أمين عمر
السروك هو السروك، والسروك يبقى السروك، السروك ليس كأي شخصٍ آخر، ويبدو هذا هو السر في كونهِ سروكاً، فهولا يتأثر بالعوامل المُناخية والجوية ، لا يتأثر بمرور الوقت وتعاقب السنين، وكأنّ “مُعتقله” برادٌ مزود بمضادات إقتراب العمر والهموم والشجون منه، هذا ما تؤكده الصور الذي أبدى السروك إمتعاضه من نشرها ، مع إن الصور لم تُلتقط في وضعية يخجل المرء منها ، بل كان السروك بكامل جاهزيته الميدانية لإستقبال الزوار والضيوف وإجراء اللقاءات، فهو كان متّكئٌ على كرسيه المريح تكاد صحته تنافس صحة المام جلال قُبيل مرضه الأخير.
لا أعرف إن كان لدى “المُعتقل” عبدالله بن أوجلان أي فكرة عن معتقلاته في غرب “إدارستان” التي تـُكسّر فيها أضلاع المعتقلين ويعلقون من أقدامهم، ووصل بهم الأمر إلى التعذيب حتى الموت كما حدث لأحد المعتقلين، والذي رُمي جثته بعد الأعتقال بثلاثة أيام في إحدى الشوارع، وتهربوا من المسؤولية إلا إن العديد من الأشخاص قد شهدوا إعتقالهُ من قِبَلِهم، هذا غير الذي يمارسه رجالات السروك في كردستان سوريا ككل، بجعلها معتقلاً كبيراً، يهرب منه الشعب الكردي ويفضلون البرد القارس في الخيام على البقاء في بيوتهم “أحرار” محرري البال الخاطر.
ولعل من البديهي السؤال: أما كان الأجدر بالكردي أن يكون أكثر رحمة ورأفة بمعتقليه الكرد من رأفة الترك بالمعتقلين الكرد؟! أليس الأجدر بالكردي إن حكم شعبه أن يحكمه بالقانون لا بالهروات والهوبرات والفزلكات ؟ هل تطبيق الإيكولوجيا يعني القضاء على كل الأحزاب الكردية ليبقى أتباع السروك “يؤكليجون” كردستان سوريا لوحدهم مع محمد فارس والبعثيين.
حسب كتابات أوجلان الذي يكاد لا يضاهيه غزارة في الكتابة، من هم متفرغون للكتابة ” خص نص” و حسب صوره ، يبدو إن كل الكلام عن أمراض أوجلان وتسميمه وتساقط شعره والحجرة الإنفرادية كانت مجرد أكاذيب ودعايات للعلو من شأنه ، ليبقى مصير الحزب مرتبط بشخصه وبمقاومته المفترضة في “معتقله”.
فالذي تظهره ويفهم من صوره كإنه معتقل ذو خمس النجوم أو معتقل ذو كتيبة من النجوم!!!
إن تغاضينا عن الشيب – والشيب معروف هو دليلُ وقارٍ- الذي أنتشر بشكل طبيعي في رأس “السروك”، والذي يُحسب للسروك لا عليه، فالتغير الوحيد في شكل “السروك” حسب صوره ، هو نظراته البسيطة، العاجزة، المسالمة، التي يبدو بدأت تركن للسلم والسلام كنتيجة طبيعية للتراجع عن ورطة وضع السروك فيها حزبه في حرب لا طاقة له بها، في ظل عدم تكافؤ التسليح ، وحيث كانت التوازنات الدولية لصالح بقاء إستقرار نسبي في المنطقة ، وهذا من الملاحظ عدم سعي السروك بشكل جدي الى تحقيق النصر أكثر من سعيه الإنفراد بالقيادة والرأي للوصول الى العظمة، بل وعمد على معاداة معظم القوى العظمى في العالم ولم يبنِ حلفاء حقيقين لحزبه ، أتساءل كيف يستطيع كرديٌ ما إعتبار النظام السوري وإيران التي تعدم الشباب الكرد كحلفاء، وهو ما فعله السروك ولا زال.
نظرات “السروك” في تلك الصور، لم تكن تشبه أبداً نظرة عبدالله أوجلان التي كان صناديد قياداته يرتجفون لرؤيته، عندما كان يتجول في جبال لبنان يوماً ما، يتفقد معسكراته بلباسه العسكري وقبضته الحديدة ، حيث كان الشرر يبرق من عينيه، ولا يقبل بأقل من تحرير كردستان الكبرى قيد إنمُلة .
يبدو من وحي صور السروك ، الذي يقول فيه أتباعه أن لا حياة من دونه” جيان بي سروك نابيه” إنه يعيش حياة طبيعية في سجنه بعيداً عن الغرور والعظمة التي كان يزيّنُها له حُلفاءهُ المفترضون، الذين كانوا أول من غدروا به.
حياته في السجن تبدو مقارنة بوضع أتباعه بشكل خاص في قنديل ، ممتازة وافضل وأيسر من حياتهم و هم خارجاً، ويبدو إنه يلقى ما يلقاه أي “سجين ” في اية دولة ديمقراطية من معاملة عادية، فليس من المعقول أن تأتي الصحة الجيدة من التعذيب والقهر.
مقالات السروك التي كان ينشرها في إحدى الجرائد الإيطالية وحسب كتاباته التي كان ينقله محامحوه الى وسائل النشر، تعني إن الجرائد والمجلات والأخبار والتلفزيون كانت رهن إشارته، وفي متناول يدي السروك.
ربما “السروك” توصل لقناعات جديدة، عكس ما كان يرسمه لنفسه في ما قبل، بعد وقوفه مع ذاته ومراجعته لتجربته الشخصية، ويبدو أنه أقتنع إن الزمن هو زمن الحوار والسلام وإن البندقية الروسية و”الجعبة والمطرة ” السورية لن تقهر دولة قوية عسكرياً وإقتصادياً مثل تركيا، هذا أقل ما كانت تقوله عيناه وتشهد به الكتلة اللحمية التي كانت تتقدم معدته!!
ولعل من البديهي السؤال: أما كان الأجدر بالكردي أن يكون أكثر رحمة ورأفة بمعتقليه الكرد من رأفة الترك بالمعتقلين الكرد؟! أليس الأجدر بالكردي إن حكم شعبه أن يحكمه بالقانون لا بالهروات والهوبرات والفزلكات ؟ هل تطبيق الإيكولوجيا يعني القضاء على كل الأحزاب الكردية ليبقى أتباع السروك “يؤكليجون” كردستان سوريا لوحدهم مع محمد فارس والبعثيين.
حسب كتابات أوجلان الذي يكاد لا يضاهيه غزارة في الكتابة، من هم متفرغون للكتابة ” خص نص” و حسب صوره ، يبدو إن كل الكلام عن أمراض أوجلان وتسميمه وتساقط شعره والحجرة الإنفرادية كانت مجرد أكاذيب ودعايات للعلو من شأنه ، ليبقى مصير الحزب مرتبط بشخصه وبمقاومته المفترضة في “معتقله”.
فالذي تظهره ويفهم من صوره كإنه معتقل ذو خمس النجوم أو معتقل ذو كتيبة من النجوم!!!
إن تغاضينا عن الشيب – والشيب معروف هو دليلُ وقارٍ- الذي أنتشر بشكل طبيعي في رأس “السروك”، والذي يُحسب للسروك لا عليه، فالتغير الوحيد في شكل “السروك” حسب صوره ، هو نظراته البسيطة، العاجزة، المسالمة، التي يبدو بدأت تركن للسلم والسلام كنتيجة طبيعية للتراجع عن ورطة وضع السروك فيها حزبه في حرب لا طاقة له بها، في ظل عدم تكافؤ التسليح ، وحيث كانت التوازنات الدولية لصالح بقاء إستقرار نسبي في المنطقة ، وهذا من الملاحظ عدم سعي السروك بشكل جدي الى تحقيق النصر أكثر من سعيه الإنفراد بالقيادة والرأي للوصول الى العظمة، بل وعمد على معاداة معظم القوى العظمى في العالم ولم يبنِ حلفاء حقيقين لحزبه ، أتساءل كيف يستطيع كرديٌ ما إعتبار النظام السوري وإيران التي تعدم الشباب الكرد كحلفاء، وهو ما فعله السروك ولا زال.
نظرات “السروك” في تلك الصور، لم تكن تشبه أبداً نظرة عبدالله أوجلان التي كان صناديد قياداته يرتجفون لرؤيته، عندما كان يتجول في جبال لبنان يوماً ما، يتفقد معسكراته بلباسه العسكري وقبضته الحديدة ، حيث كان الشرر يبرق من عينيه، ولا يقبل بأقل من تحرير كردستان الكبرى قيد إنمُلة .
يبدو من وحي صور السروك ، الذي يقول فيه أتباعه أن لا حياة من دونه” جيان بي سروك نابيه” إنه يعيش حياة طبيعية في سجنه بعيداً عن الغرور والعظمة التي كان يزيّنُها له حُلفاءهُ المفترضون، الذين كانوا أول من غدروا به.
حياته في السجن تبدو مقارنة بوضع أتباعه بشكل خاص في قنديل ، ممتازة وافضل وأيسر من حياتهم و هم خارجاً، ويبدو إنه يلقى ما يلقاه أي “سجين ” في اية دولة ديمقراطية من معاملة عادية، فليس من المعقول أن تأتي الصحة الجيدة من التعذيب والقهر.
مقالات السروك التي كان ينشرها في إحدى الجرائد الإيطالية وحسب كتاباته التي كان ينقله محامحوه الى وسائل النشر، تعني إن الجرائد والمجلات والأخبار والتلفزيون كانت رهن إشارته، وفي متناول يدي السروك.
ربما “السروك” توصل لقناعات جديدة، عكس ما كان يرسمه لنفسه في ما قبل، بعد وقوفه مع ذاته ومراجعته لتجربته الشخصية، ويبدو أنه أقتنع إن الزمن هو زمن الحوار والسلام وإن البندقية الروسية و”الجعبة والمطرة ” السورية لن تقهر دولة قوية عسكرياً وإقتصادياً مثل تركيا، هذا أقل ما كانت تقوله عيناه وتشهد به الكتلة اللحمية التي كانت تتقدم معدته!!