يوليو 2025

زاكروس عثمان لم تكن الخلافة الأموية مجرد دولة دينية توسعت بالسيف والقرآن، بل كانت – في عمقها السياسي – دولة عشائرية قامت على العصبية القبلية، واستمدت سلطتها من تحالفات قحطانية (عرب اليمن) وعدنانية (عرب الحجاز)، سرعان ما تحولت إلى أدوات في صراع أبدي على الحكم. ففي بدايات الصراع الإسلامي-الإسلامي، ظهر ما يمكن تسميته بـ”الحزبين الكبيرين”: – الحزب الهاشمي، ويمثله أهل…

د. محمود عباس ثالثًا: المحلمية والسريان والهوية الكوردية المنسية القول إن المحلمية والسريان يتقاطعون لأنهم كانوا مسيحيين فيما مضى، أو لأنهم عاشوا بجوار بعضهم، لا يعني أنهم عرب أو من أصول قبلية واحدة، بل العكس، إن هذا التداخل الديني والثقافي هو أحد خصائص كوردستان التاريخية، حيث عاشت شعوب مختلفة على أرض واحدة، دون أن تذوب هوياتهم، المحلمية كما السريان، ارتبطوا…

بوتان زيباري لم يكن غبار المعارك آخر ما خلَّفه هذا العبث الدموي، بل كان الإرث الأقسى هو ذلك الفراغ الوجودي الذي التهم أحلامًا بُنيت بعرق الجباه ودموع الثكالى. لقد ذهبَ مَن ذهبَ ضحيَّةً للطغيان، وتشرَّد مَن تشرَّد في دروب المنافي، كأوراق الخريف التي تذروها رياحٌ لا تعرف الرحمة. دُمِّرت المدنُ حتى صارت أشباحًا تحكي قصصًا لم يعد يُصغى إليها، وسُلبَت…

إبراهيم اليوسف أخيراً، وبعد طوال انتظار، كشفت اللجنة الوطنية للتحقيق في مجازر الساحل عن تقريرها الذي جاء كطلقة باردة في صدر العدالة، وفي أبشع صورة ترقى إلى محاكم طغاة دمشق، السابقين على السيد أحمد الشرع، إذ لم يحمل من شروط العدالة والقانون والضمير والإنصاف سوى قشرة ملساء تخفي تحتها قبح التواطؤ، وتضليل الحقائق، ومحاولة ترميم ما لا يمكن ترميمه من…

ماهين شيخاني مقدمة: هوية تُستعار حين تقتضي الحاجة. في المشهد العربي المعاصر، لم تعد القومية مجرد انتماء وجداني أو مشروع سياسي ناضج، بل تحوّلت إلى بطاقة تُستخدم بحسب مقتضيات اللحظة. تارة تُستحضر لحشد الجماهير، وتارة تُركن جانبًا حين تتعارض مع المصالح الإقليمية أو الحسابات الدولية. وسوريا، اليوم، مثال صارخ على هذه الازدواجية: بلد طُرد من الحضن العربي عند أول…

د. محمود عباس المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس باراك، يحاول أن يسخّر جميع القوى لهدف واحد، ويضحي بكل مكونات سوريا وحقوقها، لإقناع حكومة الجولاني على التطبيع على مستوى السفارات مع إسرائيل، وما أقدمت عليه إسرائيل من قصف وزارة الدفاع، كانت إما رسالة مباشرة لفرض التطبيع، أو أنها أبعد من ذلك، وهي أن مهمة الجولاني وهيئة تحرير الشام تكاد…

بوتان زيباري الريح التي هبّت من جبال قنديل لم تكن مجرد نسمة عابرة، بل صوت أرض تئن تحت وطأة اتفاقية ماتت على الورق لكنها ما زالت تحكم بالسجون والمنافي. لوزان، تلك الوثيقة التي وُقّعت في ظل غياب الكورد عن طاولة القرار، لم تكن نهاية المطاف، بل كانت بداية طويلة من النسيان المتعمد، من التقطيع الجغرافي والنفسي للجسد الكوردي الواحد. لكن…

محمد حمو رغم أن المكون السني كان، وما يزال، يشكل الثقل الديمغرافي الأكبر في سوريا، إلا أن ما بدا في السنوات الأخيرة من تحوّله إلى “المنتصر” العسكري في بعض المناطق عبر تحالفاته مع تركيا وقطر، لم يكن سوى انتصار شكلي أجوف، لم يُترجم لا إلى شرعية محلية ولا إلى اعتراف دولي. إنما تحول المكون السني، بفعل تلك التحالفات، إلى أداة…

دلدار بدرخان في مقال سابق كتبته قبل أسابيع، تطرقت فيه إلى أن رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع كان “رجل الضرورة” لقيادة المرحلة الانتقالية، فقد وقع عليه الاختيار لسببين رئيسيين: الأول هو أنه يُحسب على الطائفة العربية السنية، والثاني أنه يقود تنظيماً عسكرياً ذو هيكل مؤسساتي “بغض النظر عن خلفيته العقائدية أو الأيديولوجية”، إلا أنه كان مسيطراً على تنظيمه سيطرة…

عزالدين ملا في زمن تتكسّر فيه الحقائق كما يتكسر الزجاج الهشّ، وفي لحظة سياسية يختلط فيها الأمل بالقلق، تغدو الكلمة الصادقة محاولة شاقة لاستعادة المعنى في وطن مزقه الاستبداد والحروب. سوريا، الخارجة من تحت ركام خمسة عقود من القمع، ومن تحت رماد حرب التهمت الذاكرة والهوية والروابط الإنسانية، لا تحتاج فقط إلى نصوص دستورية جديدة أو مؤسسات مشكّلة باتفاقات سياسية،…