خليل مصطفى
أحد أخوتنا (من عرب الرقة) نشر على صفحته الفيسبوكية، مُستنداً على مصدر تابع لحزب البعث (القائم على أيديولوجية مريضة) تحت عنوان: رفض مقترحات هلال… ما يلي:
(قدّم ضابط الأمن السياسي في الحسكة الملازم أول محمد طلب هلال مقترحاً، باسم فرع الحسكة لحزب البعث، للمؤتمر القطري الذي عقد في أيلول/ سبتمبر 1963، يتناول شؤون الجزيرة والأكراد فيها. وقد جاء هذا البرنامج كردة فعل على ثورة البرزاني في العراق وبدء أكراد الجزيرة برفع العلم الكردي على المدارس، وتوزيع خريطة كردستان علناً. وقد أرسل النظام السوري آنذاك لواءً للقتال إلى جانب الجيش العراقي، بهدف إخماد ثورة البارتي “ البرزاني ”، وذلك في حزيران/ يونيو 1963. وقد اتسم برنامج هلال بالموقف المتزمت ضد توافد الأكراد إلى الجزيرة وحصولهم على الجنسية وانتفاعهم بأراضي الإصلاح الزراعي، ويتضمن برنامج هلال لتعريب الجزيرة عشر نقاط،… ولكن مؤتمر حزب البعث رفض مناقشة خطة هلال، لأن مناخ المؤتمر كان يسارياً يؤيد الفلّاح المتوسط والصغير بمنظور طبقي لا بمنظور قومي، ولا يفرّق بين العرب والأكراد طبقياً، ومن جهة أخرى، اتخذ المؤتمر قراراً بإنشاء مزارع للدولة على الحدود السورية التركية بعمق 10 كم وطول 50 كم، وهو ما عرف بـ “ خط العشرة ” الذي أثار عليه الأكراد ضجة سياسية كبرى. ومن جهة أخرى، تم توزيع أراضي الإصلاح الزراعي على الفلاحين دون تمييز قومي بين عربي وكردي…).
فكتبتُ (لهُ) التعليق الآتي:
أُستاذ… كُن مُنصفاً عندما تكتب عن الكورد… ولتبيان الحقيقة… فإن مُقترحات محمد طلب هلال التي قدَّمها للقيادة السياسية في سوريا، كانت لأجل تصفية قضية الكورد وإنهائها.؟! والمُقترحات كانت 12 فقرة، لا 10 نقاط، وهي كما يلي:
1 ــ أن تعمد الدولة إلى عمليات التَّهجير القسري للكورد إلى الداخل السوري, وتوزيعهم, وتفريقهم.
2 ــ سياسةُ التجهيل: أي العمل على إبقاء أجيال الكورد جاهلة، بدون تعليم من خلال عدم نشر المدارس في مناطقهم ووضع العراقيل والصعوبات التي تحقق هذا الهدف. (هلال أظهر انزعاجهُ من انتشار ذوي الشهادات العليا بين شباب الكورد مقارنةً بنظرائهم من العرب).
3 ــ اجلاء كل من لم تثبت جنسيته السورية.
4 ــ سد أبواب العمل أمام أبناء الكورد مما يعني محاربتهم معيشياً واقتصادياً.
5 ــ شن حملة من الدعاية الواسعة بين العناصر العربية ضد الكورد. (مطلب هلال يهدف لنشر الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد، وللإخلال بتماسكه وتمزيقه وزرع العداوات الاجتماعية).
6 ــ نزع الصفة الدينية عن مشايخ الدين الكورد، واحلال عناصر دينية عربية محلهُم.
7 ــ ضرب الكورد بعضهم ببعض لإثارة الفتن وخلق المشاكل والدسائس فيما بينهُم وتعميقها.
8 ــ إسكان عناصر قومية عربية في المناطق الكوردية على طول الحدود مع تركيا.
9 ــ جعل الشريط الحدودي الشمالي منطقةً عسكرية تابعة لوزارة الدفاع السورية.
10 ــ إنشاء مزارع جماعية للعرب على أن تكون فيها عناصر مُسلحة ومُدربة. كالمستعمرات اليهودية. (هلال طالب بتطبيق أسلوب اليهود مع العرب في فلسطين).
11 ــ عدم السماح لمن لا يتكلم العربية بممارسة حق الانتخاب والترشيح في المناطقِ الكوردية.
12 ــ منع إعطاء الجنسية السورية مطلقاً لِمَنْ يريد السكن في تلك المناطق، مهما كانت جنسيته الأصلية عدا العربية.
بالمحصِّلة: يا أُستاذ… التزم بأمر الله تعالى: (وقل الحق)… فأنا لم أجد الحقَّ… في منشوركَ.؟!
فردَّ (عليَّ):
خليل مصطفى عندي سؤال وحيد فقط لا غير له… أحتاج جواب دقيق منكم بكلمة نعم أو لا، هل قدمت هذه المذكرة للمؤتمر الثالث للحزب.؟ وهل تم اعتماد هذه المذكرة المقدمة من فرع الحزب بالحسكة أم تم رفضها من قبل اعضاء المؤتمر ورئاسة المؤتمر.؟
كتبتُ (لهُ) / جوابي: لا أعرف… ولكن الذي أعرفه:
1 ــ أن هلال مبدع تلك المقترحات كان ضابط أمن… وعمل دراسة شاملة عن الكورد ( تاريخهم… وحاضرهم…).
2 ــ وأن هلال من منطلق قومي (عنصري نتن) قدم مقترحاته… محذراً قادته… من تعاظم دور الكورد في سوريا.
3 ــ والمُهم (للعلم): أن مُقترحاته (كاملة) تم تنفيذها عملياً على أرض الواقع (على مراحل).
تنويه: أنا ابن المنطقة… وأحد شهود العيان… فتلك حقائق جرت علناً (أمام أعين أبناء المنطقة) ويشهد عليها أخوتنا العرب النبلاء الطيبون (وهم كثير جداً).
لمحة موجزة عن محمد طلب هلال:
ــ ولد عام 1931 في قرية غصم بمحافظة درعا. انضم لصفوف البعث (الحزب الذي اعتبر كل من عاش على الأراضي العربية وآمن بانتسابه إلى الأمة العربية هو مواطن عربي، وبالتالي فعلى الجميع وإن لم يكونوا عرباً أن يؤمنوا بأنّهم عرب وينتمون إلى القومية العربية، وإلا سيتم إجلاؤهم من الوطن العربي، وفق المادة الـ 11 من دستور حزب البعث العربي السوري).
ــ انتسب لكلية الشرطة وتخرج منها برتبة ملازم أول في 1961 في عهد الانفصال وتم تعيينه رئيساً لفرع الأمن السياسي في محافظة الحسكة.
ــ أصدر دراسة بعنوان: (دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية والاجتماعية والسياسية)، وقد طرح فيها مشروع ما يُسمى الحزام العربي.
ــ تقلد العديد من المناصب العسكرية والسياسية حيث وصل إلى رتبة عميد متقاعد.
ــ شغل منصب وزير التموين (1968 ــ 1970) في حكومة نور الدين الأتاسي.
ــ كان من أعضاء القيادة القطرية المؤقتة لحزب البعث العربي السوري (عام 1970).
ــ شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزيراً للزراعة (عام 1970) في حكومة حافظ الأسد.
ــ عُيِّن عضواً في مجلس الشعب (بموجب المرسوم 466 الصادر بتاريخ 6/2/1971).
ــ شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزيراً للصناعة (1971 ــ 1972) حكومة ع. خليفاوي.
ــ عُيِّن سفيراً لـ الجمهورية العربية السورية في بولونيا (1972 ــ 1979).
ــ مات (وعمره 80 عاماً) يوم الأربعاء تاريخ 9/2/2011 وقد نعتهُ القيادتان القومية والقطرية لحزب البعث العربي السوري، ودُفِن في قريته غصم (بمحافظة درعا).
بالمُحصِّلة / الحزام العربي كان ضد الكورد، وما نتمناه من أخوتنا (عرب سوريا):
1 ــ أن يكونُوا مُنصفين عندما يكتبوا عن كورد سوريا.
2 ــ أن لا يستندُوا على مصادر فبركتها العُصبة الشوفينية لحزب البعث العربي السوري.
صورة محمد طلب هلال.
صباح الخميس 16/1/2025
