الشعب الكردي في سوريا وعطفه على احزابه قاب قوسين وأدنى

إبراهيم بهلوي 

   لطالما بقيت افواه الشعب الكردي في سوريا تتشدق نحو رؤية تتفق عليها معظم احزابنا الكردية في سوريا، فقد تعب الشعب جراء الممارسات الإستثنائية بحقه في مسيرة عقود 5 في ظل حكم النظام البعثي له، الثورة السورية حملت بين طياتها فرص كثيرة للشعب المستقوي على أمره، غنى وناشد وعبر بمعاني كثيرة عن حلم الأستيقاظ من ثبات ومد يد التآخي بين أقطاب الاحزاب الكردية لكي تكون منفساً لهم كشعب أولاً.
  أول ميلاد للهيئة الكردية العليا بعد مرور سنة وأكثر على عمر الثورة السورية قال فيها الشعب الكردي في سوريا بأنها أملنا ومخرج لجميع مآسينا الطويلة، بقيت الهيئة تترنح بين تطبيق البنود المتفق عليها في هولير والتي سميت بموجبها إتفاقية هولير وتحت رعاية رئيس إقليم كردستان العراق السيد “مسعود البارزاني”،
فباتت الإتفاقية شبه هشة أن لم تتحطم بعد بزوغ خلافات بين أطراف محددة منضوية في الهيئة الكردية العليا، وتتحطم معها آمال 3 مليون كردي سوري ، وتبدأ جولة ثانية في سبيل حل خلافات حزبية متناسين هول ما تتعرض له المنطقة الكردية من أزمة إقتصادية حادة بالإضافة إلى تتدرج حالة الأحتقان الحزبي بدل الصفاء وإنتهاز الفرصة.

ماذا فعلت الهيئة الكردية العليا خلال سنة من تأسيسها.
  من اهم إنجازات الهيئة الكردية العليا تمخض نظام المحاصصة الدوري في استلام منصب رئاسة الهيئة وخوض معارك ضارية ضمن أجنحة الهيئة من تقارب وتكتلات فقط للوصول إلى كرسي الرئاسة وترك امور ذات اهمية لتصبح تحت سيطرة طرف دون غيره والذي أصبح مؤخراً سبباً رئيسياً في بلورة حالة الاحباط لدى مجموع الاحزاب، أما الأمر الآخر عملية ولادة أحزاب جديدة من رحم هرم ، وفتح مكاتب حزبية في مناطق كردية متعددة بالاخص في المدن الكردية الرئيسية، تنسيقيات شبابية ومؤسسات مدنية سبقت أوان تمخض الفكر المدني بين جموع المنتسبون لها،مزاولة الحالة الحزبية اكثر وأكثر من الاهتمام بالحالة العامة التي هي أهم من الحزب نفسه والتي ستبقى سيدة القرار في نهاية المطاف.
   معبر بين طرفي كردستان ” جنوبها وغربها ” وسمي بمعبر سيمالكا وأزدياد حالة الأحتكار التجاري ومن الطرفين وزيادة سوء حالة المواطن العام مع ارتفاع سعر المواد الإستهلاكية بشكل مرعب، دخول وخروج المواد مع رسوم جمركية عليها ومن الجانبين نشط حالة الميزانية في جنوب كردستان لدخولها ميزانية الإخراج الجمركي لدى حكومة الإقليم ودخول الرسوم في يد طرف دون غيره في غربي كردستان، الامر الأخير زاد من توتر الاطراف غير المستفيدة وأذعانها بحرب إعلامية مما أدى إلى قرار حكومة الإقليم بأغلاق المعبر وأبقائها فقط للحالات الأستثنائية “المعالجة والأستشفاء”.
  ولكن قرار الأستشفاء أيضاً لم يأت بنتيجة حين أصبح الطرف الآخر من معبر سيمالكا مخيماً جديداً لأكثر من 47 عائلة وحالات مرض موجودة تسكن خيم في سهل والقليل منهم حظي بظل شجرة، والقرار لا يزال معلقاً إلى أن تنتهي الأجتماعات المارثونية بين أكبر كتلتين متصارعتين والنتيجة هي بقاء المواطن مستاءاً من الهيئة ومن الأحزاب بشكل عام لأنها أثقلت المواطن ألماً وجوعاً ومرضاً.

أندماجات ونتائج منتظرة
  بعد ضغوط من قيادات الإقليم بضرورة التفاف الأحزاب الكردية حول بعضها وانتهاز الفرصة التاريخية لكرد سوريا ، أعلن إتحاد سياسي وكان عمره قصيراً جداً نتيجة خلافات جانبية وسوء فهم متبادل ، ليكون في النهاية تعليق طرف عضويته واعلان الآخر أنسحابه ، مع استمرار لقاءات جانبية الأطراف بين أحزاب كردية سورية في امكنة مختلفة وزمن واحد، حالة أندماجية أخرى طرقت الأبواب وهي الأحزاب المنشقة أخيراً عن الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ” البارتي” ، وتبريكات معظم الساسة والنشطاء للتوصل إلى قرار الأندماج والذي لم يرى النور بعد ، ومع ذلك يزداد المواطن الكردي السوري جوعاً وفقراً في الجانب السوري، ربما سيكون آخر المطاف وما ينتظره المواطن الكردي السوري هي الأجتماعات بين حزب الأتحاد الديمقراطي ” ب ي د” وبين الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا “البارتي ” الغير معلنة النتائج بعد ، وهذا جل ما ينتظره المواطن الكردي ومتعطش لها لأنها سوف تكون بمثابة قشة تنقذهم من الغرق، ولان المواطن لديه علم مسبق بأن بقية القرارات سوف تكون بدون جدوى سوى أتفاق الطرفين الأخيرين.

 هل سيعفي الشعب الكردي في سوريا مجموع احزابها

  من الملفت للنظر كان الشعب الكردي في سوريا يساند الأحزاب الكردية في قرارتها لكي تعطيها زخماً إعلامياً في وسط المعارضة السورية بشكل عام، ولكن ربما ستكون الأمور مختلفة هذه المرة بوصول المواطن إلى نتيجة مستحقة وهي ضمور المواطن في ظل الخلافات الحزبية ، والكل يبحث عن موقع قدم تاركاً الألم والجوع من نصيب المواطن نفسه ليتجرع المرض والعوز والجوع، هنا سوف يبقى القرار بيده كمواطن وكشعب يملك السيادة فهل سيمنح الضحية جلادها مزيداً من الوقت بعد أن تصبح الامور شبه مستقرة سواء أن سقط النظام أو بقي لعقود كما كشفته تصريحات إعلامية لقادة دوليين.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…