أسئلة واستفسارات حول حاضر ومستقبل الادارة الكوردية المؤقتة

المحامي مصطفى ابراهيم

لم أكن يوماً معارضاً لأية حركة كوردية في كوردستان الشمالية وكان ولازال حلمنا الكبير أن نشهد اليوم الذي ينطلق المارد الكوردي من قمقمه فيها لأنها تشكل بسكانها ومساحتها العمود الفقري لبقية أجزاء كوردستان المقسمة , وفتحت العوائل الكوردية في كوردستان الغربية بيوتاتها للمناضلين والثوار من كوردستان الشمالية منذ عشرينات القرن المنصرم ومنهم عناصر العمال الكوردستاني وقدموا لهم بسخاء منقطع النظير كافة أشكال الدعم من مال وسلاح ومقاتلين نال العديد منهم شرف الشهادة في ساحات الكفاح ايماناً منهم بتحقيق أحلام الآباء والأجداد برؤية كوردستان حرة مستقلة موحدة
كما تغنى به وتبناه حزب العمال الكوردستاني كشعار استراتيجي لسنوات عدة في الوقت الذي أدانوا باقي الأطراف الكوردستانية في الأجزاء الأخرى بأوصاف ونعوت لا مبرر ولا مصلحة لترديدها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا وجميعنا شهد وقرأ كيف أن هذا الشعار العالي السقف قد تهاوى بعد اعتقال قائد هذا الحزب وانحصر ببعض الحقوق والمطالب التي ناضلت في سبيلها الأحزاب الكوردية في كوردستان الغربية وأدنى من شعارات الأحزاب الكوردستانية في جنوب كوردستان وشرقها المطالبة بالفيدرالية أو الحكم الذاتي .
وفي لقاء بين رئيس جهاز (الميت التركي) والقائد أوجلان في غرفة مغلقة أعلن الاخير مبادرته السلمية في شهر آذار المنصرم وأوعز لمقاتلي حزبه بالانسحاب من ساحات الكفاح ومغادرة كوردستان الشمالية دون أن يطلع أحد على بنود وشروط تلك الاتفاقية التي أبرمها مع المسؤولين الأتراك .
ورغم الغموض الذي يكتنف تلك الاتفاقية فان جميع القوى والاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية رحبت بها وساندتها وقيمتها كمبادرة سلمية شجاعة وكنت شخصياً ضمن صفوف المرحبين بها والمؤيدين لها بمقال منشور على بعض مواقع الانترنت تحت عنوان (باتت الكرة الأن في مرمى أردوغان) كما سبق لي أن تصديت لتصريحات الشيخ يوسف القرضاوي حين دعى في مؤتمر اتحاد علماء المسلمين في اسطنبول الى النفير العام للأمة الاسلامية بمحاربة حزب العمال الكوردستاني (الارهابي) دفاعاً عن اردوغان وحزبه الاسلامي النزعة بمقال مطول نسبياً تحت عنوان :(ماهكذا تورد الابل يا قرضاوي)
_ انطلاقاً من ايماننا بأن هذا الحزب الذي تمرس بالنضال السياسي والكفاح المسلح على مدى ثلاثة عقود هم أدرى بظروفهم الذاتية والموضوعية والمستجدات الدولية على خلفية المثل الشائع (أهل مكة أدرى شعابها).
وان غايتي الاساسية من هذه المقدمة هي التطرق الى موضوع الساعة على ساحة كوردستان الغربية واعلان حزب الاتحاد الديموقراطي تأسيس ادارة كوردية مؤقتة من جانب واحد وهنا أحتفظ برأيي حول الموضوع لحين جلاء موقف المؤدين والمعارضين لتلك المبادرة الأحادية الجانب وذلك بالاجابة الصريحة الواضحة من منطلق (الكوردايتي) على الاسئلة الواردة أدناه بعيداً عن التقريح والتجريح والشخصنة .
السؤال الأول : ماهي النسبة المئوية من جماهير الشعب الكوردي في كوردستان الغربية وهو بجميع المعايير مصدر الشرعية تؤيد وتساند تلك المبادرة
؟           ؟             ؟
السؤال الثاني : من هي القوى السياسية العربية على الساحة السورية التي رحبت أو سترحب وتساند تلك المبادرة .
؟           ؟             ؟
السؤال الثالث : من من دول الجوار السوري (تركيا – الاردن – لبنان – العراق) رحبت أو في طريقها للاعتراف بتلك الادارة المؤقتة .
؟           ؟             ؟
السؤال الرابع : لماذا يفرض الحظر على رفع علم كوردستان في مدن وساحات كوردستان الغربية بينما خفق عالياً في مدينة ديار بكر ( آمد ) عاصمة كوردستان الشمالية وفي القاعة الرئيسية لبلديتها الخاضعة للنظام ( الطوراني )
؟           ؟             ؟
السؤال الخامس : لماذا وبأي منطق قومي يفرض الحظر على مسيرة سلمية احياءً لذكرى كارثة سينما عامودة التي راح ضحيتها مئات الأطفال بعمر الورود حرقاً في ستينات القرن الماضي بينما يسمح لمظاهرات مؤيدة للنظام في شوارع وساحات القامشلي رافعة صور بشار وشعارات البعث واطلاق هتافات تفدي بالروح والدم ( الجنرال ) بشار .
؟           ؟             ؟
السؤال الساس : هل كانت زيارة وزير النفط السوري لحقول رميلان النفطية والتجول بين آبارها واجراء بعض الترتيبات في ادارتها بعلم واجازة مسؤولي الادارة المؤقتة أم رغماً عنهم .
؟           ؟             ؟
السؤال السابع : الى متى سيستمر التواجد المكثف للأجهزة الأمنية وبعض القطعات العسكرية التابعة للنظام والنشاط الملحوظ للمطار في مدينة القامشلي المقر الرئيسي المرتقب لمؤسسات الادارة المؤقتة .
؟           ؟             ؟
السؤال الثامن :المطرب الثوري الكوردي ( شفان برور ) جلس بجوار حرم الرئيس أردوغان بزيه القومي وأنشد أغنية باللغة الكوردية فهل تسمح له مؤسسات ومسؤلي ( الأسايش ) للادارة المؤقتة باحياء حفل غنائي في احدى مدن كوردستان الغربية .

؟    ؟     ؟
السؤال التاسع : ما هو المبرر الأمني والقانوني والاخلاقي في أقدام عناصر الاتحاد الديموقراطي بمداهمة مقرات الأحزاب الكوردية وتحطيم وحرق محتوياتها والاعتداء على القائمين عليها بمن فيهم بعض المتعاونين والمتحالفين معهم .
؟           ؟             ؟
السؤال العاشر : ماهو التفسيرالسياسي والقومي وحتى من منطلق المصلحة الحزبية للاتحاد الديموقراطي الذي يستمد شرعيته وايدلوجيته من العمال الكوردستاني وقائده أوجلان من انطلاق المظاهرات في بعض المدن الكوردية في كوردستان الغربية وهي تهتف ( خائن خائن مسعود البارزاني خائن ) شجباً وتنديداً على زيارته التاريخية لديار بكر بشهادة واعتراف جميع المراقبين والمتابعين والمتعاطفين مع قضية الشعب الكوردي اقليمياً ودولياً وكلمته الجريئة الواضحة بحل القضية الكوردية في تركيا ودعمه ومساندته لمبادرة أوجلان السلمية والمطالبة من السيد أردوغان باطلاق سراحه واصدار عفو عام عن رفاقه ولقائه ببعض الرموز البارزة للعمال الكوردستاني ( عثمان بايدمر- ليلى زانا – أحمد ترك وبعض الرموز الوطنية الاخرين
؟           ؟             ؟
السؤال الحادي عشر : بمنتهى الحيادية ومن منطلق المصلحة القومية في أية خانة يجب وضع لقاءات رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي مع المسؤولين الأمنيين الأتراك والايرانيين ونوري المالكي الحليف الاستراتيجي لبشار الاسد والداعم له بالمال والسلاح والمقاتلين
؟           ؟             ؟
السؤال الثاني عشر : غني عن البيان أن ساحة كوردستان الغربية تتواجد عليها عدداً كبيراً من الأحزاب السياسية وجميهعا تنتهي بمفردة ( كوردي ) فلماذا يخلو حزب الاتحاد الديموقراطي من مفردة ( كوردي أو كوردستاني ) خاصة وأنه امتداد لحزب رفع شعار تحرير وتوحيد كوردستان بأجزائها الأربعة وقدم آلاف الشهداء في سبيل تحقيق هذا الحلم القومي المقدس .
؟           ؟             ؟
السؤال الثالث عشر : تسربت بعض الأنباء بأن ايران بصدد اقامة ممثلية لها في القامشلي , فهل ستكون أنشطة تلك الممثلية تحت رعاية واشراف الادارة الكوردية أم تحت رعاية وسيادة المؤسسات التابعة للنظام السوري .
؟           ؟             ؟
السؤال الرابع عشر : أية جهة ستكون مخولة وصاحبة الولاية والمرجعية لتأمين الاحتياجات الضرورية والقضايا الادارية والقضائية لجماهير الشعب الكوردي في القامشلي مؤسسات النظام أم مؤسسات الادارة المؤقتة .
؟           ؟             ؟
السؤال الخامس عشر : ماهو المبرر السياسي والأمني من توقيف رموز وقيادات الحركة الكوردية المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكوردي شركاء وحلفاء مجلس غربي كوردستان خلال مغادرتهم كوردستان الجنوبية وبعد توقيعهم على اتفاقية اربيل وتشكيل الهيئة العليا المشتركة الممثلة الشرعية للمجلسين .
؟           ؟             ؟
السؤال السادس عشر : ماهي الضمانات الاقليمية والدولية ولو بحدودها الدنيا الذي اعتمد ويعتمد عليها حزب الاتحاد الديموقراطي باستمرار وديمومة هذه الادارة سواءً في ظل الاوضاع الراهنة أم في ظل المتغيرات السياسية المحتملة مستقبلاً على الساحة السورية .
؟           ؟             ؟
السؤال السابع عشر : تنشر وسائل الاعلام التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي تطورات صراعها وتفاصيل معاركها مع المنظمات الارهابية والخسائر والهزائم التي يلحقها بها الجناح العسكري مع تجاهلها شبه التام عن صراعها ومعاركها مع النظام وعدد قتلاه من الجنود والشبيحة فما هو مبرر وخلفية هذا الموقف .
؟           ؟             ؟
أسئلة اطرحها على جميع القوى السياسية والشخصيات الوطنية والرموز الاجتماعية ذات الحضور على الساحة وفي الشتات يحدوني الأمل والرجاء مناقشة هذا الموضوع الحساس وابداء الأراء الواضحة والصريحة بعيدة عن التقريع والتجريح والشخصنة لأن شعبنا يمر بمنعطف تاريخي خطير لا يقل خطورة عن ما آلت اليها مصير أمتنا في أعقاب الحرب العالمية الأولى ونتائج اتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان المشؤومة لا سمح الله .
؟           ؟             ؟
المحامي
مصطفى ابراهيم

سياسي كوردي سوري

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…