اعداد وتقديم : عنايت ديكو
لقد عبّر الشعب الكوردي عن فرحته الكبيرة بسقوط النظام الديكتاتوري في دمشق، تماماً كما فعلت سائر الشعوب والملل والمذاهب والطوائف الأخرى في سوريا. فالكورد وبسسب مواقفهم المبدئية كانوا أول من اكتووا بنار الارهاب وعانوا من ظلم البعث والعنصرية والاضطهاد والسجون والمعتقلات.
هنا وفي بحر الارتدادات والمواقف والآراء والتناقضات التي رافقت هذا الانهيار السريع لأعتىٰ نظام ٍ ديكتاتوري في الشرق الأوسط، والى جانب السقوط الحرّ والانهيار السريع لكل الدعائم والأسس والركائز التي كانت تمانع النظام من التفكك والانهيار .
أردنا قراءة النبض العام في الشارع الكوردي ونقل بعض الرسائل الى الجهات المعنية، والاقتراب من حالة الفرح والترقّب والشك التي باتت تسيطر على متعرجات الرأي العام الكوردي السوري .!
فكان لنا هذا الاستبيان .
السياسي الكوردي محمود بـرو
حقيقة كنا نتابع الحدث بدقة وتلهف شديدين لاسيما في الأسبوع الأخير قبل مغادرة الدكتاتور، وتاكدنا عبر تسريبات إعلامية بأنه هناك اتفاق سري بين امريكا وروسيا وتركيا وهيئة تحرير الشام وإسرائيل على أن يتم الاستلام والتسليم بهدوء تام لجميع المناطق التي هي تحت سيطرة الجيش السوري إلى هيئة تحرير الشام، بدءا من حماة وحلب وريفيهما وصولا إلى العاصمة دمشق، وفعل تم ذلك وبتقنية عالية وتغطية إعلامية ذكية وصمت روسي وتركي وامريكي واسرائيلي. كيف لا وأن تحرير الشام مدونة في لائحة الإرهاب ومازال القرار الأمريكي ساري المفعول بأن من يسلم الجولاني او يدلهم على موقعة فالمكافأة عشرة مليون دولار.
أكدت سابقا على انه سترفع صفة الإرهاب عن الجولاني في أسرع وقت وستتحرك الهيئة بطراز جديد وخطاب معتدل، واعلان اسمه الحقيقي للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية، واسم جديد لحركته، تماما كما عملها سابقا عند انشقاقة من القاعدة وإعلانه فك ارتباط جبهة النصرة منها في عام ٢٠١٦، ومن ثم تحويل اسمها إلى جبهة فتح الشام وإلى هيئةتحرير الشام فيمابعد عام ٢٠١٧.
عمل كل ذلك لكسب عاطفة الشارع السوري على أنه شخص معتدل وليس راديكالي وهذا ماجرى فعلا.
ورأيناه كيف جلس مع رئيس الوزراء السوري ودخلوا في حوار حول آلية إنقاذ دولة سوريا وتشكيل طاقم وزاري وحكومة مؤقتة.
حقيقة ان فرحتي لاتوصف بالكلمات والجمل ولا بدواوين الشعر، كان يوما تاريخيا بالنسبة لي كملاحق من سلطته الدكتاتورية الشوفينية المقبورة وأول مافكرت به هوخروج الآلاف من السجون ومنهم رفاق دربي، و انني استطيع العودة الى بلدي موقع الاباء والاجداد في أية لحظة، لأخدم شعبي لاسيما الذين قدمو الضحايا من أجل حرية الشعب الكوردي وحقه في تقرير مصيره.
اعتقد اننا دخلنا المرحلة الأكثر مصيرية، حيث مازالت الذهنية الشوفينية والنظرة الإقصائية والدونية تسمع صداها من اتجاهات وشخصيات سورية قد تكون في قيادة سوريا الجديدة. لذلك على الكورد ان يعلنوا العفو العام لبعضهم ويعلنوا سياسة تصفير المشاكل وتجميد الايديولوجيات وأن يلتزموا بمبدا// روجآفا اولا// وقبل كل شئ وتحديد الساحات الكوردستانية وآليات العمل وخصوصية كل جزء وحركته السياسية وبناء علاقات كوردستانية على هذا الاساس.
حقا اننا سنواجه تحديات كبيرة وخطيرة اذا لم نلم شمل الكورد ونوحد قرارنا السياسي ونذهب إلى دمشق ونتكلم بقوة المنطق والعقل وفق القانون الدولي والعهود والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والشعوب ونؤكد لهم بأن إنقاذ سوريا يحتاج إلى كل فرد سوري وجميع المكونات لاسيما المكون الكوردي الذي حارب عوضا عن العالم اجمع ضد قوى الظلام والراديكالية وقدم الآلاف من الشهداء من خيرة بناتنا وشبابنا مسجلا بذلك اجمل الملاحم البطولية والتاريخية.
اعتقد ان مطلبنا يكمن في هذين البندين:
1- هو كتابة دستور جديديؤكد على جمهورية سوريا التعددية الإتحادية البرلمانية اللامركزية السياسية.
2- حق تقرير المصير للشعب الكوردي مبدأ فوق دستوري ومصان.
اذا لم يتفق الكورد على هذين المبدأين ، فإنني اعتبرها غدرا لدماء الآلاف من الشهداء للذين ضحوا بانفسهم من أجل ذلك وغدرا للقضية الكوردية التي هي قضية شعب وارض. والتاريخ لايرحم.
وفي الختام اقول بانني لست متفائلا ولامتشائما لاسيما وأن مخاطر حرب أهلية تلوح في الافق هنا وهناك ، وهذا مالا نتمناه، لكنني لم افقد الأمل بالجماهير الكوردية والكوادر الخيرة والمخلصين والوطنيين الشرفاء بأنهم سيدقوا جرس الخطر في آذان القيادة السياسية الحالية عموما ولهم الخيار، إما التقيد بنبض الشارع الكوردي وتحقيق مطاليبه في الحرية والكرامة او انهم سيسقطون واحد تلو الآخر ويتم إحالتهم الى محاكم الشعب.
أما الكاتب ” محـمـد حمگوچـر ” فكتب لنا ما يلي:
قبل التحرك بقليل شاهدت العميد أحمد رحال يفتح بثه المعتاد، ظاهر عليه علامات الغبطة والسرور، مبتسماً، مادحاً (كغير عادته) بإطلاق عملية (ردع العدوان)! مشيدا باسم العملية و مادحا لمن وضع هذا الاسم.
و بدأ بالشرح و فورا خطر لي سبب دهشته هذه ؟ بإعتبار هو دائما من المنتقدين لسلوك المعارضة و الهيئة خاصة. فخطر لي بأنه يوجد شيء جدي و هذا الشخص اليوم مختلف! بمعنى كان موجهاً…
و عندها تذكرت حديث أحمد الجولاني مع أعضائه قبل شهور و هو يقول معركة حلب، و بعد ساعات بدأت العملية و عندما قطعوا عدة بلدات و باتوا على مداخل حلب، تذكرت يوم انسحاب المعارضة من الراموسة و حلب بالاسلوب نفسه! أي تفضل..
ثم تبين مسألة تسلم و استلام و خاصة عندما عبر كل الأطراف عن موقفها بأنها صدفة أو مفاجئة سريعة!!!
الكل استخدموا نفس العبارة و بتكرار! أي أن الكل كانوا متفقين، بما فيهم بشار ، إلى أن صرنا باليوم الرابع و اتضح لي بأنها من إحدى خطط الشرق الاوسط الجديد، خاصة و أن العملية بدأت فور توقيع التفاهم بين لبنان و اسرائيل.
و مستقبل سوريا…
أرى أن سوريا كدولة سوف تُنزع منها كل مقومات الدولة، الدولة التي بإمكانها بناء مؤسسات تدافع عن ذاتها و تكون لها قرار مستقل و سيادي و رأئي في المحيط و الاقليم و العالم، سوف لن تملك كل هذه الاشياء، و سوف تكون مباحة لاسرائيل، إن لم تجبرها اسرائيل لاحقاً لتوقيع عملية سلام.
الباحث الاستاذ : حيـــدر عمــحر
سقوط نظام البعث في دمشق حدث مفرح انتظره السوريون بكل مكوناتهم طويلاً، أو على الأقل منذ 15. 03. 2011. وهنا يبرز سؤال: سوريا الى أين؟ للإجابة على هذا السؤال اقول: إذا عملت السلطة الجديدة وفق ما تعامل ويتعامل الائتلاف السوري مع الكورد، يكون هذ الحدث، أقصد سقوط النظام والأسد، قد اتخذ لنفسه مساراً ربما لا يختلف عما كان عليه النظام بالنسبة الكورد.
ولكن إلى الآن، وهي فترة زمنية قصيرة جداً، أعتقد أن الحكم على توجهات السلطة الجديدة بالنسبة للكورد سابق لأوانه، فلينتظر المرء إلى ان تتوضح المعالم جيداً. ولكن هذ لا يمنع ان يذهب المرء إلى أن السلطة الجديدة ستتخذ خطوات تُرضي الكورد إلى حدٍّما، وقد لمّح الجولاني الى شيء من ذلك، حين خاطب الكورد في حلب في اليوم الثاني من دخولهم إليها محاولاً اطمئنانهم بالنسبة لقادم الأيام.
الدكتور : كاميران حاج عبدو
سقوط نظام البعث والأسد يمكن أن يكون بداية جديدة لسوريا، لكنه ليس الهدف النهائي بحد ذاته. التحدي الحقيقي يكمن في كيفية بناء دولة تحقق تطلعات جميع السوريين، بعيدًا عن الاستبداد والإرهاب، وتهيئ أرضًا خصبة لحرية الفكر والتعبير والمساواة.
الهدف الأساسي هو تأسيس سوريا ديمقراطية علمانية تحترم تنوعها القومي والديني والمذهبي، وتضمن الحقوق والحريات للجميع دون استثناء. تحقيق ذلك يتطلب رؤية واضحة تتجنب الوقوع في فخ الراديكالية الإسلامية أو أي شكل آخر من أشكال التطرف، لأن التغيير يجب أن يكون نحو الأفضل، لا مجرد استبدال استبداد بآخر.
إن بناء سوريا المستقبل يعني أيضًا ترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز مؤسسات الدولة التي تحترم القانون وتضمن العدالة الاجتماعية. هذا المشروع الطموح يتطلب تعاونًا داخليًا واسعًا، ودعمًا دوليًا مسؤولاً لضمان عدم انزلاق البلاد في دوامة الصراعات الأيديولوجية أو العنف.
السوريون يستحقون دولة تكون نموذجًا في المنطقة، دولة تتبنى قيم الحرية والمساواة، وتضمن التعايش السلمي بين جميع مكوناتها من كورد، عرب وسريان-أشور-أراميين؛ دولة تساوي بين المسلمين والمسيحيين واليزيديين. هذه هي سوريا التي يحلم بها كل من يؤمن بالكرامة الإنسانية والعدالة.
الاستاذة أمينـة بيجــو
لقد تلقيت الخبر بفرح وشعور بالحرية طبعاً، ولكن كان متوقعا بعد الاحداث الأخيرة التي بدات بحلب واستمراريتها بسرعة غير مسبوقة. اما نظام الحكم المستقبلي اعتقد سيكون الطريق طويلا جداً، لان اغلب الواجهات الموجودة للمعارضة الأن غير مقبولة من قبل المجتمع السوري. حسب قرائتي للوضع فسوريا متجهة للتقسيم . بداية سيعارضون كثيرا وسيكون هناك دم كثير ولكن بالاخير سيرضخ الكل.
السياسي الكوردي نــوري بريمــو
1- أنّ إنهيار نظام الأسد بالنسبة لسوريا والسوريين هو حدثٌ مفصلي وتاريخي مهم لأنّ سقوطه يعني سقوط طاغً آخر من طغاة العصر و انهدام آخر قلعة من قلاع البعث الشوفيني واقتطاع ذارع آخر من أذرع “محور المقاومة” الذي أيقظ وأشعل مختلف الفتن الطائفية والعرقية في المنطقة وتمدّدَ وتمدّدَ حتى تبدّدَ.
2- بلا شك ستكون لسقوط البعث تداعيات ايجابية داخلية وخارجية كثيرة، وقد لا يخلو الأمر من السلبيات التي قد تعترض السبيل، ونأمل ان تسير الامور صوب بناء دولة الحق والقانون وأن تتشارك كل المكونات السورية في بناء سوريا الجديدة وبنمط حكم تعدّدي ودستور جديد يضمن الحقوق الجميع وان يكون هذا البلد لكافة أطيافه، وللعلم فان نظام البعث الشوفيني بإمتياز قد أبقى القضية الكوردية في سوريا عالقة ومعقدة، ولم يعترف بوجود الشعب الكوردي وحاول طمس هويته القومية منذ بداية حكمه وحتى نهايته، ولم يمنح للكورد أية حقوق وحاول ان يزرع الفتنة بين الكورد وجيرانهم و…الخ.
السياسي الكوردي : عبد الرحمن آبو
أنتقلت سوريا إلى مساحات وفضاءات أخرى أكثر اتساعاّ..وجاء الحل للأزمة السورية باختصاره في عشرة أيام بزحفٍ أبيض نحو العاصمة دمشق بعد أن طالت نحو أربع عشرة سنة من القتل والفتك والتدمير، بمساعدة كبيرة دولية وتحت إشراف الدول الكبرى الذات النفوذ في الأزمة السورية..لفئة الإسلام السياسي..
بعد نجاح عملية زحف سوريا وتحت إشراف الدول الذات النفوذ أعتقد ستؤول الأمور كما الآتي:
1- ترتيب الأوضاع العامة في سوريا..
2- تغيير الرموز السيادية من ( تغيير في اسم الدولة و علم والنشيد الوطني ) كما هو مطلوب دولياً..
3- تحديد فترة انتقالية للسلطة في الجمهورية السورية..وتحديد موعد الانتخابات..
4- خلال هذه الفترة ستضع الدول ذات النفوذ طاولة حوار بين الأطراف لتحديد مستقبل الدولة وهويتها الديمقراطية التعددية اتحادية البرلمانية..
5- انطلاق الحوار بين المكونين الأساسيين الكوردي بوفد واحد وبرنامج واحد ذو شقين وطني وقومي كوردي- والعربي.. وتحت إشراف أممي..وصولا لدولة اتحادية ذات ملامح سياسية وجغرافية..وتحت إشراف و ضغط دوليين..كما حصل في العراق الفيدرالي..
قادمات الأيام ستكون حبلى بالمفاجآت الإيجابية ( أعتقد ذلك جازما ) ..لننتظر..!
الكاتب حنيـف يوســف
سقوط نظام حكم آل الأسد يدشن بداية مرحلة تاريخية جديدة على كل الصعد، يتمنى المرء هنا على كل المكونات السياسية في الداخل والخارج إيجاد افضل الحلول الممكنة لمشاكل البلاد بعيدا عن التعصب والتطرف ونبذ خطاب الكراهية، كل هذا سيأخذ بعض الوقت المهم هنا هو طي صفحة الماضي الأسود وفتح صفحة جديدة تؤسس لعقد اجتماعي وسياسي يوفر لكل المكونات قدرا من العدالة الاجتماعية وتوفير حقوقها بما يتناسب مع القوانين العصرية بشقها الإنساني .
الباحث : زكريا الحصـري
لا يمكن لأي إنسان أن لا يكون سعيدا بسقوط أي دكتاتور وطاغية فما بالك بالكوردي المضطهد مرتين مرة كونه فردا سوريا يطالب بالحرية والكرامة، ومرة أخرى كونه كوردي يطالب بحقوقه المشروعة .
الكورد تعرضوا لظلم كبير وصل لدرجة عدم الأعتراف بوجودهم من – الإحصاء الاستثاني إلى التغيير الديمغرافي وبناء المستوطنات (القرى النموذجية) إلى القوانين والقرارات التي حرمت الكورد من تراثهم وثقافتهم ولغتهم وحتى أعيادهم وكل ما يمت إلى كورديتهم- ووصل قبح النظام إلى درجة الأعتراف باللغة العبرية والعثمانية وأدراجهما في المناهج ومنع اللغة الكوردية .!
إن سقوط نظام الطاغية وفر لنا فرصة تاريخية لتصحيح المسار وبناء حوكمة عادلة قائمة على الأعتراف بحقوق جميع المكونات، ولكن لا أستطيع أن أخفي قلقي وخوفي من تكرار التجربة في المستقبل بتأثير التدخلات الخارجية وفرض أجندات عابرة للوطن ضد حقوق الكورد، وأيضا تأثير أجندات الأسلام السياسي، وعدم قدرة الطبقة الحاكمة الجديدة على التحرر والانعتاق من موروث البعث وما زرعه خلال العقود الماضية من أفكار ك( الحزب الواحد والشعب الواحد واللغة الواحدة والعلم الواحد..)، ويبقى الرهان والأمل معقودا على وعي أبناء هذا الشعب بكافة مكوناتهم، وما قدمه التاريخ من تجارب ودروس بأن مصير كل ظالم وطاغية إلى الزوال مهما طال الزمن.
السياسي الكوردي : عبد الرحمن گلو
لا شك أن سقوط النظام البعثي في دمشق شكّل منعطفًا تاريخيًا مهمًا في مسار سوريا والمنطقة بأكملها. النظام الذي دام أكثر من ستة عقود لم يكن مجرد نظام سياسي؛ بل مثل ثقافة متجذرة، قائمة على القمع والولاء المطلق للسلطة. هذا الإرث الطويل يمثل تحديات كبيرة لأي عملية تغيير في سوريا، إذ من الممكن أن تؤدي تراكمات هذه الثقافة إلى تعقيد التحول نحو الديمقراطية.
رغم كل المخاوف من التحديات والتناحر، إلا أنني أرى أن تضحيات السوريين – من سجون واعتقالات وقتل وتشريد – هي حجر الزاوية لتأسيس سوريا جديدة. هذه التجربة القاسية منحت السوريين إدراكًا عميقًا بأهمية الوحدة والتعايش، وهي فرصة لبناء دولة علمانية ديمقراطية تحترم حقوق جميع مكوناتها، بما في ذلك الكورد الذين كانوا كانوا يعانون من إضطهاد مزدوج مرة لأنهم سوريون ومرة أخرى لأنهم كورد .
على الصعيد السياسي، فإن مستقبل سوريا يعتمد على طبيعة الحكم الجديد وقدرته على تجاوز إرث الماضي وبناء عقد اجتماعي جديد، يشمل الجميع ويعزز سيادة القانون والعدالة الاجتماعية. ينبغي أن يرتكز هذا العقد على الاعتراف بحقوق جميع المكونات الوطنية، ما يضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي ويحول دون العودة إلى دوامة الاستبداد.
أما بالنسبة للشعب الكوردي، فهناك فرصة تاريخية لطرح القضية الكوردية ضمن الإطار الوطني السوري، من خلال دعم صيغة فيدرالية أو حكم لامركزي ضمن سوريا موحدة. هذه الصيغة ليست فقط مطلبًا عادلًا، بل هي شرط أساسي لبناء سوريا المستقبلية التي تعكس تعدديتها وتنوعها الثقافي والإثني.
الكاتب الاستاذ: جــان كـورد
كنا نتوقع أن يحدث هذا في سوريا بعد الذي جرى في فلسطين ولبنان من دمار فظيع، ولأن الظلم عامةً وارهاب الدولة والطائفية وصلت الى حدٍ لا يطاق والكبت يوّلد الانفجار، وقد رأينا كيف أن الثورة الاجتماعية على الفقر والجوع وكل أشكال الفساد عامةً قد شملت معظم مناحي الحياة في البلاد.
إن الظروف المحيطة بسوريا لم تدع للنظام أي فرصة للنجاة سوى الهروب من الشعب.
الكاتب احمـد محمـود
تحياتي ماموستا عنايت ، بدايةً الشكر الجزيل لكم ، على إهتمامكم المدرك بالشأن العام السوري عامة والشأن الكردي خاصة أولاً و ثانياً على ثقتكم بي وإختياري ضمن من أخترتهم في هذا الأستطلاع ، للإجابة على السؤال الأول ، الوارد في الإستطلاع ، أقول : كان حلماً يأسرُ كل حُر ، ما أن تحقق حتى بات الحٍلم نسر ، حقيقة كانت مشاعري مجنونة ، كمن مسه الجن . أما الإجابة على السؤال الثاني المربك في الإستطلاع : فحقيقة لا تبنى توقعات صائبة على حالة ضبابية و مرحلة قلقة تعيشها سورية هذه الأيام ويعيشها الشعب السوري ، ولكن بناءً على تجارب سايقة لدولِ مسّها الربيع العربي ، نرى أن أين ما حط فيها الإسلام السياسي رحله و تسيّد فيها ، تغدو دولةً الحاكمية فيها ليش للبشر أو للمواطنين وبالتالي تبنى على دستورِ مُنزل من السماء ، وأحكامٍ مستوردة من فقهاء القرون الماضية ، ويتحول فيها المواطنون إلى مبايعين خانعين بدل من أن يكونوا بناة أحرار لدولةٍ ديمقراطية ، دولة مواطنة يكون فيها الجميع سواسية دون التفريقة بين مكوناتها ، دولة خالية من الطائفية و المذهبية والقومية المُعنصرة ، حقيقة أقلقني جداً الظهور الأول في دمشق للفاتح أبو محمد الجولاني في المسجد الأموي ، إن تمكن هؤلاء من الحكم في سوريا فنحن أمام المشهد الذي حصل في مصر إبان حكم الأخوان في مصر وتونس ، والشيعة في العراق و لبنان ، ما لم تتدخل الدولة الفاعلة التي كانت وراء هذا الفتح العظيم ، التغير المحتمل في سوريا لن يكون مفيداً ولن تسرُ الخاطر ، إن لم تتشكل حكومة إنتقالية مختارة من العقلاء الفاعلين في سورية وإنتخاباتٍ برلمانية تفضي إلى تشكيل برلمانٍ من الأكاديميين في كافة المجالات ، لتقوم بدورها بوضع دستورٍ للبلاد تكون حقوق المواطن هي البوصلة ، وتثبت فيها حقوق كافة الأطياف والمكونات ، مع ملاحظة إن كان التغير بإرادة السوريين وليس القوى الخارجية الفاعلة ذات الأجندات في سوريا . أستطيع التوسعة أكثر ولكن نزولا عند طلبك ، الإختصار في الإجابة . كل التحية ماموستا عنايت ، مع الأماني والأمال أن نرى سوريا دولة يحلم بها كل سوريٍ حُر و شريف .
الكاتب پييـــر روســـتم
بصراحة شعرت بالقهر، حينما سمعت خبر سقوط الطاغية، القهر من كل هذا العمر الذي “عشناه” في ظل الاستبداد والديكتاتورية وما أذاقنا من ذل وهوان، إن كنا خارج سجون وزنازين أقبية الأمن السوري أو داخلها، بل وحتى هنا في المهجر حيث بات أكثر من نصف الشعب السوري خارج البلاد، خوفاً وهرباً من هكذا نظام مجرم قمعي، أذاق الشعب السوري بمختلف مكوناته كل صنوف القهر والإذلال الجسدي والنفسي حيث تذكرت دفعة واحدة كل تلك الأفرع الأمنية وأقبية زنازينها من حلب لدمشق مروراً ببالونية حمص حيث الرطوبة والقذارة وكل حقارات السجانين وشتائهم وهم ينهالون على الذي يدعى للاستجواب والتحقيق، فهل نحتاج أكثر من ذاك لنعيد كل هذا القهر المخزون في الذاكرة الإنسانية.. فقط سأذكر التالي؛ بأن حينما كانوا يأخذون أحد المعتقلين من منفردته للتحقيق ورغم كل قهرنا في تلك المقابر، كنا نأمل أن لا نسمع صوت صراخه وأنينه وهو يتعرض للتعذيب الجسدي، وكان عودته يعتبر بالنسبة لنا نحن الذين في المنفردات نوع من الخلاص الروحي في إجبارنا على سماع عذابات رفاقنا! للأسف نحن جيل الستينيات والسبعينيات وصولاً لهذا اليوم لم نعرف رئيساً وحكومة غير الأسدية كنظام بوليسي قمعي مجرم، مما يجعلنا نلعن هكذا عمر أمضيناه في ظل هكذا دول استبدادية بوليسية من جمهوريات الرعب.
أما بخصوص القادم؛ نأمل أن لا نبدل دولة ونظام سياسي قمعي أيديولوجي بعثي عروبي بوليسي، بآخر ثيوقراطي سلفي ديني طائفي رجعي؛ يعني ننتقل من مستبد لمستبد آخر، بل أن تتوافق القوى الدولية والإقليمية والمحلية على مشروع دولة وطنية اتحادية ديمقراطية علمانية يكون كرامة الإنسان السوري هو المعيار الأول في شرعية أي نظام سياسي قادم وإلا فإن مأساة الشعب السوري ستطول لأجيال قادمة وبقناعتي هناك نوع من توافق إقليمي ودولي بأن يكون النظام القادم هو لا مركزي ذات أقاليم عدة وهو أنجع الحلول بقناعتي وتتلائم مع الطبيعة الديموغرافية للشعب السوري حيث التنوع الثقافي الديني الإثني ولذلك من الأفضل الاتفاق على دولة فيدرالية علمانية ديمقراطية.
الكاتب ادريــس عمــر
كنت اتابع بشغف التطورات التي حصلت في الأيام الأخيرة بسوريا كوني كوردي سوري ويهمني وضع البلد والنظام الذي عانينا منه كثيرا نحن الكورد وانا شخصيا كنت مواطن مجرد من الجنسية وفصلت من الدراسة لاسباب سياسية وسجنت في ظل نظام البعث ٤ سنوات في عز شبابي قضيتها في سجن صيدنايا العسكري لذا وقع خبر سقوط الطاغية علي كان مؤثرا جدا وتعتبر من اجمل ايام التي عشتها في عمري .
اما بالنسبة لسوريا الجديدة رغم التخوفات والحذر ومعرفة العقلية السائدة في منطقة الشرق الاوسط فاعتقد انها ستكون افضل في كل الاحوال من سوريا البعث وحكم الحزب الواحد والعائلة الواحدة . ويفترض ان تكون القوى السياسية السورية تعلمت واخذت العبر والدروس من ماجرى للانظمة الدكتاتورية بعد ثورات الربيع العربي وبالتحديد ماحدث في سوريا من مجازر وكوارث لم يشهدها البشرية من قبل. لذا يجب على النخب السورية ان لا تكرر ماجرى من اخطاء وانكار الاخرين والاستفراد بالسلطة مرة اخرى وان يساهموا جميعا في بناء سورية ديمقراطية حرة لجميع ابناءها.
السياسي الكوردي : جلال منلا علي
منذ اكتوبر العام الماضي ومع شن إسرائيل الحرب على الاذرع الايرانية في المنطقة وما آلت إليها من نتائج مدمرة بالقضاء على النفوذ الايراني في غزة ولبنان وسوريا وما احدثت من متغيرات في بنى ومعالم الجغرافية السياسية وتأثيراتها المباشرة في اضعاف النفوذ والتمدد الإيراني وتفكك بناها بدأنا نشعر بأن أمر ما سيحدث في الخارطة الجيوسياسية وتبدل في ميزان القوى الإقليمية في المنطقة عموما الى جانب نجاح ترامب في الانتخابات الامريكية الأمر الذي أدى بمجموع هذه العوامل إلى تسارع الاحداث في سوريا والتي تكللت بسقوط نظام الأسد في وقت قياسي ومفاجئ.
باعتقادي أن المفاجأة الكبرى جاءت على يد الجولاني والتي تستدلل على وجود تفاهم امريكي – اسرائيلي بإنهاء نظام الأسد وإسقاطه وما يدلنا أكثر هو تبدل الخطاب السياسي من التطرف إلى المرونة والاعتدال على الأقل في ظاهره لدى هذه الجماعة.
وبناء عليه بدأت ثورة السوريين الآن بإسقاط رموز النظام وزبانيته إلا أن منظومته الفكرية والسياسية لم تسقط بعد وما زالت سلوكياته المتجذرة في نفوس البعض افرادا وجماعات من هذه الجهة أو تلك تلقي بظلالها كهواجس وتحديات على عاتق السوريين جميعا وخاصة المؤمنين بأسس التعايش السلمي وإحترام حقوق الآخر..
وبالتالي وبالرغم من فرحة السوريين العارمة في هذه اللحظة التاريخية من أن تختطف فرحة الأمل بسوريا الجديدة التي طالما انتظرناها عقودا من السنين لصالح فئة داخلية متربصة أو جهة خارجية بعينها مستهدفة وحدة الشعب السوري ومتجاهلة أسس العيش المشترك بسلام وحرية وخياره في تقرير المصير وبناء سوريا الجديدة ..
بالتأكيد تواجهنا تحديات عدة من الآن فصاعداً كأفراد ومكونات مجتمعية وتيارات سياسية – فكرية مختلفة في بناء سوريا الجديدة وبصيغ تشاركية لهوية وطنية جامعة دونما تمييز وهيمنة لأحد على الآخر ..!
فهل يمكن لنا جميعاً تدشين هذه المرحلة العصيبة كي تستكمل المهام والمسؤوليات وكي لاتفارق الفرحة أياً من السوريين وتبقى؟ نعم نحن أمام تحد أساسي وهو بناء سوريا كوطن للجميع تسود فيه قيم الحق والعدل والسلام والحرية والا فإننا نشهد اجالا أخرى من الصراع وعدم الاستقرار..!
الكاتب الاستاذ : ابراهـــيم اليوســف
تلقيت نبأ إسقاط رأس النظام بغبطة وفرح كبيرين، فهو حدث يمثل انفراجاً بعد عقود من القمع والاستبداد. لكن الواقع يشير إلى أن النظام ما زال مستمراً ببعض رؤاه وآلياته وأدواته،ما يجعل الوضع غامضاً وغير محسوم.
أجل.سررتُ بالإعلان عن سقوط النظام الذي كتبت ضده عقودا، لكنني متوجس من بعض أدوات التغيير التي بدأت بصلاة في جامع وليس ببيان في البرلمان، ما يعكس غياب مشروع سياسي واضح. أمامنا كسوريين وككرد، مهمات جسيمة تتطلب العمل المشترك دون أن تخطفنا لحظة الفرح لتسليم رقابنا لمقصلة جديدة، عبر الوقوع فريسة لخدعة قد تتم، وهذا للتنبيه والحذر ليس إلا.
مكان المقاتلين يجب أن يكون في الجبهات والثكنات، وليس إدارة مستقبل البلاد. سوريا لا يمكن أن تستقر إلا بإنشاء دولة علمانية، وهذا يحتاج إلى عاملين أساسيين:
- أصحاب المشاريع الواقعية الذين خططوا لإسقاط النظام وكانوا وراء تسليم النظام المدن الواحدة تلو الأخرى للهيئة.
- السوريون بمختلف مكوناتهم، والكرد بينهم كشعب أساسي وثاني قومية في البلاد.
على أي حال؛
علينا أن نكون يقظين، يداً بيد، لبناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة.
مصطفى جمعة
رئيس حركة البناء الديمقراطي الكردستاني – سوريا
في ظل هذه التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، ككوردي سوري، كيف تلقيتم نبأ سقوط انهيار النظام البعثي في دمشق؟ وما هي توقعاتك بشأن مستقبل سوريا في ظل الحكم الجديد وآفاق التغيير المحتمل في دمشق
في البداية لا بد من الإشارة الى أن انهيار النظام البعثي الفاشي قد أسقط معه كل المرتكزات الأمنية والعسكرية والإجرامية لنظام حكم بالإكراه والقمع والاعتقال ، وتحكم برقاب الناس وكل مفاصل الحياة العامة للمجتمع السوري على مدى أكثر من خمسة عقود عانى فيه السوريون من الطغيان والاجرام والتنكر لحقوق مكونات الشعب السوري الفردية والجماعية .
نحن نفرح لهذا السقوط ، ومن حق كل السوريين أن يفرحوا لزوال الديكتاتورية وزوال أجهزته القمعية التي جثمت على صدورهم طوال العقود الماضية ، ولكن الفرحة ستكتمل أكثر عندما يشعر المواطن في قرارة نفسه أن ما عانوه لن يعود مجددا في ظل التغيير الحاصل ، وأن من سيطروا على الدولة سيتصرفون في إطار الدستور والقانون .
في الحقيقة وبعيدا عن الرؤية الضيقة والموقف المسبق من جهة إسلامية كانت موضوعة على لائحة الإرهاب الدولي ، فإن هذه الجهة (هيئة تحرير الشام) والمتحالفين معها يتصرفون حتى الآن بطريقة سلسة وموزونة ، ويحاولون أن يظهروا بمظهر المحررين والمهتمين بشؤن الناس ومصالحهم ومستقبلهم كما يتطلبها الوضع العام والظروف الناشئة ، ومعظم القرارات والمواقف مقبولة حتى الآن ، وكنا سننظر الى المستقبل بنظرة شؤم لو أن القائمين لم يعلنوا مرحلية الحكومة الجديدة والإدارة لوقت محدد .
في كل الأحوال سوريا ما بعد الطاغية لن تكون كذلك بعد التغيير . سوريا الجديدة عليها أن تبدأ بمسيرة التغيير والبناء والديمقراطية على أسس حديثة وحضارية ، منطلقها الحرية والعدالة والمساواة ، ليتم بناء دولة الحق والقانون ، بعقلية منفتحة ومستجيبة لشروط المرحلة . وإن سوريا القادمة يجب أن تكون دولة اتحادية ديمقراطية تعددية ، تُحترم فيها حقوق كل المكوّنات والفسيفساء القومية والطائفية دون تمييز ، دولة تكون المواطنة المتساوية أساساً لها .
يهمنا أن تغادر سوريا الجديدة مواقع العنصرية والحقد والشوفينية ونفي الآخر ، بل عليها أن توفر أرضية الحوار والتفاهم على شكل الدولة ومستقبلها الذي لازال محفوفا بالمخاطر . فسوريا على أعتاب مرحلة تاريخية مفصلية تحتاج جهود جميع أبنائها ومكوناتها وفق معايير التطور البشري والحضاري وأسس بناء الدول المدنية العصرية حتى تتعافى سريعا ، والخوف فقط أن من استلموا السلطة أن لا يتماشوا مع المطلوب الملح وأن يسيئوا التصرف ويدخلوا في متاهات الفتاوى التي لا تتوافق وصيرورة المستقبل المنتج والهادئ .
وباعتبار سوريا تتكون من قوميتين رئيستين ومكونات قومية وطائفية كثيرة ، فإن كتابة دستور جديد يجب أن تتضمن الإشارة الى الجميع وتثبيت حقوقهم لأن البحث في مستقبل سوريا يعني الوقوف على مستقبل الجميع وهذا لن يحدث الا بإزالة المخاوف والغبن التاريخي الذي لحق بهم عبر التطمينات السياسية من الان .
وأرى أن القوى والكيانات السياسية السورية عليها سريعا إظهار تضامنها مع الحقوق الأساسية لهذه المكونات ، وقبول حق الشعب الكردي في تقرير مصيره في ظل سوريا ديمقراطية اتحادية ووفق العهود والمواثيق الدولية .
وهنا أدعوا كل أطراف الحركة الكردية إلى إجراء حوار داخلي كردي لا يؤدي فقط إلى بناء مرجعية سياسية قادرة على إدارة شروط هذه المرحلة وآليات التعامل والتواصل الداخلي والخارجي ، بل تشكيل رؤية جديدة للإدارة المستقبلية والمؤسسات والاقتصاد والأمن أيضا .