمل والموقف.
6- أي نكول لبند من البنود الخمسة المذكورة أعلاه يُعد خيانة قومية.
نقول هذا في الوقت الذي نرى أن أطفالنا الصغار يدركون أنه ما لم يتوحد الكل، سيخسر الكل، باستثناء من لهم أهداف أخرى ومصالح شخصية في العملية.
وأن أي إقتتال أو أية مشكلة سياسية لا بد أن يقف خلفها فاعلاً حقيقياً، هو المسبب والمستفيد من كل هذا، وإلا لما حصل ما حصل.
بناء على ما سبق نرى أن القوى الكردية التي تشكلت منذ بدء الثورة السورية هي المسؤولة عما يحصل من أخطاء ومآسي وجراح، وهذه القوى هي على الشكل التالي:
1.
المجلس الوطني الكردي في سوريا، ويمثل شريحة واسعة من المجتمع الكردي السوري إلا أنه خليط غير متجانس، وتركيبة حزبية غير متألفة، كل حزب يبحث عن موقعه في المجلس وزيادة مؤيديه.
2.
حزب المجتمع الديمقراطي (البيده) ويمثله مجلس شعب غرب كردستان يعمل بأجندات يكتنفها الغموض، وأهداف غير واضحة، وهو حليف لحزب العمال الكردستاني في تركيا.
شعاراته في الساحة السورية مبنية على أساس تناقضه مع الحكومة التركية.
3.
اتحاد القوى الديمقراطية وبعض التنسيقيات، قوة متواضعة تحاول أن تتحرك بالإعتماد على فكر الشهيد مشعل تمو ناطق باسم تيار المستقبل إلا أنهم في رأيي غير قادرين على متابعة نهج الشهيد مشعل.
4.
التنسيقيات وهي فئات شبابية نشيطة وعلى استعداد في تقديم التضحية غير أن نظرتهم قاصرة لا يمتلكون تجربة ناضجة في العمل السياسي.
وقد تحول البعض منهم إلى بيادق بيد الاحزاب الكردية.
5.
قوى المجتمع المدني وتتكون في غالبيتها من النخب الكردية من حملة الشهادات الجامعية كالأطباء والمهندسين والموظفين والمدرسين … الخ.
وقد بدأت تأخذ شكل مجموعات بأطر بسيطة، ويمكن أن نذكر اسماء بعض المجموعات كـ(اعلان قامشلو وصوت المستقلين ومجموعة المجتمع المدني الحديث) إلى جانب فئة نخبوية واعية تضم شريحة من الكتاب والأدباء الذين بدأوا بتشكيل أطر ثقافية تخصصية رابطة الكتاب والأدباء في الحسكة، جمعية سوبارتو، جمعية عفرين لتوثيق التراث، وجمعية أخرى خاصة باللغة والأدب الكرديين ستعلن عن نفسها قريباً في القامشلي.
هذه القوى هي فئات نشيطة قادرة أن تمثل المصالح الحقيقية للشعب الكردي بسبب طبيعة وعيها الثقافي وحسها العالي بالمسؤولية التاريخية، وتحمل أفكاراً تدعو إلى توحيد الخطاب السياسي الكردي، وتجميع طاقات الحركة الكردية وحشدها في المعركة.
الكتاب والمثقفين والعقول النيرة وهي أصوات رغم تبعثرها وتشتتها غالباً ما تكون مسموعة لأنها تصدر من أعماق البحار، إلا أن الجانب السلبي فيها أنها أصوات ذات طابع نظري أكثر من أن تكون عملية، لهذا السبب لم تستطع أن تلعب دورها بالشكل اللائق.
وعلى ضوء ما يجري في الساحة الكردية من مواقف تثير القرف والاشمئزاز وخاصةً في الفترة الأخيرة، إذ نجد أن إحدى القوى الكردية تستولي بالقوة على شارع يتسع للجميع لكي يعبر عن رأيه في المظاهرات، رغم أن الطرف المستولي كان قد هاجرها من قبل بمحض إرادته.
ثمة من يقول أو هكذا ينظر إلى المسألة أن هناك أزمة في الفكر السياسي الكردي، إلا أنني أرى أن الكرد في سوريا لا يملكون في الأصل فكراً سياسياً مستقلاً غير تابعاً، خاصاً بهم، لأنهم ببساطة لا يملكون قراراً كردياً مستقلاً ، ولا يملكون مشروعاً سياسياً هم صانعوه، ولا هم مصدر القرار، هكذا يُطالبون، وعلى هذا الأساس الهش يتصرفون ويديرون العملية السياسية، ويمكن تلخيص بعض سمات الحالة السياسية الكردية في سوريا على الشكل التالي:
1- القرار السياسي الكردي في سوريا مُصادر بصرف النظر عن طبيعة الطرح المعروض، أو أنه تابع لأطراف خارجية أو خارج الدائرة الكردية السورية.
2- غياب المشروع السياسي الكردي الموحد لحل المسألة الكردية في سوريا باعتبار أن أصحاب المشروع الحقيقيين مغيبين بالأساس من الساحة، والحضور للمشتت المنقسم على بعضه سياسةً وإتجاهً، وجزء أخر منه غير مؤهل لحمله، لا بل بدأ يفتقر الشرعية والمصداقية.
3- الانتهازيون وما أكثرهم هذه الأيام يلهثون وراء النفوذ سواء من هم داخل الأحزاب الكردية أو من هم داخل الاطارات الأخرى كافةً دون استثناء، قد استولوا على مساحة كبيرة من مواضع القرار.
4- الشعب الكردي ومعهم جزء من المثقفين الشرفاء واصحاب الأقلام الشريفة لا حول لهم ولا قوة.
إرادة الشعب مستلبة من قبل الأحزاب القوية التي تستمد قوتها من قوى خارجية.
5- الأزمة هي أزمة قادة حقيقيين، وغياب رجال من نوع يؤمنون بقضيتهم وصادقين معها حتى العظم، رجال يستعدون للتضحية، ويرفضون الخيانة دون أن يلجأووا إلى النفاق المبتذل، أو ارتداء الأقنعة.
6- وما هو معلوم في الحياة أن صانع التاريخ و محركه هم أبطال وقادة وعباقرة، ليسوا مهلوسين وجبناء.
مع الأسف أن المجتمع الكردي خلال مسيرته التاريخية لم يرث حتى الأن عظماء قادرون على إدارة المرحلة التاريخية باستثناء المناضل الكبير المرحوم مصطفى البارزاني.
7- لا توجد قيادة واعية على مستوى الحدث، ولا مجموعة من الرؤوس ربما بمقدورهم وضع خطة أو برنامج عمل، حتى الكاتب المثقف أيضاً لم يقدم أفكاراً أومشاريعاً أوخططاً يمكن أن تعالج هذا الواقع المأزوم، علماً ما يمكن استنتاجه من الواقع السياسي المر، لا يُقبل أي مشروع كان.
8- والأخطر من كل هذا أن الوعي العام لدى الأكراد متدني وهابط، لا يميز بين المزور والصادق، لا يدرك بين المزيف والحقيقي، لا يعرف الصديق من العدو.
أمام هكذا أفراد، وهكذا بشر غارقون في الجهل، من الصعب إرشاده أو تقديم وصفة معالجة لأنه سلفاً لا يتناولها باعتبار هناك من سبقوك في تقديم جرعته، والمثل الكردي يقول أن رأس الكردي لا يتسع لأكثر من كلمة واحدة، فالذي استطاع أن يغرس كلمته في هذا المتسع المحدد، لم يعد هناك إمكانية في استقبال كلمة أخرى.
مغزى هذا القول هو أننا لا نقبل الرأي الأخر، لا نعترف برأي غير رأينا، نتمسك برأينا حتى لو نحن على الخطأ، نرفض التغيير من أجل الحفاظ على رأينا، عقلنا غير مطاوع، تفكيرنا محدود، لا نرى ما هو أبعد من أنوفنا، نتصرف بعقلية قبلية، بالتالي يبقى الكردي فريسة سهلة للإنقضاض عليها وإخضاعها لمسار يخدم مصالح غير كردية.
علينا البدء من النهاية في معالجة الوضع الكردي من خلال عقد اجتماع من العقلاء والكتاب ومثقفي الكرد، بحضور ممثلي القوى الكردية في الساحة السياسية وفي الشارع الثائر المحتج، للبحث عن كيفية معالجة الوضع الكردي القائم من خلال تشخيص الحالة تشخيصاً شفافاً وصريحاً دون مواربة، بأبعادها السياسية والاجتماعية والإقتصادية والثقافية من جانب، وطبيعة علاقات الاحزاب الكردية السورية مع القوى الخارجية المحيطة: (السلطة – حزب الديمقراطي الكردستاني – والاتحاد الوطني الكردستاني – حزب العمال الكردستاني – تركيا _ المجلس الوطني السوري – هيئة التنسيق– البعث – الأمن بكل فروعه – حركة التغيير)، من جانب أخر.
ووضع خطة أو خارطة طريق تؤدي إلى معالجة الحالة الكردية الراهنة مع تحديد مكامن الخطأ فيها، وطرق إزالتها، بهدف الوصول إلى أهداف تخدم مصلحة الجميع على مبدأ تحقيق المساواة والعدالة والكرامة والحرية للجميع دون استثناء.
ومن الواضح أنه في داخل الحركة الكردية ثمة عناصر وجهات تعمل بالضد من القضية الكردية ولها اجنداتها الخاصة، لذا على جميع القوى الكردية المخلصة والصادقة أن تتوحد بالسرعة الممكنة وأن توقع على صك اتفاقية تضم مبادئ قومية مشتركة وملزمة للجميع بمثابة وثيقة تعهد، تتفق على المبادئ الأساسية التالية:
1- إراقة الدم الكردي من قبل الكردي خط أحمر يلتزم بها جميع القوى الكردية.
2- المصلحة الكردية الحقيقية لا تتعارض مع المصلحة الوطنية العامة.
3- الإختلاف في الرؤى السياسية الجزئية لا يعني التصادم والإحتراب بين الأخوة.
4- الوصول إلى إتفاق موحد بين كافة القوى الكردية على توجه سياسي موحد من أجل توحيد الكتلة الكردية في اطار واحد أمام مواجهة التحديات السياسية.
5- تحقيق الأهداف الكردية يمر عبر وحدة القوى الكردية في الخطاب والعمل والموقف.
6- أي نكول لبند من البنود الخمسة المذكورة أعلاه يُعد خيانة قومية.
23-05-2012