دلدار بدرخان
ما هي ميزات الفصائل المسلحة التي تُطبّلون وتُزمّرون لها الآن حتى يتشجع الكورد و بقية الشعب السوري ليختارونهم… تفضلوا أقنعوا هذا الشعب إن استطعتم ذلك .
وقفتم خلف فصائل قادتها أمثال أبو عمشة وسيف أبو بكر وحاتم أبو شقرا وفهيم عيسى، والشيشاني والتركستاني والأيغوري، ورفعتموهم إلى قيادة “الجيش” مع أن تاريخهم الاجرامي الأسود لا يصلح حتى لقيادة حاجز مهجور.
تتهمون قسد بقتل المدنيين، بينما ملفات فصائلكم تكفي لكتابة ألاف التقارير عن الجرائم والانتهاكات والاعتداءات ، وهل نسيتم عفرين ، وهل نسيتم الخطف والقتل والتنكيل ، وهل نسيتم البيوت التي صارت غنائم، والاشجار التي قُطعت ، والغابات التي أحترقت ، والنساء اللواتي عشن تحت التهديد؟
تتهمون قسد بأنها كانت ضد الثورة، وأنتم أول من طعن الثورة في ظهرها ، وأول من باعها في سوق النخاسة ، وأول من تناحر وقتل بعضه أكثر مما قتل النظام، وأول من حول الثورة إلى بازار وسوق بات فيه كل معارض وكل فصيل تاجر من الطراز الرفيع .
تقولون إن قسد سرقت المال العام، بينما كل فصيلٍ منكم كانت بمثابة دولة اقتصادية صغيرة، لها حواجز تسرق، ومكاتب تجمع المال، وقيادات تبني الثروة في بنوك تركيا بينما السوري يموت في المخيمات وقرب الحاجز.
تصرخون بأن قسد قمعت المدنيين، ولكن من بنى السجون السرية؟ ومن اعتقل الناس بتهم جاهزة؟ ومن جعل مناطق سيطرته غابة يحكمها أقوى مسلح وليس أقوى قانون؟
تتهمون قسد بالنهب، بينما أرصدة قادتكم في تركيا وحدها تكشف كل شيء ، فمن أين جاء هذا الثراء؟ ومن أين جاءت الأملاك والعقارات؟ ومن أين جاءت المليارات التي لا يستطيع قيادي بسيط أن يشرح مصدرها؟
تتهمون قسد بأنها مرتزقة، ونسيتم انفسكم كيف تحول فصائكلم إلى “شركة ارتزاقية ” ترسل مقاتليها إلى ليبيا وأذربيجان ، ولمن يدفع أكثر، بلا مبادئ وبلا قضية، وبلا وطن.
تقولون إن قسد قتلت مقاتلين منكم، لكنكم لم توفروا حتى المدنيين العزل ، ولم تبقوا لمدينة مثل عفرين روحاً ولا كرامة.
تتّهمون قسد بخطف الأطفال ، في حين تُظهر سجلاتكم قائمة طويلة من الخطف والفدى والابتزاز، وبعض المختطفين اختفوا وتم قتلهم وتصفيتهم لأن عائلاتهم لم تملك المال الكافي لتشتري أبناءها منكم.
تقولون إن قسد وقفت مع النظام، لكن الحقيقة أن قسد كانت أحد أسباب ضعف وسقوط النظام، لأنها لم تسلّم مناطقها الى يوم فرار الطاغية ، ولم تمنحه النفط وأسباب الصمود ، ولم تدعم ضعفه العسكري ، ولو حصل هذا الدعم لكان الوضع مختلفاً ولكان النظام البائد باقياً إلى الآن .
وفي النهاية حين تصفون قسد بالإرهاب وميليشيا أسألكم: ما هو تعريفكم للإرهاب؟ هل هو من قاتل داعش على الأرض ، أم من حول الثورة إلى دكان ، والدماء إلى باب رزق ، والبلد إلى مزاد علني؟
ولذلك فمن حق الكورد وبقية الشعب السوري أن يقفوا مع قسد ليس لأنها مثالية، بل لأنها الأقل قبحاً في زمن صار القبح فيه قاعدة ، ولأن جرائمها مهما كان حجمها تبقى نقطة في بحر جرائم فصائلكم.