دلكش مرعي
يقول : كوندورسية – لن تشرق الشمس إلا على الأمم الحرة تلك الأمم التي لا تعترف بسيد آخر غير عقلها ولا يجد الطغاة ولا العبيد ولا رجال الدين واتباعهم الأغبياء المنافقون أي مكان لهم إلا على صفحات التاريخ وخشبة المسرح – لقد نطق هذا الفيلسوف بهذه الكلمات قبل قرنين من الزمن وهو من رواد الثورة الفرنسية المعروفين وفلسفة كوندورسية وجان جاك رسو وفولتير وغيرهم من رواد هذه الثورة كانت تلقى اهتماماً وتفاعل واسعاً بين الجماهير …
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا لم يتفاعل شعوب هذه المنطقة بأفكار مثقفيها وكتابها وتلقي آذاناً صاغية وتأييدا لا فكارهم ؟ ولماذا الجماهير هي شبه مغيبة عن ما يجري من تطورات معرفية وإبداعات فكرية تجري في هذا العصر ؟ أن الجواب على هذا الأسئلة تأتي ببساطة هو أن معظم الأفكار والمشاريع الثقافية كانت ومازالت تفشل وتتحطم على صخرة البنية الثقافة والعقائدية المتخلفة لهذه الشعوب
فمن يلقي نظرة على الصراع الجاري داخل دول المنطقة في هذه الأيام وحتى تاريخياً سيلاحظ بأنها لا تجري بين فكر قائم على المعرفة العلمية وآخر رجعي متخلف بل تدور بين اسلام هذه الدول واسلام المعارضة أي بين – من يستثمر الدين في السياسة أو يستثمر السياسة في الدين – فإذا ما أستثنينا قلة من المثقفين فان البقية الباقية ينتمون الى نفس المرجعية الدينية والثقافية والقيمية ونفس العادات والتقاليد والقناعات والتوجهات ..
ففي عهد حسني مبارك على سبيل المثال كان يمنع صدور أي كتاب إلا بعد أن تمر تحت فلتر جامعة الازهر وموافقتها وهناك العديد من الامثلة لسنا في صددها هنا …
وحالة الشرذمة التي أصيبت معظم الاحزاب الكردية والتنسيقيات الشبابية وحتى كتاب الكرد وإخفاقهم جميعا في توحيد مواقفهم في هذه المرحلة الحساسة في غربي كردستان هي ليست صدفة أو هي قدر هذا الشعب بل إن هذه الظاهرة هي نتاج البنية الفكرية المأزومة لمعظم هؤلاء لأن فكر وسلوك معظمهم لا يختلف من حيث الجوهر من فك وسلوك التيارات الدينية المذكورة فهناك من بين هذه الأحزاب من يتبنى مفاهيم ماركسية واخرى تستظل بظل رموز كردية وبعضها تتبنى شعارات عاطفية وغيرها من الصيغ والوصفات الجاهزة ولكن الصفة المشتركة بين الجميع هي الأنا الطاغية المستبدة التي تتجسد في ذات الجميع وهي نتاج البنية الفكرية المأزومة لتراث شعوب الشرق فهذه الأنا المتفرعنة كانت هدفها عبر التاريخ هو الوصول إلى السلطة وتحقيق المصالح الشخصية والسيطرة على مصائر البشر وتحقيق الذات الطاغي …
ما نود قوله هنا هو إن الصراع التي جرى أبان الثورة الفرنسية كان بين فكر معرفي فلسفي يحتكم إلى العقل وبين فكر الكنيسة الغيبي والقيم المتخلفة للشعب الفرنسي وكما هو معروف فقد انتصر العقل في نهاية هذا الصراع وتمكن بعد ذلك من ترويض الكنائس وفصلها عن أنظمة الدولة وتحويلها إلى جمعيات خيرية تقدم المساعدة الانسانية لمن يلجأ الى هذه البلدان في هذه الأيام زد على ذلك فقد انتج هذا العقل علماء كبار من امثال – كبرنيكوس وغاليليو ونيوتن وانشتاين وماكس وبلاك – هؤلاء الذين لم يكونوا علماء قادوا ثورات علمية مذهلة فحسب بل تمكنوا من بناء العقل على اسس علمية صحيحة وتمكنوا من تغير الكثير من القيم والمفاهيم والقناعات الغيبية المتخلفة والعادات الاجتماعية السيئة في بلدانهم ..
صفوة القول هو إن طغيان الفكر الديني والقيم والعادات السيئة على تراث شعوب الشرق وخلو هذا التراث من فكر فلسفي يعتمد على العقل للوصول الى الحقيقة كتراث الإغريق الفلسفي بقي الفكر الغيبي هو الوحيد المهيمن على الساحة الفكرية وعلى ثقافة هذه الشعوب وعلى سلوكها وظل يعيد إنتاج نفسه وإنتاج مآسيه وغزواته وحروبه المدمرة المتواصلة ودون انقطاع فمن المؤسف القول بأن هذا الفكر ما يزال ينتج وفي هذا العصر من يمتطي السيارات المفخخة لقتل البشر ومازال ينتج المزيد من الصراع الطائفي المدمر والحطام والتخلف الحضاري والتناقضات الاجتماعية .
فالشعب الكردي إذا أراد التحرر وبالمفهوم الحقيقي لهذه الكلمة يجب أن يتحرر من القيم والعادات والعقائد المتخلفة التي كانت السبب في وضع الكرد تحت احتلال وهيمنة الآخرين آلاف السنين
ولجملة الأسباب المذكورة نستطيع القول بأن الخوارزمي وابن الهيثم والبيروني وابن النفيس وابن خلدون وابن الرشد لم يتمكنوا من إنجاز ما حققه علماء الغرب من تطور وارتقاء في الفكر والمعرفة
فمن يلقي نظرة على الصراع الجاري داخل دول المنطقة في هذه الأيام وحتى تاريخياً سيلاحظ بأنها لا تجري بين فكر قائم على المعرفة العلمية وآخر رجعي متخلف بل تدور بين اسلام هذه الدول واسلام المعارضة أي بين – من يستثمر الدين في السياسة أو يستثمر السياسة في الدين – فإذا ما أستثنينا قلة من المثقفين فان البقية الباقية ينتمون الى نفس المرجعية الدينية والثقافية والقيمية ونفس العادات والتقاليد والقناعات والتوجهات ..
ففي عهد حسني مبارك على سبيل المثال كان يمنع صدور أي كتاب إلا بعد أن تمر تحت فلتر جامعة الازهر وموافقتها وهناك العديد من الامثلة لسنا في صددها هنا …
وحالة الشرذمة التي أصيبت معظم الاحزاب الكردية والتنسيقيات الشبابية وحتى كتاب الكرد وإخفاقهم جميعا في توحيد مواقفهم في هذه المرحلة الحساسة في غربي كردستان هي ليست صدفة أو هي قدر هذا الشعب بل إن هذه الظاهرة هي نتاج البنية الفكرية المأزومة لمعظم هؤلاء لأن فكر وسلوك معظمهم لا يختلف من حيث الجوهر من فك وسلوك التيارات الدينية المذكورة فهناك من بين هذه الأحزاب من يتبنى مفاهيم ماركسية واخرى تستظل بظل رموز كردية وبعضها تتبنى شعارات عاطفية وغيرها من الصيغ والوصفات الجاهزة ولكن الصفة المشتركة بين الجميع هي الأنا الطاغية المستبدة التي تتجسد في ذات الجميع وهي نتاج البنية الفكرية المأزومة لتراث شعوب الشرق فهذه الأنا المتفرعنة كانت هدفها عبر التاريخ هو الوصول إلى السلطة وتحقيق المصالح الشخصية والسيطرة على مصائر البشر وتحقيق الذات الطاغي …
ما نود قوله هنا هو إن الصراع التي جرى أبان الثورة الفرنسية كان بين فكر معرفي فلسفي يحتكم إلى العقل وبين فكر الكنيسة الغيبي والقيم المتخلفة للشعب الفرنسي وكما هو معروف فقد انتصر العقل في نهاية هذا الصراع وتمكن بعد ذلك من ترويض الكنائس وفصلها عن أنظمة الدولة وتحويلها إلى جمعيات خيرية تقدم المساعدة الانسانية لمن يلجأ الى هذه البلدان في هذه الأيام زد على ذلك فقد انتج هذا العقل علماء كبار من امثال – كبرنيكوس وغاليليو ونيوتن وانشتاين وماكس وبلاك – هؤلاء الذين لم يكونوا علماء قادوا ثورات علمية مذهلة فحسب بل تمكنوا من بناء العقل على اسس علمية صحيحة وتمكنوا من تغير الكثير من القيم والمفاهيم والقناعات الغيبية المتخلفة والعادات الاجتماعية السيئة في بلدانهم ..
صفوة القول هو إن طغيان الفكر الديني والقيم والعادات السيئة على تراث شعوب الشرق وخلو هذا التراث من فكر فلسفي يعتمد على العقل للوصول الى الحقيقة كتراث الإغريق الفلسفي بقي الفكر الغيبي هو الوحيد المهيمن على الساحة الفكرية وعلى ثقافة هذه الشعوب وعلى سلوكها وظل يعيد إنتاج نفسه وإنتاج مآسيه وغزواته وحروبه المدمرة المتواصلة ودون انقطاع فمن المؤسف القول بأن هذا الفكر ما يزال ينتج وفي هذا العصر من يمتطي السيارات المفخخة لقتل البشر ومازال ينتج المزيد من الصراع الطائفي المدمر والحطام والتخلف الحضاري والتناقضات الاجتماعية .
فالشعب الكردي إذا أراد التحرر وبالمفهوم الحقيقي لهذه الكلمة يجب أن يتحرر من القيم والعادات والعقائد المتخلفة التي كانت السبب في وضع الكرد تحت احتلال وهيمنة الآخرين آلاف السنين
ولجملة الأسباب المذكورة نستطيع القول بأن الخوارزمي وابن الهيثم والبيروني وابن النفيس وابن خلدون وابن الرشد لم يتمكنوا من إنجاز ما حققه علماء الغرب من تطور وارتقاء في الفكر والمعرفة