دلشاد ملا
لاثة سيناريوهات هي الأكثر ترجيحًا في الحرب الإسرائيلية مع
النظام الإيراني:
- الرد الإيراني المكثف وتوسيع الحرب، وهو ما سيكون سببًا في حرب شاملة تُسحق فيها بنية إيران التحتية وتُوجَع البنية الفوقية.
- الإذعان، وهو خيار مكلف جدًا، لأنه يكسر السردية الإيرانية التي بُني عليها النظام منذ الثورة.
- المناورة السياسية لكسب الوقت مع رد مضبوط ومحدود، في محاولة لتقليل الخسائر دون خسارة كاملة للهيبة أو الرواية، الى ان يتم إبرام صفقة..
عندما قُتل نصر الله وضُربت مفاصل حزبه بعملية “البيجر”، لم تكن هزيمة أطاحت ببنية التنظيم المادية فقط، بل نسفت السردية التي يقوم عليها الحزب، ويُبني ويُبرر بها وجوده، وبالتالي كل أفعاله.
اليوم، حزب الله انتهى بانتهاء روايته، وسرديّاته الدونكيشوتيّة.
السردية كانت كالتالي:
“سلاح الحزب هو ضد إسرائيل، لحماية الدولة.”
لكن تبيّن أن الحزب لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه، أو حتى عن زعيمه.
واليوم، تواجه إيران ما يشبه نفس المصير.
الموضوع لا يتعلق ببنية الجيش، أو برنامجه النووي، أو القادة الذين تم اصطيادهم، بل يتعلق بالرواية التي يقدمها النظام.
ففي سبيل “تأديب الشيطان الأكبر” و”إزالة إسرائيل”، نَهَبوا، وقَمَعوا، وجوّعوا شعبهم لأربع عقود.
بناءً على هذه الرواية، لا مجال للملالي إلا الرد على إسرائيل، ولا مفر إلا النطح… حتى لو اضطروا لاستخدام مضادات الطائرات القديمة عديمة الفائدة في سماء طهران الفارغة، فقط لتسجيل موقف، كما كان يفعل بشار قبل هربه…
حسنا كيف ستسير الأمور؟
عند نقطة ما، سيكرر خامنئي جملة الخميني حين أنهى الحرب مع صدام١٩٨٨:
“سأتجرّع السم.”
لكن حتى لو انتهت الحرب بعد إشباعهم ضربًا، ستكون السردية قد انكسرت مرة أخرى.
فلا الشيطان الأعظم تاب، ولا إسرائيل أُزيلت.
وسيعود الإيراني إلى نسج قصص جديدة وتغليفها بالسجاد الإيراني الفاخر…
لكن هذه المرة، لن يشتري أحدٌ بضاعتهم المزجاة
============