نارين عمر
narinomer76@gmail.com
narinomer76@gmail.com
اعتادت بعض الدّول والشّعوب على تعليق كلّ نكباتها ومصائبها وإخفاقاتها على معلقات عُلّاقات غيرها من الدّول والشّعوب, واعتاد البعضُ من جماهيرها وأفرادها على نشرِ نتائج فشلها وإحباطها على الآخر سواء كان على النّظام أم على جهاتٍ أخرى يرونها مسؤولة عن ذلك, وخاصة تلك الدّول والشّعوب وأولئك الأفراد الذين يعيشون ضمن نطاق العالم الثالث والشّرق الأوسط اللذين يوصفان بالتّخلّف والفقر وكسرِ الخواطر.
وكون الشّعبِ الكرديّ جزءاً مهمّاً من هذه المنظومة العالميّة فسوف نسمح لنفسنا بأن يكون هو مضرب المثل في ذلك, ولئلا يتشابك الموضوع فليكن الشّعب الكرديّ في سوريا هو المعنيّ بالموضوع.
اعتادت فئات من شرائح المجتمع الكرديّ في سوريا ومنذ عشرات السّنين على إرجاءِ جميع أسباب ونتائج فشلها على النّظام السّوريّ الذي مارس ضدّهم مختلف أنواع الظّلم والاضطهادِ والتّهجير, بالإضافة إلى سياسة التعريب وإنكار الهويّة والأرض والشّعب.
إلى هنا كلّنا متفقون معهم كلّ الاتفاق, ونعملُ معاً لإزالةِ كلّ ما سبق في القريبِ العاجل, بفضل ثباتِ وصمودِ الكردِ على مدى التّاريخ القديم والحديثِ أيضاً, لكن الغريب في الأمر أنّهم يلقون بكلّ الّلوم عليه, ويتناسون أنّ الشّعوب المضطهدة يجب أن تتكاتف وتتعاون لتثور معاً ضدّ مثل هذا النّظام أو ذاك, فما ينتجُ من أنانيتهم الحزبيّة أو الذاتيّة, وما يترتبُ عليها من خلافٍ وشجار على المناصبِ والمراكز القياديّة والظّهور الإعلاميّ والإعلانيّ–كأحزاب وأفراد- يعيدون نتائجها إلى النّظام, وحجّتهم في ذلك أنّ هذا النّظام الذي طغى بالسّوادِ على حياتنا جعلنا نسلك سبل السّوء والإنكار والخصام.
إذاً هم من جهةٍ يحاربون النّظام على أفعاله وتصرّفاته, ومن جهةٍ أخرى يجارونه في تلك التّصرّفاتِ والأفعال, فأين الحقّ هنا, وأين الباطل؟
كنّا نستمع إلى هذه المواقف والرّؤى والنّظرّيات الخلّبيّة من بعض الأفراد ومن بعض الشّخصيّاتِ الحزبيّة قبل اندلاع الثّورات العربيّة والشّرق أوسطيّة, أمّا بعدها فقد اختلفَ الأمرُ بعض الشّيء, واختلفت معها بعض موازين القوى, وتفرّعت طرقها نحو خلقِ سبل ودروبٍ أخرى, سلكها بعض الشّخصيّات وبعض المنظّمات والجمعيّات والتّنظيمات الأخرى (حزبيّة كانت أم مدنيّة), وتحديداً تلك التي تنسبُ نفسها إلى منظّمات المجتمع المدنيّ ومع نشوءِ اختلافها اختلفَ المسبّب والمحرّض والمسيءُ، فبعد أن كان النّظام هو هذا المسبّب ومع ضعفه واختفائه النّسبيّ في المناطق الكرديّة, جرى البحثُ عن مسبّب آخر, بل عن مسّبّبين آخرين كثيرين الآن, وعلى رأسهم “أحزاب الحركةِ الكرديّة في سوريا” هذه الأحزاب التي كانت قبل هذا الوقتِ مثل هذه الفئات التي نتحدّثُ عنها, تشاطرها البكاءَ والعويلَ على ذاتها, الآن تحوّلت إلى موقع القوّة والهيمنة والغطرسة –في نظر هؤلاء- بعد أن حلّتْ محلّ النّظام.
-وأقصد بهؤلاء أولئك الذين ينتمون إلى بعض هذه المنظّمات وبعض الأفراد الذين يرون نفسهم مستقلّين-
فكلّ تنظيم حديثِ النّشأةِ يفشل, الحقّ كلّ الحقّ على الأحزاب.
كلّ منظّمةٍ مدنيّة تخفقُ في أداءِ واجبها, الأحزاب الكرديّة هي السّبب.
كلّ شخصيّةٍ تحاول عرضَ عضلاتها أمام الآخرين, وتخونها العضلات, سببها الأحزاب الكرديّة.
هذه المنظّمات والتّنظيمات كلّما حاولت تحقيق انتصاراتها على أرض الواقع والحقيقة, سواء كانت من النّاحيّة السّياسيّة أو الشّخصيّة أو العائليّة أو الاقتصاديّة والاجتماعيّة أو الإنسانيّة وغيرها, تتسبّبُ الأحزابُ الكرديّة في إفشالها, ولكن كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ فالأجوبة عندهم جاهزة تأتي بسرعةِ البرق:
-يتمّ ذلك –بحسبِ رأيهم- من خلال تعيينهم لمندسين يخرقون صفوفها, ويخرّبون بشتّى الوسائل والطّرق عقول وألباب بعض المنتسبين إليها, وينشرون سرّاً قصاصاتٍ شفويّة تسيءُ إلى سمعة المنظمة أو التّنظيم أو بعض أفرادها, بل وينسبون حتّى شجار الدّجاجات وغيرها من الطّيور والحيوانات إلى أفعالهم المشينة.
أمّا لماذا تفعل الأحزاب ذلك؟ فلأنّها تغارُ منهم ومن أعمالهم الجبّارة ونشاطاتهم الفعّالة الخارقة ضمن المجتمع وفي الشّارع, وبالتّالي هذا يؤدّي إلى استياء منتسبيهم ” أي الأحزاب” منهم, وهرولتهم إلى رحاب هذه المنظّمات والتّنظيمات, وهذا ما يهدّدُ وجودَ الأحزاب, ويثير في نفسهم الخشية والفزع من أن تحلّ محلّهم.
لكنّ السّؤال الذي يطرحه مَنْ هو خارج دائرة الأحزاب أو هذه المنظّمات والتّنظيمات هو:
-إذا كان شعبنا الكرديّ متماسكاً وموحدّاً في الفكر والعاطفةِ والضّمير منذ القديم وحتّى الآن, هل هناك قوّة على الأرض تستطيعُ هزيمته أو إضعاف شعوره أو التّشويش على فكره, حتّى ولو اجتمعت أنظمة العالم قاطبة؟
-إذا كان الأفراد المنتسبين إلى التنظيمات والمنظّمات المدنيّة أو غير المدنيّة متمتّعين بدرجاتٍ مقبولةٍ من الوعي والإدراك ونكران الذّات, هل سيستطيع أفراد حزبٍ واحدٍ فقط وليس كلّ الأحزاب من ثنيهم عن مواقفهم وآرائهم وقيمهم الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة؟
-لو ترك كلّ منهم -تنظيماً كان أم فرداً- أنانيّته الذاتيّة والعائليّة جانباً, ولو وازن بين مصالحه الشّخصيّة والعائليّة والمعرفيّة, وبين مصالح شعبه ومجتمعه وأصحابه ومحيطه العام, مَنْ من الجماعات أو الأفراد يستطيعون التّأثير عليه, وتغيير مواقفه, والإساءة إليه كفردٍ مستقلّ أو ضمن تنظيم مدنيّ أو حزبيّ؟؟
إذاً مطلوب من هؤلاء إعادة حساباتهم, والنّظر إلى الأمور والمواقف والأحداث من نظرةِ المجتمع ككلّ وليس من نظرتهم الخاصّة النّابعة غالباً من أنانيّة مفرطة, والسّائرة نحو مبدأ “الغاية تبرّر الوسيلة”, ولا يمكن اجتياز السّلّم دفعة واحدة.
اعتادت فئات من شرائح المجتمع الكرديّ في سوريا ومنذ عشرات السّنين على إرجاءِ جميع أسباب ونتائج فشلها على النّظام السّوريّ الذي مارس ضدّهم مختلف أنواع الظّلم والاضطهادِ والتّهجير, بالإضافة إلى سياسة التعريب وإنكار الهويّة والأرض والشّعب.
إلى هنا كلّنا متفقون معهم كلّ الاتفاق, ونعملُ معاً لإزالةِ كلّ ما سبق في القريبِ العاجل, بفضل ثباتِ وصمودِ الكردِ على مدى التّاريخ القديم والحديثِ أيضاً, لكن الغريب في الأمر أنّهم يلقون بكلّ الّلوم عليه, ويتناسون أنّ الشّعوب المضطهدة يجب أن تتكاتف وتتعاون لتثور معاً ضدّ مثل هذا النّظام أو ذاك, فما ينتجُ من أنانيتهم الحزبيّة أو الذاتيّة, وما يترتبُ عليها من خلافٍ وشجار على المناصبِ والمراكز القياديّة والظّهور الإعلاميّ والإعلانيّ–كأحزاب وأفراد- يعيدون نتائجها إلى النّظام, وحجّتهم في ذلك أنّ هذا النّظام الذي طغى بالسّوادِ على حياتنا جعلنا نسلك سبل السّوء والإنكار والخصام.
إذاً هم من جهةٍ يحاربون النّظام على أفعاله وتصرّفاته, ومن جهةٍ أخرى يجارونه في تلك التّصرّفاتِ والأفعال, فأين الحقّ هنا, وأين الباطل؟
كنّا نستمع إلى هذه المواقف والرّؤى والنّظرّيات الخلّبيّة من بعض الأفراد ومن بعض الشّخصيّاتِ الحزبيّة قبل اندلاع الثّورات العربيّة والشّرق أوسطيّة, أمّا بعدها فقد اختلفَ الأمرُ بعض الشّيء, واختلفت معها بعض موازين القوى, وتفرّعت طرقها نحو خلقِ سبل ودروبٍ أخرى, سلكها بعض الشّخصيّات وبعض المنظّمات والجمعيّات والتّنظيمات الأخرى (حزبيّة كانت أم مدنيّة), وتحديداً تلك التي تنسبُ نفسها إلى منظّمات المجتمع المدنيّ ومع نشوءِ اختلافها اختلفَ المسبّب والمحرّض والمسيءُ، فبعد أن كان النّظام هو هذا المسبّب ومع ضعفه واختفائه النّسبيّ في المناطق الكرديّة, جرى البحثُ عن مسبّب آخر, بل عن مسّبّبين آخرين كثيرين الآن, وعلى رأسهم “أحزاب الحركةِ الكرديّة في سوريا” هذه الأحزاب التي كانت قبل هذا الوقتِ مثل هذه الفئات التي نتحدّثُ عنها, تشاطرها البكاءَ والعويلَ على ذاتها, الآن تحوّلت إلى موقع القوّة والهيمنة والغطرسة –في نظر هؤلاء- بعد أن حلّتْ محلّ النّظام.
-وأقصد بهؤلاء أولئك الذين ينتمون إلى بعض هذه المنظّمات وبعض الأفراد الذين يرون نفسهم مستقلّين-
فكلّ تنظيم حديثِ النّشأةِ يفشل, الحقّ كلّ الحقّ على الأحزاب.
كلّ منظّمةٍ مدنيّة تخفقُ في أداءِ واجبها, الأحزاب الكرديّة هي السّبب.
كلّ شخصيّةٍ تحاول عرضَ عضلاتها أمام الآخرين, وتخونها العضلات, سببها الأحزاب الكرديّة.
هذه المنظّمات والتّنظيمات كلّما حاولت تحقيق انتصاراتها على أرض الواقع والحقيقة, سواء كانت من النّاحيّة السّياسيّة أو الشّخصيّة أو العائليّة أو الاقتصاديّة والاجتماعيّة أو الإنسانيّة وغيرها, تتسبّبُ الأحزابُ الكرديّة في إفشالها, ولكن كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ فالأجوبة عندهم جاهزة تأتي بسرعةِ البرق:
-يتمّ ذلك –بحسبِ رأيهم- من خلال تعيينهم لمندسين يخرقون صفوفها, ويخرّبون بشتّى الوسائل والطّرق عقول وألباب بعض المنتسبين إليها, وينشرون سرّاً قصاصاتٍ شفويّة تسيءُ إلى سمعة المنظمة أو التّنظيم أو بعض أفرادها, بل وينسبون حتّى شجار الدّجاجات وغيرها من الطّيور والحيوانات إلى أفعالهم المشينة.
أمّا لماذا تفعل الأحزاب ذلك؟ فلأنّها تغارُ منهم ومن أعمالهم الجبّارة ونشاطاتهم الفعّالة الخارقة ضمن المجتمع وفي الشّارع, وبالتّالي هذا يؤدّي إلى استياء منتسبيهم ” أي الأحزاب” منهم, وهرولتهم إلى رحاب هذه المنظّمات والتّنظيمات, وهذا ما يهدّدُ وجودَ الأحزاب, ويثير في نفسهم الخشية والفزع من أن تحلّ محلّهم.
لكنّ السّؤال الذي يطرحه مَنْ هو خارج دائرة الأحزاب أو هذه المنظّمات والتّنظيمات هو:
-إذا كان شعبنا الكرديّ متماسكاً وموحدّاً في الفكر والعاطفةِ والضّمير منذ القديم وحتّى الآن, هل هناك قوّة على الأرض تستطيعُ هزيمته أو إضعاف شعوره أو التّشويش على فكره, حتّى ولو اجتمعت أنظمة العالم قاطبة؟
-إذا كان الأفراد المنتسبين إلى التنظيمات والمنظّمات المدنيّة أو غير المدنيّة متمتّعين بدرجاتٍ مقبولةٍ من الوعي والإدراك ونكران الذّات, هل سيستطيع أفراد حزبٍ واحدٍ فقط وليس كلّ الأحزاب من ثنيهم عن مواقفهم وآرائهم وقيمهم الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة؟
-لو ترك كلّ منهم -تنظيماً كان أم فرداً- أنانيّته الذاتيّة والعائليّة جانباً, ولو وازن بين مصالحه الشّخصيّة والعائليّة والمعرفيّة, وبين مصالح شعبه ومجتمعه وأصحابه ومحيطه العام, مَنْ من الجماعات أو الأفراد يستطيعون التّأثير عليه, وتغيير مواقفه, والإساءة إليه كفردٍ مستقلّ أو ضمن تنظيم مدنيّ أو حزبيّ؟؟
إذاً مطلوب من هؤلاء إعادة حساباتهم, والنّظر إلى الأمور والمواقف والأحداث من نظرةِ المجتمع ككلّ وليس من نظرتهم الخاصّة النّابعة غالباً من أنانيّة مفرطة, والسّائرة نحو مبدأ “الغاية تبرّر الوسيلة”, ولا يمكن اجتياز السّلّم دفعة واحدة.
أقولُ ذلك وأقدّم كلّ الودّ والتّقديرَ إلى شعبنا الكرديّ كأفراد وجماعات وأحزاب, وأكرّر مرّة أخرى على أنّ هذه الأمور تنطبقُ على البعض فقط, فشعبنا الكرديّ يزهو بأبنائه وبناته المالكين لزمام الوعي والإدراكِ وحبّ الوطن والأرض, والسّاعين دوماً نحو تحقيق عام أفضل لهم ولنا, والقادرين على تحقيق توازن بين مصالحهم التي هي حقّ مشروع لهم وبين مصالح الوطن والشّعب والمجتمع.