وليد حاج عبدالقادر / دبي
في سرد مختزل لعرضحال الحركة السياسية الكردية في الجزء السوري مما أسميه من كردستان وارتكازا على بدايات ظهور بوادر ومؤشرات لتشكيل / تأسيس كيانات سياسية خاصة بعد اتفاق سيفر وغدر أتاتورك المشهور بحليفه الكردي خيري بك في لوزان ، حيث قرأنا جميعا المآلات التي انتجتها قضية كردستان وكيف انخرطت جماهيرها ايضا في إنتفاضات وثورات ، ولكن ؟! ومنذ ثورة الشيخ محمود الحفيد التي واكبت مقدمات قدوم البريطانيين والفرنسيين وصولا الى انتفاضة آغري بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا وما طرأت بين التاريخين من مخاضات * لعل ابرزها كان نتائج الإستفتاء الذي اقرته عصبة الأمم سنة ١٩٢٥ وعنونت باسم استفتاء الموصل ( وفي الواقع هي عرفت في غالبية المراجع الأممية بإسم استفتاء كردستان ) وبنتيجتها حسمت موضوعة الإستقلال ، والتي تصر وإلى الآن كل معرفات الترك والفرس والعرب بحشرها في بوتقة خرائطية محدودة تعني فقط الموصل الحالية ، فيما هي تغطي جغرافيا ولتصل حتى سهول شهرزور وصولا الى جبل الكرد على ساحل المتوسط ، ولكن : حسب الأحداث التاريخية وما أظهرتها كثير من الوثائق السرية التي انيط اللثام عنها بعد مئوية سايكس ببكو والتي تظهر وتدل على انه كان هناك مانعين رئيسيين ! أولهما موقف وزارة المستعمرات البريطانية في الهند التي كانت لها سلطة اقوى من الحكومة البريطانية و كذلك موقف الحكم في بغداد المعتمدة كانت على جيش دجلة المحلي والذي كان في محيط الرمادي ، كل هذه الأحداث تتالت ومختصو انكلترا وفرنسا كانوا منشغلبن في زاوية أخرى بالخرائط التي أعدتها مسز بيل ابنة القنصل البريطاني حينها في اربيل ، وفي وسط تسارع وتضاد المصالح بتوتراتها وتدفق نفط كركوك ، كلها تسببت في توترات كثيرة وصراعات اندلعت خاصة بعيد المؤتمر الكردستاني الذي انعقد في بحمدون بلبنان إن لم تخنني الذاكرة ، ولكن – شخصيا هنا – سأسعى وبتجاوز – متعمد – السلسلة التاريخية وجدلياتها التأسيسية ( في خاصية تأربخ الحركة السياسية الكردية في سورية تحديدا ) وبالتالي انطلاقة حركتها التنظيمية تأسيسا بالإرتكاز على منظمات شبابية وثقافية فكان انطلاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي نما وتطور على قاعدة تلك المنظمات والجمعيات إياها ، وقد حملت – تلك المنظمات – شعارات كبيرة وجاذبة تمثلت في تبني تحرير وتوحيد كردستان ، والذي تم تحميله لغالبية المجموعات وصولا الى الحزب الذي تأسس في عام ١٩٥٧ مما تسبب ( شعار تحرير وتوحيد كردستان ) في اكبر حملة امنية لحكومة الجمهورية العربية المتحدة – المتشكلة كانت من الوحدة بين سورية ومصر بقيادة جمال عبدالناصر – التي قامت على إثرها بحملة اعتقالات واسعة لمجموعة هامة شملت غالبية قيادة الحزب والكوادر المتقدمة فيها ، ولتهدأ الأمور وتأخذ طابعا مرتبطا بالأنشطة التي كان ينفذها الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا – والتي خمدت جبرا على أرضية الخلل البنيوي والشرخ الذي اخذ يكبر داخل الحزب ! ولكن ! ورغم الجمود التنظيمي ووصول الحزب السياسي الى حالة مزرية ، مالبث النشاط أن انطلق خاصة مع انقلاب حافظ أسد ، وكردة فعل على الخطوات التطبيقية لغالبية المشاريع العنصرية سيما وان حافظ أسد . استخدم الورقة الكردية وبامتياز وبحرفية يستحق عليها شهادة ايزو وكغاية استهدف به غلاة الشوفينيين تهربا من لصقة الأقلية الفئوية والموجهة له مذهبيا ، هذه الحالة دفعت بالحزب الكردي الذي كان قد إنشطر الى ثلاثة أحزاب ودفعت بالقضية القومية إلى مخاضات عسيرة ، وليترافق كل هذا مع المبدأ الكردي المتعارف عليه ( جمكي ام شقاقن بي تفاقن ) ١ فبدأت سريالية التشظي وكمشرط حاد مارسه الأسد عبر أجهزته الأمنية التي استهدف بها كل القوى السياسية تشظيا وتقسيما ، وفي واقع الحركة السياسية الكردية وعلى ارضية ( ذلك التشظي ) بين ماسمي باليمين واليسار قبل انقلاب حافظ أسد ، وكنقض لكل الجهود التي بذلت من قيادة ثورة كردستان العراق وبشخص الزعيم القومي الراحل مصطفى البرزاني وبالتالي انعقاد المؤتمر التوحيدي في بامردان بكردستان إن لم تخني الذاكرة ، إلا انه ومع عودة المؤتمرين تشظى الحزبان وصاروا ثلاثا ورباعا ووو بدات ارقام الأحزاب تتزايد وعلى ارضيتها وكلعبة – تسالي – نفذ نظام حافظ اسد غالبية المشاريع العنصرية والشوفينية ، ولم يتوان النظام في مد يده الطويلة واستسهلت اجهزته الأمنية التدخل في بنى الأحزاب ودفعها الى متواليات مركبة في التشظي من جهة وخلق حالة من الوهن وعدم الثقة ، الأمر الذي دفع بالكثيرين الى الإبتعاد عن الهيكليات التنظيمية القديمة منها والمستجدة ، ومع الطفرة التعليمية ومن ثم المد الماركسي الذي اخذ يتمدد في الوسط الكردي – لا جبرا لخواطر اليسار الكردي الفتي بقدر ماكان هو انصاف عملي إن للحزب الشيوعي العراقي والذي انفرد من بين شيوعيي الاجزاء الأخرى من كردستان سواء في الجانب العملي ومن خلال موقفها من القضية الكردستانية ، وهذا الأمر يستوجب التذكير هنا بموقف رابطة العمل الشيوعي – والذي اصبح حزبا – وتبنيه الصريح لحق تقرير المصير لكردستان سورية وذلك بالنقيض من رفقائهم الشيوعيين السوريين . وكل هذه الامور أسست لابل ساهمت وخاصة مع ازدياد نسبة المتعلمين بعد فرض حافظ أسد قانون الزامية التعليم وتقديم التسهيلات في المجال التعليمي للطلبة والإيعاز لفتح ابواب الجامعات امام الخريجين ، دفعت بالامور نحو تفرعات متعددة ، وساختزل هنا لأذكر بانه ومع التشظي غير المعقول في جسد وهيكلية الحركة السياسية عامة في سورية والكردية منها خاصة وطفرة الإنشقاقات ، ازداد عدد المستنكفين من جهة وظهرت بالفعل ما يمكن تسميتها بالعطالة الحزبية رغم ترافقها – التنظيمات – مع ظاهرة الإزدياد الطردي لنسبة المتعلمين ! وكنقطة ارتكاز ضروري أيضا يتوجب الوقوف عندها ! وجود شلليات مختلفة رأت في التناقض البيني وسيلة سيما وكلنا يدرك مدى او درجة الإختلافات بين المتعلمين من جهة وغالبية السياسيين المتمرسين حينها ، وهنا وكتجربة شخصية مع اصدقاء كنا ترافقنا في شلليات تنظيمية ولكن ! نظرا لفرط ظاهرة الإنشقاقات منذ عام ١٩٧٣ وبعدها استنكفنا العمل التنظيمي ، ولكننا ظلينا وبإصرار في الدائرة الأوسع للحركة ، لغاية عام ١٩٧٨ حيث تم وبالإتفاق العفوي ويتذكر غالبية اصدقاء تلك المرحلة حيث كنا مجموعة لا بأس بها من الشباب وفي مختلف المناطق ومن مستنكفي احزاب عديدة أشغلنا هاجس وحدة الحركة الكردية التي تشظت تنظيميا ، وتعددت ايضا فينا افكار لبلورة آفاق صريحة للمطلب القومي الكردي ، سيما أن الواقع قد أفرز احزابا ومنظمات كانت قد تقدمت بطروحات تبنت فيها أعلى سقف ممكن للمطالب الكردية ، ولترتفع معها سقف الحقوق والمطالب وتجاوزت التقليدية منها . سيما بعد تبني منظمة العمل الشيوعي / كانت منظمة حينها / شعار حق تقرير المصير بما فيه الإنفصال – ثبت بعدها بأنها كانت مجرد شعار والغاية منها استقطاب الشارع الكردي وهذا ما لمسناه بشكل اوسع بعد مشاركتنا وإياهم الزنازين والمعتقلات وساظل استذكر مواقف احدهم من مدينة الحسكة ومقولته عن مجازر حلبجة وخورمال بانها أكذوبة العصر نمارسها نحن الكرد – وبروز ملامح ايضا أكثر من مكشوفة منهم عن مفهومية كردستان الكبرى في وقت كان المد الماركسي قد بلغ أوجه وعيا وثقافة وظهورا وبالتوازي خاصة من جديد مع دور الحزب الشيوعي العراقي ومنظمته الخاصة بكردستان العراق وتقاطعه ايضا مع حق تقرير المصير ، ولكن وللإنصاف ايضا فبالرغم من إستهداف النظام لمنظمة العمل الشيوعي سلطويا ، إلا أن مجموعة الشباب الكرد الذين كانوا قد انخرطوا في صفوفها وأمام ثقل الشعارات ! تعرضوا هم أيضا للإعتقال ، كل هذه الاحداث تواترت في مرحلة كان النظام قد اعتقل غالبية قيادة الحزب الديمقراطي الكردي البارتي مع مجموعة من الشخصيات الوطنية القريبة منها وليظهر بوادر لأمل جديد ( تصورناه ولفترة زمنية طويلة ) وذلك مع التحولات في بنية الحزب اليساري الكردي / جناح اوصمان صبري وملا نيو وصلاح بدرالدين / ولكن الحزب الوليد تعرض أيضا لعواصف شديدة ، ولكن مالبثت ومع استعدادات الحزب لعقد مؤتمره الخامس في أواسط صيف ١٩٨٠ أن طرحت وثيقة سياسية للتداول والنقاش وعدت حينذاك كمشروع لبرنامج سياسي وحملت الرقم العاشر من بين الوثائق المطروحة داخل ذات الحزب وتحت عنوان / مبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي في سورية / ورغم انها كانت للمداولات ولكنها استقطبت فعلا مجموعات لاباس بها ، وبالرغم من ان اعداد الوثيقة كانت قليلة حينذاك الا ان الحزب ولحجمنا غير القليل سعوا لتامين نسخ عديدة ، وتلتها لقاءات متعددة مع الحزب من خلال شخص السيد عبدالله غالب وليكلف الأستاذ حسن صالح بعدها كصلة الوصل وكنا نقترب عمليا من توقيت مؤتمرهم ، وعلى الرغم من امكانية تفاوضنا وجدالنا للإنضمام ككتلة ، إلا أننا آثرنا الإلتزام المبدأي على مجادلات المناصب وبالتالي تسلسلنا في الهرم التنظيمي سنينا يحدونا الأمل بعد أن اصبح حق تقرير المصير مبدأ … كل هذا السياق وللآن شخصيا لازلت مقتنعا وفي الصميم بهذا المبدأ ولكنها ضمن حدود وقناعات ما أؤمن بها ؟! فهل استطيع وفي هذا السياق وبجبرية أن اتحكم بها مثلا او أن افرضها على غيري ؟! ولكن مع هذا ؟ وهنا ألا يفترض بنا عندما نتلمس وجود ظاهرة / أية ظاهرة / !! او ليس المفترض بنا ألا نسعى سوى للبحث في مسبباتها والعوامل الأساسية التي منها وعليها ايضا تضخمت !! .. فالتجارب تؤكد على أن المنهج التحليلي والعلمي يفترضان وبصرامة التخلي عن الولاء والعاطفة وبالتالي المحاباة وماشابه ، وهنا كانت القاعدة القانونية في أصول المحاكمات على سبيل المثال في حالة وجود أية شبهة قرابة بين القاضي مثلا والمتهم وهو اعتذار القاضي وقبول الإعتذار وهنا أيضا حتى في العمليات الجراحية الطبية فقد ارتأى غالبية المهتمين في هذا الجانب باجتناب الجراح والقيام بعمليات جراحية للمقربين له !! ..
وبالرغم من ان موضوعي هو تحديدا يتماس مع مسألة تشظي الحركة السياسية الكردية وفوضاها وفي زمن تم تخطيط كل المشاريع الشوفينية والعنصرية من استيلاء على الاراضي الزراعية للفلاحين الكرد وتنفيذ الإجراءات بحق من جردوا من الجنسية السورية ، والدفع بهم الى الهجرة الداخلية ولتتوزع الأسر الكردية في الداخل السوري ولبنان والأردن
ودوافعها المختلفة والتي ما ابتدأت مع الثورة السورية بقدر ماكانت واحدة من الأمور المتوقعة حدوثها وبالتالي كنتاج لإنتكاسات وايضا انعكاس للسياسات الشوفينية الممنهجة للنظم المتعاقبة والساعية عمليا إلى افراغ مناطقنا الكردية من اهلها والدفع بهم صوب اعماق البادية ، وجميعنا يتذكر حركة الإنتفاع بطابعها المسرحي لغالبية الفلاحين الكرد ، إلى صحراء جنوب الرد والبادية بعد الإستيلاء على اراضيهم وممتلكاتهم في قراهم الأساس ، وتنفيذ مخططات ومشاريع تعريبها من خلال استقدام مستعربي عرب ليحلوا محلهم
وقد ظهرت عوامل عديدة ومحفزات جديدة اكثر قوة وبطاقة مضاعفة تدفع بالناس الى الهروب لا الهجرة فقط ومازال كثير من التقاة يفرض تقيته ويجيرها كمقياس للآدمية لا التابعية فقط ومن هنا يحدث الخطل فيصبح حادثة غرق آلان الطفل كصورة هزت وجدان العالم فيما بعضنا ومن على متن تقيته يعاكس حتى العمق العاطفي فيثير ما يثير .. باختصار شديد والى كل ذي طوطم أقول : لطالما تحترم طوطمك لابل قد تعبده وهنا عليك ألا تلعن من كان له طوطم غير طوطمك و … بايجاز شديد : متى استطعنا ان نجعل من اختلافنا وفاقا حينها سنتأمل أن يكون لنا غد مشرق ولشعبنا مستقبل واعد … وهنا : للآنسة سهام داود وللسيد هوزان ديرشوي أقول : نختلف كلنا لابل دعونا نختلف في كل شيء سوى انتمائنا وعمقنا الإجتماعي .. كلنا يتبجح بتلك الكلمة العملاقة الرائعة : الديمقراطية !! .. ولكن : أين نحن منها أفرادا وجماعات …
الهوبرة المترافقة بالضجيج وفورة لعبة الكراسي وتفتيش المكاتب وفرمانات التخوين هي أناشيد يراد لنا اﻹيمان بهها إلى حد القداسة وكل نقاش فيه أو تشكيك هو هرطقة ويلزمها محاكم تفتيش .. استباق الضربة ﻻ يأتي بالتشويش عليها وإنما بآلية التصدي لها ومن هنا نتمنى أﻻ يفهم ببصمنا الكامل على انضمام م . و . ك لﻹئتﻻف بقدر دفاعنا عن حقهم المشروع في ذلك واستطاعتهم فرض شروط وتثبيت حقوق مجرد إيرادها لفظا عند دهاقنة هيئة التنسيق ﻻبد من توفير سيارات إسعاف مجهزة بمعدات إنعاش … أما إذا كان اﻹنضمام هو خروج عن الطاعة يظنه بعضهم فلهذا سيكون أيضا تحليل / مبسق – من باستيق / آخر …
قلنا بأن الحرب هي مستعرة أوارها خاصة في ذهنية من أجرم ويؤجرم بحق شعبه ويعلم بأنه لامناص من ساعة الحساب ومواجهة من اضطهدهم ، وبرأيي المتواضه ستبدأ سلسلة الهروب قفزا وركضا وسلسبيل إطالة عمر النظام لفكفكته فقرة فقرة و … بعده : هي قناعة أزلية النصر هي دائما وأبدا للشعوب .. نعم الشعوب وليس لمن يزعم أو يدعي بأنه يمثلها أو الناطق باسمها ..
يا أخي لربما المظلومية التاريخية خلقت نزعة سايكولوجية عندنا وايضا مقولات قادات عظام مثل القائد الخالد مصطفى البارزاني فيصبح السيء / كقاعدة عامة / والجيد وحمايته اغتيابا يدفعك حسك القومي قبل الحزبي وتتحمل كل استبداده الا انك لا تستطيع تمريره من دون رد .. يجوز اكون غلطان كمان ومن أثر الكريب !! .. يمكن ؟! ..
عقلية الإلغاء تستهدف الشراكة والمواطنة المتساوية والحق في اتخاذ قرار المصير والحد من حق التنفس والحياة و لكننا سنلغي الغاءكم يا ..
قد نفهم الصخب والضجيج وسرعة الزوغان و … إستبدادية النمطية الحزبية الهائمة في مسلكية العقل الباطني وعنجهية الأنا كمتلازمة مرضية ليس إلا !! وسواها فلنحتكم الى المنطق الوثائقي ومجريات استنباط الدلائل واستنطاقها .. نعم : ببساطة أن أعتبر ممارساتي فيها من وحي القداسة وطهر الإلتزام بتماه وتناقض ذاتوي صرف !! ومن دون سفسطة أو صف للكلمات : هل يتجرأ واحد من تقاة ال ب ي د وممارسي العنف اللفظي والمرور مجرد المرور على خانة هيئة تنسيق حسن عبدالعظيم أو يناقش في مسألة الجمهورية العربية السورية أشك بذلك
……..
# من بيت للشاعر الكردي الأشهر أحمدي خاني يصف فيها الحالة الكردية قبل وفي عصره وحتى الآن