خطاب الكراهية وآثاره على نسيجنا الوطني

خالد حسو

إنَّ الصراخَ والهتافَ والشتائمَ والإهاناتِ التي يُوجّهها بعضُ العربِ إلى الكورد، وما يصاحب ذلك من ممارساتٍ تُكرّس الإذلال وتُروّج للشعارات العنصرية والتحريضية ضدهم، فضلاً عن بثّ ثقافة الانتقام والكراهية والعداء في المظاهرات والتجمّعات داخل سوريا، لا يسيء إلى الكورد فحسب، بل يلحق ضررًا مباشرًا بنسيجنا الوطني وبعلاقات مكوّنات مجتمعنا المختلفة. كما أن هذه السلوكيات تعبّر عن منظومة قيم ومفاهيم خاطئة لدى من يمارسونها، ولا تمتّ بصلة إلى القيم الأخلاقية والإنسانية التي نطمح لبنائها في مجتمعنا. إن مثل هذا الخطاب والسلوك يُعمّقان الشرخ بين أبناء البلد الواحد، ويعرقلان أي إمكانية لبناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل، ولا يخدمان مصالح شعوبنا ولا مستقبلَها.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ادريس عمر شكّل انهيار النظام السلطوي في سوريا حدثاً مفصلياً في التاريخالسياسي المعاصر للبلاد، لاسيما أنه وضع حداً لأكثر من خمسة عقود منالحكم الأمني الذي اتسم بالاستبداد، وقمع الحريات، واختلال العلاقة بينالدولة والمجتمع. وقد جاءت هذه اللحظة بعد مسار طويل من الاحتجاجاتالشعبية التي بدأت عام 2011 ضمن إطار سلمي، رافعة شعارات الحريةوالكرامة والإصلاح السياسي، قبل أن تواجهها أجهزة النظام بالقوة…

أمل حسن الأمة الكوردية أمة عظيمة، وشعبها مكافح، اعتاد على مصاحبة الجبال وشموخها، واستمد شجاعته من صلابة صخورها. واجه الأعداء بكل شجاعة وعنفوان، عبر ثوراته المتلاحقة التي برهنت على جبروت هذا الشعب المناضل وإصراره على نيل حقوقه المشروعة في الحياة الحرة الكريمة. لقد قدم الشعب الكوردي عبر تاريخه الطويل قوافل من الشهداء، فغدت دماؤهم منارة تضيء درب الحرية لأجيال كوردستان،…

شادي حاجي في زمن تتسارع فيه التحولات السياسية والقانونية، وتتعمق فيه مفاهيم الدولة الحديثة ومبادئ المواطنة والمؤسسات، يبرز سؤال جوهري: هل يمكن لحاكم في القرن الحادي والعشرين أن يخاطب شعبه بعبارات من قبيل: «أطيعوني ما أطعت الله فيكم، ولن يقف في وجهنا أحد مهما علا شأنه»؟ هذه العبارات وردت بالفعل في الكلمة التي ألقاها رئيس السلطة المؤقتة في دمشق –…

زينه عبدي في خضم المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا بعد أكثر من عقد من الأزمة العميقة، يظهر الإعلام كأحد أهم الأدوات قدرة على التأثير وفي بلورة وعي الناس بما يعيد ترتيب العلاقة بين المجتمع السوري والسلطة الانتقالية الحالية. لا يًعتبَر الإعلام أداة لنقل الخبر فقط، بل، ولا سيما في السياق السوري الجديد، هو المسهم الأول في تشكيل الأطر السردية بما…