كاوا رشيد
تتقدم هيئة تحرير الشام الإسلامية المتمردة في سوريا منذ الأربعاء الماضي. وقد استولت الحركة فعلًا على ادلب و حلب وتقترب من مدينة حماة في بلد منقسم بين فصائل مختلفة.
هذا التنظيم ليس متسامحاً كما يحلو لزعيمه ومؤسسه أبو محمد الجولاني أن يتظاهر. لأن العديد من مقاتلي النصرة قدموا من العراق وقاتلوا هناك ضد الولايات المتحدة. ولقد حارب زعيم الهيئة الجولاني نفسه مع تنظيم القاعدة في العراق عندما كان في العشرينيات من عمره. ويعتقد أنه التقى هناك بأبي بكر البغدادي، الذي أسس تنظيم داعش فيما بعد.
لقد انخرطت جبهة النصرة في الحرب الأهلية السورية التي انبثقت عن الربيع العربي في عام 2011. وأدت الاحتجاجات المدنية التي قمعها الأسد بقسوة إلى صراع مسلح طويل الأمد بين عدة أطراف,وبعد تسعة أشهر انضمت جبهة النصرة إلى القتال. واستخدمت هذه الحركة الإرهابية أساليب مختلفة للغاية ونفذت أيضا تفجيرات وعمليات انتحارية. وعلى مدار عام 2012 اكتسبت الحركة المزيد من الأرض في سوريا وكان هدف النصرة هو إقامة دولة إسلامية على أساس الشريعة الإسلامية.
كانت جبهة النصرة مذنبة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. على سبيل المثال تم إعدام الفتيات علناً بسبب “سلوكهن, كما تم اختطاف وقتل المسيحيين على يد جبهة النصرة، وبعد ذلك قررت الولايات المتحدة والأمم المتحدة اعتبارها منظمة إرهابية.
عملت جبهة النصرة بشكل مختلف عن تنظيم الدولة الإسلامية ,لقد قامت جبهة النصرة بقمع التنظيمات الأخرى بشكل أقل شدة مما قام به تنظيم الدولة الإسلامية على سبيل المثال. وربما كان هذا هو السبب في تحقيق المزيد من النجاحات وا خذ حيز كبير من الشعبية في المجتمع السوري .
وحاولت جبهة النصرة الخروج من قائمة الإرهاب عبر تغيير اسمها عدة مرات حتى استقرت أخيراً على اسم هيئة تحرير الشام كما عمل التنظيم مع جماعات متمردة أخرى من اجل “تبييض” أعمالها و تاريخها السيئ.
في عام 2016 أعلنت هيئة تحرير الشام أنها ستقطع علاقاتها ب تنظيم القاعدة وستركز فقط على سوريا وهي غير صحيحة لان القيادة ليست سورية فقط على سبيل المثال الداعية السعودي المتطرف عبد الله المحيسني له دور كزعيم، وهناك أيضا قادة مصريون و شيشانيين.
كان هجوم الأربعاء بمنزلة مفاجأة بالنسبة لي وللجميع ومع ذلك وفي الواقع ليست لحظة غريبة أن تبدأ هيئة تحرير الشام والجماعات المتمردة الهجوم. “إن الجيش السوري الحر( الجيش الوطني) وهيئة تحرير الشام يشكلان معًا قوة كبيرة جدا. أما الجانب الأخر أي الجيش الحكومي لقد بات ضعيفا جدا و يعاني من عدد الفارين من الخدمة والجنود الذين سئموا الحرب.
إضافة إلى ذلك فإن روسيا وإيران، كان يأخذ نظام الأسد منهما بالكثير من الدعم، مشغولتان بصراعات أخرى. روسيا ساعدت الأسد في صد المتمردين في عام 2016، لكنها الآن متورطة في الصراع الذي طال أمده في أوكرانيا. وتعاملت إسرائيل بقسوة مع إيران وحلفائها مثل حزب الله بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ليس من الواضح ما نوع هيكل السلطة التي تفكر فيه هيئة تحرير الشام إذا سيطرت على المزيد من المناطق، لكنها “على أية حال ليست ديمقراطية”. ومن المحتمل أن تحاول هيئة تحرير الشام تشكيل حكومة مع المتمردين للتخلص من تصنيف الجماعة الإرهابية. او تأخذ على عاتقها إدارة المناطق لوحدها و نشهد أفغانستان ثانية على جزء من الأراضي السورية.