صالح مسلم في مقابلة مع جريدة السفير اللبنانية: حقائق ,أضاليل , تناقضات

د.عبدالحكيم بشار 

نشرت صحيفة السفير في عددها الصادر يوم 1/2/2013 مقابلة مع السيد صالح مسلم والتي تضمنت بعض الحقائق , والكثير من الأضاليل والتناقضات على السواء أم عن الحقائق التي أوردها مسلم في مقابلته فهي 
الأولى: أن مسلم يقول (أن التواصل السياسي مع النظام مقطوع منذ بداية الأزمة _إلى الآن ) وهي حقيقة لايمكن أخفاءها فعلاقة مسلم مع النظام هي علاقة أمنية بحتة وعلى شكل أصدار تعليمات من ضباط من ذوي رتب متوسطة ولايوجد هناك أي علاقة سياسية 
2_الحقيقة الثانية : حينما يؤكد أن حزبه مع بعض القوى الكردية الصغيرة عملت على حماية المناطق الكردية فأنه يقول نصف الحقيقة فتلك الأحزاب لو لم تكن فعلاً صغيرة لما ارتضت التبعية لصالح مسلم أما أنه يحكم المناطق الكردية فهذا ليس صحيحاً فلا يزال الأمن السوري هو الذي يقرر ويسيطر وهنا نستفسر هل اقتحم انصار مسلم مقرا امنيا وقتلت عناصرها ومزقت صور الدكتاتور بشار الأسد أم أن مسلم يحتفظ بصور الدكتاتور والشعارات التي تمجده كذكرى لبطولاته
3_الحقيقة الثالثة إن صالح مسلم وحزبه لايريدون أية حقوق قومية للشعب الكردي في سوريا وإنما إدارة ذاتية والذي يجسدها النظام الحالي بالإدارية المحلية حالياً 
أما التناقضات التي وقع فيها فهو:
إدعائه أن البارزاني يعمل بضغط من تركيا وأن تركيا تمنع المعارضة من قبول حزبه في صفوفها فكيف يفسر صالح مسلم أتفاقية هولير التي هو شريكا فيها والتي أبرمت برعاية البارزاني وأبواب الأقليم مفتوحا حتى اللحظة لمسؤولي ال ب ي د مع كل التسهيلات المشروعة اللازمة
أما الأضاليل فهي :
إن حزب صالح مسلم قد بسط نفوذه على المناطق الكردية عسكرياً بموجب عقود استلام وتسليم رسمي بينه وبين ممثلي النظام , وما جرى من تسليم محطة غاز السويدية ومناطق أخرى تؤكد على ذلك وكما ان مسلم نفسه صرح أنه بصدد استلام حقول رميلان فهل يمكن قول ذلك إذا لم يكن هناك اتفاق مسبق مع النظام 
أما بصدد إتهامه السيد بارزاني رئيس أقليم كردستان بأنه يعمل بضغط من تركيا فأن مسلم نفسه متأكد أن البارزاني يمثل ضمير الأمة الكردية والقرار القومي الكردي المستقل ولو رضخ لضغوطات تركيا لأمتنع عن المبادرة لدعوة حزب مسلم الى أقليم كوردستان العراق وأبرام اتفاقية هولير ولرفض أفساح المجال لأي من أعضاء حزبه بالمرور والأقامة في كردستان.
أما بصدد إدعائه بافتقاد جناب السروك للقاعدة الشعبية في كردستان سوريا فقد جاء الجواب من الشعب الكردي في كردستان سوريا ففي الوقت الذي كان صالح مسلم يكيل الأتهامات لسيادته كانت مظاهرات شبابية ومن مختلف فئات وشرائح ابناء شعبنا وهي الأضخم تسير  في عدد من أحياء القامشلي وخاصة قدوربك والعنترية ومدن ديريك وجل اغا وغيرها رافعين صور الرئيس مسعود بارزاني ومنادين بأسقاط النظام
أما مايدعيه المسلم بموضوع أغلاق الحدود فاعتقد هو من يسعى جاهداً لأغلاقه لأن فتح هذا الحدود بشكل نظامي سيقطع الطريق أمام صالح مسلم عمليات التهريب والعمل في السوق السوداء لذلك فهو المتضرر الأكبر لفتح هذا المعبر ومسلم نفسه أن فتح مثل هذا المعبر ليس من صلاحيات حكومة الأقليم وأنما من صلاحيات الحكومة المركزية ببغداد ومع ذلك فأن رئاسة الأقليم قرر فتح المعبر لتقديم الاحتياجات اللازمة لكردستان سوريا واستعداده لتحمل كافة تبعاتها وتداعياتها
أما لماذا يتهجم على جناب السروك فإن تحالفاته مع النظام السوري والمالكي وأيران تقتضي أن يقوم به ما يمليه عليه هذا المحور ومن المتوقع أن يصعد مسلم من حربه ضد الأقليم وضد الأحزاب الوطنية الكردية التي تقع في الخندق المعادي لخندق النظام في الأسابيع المقبلة بالتزامن مع تصاعد الضغط الوطني والدولي على النظام 
أما عن موضوع حوارات تركيا مع السيد أوجلان والتي يفترض أن تحظى بمساندة الكرد جميعاً و نحن نؤيدها بقوة لعلها تجد مخرجا لحل سلمي وديمقراطي للقضية الكردية في كوردستان تركيا فإن مسلم يقول أنه يقول بانه غير مقتنع بهذه الحوارات دون معرفة نتائجها وهذا يبعث الشك والريبة في اصطفافات مسلم الجديدة 
واخيراً فإن سقوط النظام سيكشف الكثير الكثير من الأوراق .
3/2/2013

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…