بروفيسور سربست نبي
طالما ليس هنالك أي إنجاز سياسي يستحق الذكر والإشادة، طوال عام، فيمكن ببساطة شديدة إلهاء السوريين وصرف انظارهم عن التقهقر الشامل والاخفاقات والمآسي، التي عاشوها في ظلّ النظام الجديد، عبر نشر تلك الفيديوهات المثيرة للنظام القديم، الذي تفسخ قبل عام. كل ذلك لإشغالهم في مثل هذا التوقيت بالذات عن القيام بمحاكمات عقلانية ومراجعة نقدية لعام من الأوهام والمجازر والوعود الفاشلة والخيبات، وبغرض إبعادهم عن المقارنات النقدية واكتشاف المفارقة الكبرى في تاريخهم المعاصر بين ماكان يحلمون ويطمحون إلى تحقيقيه وبين واقعهم الكالح والمأساوي الذي انتهوا إليه. بؤس وفاقة وانعدام الأمان واستبداد أسود يرزحون تحت نيره مجدداً. لم يكن اختيار توقيت نشره تلك الفيديوهات عبثية ومجانية، إنما كان فخّاً للحس السليم والمشترك لتحريفه ولتذويق وجه النظام الجديد وتقديمه للعامة بوصفه أفضل خيار تاريخي محتمل لمستقبل سوريا والسوريين ، وخلق قناعة زائفة لديهم بأن البديل الوحيد والحتمي عنه هو العودة إلى النظام القديم المتفسخ والرث، الذي مثواه الآن مزبلة التاريخ…