شكري بكر
منذ نشوء الحركة الكوردية في سوريا وتعرضه لأول إنشقاق له بين المؤيد لهذا ومناوئ لذاك ، بين التأييد والمناوئة كان الإنشقاق الأول ، ولا زال الغالبية العظمى من شعبنا الكوردي تجهل الأسباب أو الدوافع الرئيسية في دفع أول نواة حزبي إلى الإنشقاق .
دون شك أن هذا الإنشقاق قد مهد الطريق أمام إنشقاقات أخرى قد حصلت في صفوف الحركة الكوردية فيما بعد .
في غضون ذلك إنتشرت ظاهرة الدفاع عن المنشقين عن أحزابهم في الحركة الكوردية أكثر من دفاع هم عن أنفسهم .
بماذا يمكن أن نسمي هذه الظاهرة ؟.
يحمل في طياته عدة مظاهر منها حبا بالسكرتيرية ومنها الأنانية ومنها النظرة الضيقة ، بالإضافة إلى عامل المساومة الذي كان الدور الأساسي بالإنشقاق .
الغريب في الأمر والأبعد من ذلك أن سلسلة الإنشقاقات بدأت في منتصف سبعينيات القرن الماضي ، وجميع تلك الإنشقاقات آلت إلى تشكيل أحزاب جديدة .
إلى ذلك أن بعض هؤلاء السكرتاريون والأمناء العامون قد تركوا العمل الحزبي وباتوا يعملون بصفة مستقلة ، إما كأشخاص مستقلين ، بينما دفاع هؤلاء ما زال مستمرا ، بالرغم من أن بعض السكرتاريا والأمناء العامون قاموا بتشكيل أحزاب جديدة منهم من فشل وآخر مستمر ، وهناك من أطلق مشاريع مختلفة أملا منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحركة ، وما زال البعض مستمر على رأس عمله ، والمدافعين لا زالوا في موقع الدفاع عن تلك الأشخاص دون الإنضواء فيما قدموا وطرحوا من مشاريع وحراكٍ سياسي ، بالعكس البعض قد غادر تلك المشاريع والإلتحاق بحزب ما لقاء منحهم مناصب قيادية .
فكل الأمور طبيعية في الواقع السياسي إلا الإزديواجية في التعامل مع الحقيقة الواقعية عبر الولاء للشعب لا للأشخاص لأن زوال الشخص حتمي ، أما قضية الشعب فهي الباقية .
في هذا السياق لوحظ أن تاريخ الحركة الكوردية تصدعت من القمة إلى القاعدة جميع المنشقين هم رموز الإنشقاق منذ نشوء الحركة الكوردية حتى بالأمس القريب ، البعض نسب إنشقاقه لأسباب فكرية طبقية أدى بهم الإلتزام بالفكر الإشتراكي الماركسي اللينيني ، وآخر بتبادل الإتهامات بالعمالة فيما بينهم ، تارة بالعمالة إلى النظام السوري البائد وتارة أخرى لبعض الأنظمة الإقليمية كالعراق وتركيا وإيران .
ولا يزال جزء من هؤلاء يعملون بخلاف الغالبية العظمى من الأحزاب الكوردية ، بعد مضي ما يقارب الخمسة عشر عاما على الثورة السورية ، وإجراء جملة تغييرات في المنطقة بدءا من حرب غزة ، إلى مقتل حسن نصرالله الأمين العام لحزب اللبناني إلى فرار بشار الأسد ، إلى تقويض الدور إيراني في المنطقة ، هذه التغيرات مهدت الطريق أمام الحركة الكوردية للوصول لأكبر إجماع سياسي كوردي منذ نشوء الحركة وحتى الآن ألا وهو كونفرانس القامشلي الذي عقد في 26 نيسان الماضي ، الذي أقر برؤية كوردية موحدة ، التي تضمنت بنودا هامة منها ، جعل المنطقة الكوردية وحدة إدارية متكاملة من عين ديوار إلى عفرين .
هنا سؤال يفرض نفسه :
هل الرؤية الكوردية الموحدة تناست أو تجاهلت بعض المواقف الهامة المتعلقة بقضية الشعب الكوردي يستدعي تشكيل جبهة معارضة ؟.
حسب إعتقادي أن كل من إتخذ موقفا مغايرا ومعترضا على مخرجات كونفرانس القامشلي إما يخدم بعض أجندات إقليمية ، أو يتبع أهواء شخصية أو النظرة الحزبية الضيقة .
نعم لم أجزم بأنه ليس هناك تظلم ، نعم هناك من تظلم ، لكن في سبيل القضية يمكن لهؤلاء أن يتجاوزوا هذا التظلم والقوف إلى جانب كونفرانس القامشلي ودعمه ، لسد الطريق أمام أعداء الكورد الذين يسرعون في البحث عن بديل ،
وضم صوتهم لمخرجات كونفرانس القامشلي بكونه شكل أكبر إنجاز حققه الكورد حتى الآن ، وإن لم يفعلوا فهم أحرار ، لأن المنطقة أمام تغييرات كبيرة أي نحو شرق أوسط جديد والذي سيفتح آفاقا رحبة أمام القضية الكوردية في المنطقة بإيجاد حل ديمقراطي وسلمي يرضي جميع الأطراف الإقليمية بحيث لا يتعارض مع مصالح المجتمع الدولي وفي المقدمة منهم الدول الراعية لمشروع التغيير المنشود .
شكرا لكل من ضحى ويضحي ويدافع عن قضية شعبه ووطنه دون مقابل .
لا الولاء للشخصنة ، ولا الولاء للنظرة الحزبية الضيقة .
لا للتفرد في القرارات المصيرية .
نعم للإجماع السياسي الكوردي . مخرجات كونفرانس القامشلي تمثلني .
سألوا المرحوم والد صالح كدو، حجي شو يشتغلوا الاولاد كرافيتاتهم،وطقومهم؟.اجاب المرحوم :عندهم حزب يتسلوا فيه…..صالح كدو لايزال يتسلى بحزبه،وتم تشكيلها بدعم من المخابرات السورية،وقد قلت على هذه الصفحة الغراء سابقا…وهكذا اكثر الاحزاب الكوردية في سوريا…