افتتاحية صوت الأكراد *
تعتبر الحركة الوطنية الكردية في سوريا ومنذ تأسيسها سنة1957 من أقوى الفصائل السياسية المنظمة والمعارضة في سوريا, حيث أن نضالها القومي والوطني على الساحة السياسية الوطنية والقومية طيلة سـتة عقود من الزمن أكسبها خبرة عملية أكثر من القوى الوطنية الأخرى في البلاد, وقد انعكس هذا الأمر على الشعب الكردي عموماً المتلاحم قومياً نتيجةً الغبن والاضطهاد العنصري الذي لقيه من الأنظمة الشوفينية المتعاقبة على دفة الحكم في سوريا .
هذا وقد مرّت الحركـة الوطنية الكردية في سوريا بمراحـل نضالية مشرفة سواء على الصعيد القومي أو الوطني وأفرزت هذه الحركة الكثير الكثير من الكفاءات السـياسية والفكرية , ولكن مع اندلاع الثورة الشـعبية السورية وبزوغ ملامح فرصة للشعب الكردي في الأفق..
هناك أسئلة تطرح نفسها على الجميع حول مدى أهلية الحركة الكردية لقيادة هذه المرحلة التاريخية والحاسمة, والاستفادة من هذه الفرصة الذهبية في تحقيق مصالح الشعب الكردي القومية بشكل متلازم مع بعدها الوطني ؟!
فسوريا الآن على مشارف مرحلة سياسية جديدة كل ما كان سابقاً قابل للتغيير اليوم , حيث أن قرابة ثلاث سنوات من الاحتراب الداخلي بين طرفين غير مقتنعين بجدوى الحوار وفي الوقت ذاته لم يستطع كلاهما أن ينهي الآخر عسكرياً ويحسم الأمر لصالحه .
فلا يختلف اثنان أن إيجاد هذا التوازن يعود إلى لعبة المصالح التي يلعبها المجتمع الـدولي والمحيط الإقليمي والتركيبة الداخـلية لسوريا ….
فكل ما بدر من تصريحات وتحركات إبان الهجوم الكيماوي على ريف دمشق وما خلفه من ضحايا انصبت في خانة المصالح فالولايات المتحدة والغرب لهم مصالحهم وأجنداتهم في سوريا ويعملون جاهدين لتحقيقها , والأمر ذاته بالنسبة للمحور الآخـر روسيا وإيران ومن يدور في فلكهما , ناهيك عن الجوار ” تركيا والعراق والأردن ولبنان وإسرائيل ” بالإضافة إلى دول الخليج … كل دون استثناء يعمل بحزم في سبيل تثبيت نفوذه لتمرير مصالحـه , وكل ما دون ذلك من تصريحات وطنية وإنسـانية وتصريحات الدعم والمساندة لهذا الطرف أو ذاك ما كانت سوى سراب أو بنزين صب على النار أريق على أعتابها كـل هذه الدماء وانهارت أمامه كل هذه البنى التحتية في البلد , ونفس الشيء بإمكاننا أن نسقطه على طرفي النزاع ولو بشكل متفاوت .
فأين موقع الحركة الوطنية الكردية في سوريا يا ترى وسط هذه اللعبة ” لعبة المصالح ” …
إنّ الحركة الوطنية الكردية ونتيجةً لعوامل عدة متراكبة ” داخلية متعلقة بتركيبتها وأخرى إقليمية… ” لم تستطع ” إلى الآن على الأقل ” أن ترص صفها بالشكل الملائم لمجاراة هذه المعطيات الجديدة , ولم تتخذ موقفاً ورؤى موحدة لسقف تحركها , بل تقاعست إلى حد ما وأدخلت معها الجماهير الكردية في معمعة الخلافات الحزبية والأنا الشخصية ، والتجاذبات بين هذه الأجندة وتلك , فلم تستطع أن تحسم موقفها بدقة وبحسم من موضوع التعامل مع المعارضة الوطنية السورية حيث تشتت الآراء بين هيئة التنسيق والائتلاف وبين الانضمام إلى أحدهما أو التنسيق معهما, وكذلك لم تستطع التعاطي مع دعوة النظام للجلوس مع الحركة الكردية في بداية الثورة .
إننا في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا أكدنا مراراً وتكراراً منذ بداية الثورة أن من أولى أولوياتنا هي تأمين الحقوق القومية لشعبنا الكردي وكذلك الوطنية وتحريم الصراع الكردي – الكردي ورص الصف وتوحيد الكلمة والحفاظ على سلمية الثورة في مناطقنا الكردية …
وعليه فإننا اليوم ونحن على أعتاب خطوات مصيرية بالنسبة لشعبنا الكردي وبالنسبة لسوريا عموماً ندعو مختلف مكونات الحركة السياسية الكردية إلى التيقظ والعمل الدؤوب من أجل لم الشمل والاستفادة من هذه الفرصة الحقيقية التي لاحت في الأفق, والتي نجزم أنها لو ضاعت فلن تتكرر, وخاصةً أن كل من حولنا لا يؤمن بحقوقنا ولا يعيرون اهتماماً لشيء سوى مصالحهم, فحري بنا أن نكون لاعبين ماهرين , كي يذكرنا التاريخ وأبناؤنا بفخر واعتزاز .
* لسان حال اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي) – العدد (465)
لقراءة مواد العدد أنقر هنا
فسوريا الآن على مشارف مرحلة سياسية جديدة كل ما كان سابقاً قابل للتغيير اليوم , حيث أن قرابة ثلاث سنوات من الاحتراب الداخلي بين طرفين غير مقتنعين بجدوى الحوار وفي الوقت ذاته لم يستطع كلاهما أن ينهي الآخر عسكرياً ويحسم الأمر لصالحه .
فلا يختلف اثنان أن إيجاد هذا التوازن يعود إلى لعبة المصالح التي يلعبها المجتمع الـدولي والمحيط الإقليمي والتركيبة الداخـلية لسوريا ….
فكل ما بدر من تصريحات وتحركات إبان الهجوم الكيماوي على ريف دمشق وما خلفه من ضحايا انصبت في خانة المصالح فالولايات المتحدة والغرب لهم مصالحهم وأجنداتهم في سوريا ويعملون جاهدين لتحقيقها , والأمر ذاته بالنسبة للمحور الآخـر روسيا وإيران ومن يدور في فلكهما , ناهيك عن الجوار ” تركيا والعراق والأردن ولبنان وإسرائيل ” بالإضافة إلى دول الخليج … كل دون استثناء يعمل بحزم في سبيل تثبيت نفوذه لتمرير مصالحـه , وكل ما دون ذلك من تصريحات وطنية وإنسـانية وتصريحات الدعم والمساندة لهذا الطرف أو ذاك ما كانت سوى سراب أو بنزين صب على النار أريق على أعتابها كـل هذه الدماء وانهارت أمامه كل هذه البنى التحتية في البلد , ونفس الشيء بإمكاننا أن نسقطه على طرفي النزاع ولو بشكل متفاوت .
فأين موقع الحركة الوطنية الكردية في سوريا يا ترى وسط هذه اللعبة ” لعبة المصالح ” …
إنّ الحركة الوطنية الكردية ونتيجةً لعوامل عدة متراكبة ” داخلية متعلقة بتركيبتها وأخرى إقليمية… ” لم تستطع ” إلى الآن على الأقل ” أن ترص صفها بالشكل الملائم لمجاراة هذه المعطيات الجديدة , ولم تتخذ موقفاً ورؤى موحدة لسقف تحركها , بل تقاعست إلى حد ما وأدخلت معها الجماهير الكردية في معمعة الخلافات الحزبية والأنا الشخصية ، والتجاذبات بين هذه الأجندة وتلك , فلم تستطع أن تحسم موقفها بدقة وبحسم من موضوع التعامل مع المعارضة الوطنية السورية حيث تشتت الآراء بين هيئة التنسيق والائتلاف وبين الانضمام إلى أحدهما أو التنسيق معهما, وكذلك لم تستطع التعاطي مع دعوة النظام للجلوس مع الحركة الكردية في بداية الثورة .
إننا في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا أكدنا مراراً وتكراراً منذ بداية الثورة أن من أولى أولوياتنا هي تأمين الحقوق القومية لشعبنا الكردي وكذلك الوطنية وتحريم الصراع الكردي – الكردي ورص الصف وتوحيد الكلمة والحفاظ على سلمية الثورة في مناطقنا الكردية …
وعليه فإننا اليوم ونحن على أعتاب خطوات مصيرية بالنسبة لشعبنا الكردي وبالنسبة لسوريا عموماً ندعو مختلف مكونات الحركة السياسية الكردية إلى التيقظ والعمل الدؤوب من أجل لم الشمل والاستفادة من هذه الفرصة الحقيقية التي لاحت في الأفق, والتي نجزم أنها لو ضاعت فلن تتكرر, وخاصةً أن كل من حولنا لا يؤمن بحقوقنا ولا يعيرون اهتماماً لشيء سوى مصالحهم, فحري بنا أن نكون لاعبين ماهرين , كي يذكرنا التاريخ وأبناؤنا بفخر واعتزاز .
* لسان حال اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي) – العدد (465)
لقراءة مواد العدد أنقر هنا