علي علي
تشهد المناطق الكردية في سوريا موجات نزوح كبيرة بشكل باتت تهدد وجود الكرد و مستقبلهم لذا يستوجب على جميع الغيورين و الحريصين على مصلحة الشعب الكردي المساهمة بالحد من هذه الهجرة و ذلك بالقيام بحملات توعية و توجيه، و تبيان الأضرار الكبيرة لهكذا نزوح، و الأهم من ذلك كله هو المساهمة بكل الوسائل المتوفرة في تهيئة الظروف الملائمة لاستمرار العيش بحدوده الدنيا على الأقل.
ذلك واجب قومي، و مهمة وطنية، و مسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع هنا و هناك و بالأخص من يتحكم بزمام الأمور، أو يمتلك وسائل الإعلام الحديثة.
ذلك واجب قومي، و مهمة وطنية، و مسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع هنا و هناك و بالأخص من يتحكم بزمام الأمور، أو يمتلك وسائل الإعلام الحديثة.
إن الحد من هذه الهجرة لن تتم بإطلاق سيل من التصريحات التي لا تتجاوز عن كونها تسجيل للمواقف، أوبالممارسات الاستعراضية في هذا الجانب أو ذاك، أو اتهام هذه الجهة لتلك بل في ايجاد الوسائل الكفيلة للحد منها عملياً.
لكن يبدو أن فصول المؤامرة التي تستهدف اقتلاع الكرد من أرضه متتابع، و تسير بحسب الخطة المرسومة لها حيث يشترك فيها أكثر من طرف.
النظام و منظومته التي تشمل بعضاً من الكرد من جهة، و المعارضة و منظومتها التي تشمل بعضاً آخر من الكرد أنفسهم من جهة ثانية، و هي خطة إقليمية وضعت بإحكام من قبل الأنظمة المعادية لتطلعات الكرد و حقوقه، و يساهم فيها الأشقاء الكرد هنا و هناك عن وعي و دراية أو بدونه، فالحدود التركية التي كان اختراقها عصياً حتى على النمل و أشباهه أضحت عابرة من الاتجاهين بطول يتجاوز التسعمائة كيلومتر يتمتسريب جحافل الجهاديين – التكفيريين من خلالها إلى الداخل السوري و خاصة باتجاه مناطق العمق الكردي تحت أنظار العالم أجمع– ربما بالتواطؤ مع الدول العظمى أو بعضها على الأقل – واجتذاب الكرد عبرها إلى كافة أصقاع العالم.
مدن كردستان الشمالية و المدن التركية امتلأت بالمهاجرين الكرد الباحثين عن عمل أو عن ظروف حياة أفضل. الحدود السورية مع إقليم كردستان تشهد حالات مشابهة تقريباً لكن بشكل أكثر انتظاماً، فالمخيمات المؤقتة التي أنشئت لإيواء اللاجئين الكرد تمت إقامتها في العمق الكردستاني بدلاً من أن تكون قريبة من الحدود الأمر الذي يمهد لتحولها لمخيمات دائمة شبيهة بالمخيمات الفلسطينية في بلدان الشتات خاصة أن الأوضاع في سوريا تتجه إلى مزيد من التأزيم، و لم توضع معايير لاستقبال طالبي اللجوء، فليس كل من التجأ إلى تلك المخيمات كان مضطراًبل تم تجميع اللاجئين فيها مع طالبي العمل، و الباحثين عن ظروف معيشية أفضل بلا ضوابط حتى باتت تلك المخيمات تسيء لسمعة الكرد السوريين و الإقليم على حد سواء نتيجة ما انتجته من سلوكيات و مشكلات اجتماعية.
الإعلام الحزبي الكردستاني الموجه إلى الكرد السوريين و في الوقت الذي كان يفترض به أن يركز على معاناة و مآسي الكرد في الداخل، و مخيمات اللجوء، و يساهم في خلق أجواء للتقارب الكرديلعب و لا يزال دوراً سلبياً في تأليب الكرد على بعضهم البعضو الولوج إلى داخل تفاصيل الحياة السياسية الكردية لتقوم بالضخ فيالاستقطابات الموجودة أصلاً فتزيدها حدةً خدمةً لأجنداتهم الحزبية الضيقة – أو ربما أجندات أخرى تخص أفراداً أو دول بعينها – التي قد لا تتطابق بالضرورة مع مصالح الكرد في سوريا من جهة، و في تشجيع هجرة الكرد إلى الإقليم طمعاً بالسكينة و النعيم المتوفر هناك و الذي تظهره القنوات الفضائية الكردستانية في عملية دعائية ( حزبية – شخصية ) واضحة لا تخفى إلا على البسطاء و السذج.
من ناحية أخرى فإن كافة وسائل الاعلام الكردية ( المقروءة و المسموعة و المرئية ) التي تفتقر الكثير منها للمهنية قامت عن غير وعي أو دراية بأبعاد خطابها -أو عن دراية و سبق التصميم و التخطيط – بضخ سيل من التخويف و الترهيب في المجتمع الكردي الذي لا تزال ذاكرته مليئة بالمجازر و المآسي.
في الجانب الآخر فإنحكومة إقليم كردستان التي كانت لها الدور الأساسي في توقيع اتفاقية هولير، و تشكيل ” الهيئة الكردية العليا ” بين المجلسين الكرديين و بدلاً من الضغط على جميع الأطراف ( خاصةً تلك التابعة أو الموالية لها ) من أجل تطبيق بنود الاتفاق نجد أنها ساهمت من جانبها ليس فقط في تعطيل الاتفاق بل في إحداث شرخ حتى داخل المكون الآخر للهيئة الكردية العليا ( المجلس الوطني الكردي ) بدعم تشكيل تكتلات موالية لهاداخل المجلس نفسه مما أفقده فعاليته و شخصيته الاعتبارية، و تسبب في تعطيل نشاطه حتى بات مهدداً بمزيد من الاصطفافات التكتلية التي قد تؤدي إلى تمزيقه مستقبلاً.
كل هذه الممارسات من الأطراف الكردية و الكردستانية تساهم بشكل أو بآخر في تنشيط هجرة الكرد من أرضهم و تشتيتهم في كل أصقاع الأرض فضلاً عن مخططات النظام السوري، و أساليب منظومته العقائدية.
لكن يبدو أن فصول المؤامرة التي تستهدف اقتلاع الكرد من أرضه متتابع، و تسير بحسب الخطة المرسومة لها حيث يشترك فيها أكثر من طرف.
النظام و منظومته التي تشمل بعضاً من الكرد من جهة، و المعارضة و منظومتها التي تشمل بعضاً آخر من الكرد أنفسهم من جهة ثانية، و هي خطة إقليمية وضعت بإحكام من قبل الأنظمة المعادية لتطلعات الكرد و حقوقه، و يساهم فيها الأشقاء الكرد هنا و هناك عن وعي و دراية أو بدونه، فالحدود التركية التي كان اختراقها عصياً حتى على النمل و أشباهه أضحت عابرة من الاتجاهين بطول يتجاوز التسعمائة كيلومتر يتمتسريب جحافل الجهاديين – التكفيريين من خلالها إلى الداخل السوري و خاصة باتجاه مناطق العمق الكردي تحت أنظار العالم أجمع– ربما بالتواطؤ مع الدول العظمى أو بعضها على الأقل – واجتذاب الكرد عبرها إلى كافة أصقاع العالم.
مدن كردستان الشمالية و المدن التركية امتلأت بالمهاجرين الكرد الباحثين عن عمل أو عن ظروف حياة أفضل. الحدود السورية مع إقليم كردستان تشهد حالات مشابهة تقريباً لكن بشكل أكثر انتظاماً، فالمخيمات المؤقتة التي أنشئت لإيواء اللاجئين الكرد تمت إقامتها في العمق الكردستاني بدلاً من أن تكون قريبة من الحدود الأمر الذي يمهد لتحولها لمخيمات دائمة شبيهة بالمخيمات الفلسطينية في بلدان الشتات خاصة أن الأوضاع في سوريا تتجه إلى مزيد من التأزيم، و لم توضع معايير لاستقبال طالبي اللجوء، فليس كل من التجأ إلى تلك المخيمات كان مضطراًبل تم تجميع اللاجئين فيها مع طالبي العمل، و الباحثين عن ظروف معيشية أفضل بلا ضوابط حتى باتت تلك المخيمات تسيء لسمعة الكرد السوريين و الإقليم على حد سواء نتيجة ما انتجته من سلوكيات و مشكلات اجتماعية.
الإعلام الحزبي الكردستاني الموجه إلى الكرد السوريين و في الوقت الذي كان يفترض به أن يركز على معاناة و مآسي الكرد في الداخل، و مخيمات اللجوء، و يساهم في خلق أجواء للتقارب الكرديلعب و لا يزال دوراً سلبياً في تأليب الكرد على بعضهم البعضو الولوج إلى داخل تفاصيل الحياة السياسية الكردية لتقوم بالضخ فيالاستقطابات الموجودة أصلاً فتزيدها حدةً خدمةً لأجنداتهم الحزبية الضيقة – أو ربما أجندات أخرى تخص أفراداً أو دول بعينها – التي قد لا تتطابق بالضرورة مع مصالح الكرد في سوريا من جهة، و في تشجيع هجرة الكرد إلى الإقليم طمعاً بالسكينة و النعيم المتوفر هناك و الذي تظهره القنوات الفضائية الكردستانية في عملية دعائية ( حزبية – شخصية ) واضحة لا تخفى إلا على البسطاء و السذج.
من ناحية أخرى فإن كافة وسائل الاعلام الكردية ( المقروءة و المسموعة و المرئية ) التي تفتقر الكثير منها للمهنية قامت عن غير وعي أو دراية بأبعاد خطابها -أو عن دراية و سبق التصميم و التخطيط – بضخ سيل من التخويف و الترهيب في المجتمع الكردي الذي لا تزال ذاكرته مليئة بالمجازر و المآسي.
في الجانب الآخر فإنحكومة إقليم كردستان التي كانت لها الدور الأساسي في توقيع اتفاقية هولير، و تشكيل ” الهيئة الكردية العليا ” بين المجلسين الكرديين و بدلاً من الضغط على جميع الأطراف ( خاصةً تلك التابعة أو الموالية لها ) من أجل تطبيق بنود الاتفاق نجد أنها ساهمت من جانبها ليس فقط في تعطيل الاتفاق بل في إحداث شرخ حتى داخل المكون الآخر للهيئة الكردية العليا ( المجلس الوطني الكردي ) بدعم تشكيل تكتلات موالية لهاداخل المجلس نفسه مما أفقده فعاليته و شخصيته الاعتبارية، و تسبب في تعطيل نشاطه حتى بات مهدداً بمزيد من الاصطفافات التكتلية التي قد تؤدي إلى تمزيقه مستقبلاً.
كل هذه الممارسات من الأطراف الكردية و الكردستانية تساهم بشكل أو بآخر في تنشيط هجرة الكرد من أرضهم و تشتيتهم في كل أصقاع الأرض فضلاً عن مخططات النظام السوري، و أساليب منظومته العقائدية.
إن ما يحصل حالياً من تهجير ممنهج للكرد يذكرني بتصريح سابق للسيد عبد الله أوجلان في تسعينات القرن الماضي حينما كان متواجداً في لبنان في ظل نفوذ النظام السوري، و يتمتع بعلاقات مميزة معه حيث قال حينها ” إن كرد سوريا في غالبتهم مهاجرون من تركيا، و أنا أعمل على إعادتهم إليها، سوريا راضيةً عن ذلك و كذلك الكرد راضون “.
بتذكر ذلك التصريح، و على اعتبار أنه قالها صراحةً دون لبس، و مع مراعاة الظروف التي كانت تحيط بالسيد عبد الله أوجلان في ذلك الوقت، و تلك العلاقات مع النظام السوري التي أودت به للمعتقل يبدو لي الآن أنه ثمة جهات كردية عديدة– ربما لمنافع خاصة – تساهم في مثل ذلك الأمر دون أن تعلن عنه صراحةً، و يبدو أنه ليس النظام السوري وحده راضٍ لما يحصل بل أن كل الدول التي تحوي جزءاً من الأمة الكردية بما فيها من سلطات و معارضات، كذلك دول أخرى عديدة راضية – أيما رضى – عن ذلك، ومساهمة فيه.
بتذكر ذلك التصريح، و على اعتبار أنه قالها صراحةً دون لبس، و مع مراعاة الظروف التي كانت تحيط بالسيد عبد الله أوجلان في ذلك الوقت، و تلك العلاقات مع النظام السوري التي أودت به للمعتقل يبدو لي الآن أنه ثمة جهات كردية عديدة– ربما لمنافع خاصة – تساهم في مثل ذلك الأمر دون أن تعلن عنه صراحةً، و يبدو أنه ليس النظام السوري وحده راضٍ لما يحصل بل أن كل الدول التي تحوي جزءاً من الأمة الكردية بما فيها من سلطات و معارضات، كذلك دول أخرى عديدة راضية – أيما رضى – عن ذلك، ومساهمة فيه.