1 – في دول أوروبا الشرقية اندلعت الانتفاضات في الوسط الشعبي مطالبة بالحرية يتصدرها الشباب من دون برنامج معلن وبمعزل عن الأحزاب السياسية – المغيبة – منها في ظل القمع أو التي كانت اما بالسلطة أو في جبهة واحدة تدور في فلكها وفي منطقتنا اندلعت الثورات – العفوية – تحت شعار الحرية والكرامة بقيادة الجيل الشاب واحتضان شعبي وبمعزل عن الأحزاب التقليدية والمنظمات المدجنة من سلطة الاستبداد هناك لم يكن الجيش جزء من الصراع وهنا كان له الدور الحاسم اما محايدا أو طرفا أو بين بين .
2 – الهدف الأساسي في السابقتين انتزاع الحرية والحقوق السياسية وتحقيق الحياة السعيدة وفرص العمل للشباب الناشىء القلق على مستقبله أي ضمن اطارالقضايا الداخلية وبعيدا عن أية نزعة آيديولوجية خارج الحدود الوطنية .
3 – اعادة بناء الدولة على أسس ديموقراطية جديدة حيث نشطت الحياة السياسية هناك وتعددت البرامج والمشاريع وتم الاحتكام الى صناديق الاقتراع وهنا تلكأت التجارب وظهرت الثورات المضادة ومازال الصراع محتدما بين قوى الحرية والتقدم من جهة وجماعات الردة والظلامية من الجهة الأخرى .
4 – حرية الاقتصاد والسوق والانفتاح عنوان بارز لكلا التجربتين هنا وهناك .
6 – حق تقرير المصير للقوميات والأثنيات وحرية المعتقد والعبادة للأديان والمذاهب في البلدان المتعددة المكونات المركبة كان ومازال شعار الثوار في – الشرقين – هناك استقلت شعوب واعيد النظر في الحدود الدولية التي أرست أسسها الحربان العالميتان وهنا لم تحسم بعد المواقف النهائية بخصوص القوميات بعد الحروب والصراعات رغم بعض التقدم الحاصل فقد قامت الانتفاضة في أوروبا بدول غالبيتها الساحقة متعددة الأقوام والأديان والثقافات ووجدت طرقا عديدة لمعالجة قضاياها حسب مبدأ حق تقرير المصير والمصالح المشتركة للجميع دون اكراه ومازالت شعوب وقوميات شرقنا المغلوبة على أمرها تنتظر مصيرها بفارغ الصبر من خلال التحاور بين شركاء المصير .
7 – استهدفت حركة الاحتجاجات بدول أوروبا الشرقية أنظمة شمولية منقادة من الحزب الواحد والآيديولوجية الواحدة والجماعة الواحدة وهذا ماحصل تماما في بلدان الربيع العربي .
8 – في كل تلك الدول لم تستخدم الأنظمة الحاكمة العنف تجاه الحركة الشعبية باستثناء حوادث عابرة أما في بلداننا فحدث ولاحرج وكان ومازال للنظام السوري أسبقية الاجرام والابادة الجماعية بحق الشعب والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمضي في انتهاج سياسة الأرض المحروقة وتفتيت البلاد وصولا الى الحرب الأهلية .
9 – المنتفضون لم يبحثوا عن السلطة بقدر ماحاولوا تغييرها وهناك احتكم الجميع الى نتائج الصراع السياسي واللعبة الديموقراطية وهنا ظهرت معارضات – مزيفة من وراء ظهور شباب الثورات وتنسيقياتهم وحراكهم وجيشهم الحر في الداخل والخارج بحثا عن المواقع والمصالح من أول الطريق وقبل انتصار الثورة .
10 – رجال الدين المسيحي وأتباع الكنيسة ساهموا بطريقتهم في الانتفاضة هناك ولم يقتربوا من الصراعات السياسية من أجل السلطة والنفوذ بعكس ماحصل في شرقنا حيث بدأت جماعات الاسلام السياسي ورأس حربتها الاخوان المسلمون تتصدر مشهد الصراع في سبيل التسلط على مقدرات المعارضات والتسلل الى قلب الثورات وبناء الميليشيات المسلحة لتكون أداتها في السيطرة على الأمور وأسلمة المجتمع وأخونة النظام السياسي القادم وتجربتا تونس ومصر خير شاهد والحالة السورية المشخصة الآن أكثر تقززا ونفورا من بين التجارب السابقة .