ماهين شيخاني
انتخاب المكتب السياسي عبر اللجنة المركزية ليس ترفاً حزبياً، ولا شكلاً تنظيمياً عابراً، بل هو قاعدة أساسية لضمان أن القرارات المصيرية تعكس إرادة الحزب، لا مزاج أفراد. لكن ما الذي يحدث حين يتحول المكتب السياسي – أو بعض أعضائه – إلى سلطة فوقية، تصدر القرارات دون الرجوع إلى اللجنة المركزية، متجاوزةً النظام الداخلي والنهج المتفق عليه..؟.
عندها، تنقلب المعادلة: يصبح القرار السياسي رهينة قلة، ويغدو الحزب كله أداة لتنفيذ أجندات ضيقة. الأخطر، حين يبدأ هؤلاء في التلاعب بالأهداف المصيرية للشعب والحزب، فيقدّمون ما يجب تأخيره، ويؤخرون ما يجب أن يتصدر الأولويات القومية والوطنية، ويطرحون أفكار الغير بعد تلميعها، كأنها ثمرة جهدهم ورؤيتهم.
هذا ليس اجتهاداً سياسياً… بل خروج عن النهج.
ليس إدارة حكيمة… بل خيانة للمبادئ.
وليس تطويراً للأهداف… بل انحرافاً عنها.
إن التلاعب بالأولويات القومية والوطنية لصالح أفكار دخيلة، هو ضرب للثقة الداخلية، وتفكيك للحزب من الداخل. والسكوت على ذلك، هو قبول ضمني بتحويل العمل الحزبي إلى “شركة مغلقة” يديرها قلة باسم الجميع، ويحتكرون حق تقرير مصير شعب كامل.
الحزب الذي لا يحمي مبادئه ونظامه الداخلي، لا يختلف كثيراً عن دولة لا تحمي دستورها… وكلاهما، ينهاران عند أول اختبار حقيقي.
نعم ماموستا (اظن كان من الافضل ان تذكر حتى الاسماء ومن يقراء المقال ويكون ضمن حزب البارتي مباشر سوف يتذكر سعيد سوري و حكيم بشار