حسين جلبي
بات العالم كله مقتنعاً بأن الطاغية بشار الأسد هو من إرتكب جريمة قصف الغوطتين بالسلاح الكيماوي بسبب عوامل كثيرة منها أن نظامهُ هو الوحيد الذي يمتلك مثل هذا السلاح و يتحكم به، و وجود سوابق لهُ في إستعمال ذلك السلاح القاتل على نطاقٍ محدود، و كذلك بسبب وضع سوريا و منذُ بدء الثورة تحت مجهر الرقابة الدولية التي ترصد إستخباراتها كل التحركات و الإتصالات و خاصةً العسكرية منها، حتى أن الجميع أدرك بأن إستخدام النظام للغازات السامة في قصف منطقة الغوطة، و مع وجود لجنة دولية للتحقق من وجود إستخدام سابق لتلك الأسلحة، لم تكن سوى حركة تذاكي و ثقة مفرطة بالنفس، رغب من خلالها في تبييض صفحته السابقة من جهة، و إتهام الجيش الحُر بإستخدام هذا السلاح (مُجدداً)، و التضحية من خلال ذلك بمدنيين سوريين بينهم أطفال لمُجرد التجني على النظام (البرئ).
لكن الرياح لم تجري كما أشتهت سُفن النظام رغم تسويقه لهذه النظرية التي تقول بأنه ـ أي النظام ـ ليس على هذه الدرجة من الغباء ليستعمل سلاحاً للإبادة الجماعية بالتزامن مع وجود لجنة دولية مختصة في التحقق من إستخدامه، و بأن من إستخدمه رغب أساساً في توريط النظام، و بالتالي إستجرار ردات فعل دولية ضده.
إذا ما عُدنا لرواية النظام و ما خرجت به علينا و سائل إعلامه و أبواقه و ما صرح به صالح مسلم رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي مؤخراً لو كالة رويترز ( من إن النظام ليس بهذا الغباء ليستعمل سلاحاً كيماوياً ضد خصومه في الوقت الذي تتواجد فيه لجنة تحقيق دولية قرب المكان المستهدف، و بأن من أستعمل ذلك السلاح إنما كان يهدف إلى جلب ردة فعل دولية ضد النظام) ، و كذلك ما خرج به أنصار حزبه و المقربون منهُ من (إستنتاجات ذكية) منذُ لحظة سقوط صواريخ الغاز السام على الغوطتين، نجد تطابقاً تاماً بين كل ذلك و رواية النظام، لدرجة ملاحظة إستعمال الألفاظ ذاتها عن (عدم غباء النظام، توريط النظام، إثارة ردة فعل دولي ضدهُ) و كأن هناك تعميم مخابراتي على الجميع للإلتزام بهذه الرواية و عدم الخروج عن جزئياتها الصغيرة، لدرجة لاحظ معها المراقبون أن تفاصيل ما ورد على لسان شريف شحادة لم يكن يختلف عما صرح به صالح مسلم لرويترز، و ما خطهُ أصغر فيسبوكي من جماعته لم يكن يفرق عن أكاذيب أعلى شخص في قمة الهرم الإجرامي الأسد.
فهل هي محضُ صُدفة أن يلتقي كل هؤلاء، ليس فقط في الدفاع عن نظام الأسد و تبرئة ساحتهُ فحسب، بل في إستعمال الحجج و حتى الكلمات ذاتها في دفاعهم عنهُ؟ أم قد توفرت أدلة عند هؤلاء و دون بقية العالم على صحة رواية النظام؟ الحقيقة هي أنهُ من الصعوبة بمكان أن تجد عاقلاً واحداً يؤمن بالصدفة التي جمعت كل هؤلاء على قلب رجلٍ واحد، هذا عدا عن عجز النظام حتى الآن عن تقديم أدلة نفي، و بالتالي لا يُمكن أن مثل هذه الأدلة المُفترضة قد وصلت إلى أيدي هؤلاء، و هنا لنتصور فيما لو لم يكن نظام الأسد موجوداً، فماذا كان يمكن أن يُشكل المُدافعون عنهُ في المُعادلة السورية؟ و من الذي كان سُيضيع وقتهُ في الإستماع إليهم و الإلتفات لما يتفوهون به؟ لنتصور بالمقابل زوال نظام الأسد، و هو تصورٌ سيُصبح على كل حال واقعياً بعد حين، فكيف سيُصبح مصير أولئك الذين كانوا جزءاً من نظامه، أو متعاونين أو عملاء لهُ؟
من ذلك كلهُ نستنتج و للمرة الألف أن (الجماعة) يرتبطون مع نظام الأسد وجوداً و عدماً، لذلك نجدهم يقفون على الجبهة الأسدية و يخوضون معهُ معركة المصير ذاتها و بالوسائل و التفاصيل المُملة ذاتها، دون الإلتفات إلى مشروعية المعركة و أخلاقية الدفاع و قُرب خسارتها، لذلك لا تفرق الثورة و من المبدأ ذاته بين هؤلاء جميعا.
إذا ما عُدنا لرواية النظام و ما خرجت به علينا و سائل إعلامه و أبواقه و ما صرح به صالح مسلم رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي مؤخراً لو كالة رويترز ( من إن النظام ليس بهذا الغباء ليستعمل سلاحاً كيماوياً ضد خصومه في الوقت الذي تتواجد فيه لجنة تحقيق دولية قرب المكان المستهدف، و بأن من أستعمل ذلك السلاح إنما كان يهدف إلى جلب ردة فعل دولية ضد النظام) ، و كذلك ما خرج به أنصار حزبه و المقربون منهُ من (إستنتاجات ذكية) منذُ لحظة سقوط صواريخ الغاز السام على الغوطتين، نجد تطابقاً تاماً بين كل ذلك و رواية النظام، لدرجة ملاحظة إستعمال الألفاظ ذاتها عن (عدم غباء النظام، توريط النظام، إثارة ردة فعل دولي ضدهُ) و كأن هناك تعميم مخابراتي على الجميع للإلتزام بهذه الرواية و عدم الخروج عن جزئياتها الصغيرة، لدرجة لاحظ معها المراقبون أن تفاصيل ما ورد على لسان شريف شحادة لم يكن يختلف عما صرح به صالح مسلم لرويترز، و ما خطهُ أصغر فيسبوكي من جماعته لم يكن يفرق عن أكاذيب أعلى شخص في قمة الهرم الإجرامي الأسد.
فهل هي محضُ صُدفة أن يلتقي كل هؤلاء، ليس فقط في الدفاع عن نظام الأسد و تبرئة ساحتهُ فحسب، بل في إستعمال الحجج و حتى الكلمات ذاتها في دفاعهم عنهُ؟ أم قد توفرت أدلة عند هؤلاء و دون بقية العالم على صحة رواية النظام؟ الحقيقة هي أنهُ من الصعوبة بمكان أن تجد عاقلاً واحداً يؤمن بالصدفة التي جمعت كل هؤلاء على قلب رجلٍ واحد، هذا عدا عن عجز النظام حتى الآن عن تقديم أدلة نفي، و بالتالي لا يُمكن أن مثل هذه الأدلة المُفترضة قد وصلت إلى أيدي هؤلاء، و هنا لنتصور فيما لو لم يكن نظام الأسد موجوداً، فماذا كان يمكن أن يُشكل المُدافعون عنهُ في المُعادلة السورية؟ و من الذي كان سُيضيع وقتهُ في الإستماع إليهم و الإلتفات لما يتفوهون به؟ لنتصور بالمقابل زوال نظام الأسد، و هو تصورٌ سيُصبح على كل حال واقعياً بعد حين، فكيف سيُصبح مصير أولئك الذين كانوا جزءاً من نظامه، أو متعاونين أو عملاء لهُ؟
من ذلك كلهُ نستنتج و للمرة الألف أن (الجماعة) يرتبطون مع نظام الأسد وجوداً و عدماً، لذلك نجدهم يقفون على الجبهة الأسدية و يخوضون معهُ معركة المصير ذاتها و بالوسائل و التفاصيل المُملة ذاتها، دون الإلتفات إلى مشروعية المعركة و أخلاقية الدفاع و قُرب خسارتها، لذلك لا تفرق الثورة و من المبدأ ذاته بين هؤلاء جميعا.