ريبورتاج مفصل عن الندوة التي نظمتها لجنة السلم الأهلي في عامودا للسيد كبرائيل موشي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الديمقراطية الآثورية

(عامودا – ولاتي مه – شفيق جانكير) نظمت لجنة السلم الأهلي في مدينة عامودا بتاريخ 13/8/2011 ندوة سياسية جماهيرية مفتوحة للسيد كبرائيل موشي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الديمقراطية الآثورية, في إحدى الساحات العامة في المدينة و حضرها المئات من أبناء مدينة عامودا من كافة الشرائح.

بعد الترحيب به من قبل اللجنة المنظمة والوقوف دقيقة صمت تكريما لأرواح شهداء الوطن, بدأ السيد كبرائيل موشي السلام على الحضور باللغات الثلاث الكوردية والسريانية والعربية, وترحم باسمه وباسم الحضور على شهداء الوطن الذين قضوا في الانتفاضة المباركة, ومن ثم توجه بالشكر الجزيل الى رئيس وأعضاء لجنة السلم الأهلي في عامودا, على دعوتهم له الى اللقاء.

ومن ثم بدأ بمداختله التي تحدث فيها بشكل موسع حول التطورات و الأحداث الجارية في الساحة السورية واستعرض أسباب التي أدت الى انتفاضة الشعب السوري, ورد فعل النظام العنفي في مواجهتها , و تطرق ايضا الى مؤتمرات المعارضة وآرائها حول مسألة التدخل الدولي, وتحدث عن موقف المسيحيين بشكل عام وموقف المنظمة الديمقراطية الآثورية من الانتفاضة, وكذلك مواقف الدول الإقليمية وبالأخص تركيا من الثورة وكذلك الموقف الدولي , وتطرق أيضا الى علاقات المنظمة مع أحزاب الحركة الكردية وموقف المنظمة من حقوق الأكراد والقوميات بشكل عام .
وبعد انتهاء الكلمة  فتح باب الأسئلة التي قدمت له على قصاصات من الورق, حيث أجاب عليها بشكل مفصل.

وفيما يلي نص الكلمة الطويلة التي ارتجلها السيد كبرائيل موشي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية :

” اخوتي الحضور ليس خافيا عليكم باننا في هذا الوطن الحبيب نمر في أزمة, هذه الأزمة تتفاقم باستمرار مع تصاعد الحراك الشعبي المتمثل بالانتفاضة الشبابية السلمية.

كلكم لم يفاجأ بانطلاق هذه الانتفاضة في أكثر من مكان , وربما النظام هو الوحيد الذي تفاجأ بها, ومرد ذلك يعود الى ان بلدنا سوريا منذ خمسة عقود أي منذ انقلاب البعث 1963 وانا أرجعها الى ابعد من ذلك , الى أيام الوحدة بين سوريا و مصر, ليس اعتراضا على الوحدة وانما اعتراضا على مسألة إقامة منظومة الأمن والاستبداد في ربوع بلادنا بعد ربيع ديمقراطي قصير.

الأزمة في سوريا جذورها تعود الى خمسة عقود خلت, حيث عانى شعبنا السوري بمختلف أطيافه القومية والدينية والسياسية من نظام استبدادي شمولي, ألغى الحياة السياسية وغيب الحريات وألغى كل مظاهر الاجتماع في المجتمع السوري بكل التنوع, والذي من المفترض ان يشكل الغنى والثراء للمجتمع, وفرض علينا منظومة أمنية والتي كانت سببا للأزمات التي كانت وراء الاحتجاجات وان تأخرت عدة عقود.

لو عدنا قليلا الى الوراء نجد ان احتكار حزب البعث وعبادة الفرد في المجتمع وتغييب الحياة السياسية وتحالف منظومة الأمن والاستبداد والمال الذي أنتج مسألة الفساد والإفساد في المجتمع, أدت الى انهيار الكثير من القيم التي يزخر بها المجتمع السوري كانت وراء الاحتجاجات الشعبية السلمية, طلبا للحرية والكرامة والديمقراطية , هذه الانتفاضة ربما انها تأخرت لمدة طويلة لكن عوامل التوتر والاحتقان والتي كانت من المفترض ان تندلع قبل عشر سنوات مع تحويل الجمهورية السورية الى جمهورية وراثية.

ربما اذا تطلعنا الى أسباب هذه الانتفاضة او أسباب الانتفاضات الأخرى التي قامت في تونس ومصر ودول أخرى كانت أيضا قضية التوريث في الجمهوريات حاضرة, وأيضا فقدان الثقة بالمستقبل بين شريحة الشباب, مع انتشار وزيادة معدلات البطالة والفقر ووصولها الى معدلات غير مسبوقة .

من ناحية ثانية انعدام الثقة بوعود السلطة وعن عزمها بإجراء إصلاحات , مع الأسف خلال 11 سنة لم تقم السلطة بأي إصلاحات ولم تستجب للمطالب التي تنشدها الجماهير, تارة بحجة الظروف غير المناسبة وتارة أخرى بحجة الضغوط الخارجية وغيرها, لكن كلنا يعرف ان هذه المنظومة الاستبدادية لا تريد إصلاحا ولا تستطيع ان تقوم بالإصلاح لان أي إصلاح يعني انهيار هذه المنظومة .

كان من الطبيعي إزاء هذا الواقع ان يبادر الشباب السوري باخذ زمام المبادرة, ومنذ 15 آذار الماضي, فتح الشباب السوري صفحة جديدة, وقرر ان يحقق بيده التغيير الديمقراطي بعد ان يئس من الوعود المتكررة من قبل السلطة , هذه الحالة قابلت مواجهة عنيفة وقمعا بدأ من درعا ثم انتشر في المدن الأخرى من سوريا وانتقلت مطالب الحريات والإصلاح الى رفع سقف المطالبة بالتغيير والديمقراطية , علما ان هذا لم يكن جديدا حيث كان من مطالب إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي – الذي يضم كل الطيف القومي والسياسي – منذ عام 2005, ولكن جوبهت كل محاولات المعارضة التقليدية بالعنف والاعتقال والقمع .

مع تطور الحراك الشبابي السلمي في البلاد الذي شمل معظم المدن والبلدات السورية فان السلطة اعتمدت خيارا وحيدا هو قمع هذا الحراك على الرغم من بعض الاصلاحات الشكلية التي لم ترضي تطلعات وطموحات الشعب السوري في التغيير الوطني الديمقراطي خصوصا بعد إراقة المزيد من الدماء بعد ان وصل عدد الشهداء الى الآلاف والمعتقلين الى عشرات الآلاف وبعد ان تم اقتحام المدن ونزل الجيش الوطني في معركة خاسرة مع الشعب السوري..

ان الشعب السوري المنتفض في كل انحاء سوريا الذي اختط طريقه بنفسه بشجاعة نادرة وبعد ان خلقت الدماء التي اريقت هوة عميقة ما بين الشعب والنظام , انه لن يتراجع عن مطالبه في تحقيق تغيير ديمقراطي وبناء دولة ديمقراطية مدنية يتم فيها تداول السلطة سلميا وبشكل ديمقراطي , وايضا نرى ان السلطة ليس لديها سبيلا إلا استخدام الحل الأمني وحتى الحوارات التي أطلقتها او ما سمي باللقاء التشاوري هي من انقلبت على نتائجها … من هنا فان هذا الحل الأمني الذي لا زال مستمرا وعلى الرغم من ان الشعب السوري كان عاريا ومكشوفا دون أي تأييد دولي, وقام بانتفاضته من اجل مطالبه الوطنية وتحقيق التغيير الديمقراطي السلمي, هذه الانتفاضة افتقرت الى الدعم الدولي باستثناء الشعوب على العكس من الثورات التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا , لكن إصرار الشباب وإصرار الشعب على المضي في مطالبه الى النهاية دفع واجبر المجتمع الدولي للاصغاء الى مطالبنا , وما نراه اليوم هي محصلة لتضحيات الشعب السوري , ونجد في المقابل ان السلطة من خلال اعتمادها الحل الأمني كخيار وحيد في التعاطي والتعامل مع المطالب المشروعة للشعب السوري نجدها تستدرج المسألة السورية الى التدويل والى التدخل الخارجي .

العنف والقمع وقتل الشعب السوري هو الذي اجبر المجتمع الدولي ودول الجوار على التخلي عن مواقفها المتحفظة , واضحت قضيتنا في بؤرة الاهتمام العالمي وهذا ربما يشعر البعض من وجود مخاطر, للتأكيد نحن في المنظمة الاثورية الديمقراطية وفي المعارضة الوطنية لا نرغب باي تدخلات خارجية في شؤوننا الوطنية لا بل نريد نحن السوريين ان نعالج هذه الأزمة السورية المعقدة.

بالتأكيد كلكم يعلم ان ما تعيشه سوريا ليست كما تقول دعاية النظام من وجود مندسين او سلفيين او مؤامرة خارجية او غير ذلك من مقولات نسمعها في الإعلام الرسمي او الإعلام الموالي له .

المشكلة في سوريا هي مشكلة سياسية بامتياز وحلها لا يكون إلا بحلول سياسية, والمشكلة في الحقيقة هي ابعد واعمق من اصلاحات شكلية او مراسيم او قوانين, المشكلة تكمن اليوم في ضرورة تفكيك منظومة الاحتكار والاستئثار التي تقودها المنظومة الأمنية التي جعلت من نفسها فوق القانون والدستور.

ما الجدوى من إصلاحات ومراسيم وقوانين لن تجد طريقها الى التطبيق, اذا كان المسؤول عنها فوق القانون والدستور.

من هنا نقول ان الحل اليوم يتطلب اجتهادا يتطلب ابداعا سوريا خالصا يقود البلاد ويحميها من الانجرار الى الفوضى ويحفظ وحدتها الوطنية ويجنبها خطر الوقوع في مشكلة الفتن والنزاعات الأهلية, وهذا لا يمكن ان يتم الا اذا تم تقديم تنازلات من النظام حصرا وليس من اطراف المعارضة او من القوى التي تتظاهر كل يوم من اجل تحقيق مطالبها, لانه هو الذي يملك القوة اليوم, هو الذي يمتلك كل شي, هذه التنازلات تستدعي وقبل كل شي التخلي عن حديث المؤامرة والاعتراف بالأزمة وعمقها, فبلدنا لا يحتاج الى مؤامرة, صحيح لايمكن ان ننكر ونتجاهل ان هناك مصالح خارجية تحاول ان تستغل الاحتجاجات لكن الاستبداد بقناعتنا هو المؤامرة على الشعب و تطلعاتها, ايضا وجود اشخاص غير مسؤولين في الاجهزة الامنية والحزبية هو بحد ذاته مؤامرة على الشعب وتطلعاته .
نحن كمنظمة آثورية ديمقراطية وباعتبارنا ايضا جزءا من اعلان دمشق نرى أن الحوار والحلول السياسية هي المدخل الأساسي لحل هذه الأزمة لكن قبل ان يتم اي حوار جاد لابد من توفير المناخات المناسبة من اجل انجاح هذا الحوار وهذه المناخات لا يمكن تحقيقها الا ان تبادر السلطة اولا وقبل كل شي التخلي عن الحل الأمني وإيقاف آلة العنف المتنقلة في كل المدن والبلدات السورية, واعادة الجيش الى ثكناته والحد من تدخل الأجهزة الأمنية في حياة المواطنين, و السماح للتظاهر السلمي دون اي قيود, واطلاق الحريات العامة بما في ذلك حرية العمل السياسي , ومحاسبة ومحاكمة القتلة سواء اكانو مدنيين او عسكريين او رجال امن وذلك بتشكيل لجنة تحقيق حرة ونزيهة لمحاكمتهم محاكمة عادلة ونزيهة, و السماح بعودة المنفيين عودة كريمة وآمنة الى وطنهم, السماح بالحريات الإعلامية, وتخليصه من خطاب التحرير الطائفي الذي يستجر الى الفتن, والسماح لكل اطياف المجتمع سواء في السلطة او في المعارضة للتعاطي مع هذا الاعلام لأنه ليس ملكاً لحزب او لسلطة وإنما نحن كلنا كسوريين نمول هذا الاعلام من خلال الضرائب التي ندفعها للدولة وبالتالي فهو ملكنا على قدر المساواة مع الحزب الحاكم, و السماح للاعلام الخارجي ولجان التحقيق الدولية الدخول والعمل في البلاد والسماح بعودة النازحين دون اي مساءلة او محاكمة.

لا شك ان هذه المناخات من شأنها ان تثبت شيئا من حسن النوايا وان كانت الأمور مع تصاعد الانتفاضة باتت تدخل منحى خطيرا, خصوصا مع اقتحام المدن واجتياحها بعد حماة ودير الزور والبوكمال وحمص ومؤخرا اللاذقية , حيث ترتكب الكثير من اعمال العنف التي نستنكرها وندينها كلياً , ان هذه النوايا الحسنة لا بد أن يتمخض عنها عقد مؤتمر وطني شامل, هذا المؤتمر من شأنه أن يرعى مسارا تفاوضيا حقيقيا تشارك فيه جميع القوى الوطنية بسائر توجهاتها القومية والسياسية ومن سائر المحافظات السورية, وقبل كل شيء ممثلين عن الحراك الشبابي الذي ينشئ في التظاهرات والأعمال الميدانية , هذا المؤتمر يناط فيه مهمة أساسية هي وضع أسس وآليات الانتقال من دولة الاستبداد الى دولة مدنية ديمقراطية, تقوم على أساس التداول السلمي, دولة الحق والقانون والمؤسسات, و من مهام هذا المؤتمر إرساء مشروع وطني للمصالحة الوطنية دون نسيان منطق المحاسبة لكن دون الانجرار الى منطق الثأر اذا كنا نريد لدولتنا العتيدة او لسوريا الجديدة دولة مبنية على الاستقرار في المستقبل.

بالتأكيد من مهام المؤتمر ايضا تشكيل اطر سياسية تقود المرحلة الانتقالية ومن مهامها صوغ دستور عصري جديد يقر بالتعدد القومي والسياسي والثقافي في البلاد, هذه المرحلة الانتقالية التي سينبثق عنها, ربما حكومة مؤقتة لقيادتها وعرض الدستور على الاستفتاء وتشكيل هيئة تأسيسية من شانها وضع البلاد على طريق الأمان, بدلا من شيوع الفوضى في مفاصلها, وبهذا يمكن الحفاظ على المؤسسات الوطنية حتى لا يحدث اي فراغ سياسي او دستوري في السلطة .

إننا كمنظمة آثورية ديمقراطية منذ بدء الحراك الشعبي ومنذ بدء الانتفاضة الشعبية السلمية للشعب السوري وقفنا مع هذه الانتفاضة داعمين ومساندين, موقفنا هذا جاء منسجما مع مبادئنا وتوجهاتنا وبرنامجنا السياسي و انحيازا الى مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية, واستعادة الكرامة الانسانية التي انتهكت على مدى اربعين عاما , و جاء تعبيرا عن وقوفنا الى جانب الحق, من هنا جاءت مشاركتنا وانخراطنا في هذه الانتفاضة سواء على مستوى سوريا او على صعيد فروعنا في المهجر من خلال المشاركة وفق امكاناتنا في التظاهرات, وكذلك من خلال المواقف السياسية المواكبة لهذه الحالة.
سأنتقل للحديث قليلا حول رؤيتنا كمنظمة قومية اثورية ديمقراطية.

ربما الكثير منكم لا يعرف عن هذه المنظمة سوى معلومات قليلة, ايها الاخوة, المنظمة الاثورية الديمقراطية تأسست في مدينة القامشلي في 15/تموز1957 وليست صدفة انها تأسست بعد شهر من تأسيس أول حزب كردي.

المنظمة الاثورية الديمقراطية تنطلق من وحدة الشعب السرياني الاشوري, حيث ترى ان هذا الشعب بكل طوائفه وتسمياته من السومرية والكلدانية والبابلية والاشورية والآرامية والسريانية انما هو نتاج منظومة ثقافية لغوية حضارية انسانية واحدة وتعمل من اجل نيل الاعتراف الدستوري به بوجود هذا الشعب كشعب أصيل في وطنه وفي بلاد ما بين النهرين العراق او سوريا التي استمدت اسمها من اسمه وتعمل على الاعتراف الدستوري به كشعب أصلي ونيل كافة حقوقه واعتبار ثقافته ولغته السريانية الثقافية لغة وطنية على الصعيد الوطني.

المنظمة الاثورية الديمقراطية منذ بدء تأسيسها ربطت النضالين القومي والوطني معا ورأت فيها ترابطا جدليا , اذ لا يمكن ان ينال شعب حقوقه الا من خلال حل وطني شامل يقر بحالة التعدد والتنوع القومي في البلاد وضمن وحدة البلاد ارضا وشعبا .

المنظمة الاثورية الديمقراطية تدعو الى حيادية الدين عن السياسة وتدعو الى اقامة دولة علمانية ديمقراطية لانها ترى قيمة العلمانية والديمقراطية شرطان متلازمان لا يمكن تحقيق الاخر بمعزل عن الاخر وفي هذا تضمن عدم وجود التمييز سواء على اساس طائفي او قومي وضمان للحقوق لكافة شرائح المجتمع السوري و تحفظ بقناعاتها العلمانية للاديان مكانتها السامية والاخلاقية العالية في نفوس الجميع, كما انها ترى في الدكتاتورية امتهانا لكرامة الانسان وخطرا على حياة الافراد والجماعات وتهديدا لوجوده, لذلك منذ انطلاقتها اكدت على الديمقراطية كمبدا ومازالت تسير على هذا النهج , تعتمد في نضالها الوطني على الوسائل السلمية الديمقراطية من اجل الوصول الى اهدافها على الصعيد الوطني, و ترى ان مسائل الشراكة والاخوة بين كافة مكونات الشعب السوري هي قضايا اساسية تناضل من اجلها, من هنا فانها في مقاربتها للمسالة الوطنية السورية تنطلق من اعتبار سوريا بحدودها الراهنة المعترف بها من الامم المتحدة وطنا نهائيا لجميع السوريين وتعمل مع كافة القوى الوطنية على بلورة هوية وطنية سورية وإعادة الاعتبار للرابطة الوطنية السورية من خلال بلورة هوية وطنية عصرية تنهل من الواقع وحالة التعدد القومي والديني واللغوي والثقافي الذي نعتبره عامل قوة واثراء وطني بدلا من ان يكون عامل تمزيق للوحدة الوطنية ولنسيجنا الاجتماعي .
على صعيد العلاقات مع القوى الوطنية في سوريا لقد بنت المنظمة الاثورية الديمقراطية علاقات وثيقة ومتميزة مع احزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا هذه العلاقات بنيت على اساس الاحترام المتبادل وعلى اساس مصالح الشعبين, والمعاناة والحرمان التي يجمعنا , ومن اجل المطالبة بحقوقهما المشتركة وحل قضية الشعبين حلا وطنيا ديمقراطيا عادلا , من هنا نؤكد على  وحدة المصير وقضية العلاقة مع الاحزاب الكردية وعلاقة الشعبين الاشوري السرياني والشعب الكردي, هي علاقة مصير تنطلق من ضرورات الحاضر والتطلعات المشتركة لكلينا , هذه العلاقات نسعى دائما الى تطويرها وتحسينها بما يخدم مصلحة الشعبين وبما يعزز مسار الديمقراطية وترسيخ اسس الوحدة الوطنية في البلاد, وبنت المنظمة ايضا علاقات مع كافة القوى والشخصيات العربية انطلاقا من فهمنا المشترك لحل القضية الوطنية السورية وبناء نظام ديمقراطي يقر بالحقوق المتساوية لجميع المواطنين السوريين هذه العلاقات نسعى لنكون فاعلين فيها .

ان مشاركة المنظمة الاثورية الديمقراطية في المظاهرات وموقفها الداعم والمساند للانتفاضة السورية لا يحجب حقيقة اخرى وهي ان هناك الكثيرون من ابناء شعبنا السرياني الاشوري والمسيحيون عموما في سوريا وهذا ربما يكون حال معظم الاقليات القومية والدينية في سوريا وربما شرائح واسعة من الاغلبية العربية هذه الحقيقة تقول بان التفاعل مع هذه الانتفاضة مازال دون المستوى المطلوب ومازال ضعيفا, قد يتسائل البعض عن السبب وراء ذلك, الحقيقة ان النظام في سوريا من اجل تامين الهيمنة والسيطرة والاستبداد والاحتكار سعت الى اقامة جدران كثيرة بين ابناء المجتمع, و بالنسبة الى المكون الاشوري والمسيحي اقول ان الاحجام او ربما التردد يعود الى عوامل عديدة: منها الشعور بالنزعة الاقلوية والارث التاريخي بالشعور بالاضطهاد والحرمان, وهي ترجمة لحالات الضعف, و الذاكرة الجمعية لابناء شعبنا لم تفارقها بعد مسائل الاضطهاد ومسائل الابادة الجماعية التي تعرض لها في بدايات القرن الماضي على ايدي الاتحاديين الاتراك , و الاضطهادات التي جرت في العراق منذ ابريل عام 1933 وفي سوريا وغيرها والانفال كما جرى لمعظم ابناء الشعب العراقي الذي ذاق الامرين من الاستبداد و مازالت هذه الاحداث تحتل ذاكرة الكثيرين من ابناء هذا الشعب لكن الذاكرة القريبة هي الانقى من كل هذه الذواكر, حيث منذ احتلال العراق 2003 كان هناك في العراق اكثر من مليون اشوري ومن المسيحيين لم يبقى منهم بعد ثمان سنوات من الاحتلال سوى 400 الف هؤلاء تعرضوا للخطف والقتل ليس لشئ الا لاستهدافهم من منطلق هويتهم الدينية والقومية طبعا لا ننكر ان العراقيين جميعا دفعوا اثمانا للارهاب الاسود .

لقد تعرضت كنائسهم للتفجير وتعرضت ممتلكاتهم للاعتداء والمصادرة وغير ذلك, هذه الذاكرة تدفع البعض للتردد والاحجام, وكذلك ثقافة الخوف التي زرعها النظام الامني في كافة مفاصل المجتمع السوري, وهذه ليست خاصية تتعلق او ترتبط بالمسيحيين وحدهم وانما تشمل جميع ابناء سوريا وربما من الفضائل الأساسية لهذه الانتفاضة المباركة هو انها حطمت جدران الخوف هذه, ربما تعتبر الفضيلة الاهم والتي دفعت السوريين الى الخروج لمواجهة القمع بصدورهم العارية من اجل تحقيق مطالبهم, ايضا الخشية والخوف من مجيء بديل اسلامي متطرف, مما يعني لدى البعض استبدال استبداد باستبداد اشد وطأة عليهم .

هذه جملة من العوامل التي ربما تعتبر عاملا من عوامل التردد والاحجام عند هذا المكون الاشوري السرياني المسيحي, ويجب ان لا نستهين بهذه العوامل و هي هواجس حقيقية يجب علينا جميعا تفهمها لكننا على قناعة تامة بانه مع تطور الحراك الشعبي فان الشعب الاشوري والمسيحي بالتاكيد سيتخلى عن تردده ولن يتردد في تطلعاته الى الحرية والكرامة والديمقراطية, اسوة بجميع السوريين وسيكون له دوره وسيتجاوز كل عوامل التردد والاحجام الذي حاول النظام زرعها, لاسيما في نفوس الاقليات واظهار نفسه بانه هو الحامي لها وانه الضمانة لوجودها ومستقبلها.

نحن نقول من هذا المنبر ان الضمانة الأساسية للاشوريين والمسيحيين الذين عاشوا على هذه الارض منذ الاف السنين, ليس نظام الاستبداد وليس فردا انما الضمانة الحقيقية في الشراكة والتفاعل مع ابنائهم , الضمانة الحقيقية هي الدولة الديمقراطية العلمانية دولة المواطنة دولة الحق والقانون والمؤسسات التي تقوم على اساس العدالة والمساواة والشراكة الوطنية الكاملة بين جميع مكونات المجتمع .
منذ بدء الانتفاضة حاول النظام من خلال اختراع قصص المندسين والتكفيريين والارهابيين والاصوليين او السلفيين او غير ذلك وتكرار الحديث عن المؤامرة وغيرها كتبرير لاستخدام العنف المفرط اتجاه حركة الاحتجاج السلمية في سوريا, ابراز مخاوف عند كافة ابناء الشعب السوري لكننا اليوم مع دخولنا الشهر السادس لهذه الانتفاضة تزداد هذه المخاوف لسببين: الخشية من الانجرار الى اعتماد العنف المضاد او الخشية من تكثف التدخلات الدولية في شؤوننا الداخلية الحقيقة, ان الانتفاضة السورية وعلى مدى خمسة اشهر ماضية حافظت على سلميتها وبرأينا تعتبر هذه الانتفاضة من أرقى وانبل الانتفاضات التي قامت في دول المنطقة وقيمتها هذه تنبع من سلميتها وحفاظها على هذه السلمية وعدم الانجرار الى اي شكل من اشكال العسكرة او اللجوء الى العنف المضاد بالرغم من افتقارها الى شكل من اشكال الدعم والتضامن سواء على الصعيد الاقليمي او الدولي, لكن هذه السلمية دفعتها اشواطا الى الامام وجعلت السوريين في كل بلدة ومدينة ينتفضون ويتبنون نفس المطالب, ايضا قيمتها تنبع من شموليتها لتشمل كل البلدات والمدن ومن مشاركة جميع مكونات السشعب السوري فيها, عربا واكرادا واشوريين, مسيحيين ومسلمين ويزيدين, الكل رأى نفسه في هذه الانتفاضة ورأى انها تنسجم مع  طموحاته وتطلعاته في بناء سوريا جديدة تقوم على اساس العدالة والمساواة والتكافؤ .

من هنا فاننا ندعو كل شباب الانتفاضة الى الحفاظ على سلمية هذه الانتفاضة والمضي في النهج الذي بنت عليه هذه الانتفاضة وندعو الجميع للابتعاد عن كل اشكال الاستفزاز او حتى الكلام النابي او حتى العنف اللفظي في الكلام لاننا جميعا نتشارك في اقامة سورية جديدة, بالتالي لايمكننا ان نتخلق بأخلاق الاستبداد او نمارس ممارساته , بل نحاول ان نكون اناسا جدد نخلق بلدا جديدا يستند الى الاسس الديمقراطية, لذلك فان التطرف والتعصب واللجوء الى العنف بقناعتنا تصيب انتفاضتنا بنقص وتوفر الذرائع والفرص للنظام لتشويه صورتها و يقطع عليها الطريق , وكي لا نعطي فرصة للاغلبية الصامتة التي تراقب سلوكنا, للالتحاق بالانتفاضة وتبني مطالبها في الحرية والديمقراطية والتغيير الوطني السلمي, الارتماء في احضان النظام لاطالة امد هذه الازمة, من هنا تركيزنا على سلمية الانتفاضة والاستمرار بها , والتي اجبرت المجتمع الدولي على تبني مطالبنا وستجبر الاخرين على تركيز الضغط على هذا النظام من اجل الاستجابة لمطالب الشعب السوري في التغيير الوطني الديمقراطي.

الأسئلة:

سؤال حول الموقف من اعلان دمشق والاستشهاد به في الكلمة وموضوع الاخوان المسلمين:

كبرائيل موشي: طبيعي ان استشهد باعلان دمشق لاننا جزء منه, وكوني عضو في الأمانة العامة له, والاخوان المسلمون كانوا عضوا مؤسسا لاعلان دمشق واعلنوا انضمامهم بعد ساعات من انطلاقته لكنهم بعد ان انضموا الى جبهة الخلاص اضحوا خارج الاعلان ..

النظرة القديمة لاخوان المسلمين في سوريا كانت تقوم على الاقصاء, اقصاء الآخر, لكن اعتقد ان الاخوان المسلمين بعد تجربتهم المستنكرة في الثمانينيات في سوريا وانتشارهم في المنافي قاموا بالعديد من المراجعات التي انبثق عنها ميثاق رؤيتهم الجديدة, وفي كل المؤتمرات التي جرت خارج سوريا كانوا من المشاركين وفي كثير من المنطلقات الوطنية لم يكونوا معارضين لها خصوصا في مسألة اقامة الدولة المدنية الديمقراطية , نحن كمنظمة ديمقراطية آثورية , اقولها بوضوح اننا ندعوا الى دولة علمانية ديمقراطية والى فصل الدين عن الدولة وربما نحن ابعد الاطراف عن فكر الاخوان المسلمين ولكن الاخوان المسلمين هم جزء من المجتمع السوري وبما اننا نقف على اعتاب مرحلة جديدة بالتأكيد اذا كان البعض لديهم نزعات اقصائية فاننا نؤكد باننا سنبني دولة ديمقراطية جديدة لا يمكن اقصاء الآخرين فالتيار الاسلامي هو جزء موجود في الساحة السورية , ومنطق الاقصاء لايمكن أن يستقيم في حالة بناء سوريا الجديدة.

هل صحيح ان الفاتيكان يقوم بالضغط على المسيحيين للمشاركة في المظاهرات المؤيدة للنظام ؟

كبرئيل موشي: الفاتيكان ومنذ المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1967 قررت الكنيسة تحييد نفسها عن السياسة..

الكنيسة الكاثوليكية التي يمثل قمتها البابا هي ابعد ما تكون عن السياسة ولا تدعوا الى القيام بمظاهرات تأييد أو التظاهر كشكل معارض , ورأينا في الفترة الأخيرة الفاتيكان وعبر وزير خارجيته اصدر تصريحا يدين العنف في سوريا ويدعو الى حل الأزمة الوطنية السورية حلا سلميا , ايضا العديد من الكهنة والأحبار ورجال الدين الكاثوليك اصدروا بيانات يستنكر العنف داخل أراضي سوريا ونحن رؤيتنا كمنظمة آثورية ديمقراطية ندعو الى تحييد الكنيسة والجامع عن ممارسة السياسة..

ان من يشارك في مظاهرات التأييد ليسوا كلهم مسيحيين بينهم المسيحيين والعرب والأكراد والموظفون ومن كل الشرائح , ويجب ان لا نسمي المؤيد ولا نستنكره وخاصة اننا مقبلون على حالة ديمقراطية , المؤيدون هم من كل الشرائج والمتظاهرون هم من كل الشرائح والشبيحة من كل الشرائح ولا طائفة للجميع .

موقف المنظمة من المتظاهرين وقيام البعض باستفزاز المحتجين امام مديرية المنطقة بالقامشلي ؟

كبرائيل موشي: نحن اول من ادنا هذا وطالبنا هؤلاء الشباب ومارسنا ضغطا معنويا وسياسيا على اهلهم و نحن لسنا مع استفزاز أي طرف ان كان مواليا او معارضا ولسنا ايضا مع ثقافة التخوين والتكفير التي بدأت تستشري كثيرا في اوساطنا تبعا للمواقف السياسية , نحن مع تأمين الحماية على قدر المساواة للمتظاهرين والمؤيدين و نعتقد لو ان السلطة تعاملت بقدر من المساواة مع المظاهرات لكانت سوريا قد اقتصرت طريق الآلام الذي نمر به.

سؤال حول استمرار آلة القتل مع رفض التدخل الخارجي بالمقابل, وعن آفاق الحل ؟

كبرائيل موشي: نحن نرفض أي تدخل عسكري خارجي لكننا نقبل بالمواقف التي تصدر من المجتمع الدولي في تأمين ضغط سياسي على النظام , وكشف الغطاء عن ممارسات القتل والعنف , معظم السورين والمعارضين لا يرحبون بالتدخل العسكري , لاننا رأينا الآثار السلبية للتدخل العسكري في المنطقة والانعكاسات السلبية للتدخلات الخارجية التي جرت في المنطقة ..

نحن نراهن على الشعب السوري وعلى شجاعة وتضحيات أبنائه ولا نراهن على التدخلات الأجنبية أبداً .

سؤال حول علاقة انقرة بدمشق ومواقف أردوغان الأخيرة وعلاقته بالمعارضة ؟

كبرائيل موشي: سوف أتحدث عن حالنا قبل الحديث عن باقي المعارضات , بالنسبة لنا في اعلان دمشق لم نشارك في كل المؤتمرات التي جرت خارج سوريا , شاركنا كمراقبين وتبين لنا ان وجهة نظرنا كانت في محلها لانها كانت مؤتمرات اعلامية , صحيح ان هناك ضرورة للسوريين ان ينظموا أنفسهم, ولكن المعارضة في الداخل والخارج هي جزء من الحراك وليس الكل, والأهم هو شباب الانتفاضة الذين يتحركون في الميدان ويقدمون الغالي والنفيس من أجل تحقيق مطالبهم , ولا ننكر عن وجود اطماع اقليمية وغيرها ولكن نحمل النظام مسؤولية استجرار هذه التدخلات من خلال استمراره في عمليات القمع وعدم الاستجابة لمطالب الناس وتأخيره في اجراء الاصلاحات التي كانت في مرحلة ما كافية لتجنيب البلد الهزات التي نجدها , لكن مع ارتفاع سقف المطالب للشعب السوري نحو التغيير الوطني الديمقراطي وعلى الصعيد الميداني نحو المطالبة باسقاط النظام الذي هو ترجمة للتغيير الوطني الديمقراطي , نعتقد ان هذه التدخلات اذا كانت تأتي للتضامن وحماية الشعب السوري من القمع والقتل لا يمكن لأحد أن لا يرحب بها , ولكن اكرر ان التدخلات العسكرية تأتي بأخطار كبيرة.

الى متى تبقى الثورة سلمية ؟

كبرائيل موشي: قلناها من البداية , خمسة اشهر مرت من الانتفاضة بسلميتها وهي تكتسب المزيد من الدعم والمزيد من الزخم , تصوروا لو انجر الشعب السوري والمتظاهرين السلميين الى السلاح مثل ما جرى في ليبيا هل كانت ستلقى هذا الدعم الذي جرى, لذلك فان ثورتنا هي من أرقى وأنبل الثورات والانتفاضات التي شهدتها المنطقة وبالتأكيد سيستلهم منها الكثير من الدروس ..

والنظام يريد عسكرة الثورة, فهل من المعقول أن نعطيه الفرصة.

ما هي نظرتكم الى حقوق القوميات في سوريا ؟

كبرائيل موشي: نحن نقول ان سوريا بلد قائم على التنوع منذ فجر التاريخ , فيه حسب التسلسل التاريخي (الآشوريين والسريان والأكراد والعرب , فيه المسيحيين والمسلمين) اعتقد انه أي ديمقراطية تبقى ناقصة اذا لم تأخذ القوميات حقوقها , نحن كمنظمة ندعو الى ان يتم الاعتراف بحالة التنوع القومي في سوريا وتضمين ذلك في الدستور السوري الجديد المزمع اصداره بعد انتصار الانتفاضة , من حق الجميع ان يتم الاعتراف الدستوري به وتامين حقوقه السياسية والثقافية واعتبارها حقوقا وطنية ..

جميع مواثيق الدولية من شرعة حقوق الانسان والمواثيق المتعلقة بالقوميات والشعوب الاصيلة كلها تؤكد على ذلك , نحن نتمنى ذلك بالطرق السياسية وبالتعاون مع أحزاب الحركة الكردية , وهناك الكثير من أوجه التشابه أو حتى التطابق بالمطالبة بالحقوق القومية سنسعى لتحقيق ذلك في الدستور معا .

الموقف من القضية الكردية ؟

كبرائيل موشي: القضية الكردية قضية شعب , قضية عادلة ومحقة , الشعب الكردي عانى من الحرمان ومن إنكار حقوقه القومية , من حقه الطبيعي ان يتمع بكامل حقوقه الذي يصون ويضمن خصوصيته السياسية والثقافية واللغوية ..

الموقف من النظام والمعارضة :

كبرائيل موشي: منذ بدايات تشكيل اعلان دمشق الذي يشكل الجسم الأساسي للمعارضة نحن جزء منه, حيث تعرضت قيادته و اعضاءه للاعتقال والملاحقة, ونحن كمنظمة ديمقراطية آثورية ومنذ انطلاقة الانتفاضة انخرطنا في الحراك والاحتجاجات والتظاهرات ونعتبر شريكا وجزءا من انتفاضة الشعب السوري, ونعلن بكل وضوح وصراحة وبدون أي مواربة اننا ندعو الى التغيير الوطني الديمقراطي السلمي والانتقال من دولة الاستبداد الى دولة ديمقراطية علمانية

كيف تنظرون الى الإعلام الكردي:

كبرائيل موشي: بالنسبة الى الاعلام الكردي في الاحتجاجات , نرى فيه الكثير من التنوع بوجود العديد من الاحزاب والمثقفين والمستقلين, وبما يخصنا, نحن كآشوريين او كمسيحيين , نرى ان هناك شيء من اللا موضوعية والافتقار الى الدقة في بعض المسائل, مثلا في موضوع بعض الموالين للنظام من المسيحيين وتضخيم الحدث كانه شيء كبير , وتوثيقهم باسمهم والقول الشبيحة المسيحيين , الشبيحة لا دين لهم ولا طائفة , الموالين للنظام لا دين لهم ولا طائفة, ومن الإجحاف تسميتهم بالشبيحة , المسالة هي بين الاستبداد الذي يمثله النظام والشعب السوري بكافة طوائفه الذي يتطلع الى الديمقراطية والحرية وبناء دولة مدنية جديدة تكون للكل.

وهذه ملاحظة عابرة اقولها بكل محبة واخوية…

الموقف من رفع علم الاستقلال:

كبرائيل موشي: الحقيقة ان الانتفاضة السورية والمنخرطون فيها ان كانوا في الداخل أو الخارج, يبدعون يوميا أشياء جديدة, وهذه الانتفاضة من ايجابياتها اننا اكتشفنا بعضنا, علمتنا ان نحترم رموزنا الوطنية, ونحافظ على وحدتنا الوطنية وهذا ما تجلى واضحا في الشعارات التي رفعت في كل التظاهرات : (الشعب السوري واحد و كردي عربي آشوري) هذه الشعارات تعيد الاعتبار للوطنية السورية , علم الاستقلال نعتز به لاننا حققنا استقلالنا من خلال هذا العلم, لكنني اامل في المستقبل عندما يتم صوغ دستور جديد ان يتم أيضا علم جديد يعبر عن حالة التنوع القومي في البلاد كأن يتضمن هذا العلم الوان الاستقلال والنجمة الآشورية والشمس الكردي والنجمة العربية , وطموحاتنا كبيرة وهذه الانتفاضة جعلتنا نتفاءل أكثر وجعلتنا نحلم أكثر.

سؤال عن برنامج التغيير في سوريا ؟

كبرائيل موشي: هناك العديد من البرامج, اليوم المعارضة السورية ليست معارضة واحدة بل هناك عدة معارضات , لكن اذا تمعنا بوثائقها وبرامجها ورؤيتها السياسية نجدها متقاربة , ربما الثورة لم تضع برنامجا متكاملا بحيث يشمل جميع الجوانب السياسية, الدستورية, القانونية, السياسة التعليمية, السياسة الصحية, وغير ذلك من الأمور , لكن كل القوى السياسية وكل الأطر الموجودة وضعت مبادىء أولية تصلح لتكون برنامج للتغيير في المستقبل .

موقف المسيحيين من الانتفاضة ؟

كبرائيل موشي: لقد اوضحت موقف المسيحيين, هناك ناس مثل أي شريحة لهم مصالح مع النظام , هل يستطيع احدكم ان يقول لي , مدينة كحلب فيه ثلاثة ملايين وكلهم من الغالبية العربية السنية , لماذا لم ينتفضوا , ولماذ لم يشاركوا, وحتى لا نحصر نفسنا بالمسيحيين أو الأكراد , فحتى الحركة الكردية والحراك الكردي دون مستوى الزخم المطلوب , هناك حقيقة يجب ان نقر بها ونتفهمها وهو ان الحراك مع تصاعده سيجذب وسيلتحق به شرائح كثيرة في المجتمع, البعض خائف والخوف لا نستهين به على مدى اربعون عاما خلا , وجرى عملية غسل دماغ لهذا المجتمع منذ الطلائع الى آخر المستويات , والمعجرة الحقيقية هي في ظروف هذه الثورة , وتمزيق جدار الخوف , دعونا ان لا نحصر المسألة في المسيحيين , في كل الشرائح هناك موالون و هناك معارضة..

سؤال عن مدى اتجاه البلد نحو الحرب الأهلية :

كبرائيل موشي: نأمل ان لا ننجر الى هذا المستنقع البغيض والآسن , نعتقد ان سلوك المعارضة وسلوك الحراك الشبابي , قادر على قطع الطريق على ذلك.

جرت محاولات في مناطق التماس الطائفي في حمص وغيرها , لكن وعي الشباب , وعي المعارضة , ووعي الأهالي اجهض هذه المحاولات واسقط بيد النظام , لذلك جن جنونه واستمر في عمليات القمع في هذه المناطق.

سؤال عن عدم دعوة المنظمة الديمقراطية الآثورية للشباب للمظاهرات السلمية :

كبرائيل موشي: بكل صراحة اقو لان الوضع المسيحي مختلف نوعا ما, نحن كمنظمة ديمقراطية آثورية , رفاقنا وأصدقاءنا يشاركون بانفسهم وكلكم رأيتم في الشهر الماضي كيف تم التعاطي مع المنظمة الديمقراطية الآثورية عندما داهمت قوات الأمن المدججة بالسلاح مقرها الغير رسمي الذي هو عبارة عن حوش عربي وكسروا كل محتوياته واعتقلوا 13 قيادي من المنظمة, والشباب الذين معي كانوا من ضمنهم واتهموا بالسلفيين وحاولوا ان يربوا المسيحيين والآشوريين فينا , فالمنظمة هي بنفسها تشارك في هذه المظاهرات وهناك أيضا مجموعات من الشباب الداعم , ولكن المشاركة ليست اجبارية و الأكراد ايضا لايشاركون جميعا, وهنا استثني عامودا, لان عامودا تمثل حالة خاصة , واحيي نضال عامودا ومستوى الوعي المتقدم فيها , وعلى العموم في كل المناطق المشاركة ليست كاملة.

هل من الممكن الحوار مع النظام اذا استجاب لمطالب الشعب ؟

كبرائيل موشي: لقد عودنا النظام ان لا يكتسب شرعيته من الشعب , عودنا ان يأخذ شرعيته من الخارج وخصوصا من القوى الكبرى , ولكن اذا اثمر الضغط الدولي واجبر النظام على انتهاج سبيل الحوار وتقديم التنازلات , لا نرفض مبدا الحوار و الحوار يحتاج الى مناخات , والى حسن النية , المؤتمر الوطني ممكن ان يشارك فيه جميع الأطراف , نتمنى ان يتم تغليب المصلحة الوطنية, نتمنى ان لا يتم دفع البلاد قصرا الى حالة من الاقتتال الأهلي أو حالة من الفوضى في البلاد لان بلدنا لا يستحق ذلك.

العلاقة بين المنظمة الآثورية والأحزاب الكردية ؟

كبرائيل موشي: نكاد يوميا نلتقي مع الأحزاب الكردية , مع أحزاب الجبهة والتحالف من خلال اعلان دمشق, واشتركنا معا في الماضي في انتخابات البلدية ولنا علاقات مع الأحزاب الـ 11 من أحزاب الحركة الوطنية الكردية , نحن نعتز بهذه العلاقات ونسعى دائما لتعزيزها , وقضيتنا واحدة , مطالبنا تكاد تكون متطابقة, حوارنا ومن خلال الخبرات التي اكتسبناها من السنوات الماضية , علاقتنا تتجاوز المصالح الآنية الى علاقة الحياة .

هل انتم مع اسقاط النظام ؟

كبرائيل موشي: نحن مع التغيير الوطني الديمقراطي وقيام دولة ديمقراطية مدنية يتم فيها تداول السلطة من رئيس البلدية الى رئاسة الجمهورية, هذا ما نطرحه , اما شعار اسقاط النظام , قلت في حديثي انه ترجمة لمطلبنا في التغيير .

كيف تنظرون الى تكليف شخصية مسيحية في منصب وزارة الدفاع ؟

كبرائيل موشي: تعيين وزير دفاع مسيحي لا يغني ولا يسمن من جوع , لا ننظر إلى طائفة وزير الدفاع, نريد ديمقراطية , نريد اقرارا بحقوقنا جميعا , نريد ان نشعر انفسنا باننا مواطنين من الدرجة الأولى وليس مواطنين من الدرجة الثانية ان كان على الصعيد السياسي أو الديني , بقناعتنا ان التغيرات التي تجري في النظام هي اعادة ترتيب السلطة وتمكينها من الامساك بحركة الشارع لا اكثر ولا أقل , فهوية وزير الدفاع أو رئيس الأركان لا تهم كثيرا لان من يحكم هو في مكان آخر هي المنظومة الأمنية.

ما هو رأيكم بالمعرضات التقليدية ؟

كبرائيل موشي: المعارضات التقليدية في السنوات الماضية لم تتوفر لها فرصة العمل العلني المباشر, منذ سنوات قليلة حاولت كسر طوق السرية التي عملت بها, لكنها دفعت ثمنا باهظا من اعتقالات وملاحقة وغيرها , لذلك للاسف المعارضات التقليدية لديها من عوامل الضعف في بنيتها الفكرية والتنظيمية وحتى في طريقة التفكير السياسي .

اذا لم تتنازل السلطة عن مواقفها ولم تتجاوب مع مطاليب الجماهير , فما هي الالية برأيكم لحل هذه الأزمة الخطيرة ؟

كبرائيل موشي: لا استطيع الخوض في الاحتمالات والسيناريوهات الموجودة , لان الوضع الذي وصل اليه البلاد, هناك عوامل داخلية وخارجية تلعب دورا فيه.

لماذا اغلب مظاهرات التأييد تقوم بها المسيحيين وما هي دور المنظمة بين المسيحيين ؟

كبرائيل موشي: في الحقيقة هناك تحامل كبير على المسيحيين , قبل قليل قلنا هناك في حلب ثلاثة ملايين , ويقال هناك بعض الشبيحة من آل البري يقمعون المتظاهرين ولكن هذا لا يقنع الناس, وفي الشام تقوم السلطة في كل يوم باقامة احتفال بباب توما لاظهار بان المسيحيين مع النظام .

طبعا كثير من المسيحيين مواليين للنظام , الكثير من المسيحيين رؤوا الاستقرار مع النظام , الكثير من المسيحيين لديهم منظومة مصالح مرتبطة مع النظام , وايضا الكثير من تجار حلب لديهم مصالح مع النظام وهكذا بالنسبة الى بعض التجار من الأكراد في القامشلي وخارج قامشلي, حقيقة انا لا أنكر ان الكثير من المسيحيين خصوصا في الجزيرة موالون للنظام, بسبب انتشار حزب البعث بينهم وبحكم مصالحهم وبحكم الهواجس التي ذكرتها في كلمتي..

اما عن دور المنظمة في الوسط المسيحي , فأقول رغم الخوف وضرب الكفوف فان الكل مع المنظمة, وقد تبين ذلك في الكثير من الاستحقاقات الانتخابية , فبالرغم من كل التزوير وقوائم الظل فانهم يقفون مع المنظمة خاصة الآشوريين , ولا يمكن بقدرة قادر ان نزيل عوامل الخوف هذه, ولكن بهمة الشباب وشجاعتهم, اعتقد ان الكثيرين راح يتخلوا عن مخاوفهم وترددهم.

سؤال حول اسم سورية الذي طالب به الكورد :

كبرائيل موشي: نقول اننا معكم , نحن مع العودة الى (الجمهورية السورية) التي تحمل التنوع, وليس ان تطغى قومية على بقية القوميات, ونتسائل لماذا القومية الكبيرة (العربية) خائفة على حالها , فهي الغالبية, هل خائفين من ان اللغة العربية راح تنقرض؟ في الوقت الذي يجب انا ان أخاف ان تنقرض اللغة السريانية اذا منعت من التدريس في المدارس وغيرها … نحن مع الدولة السورية بحدودها القائمة وطنا اخيرا لكل السوريين بكل تنوعها وبكل غناها.

ما هو موقفكم من الجناح العربي في اعلان دمشق الذي لا يقل عن حزب البعث عنصرية وشوفينية تجاه المسألة القومية , للشعب الكوردي والكلدوآشوري ؟

كبرائيل موشي: حتى لا نظلم أحد , القضية القومية في سوريا برزت مع انتفاضة آذار , حيث فتحت أعين العالم على معاناة الأكراد والظلم الذي لحق بهم , وحتى لا نظلم أحد, وحسب اطلاعي على مواقف الأطراف الموجودة في اعلان دمشق , لا يوجد طرح شوفيني او عنصري لمسألة القضية القومية الكردية او من قضية الأقليات, وحتى لا نظلم أحد من الأخوة العرب في اعلان دمشق نقول ان الوثيقة الأساسية لاعلان دمشق تبنى الرؤية الكردية (الرؤية المشتركة  للتحالف والجبهة) مثلما هي تماما, حسب باعتقادي, علما نحن ظلمونا حقنا..

سؤال حول وجود طرفين في الحركة الكردية , طرف ينادي بالاصلاح وطرف آخر يطالب بالتغيير ؟

كبرائيل موشي: المجتمع السوري كله منقسم تجاه هذه المسألة , لكنني اعتقد حتى التيار الاصلاحي في الحركة الكردية حسب خياراته يطالب بالتغيير , وحسب متابعتي لأدبيات والبيانات الصادرة عن الحركة الكردية ايضا كلمة الاصلاح بالشكل الذي تطرحه الحركة الكردية ولان النظام عصي على الاصلاح فهي دعوة للتغيير..

كيف تنظرون الى تطلعات الكورد ؟

كبرائيل موشي: ابصم بالعشرة, لانني اعتبرها تطلعاتي , ولا يمكن ان يكتمل المشهد الوطني ان لم ينل الجميع حقوقه ضمن اطار وحدة البلاد ارضا وشعبا.

الموقف التركي ؟

كبرائيل موشي: الموقف التركي في البداية كان ملتبسا , وعلى العموم لا اعزله عن المواقف الدولية , خصوصا تلك المتعلقة بالولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وخاصة في حلف الناتو , ولا يمكن عزل الموقف التركي عن الصورة الاوسع للصراع في المنطقة التي تتعلق بايران والصراعات الأخرى .

الموقف من تدخل الجيش في الأحداث ؟

كبرائيل موشي: بقناعتي مهمة الجيش الأساسية هي لحماية الحدود الوطنية ولحماية الشعب السوري , لكن للأسف نجد النظام يقوم باستخدامه وتوريطه في قمع الشعب السوري .

نأمل ان يتراجع عن ذلك وان يتم اعادة الجيش الى ثكناته .

سؤال عن سكوت الشيوعيين :

كبرائيل موشي: الحقيقة منذ سنوات قلنا ان الجبهة بحاجة الى تشكيلة وليس الى تجميل دور حزب البعث , بعد تشكيلها بسنوات ومع وجود المادة الثامنة واعتبار حزب البعث قائد للدولة والمجتمع , اعتقد ان الأحزاب استنفذت دورها والجبهة فقدت دورها , ولكن هذا لا يعني ان وجود الكثير من الشيوعيين اليوم يشاركون في التظاهرات والاحتجاجات سينحازون الى الشعب السوري , الحقيقة الجبهة بالاساس قامت على تقاسم المغانم والمكاسب… نحن كمنظمة والكثير من الأحزاب الكردية تربطهم علاقات جيدة مع الأحزاب الشيوعية او بعض فصائلها , لكن الشيوعيين هم جزء من الجبهة الحاكمة وجزء من المنظومة الحاكمة .

هل تتوقعون ان تكون الوجهة القادمة للجيش السوري هي عامودا او القامشلي والمناطق الكردية ؟

كبرائيل موشي: اتمنى ان ينسحب الجيش من البوكمال وديرالزور ومن كافة المدن السورية ولا يأتي الى القامشلي .

اذا جاء حاميا للحدود ودفاعا عنا فهذا جيشنا الوطني اما اذا يأتي للقمع وقطع اوصال المدن وغيرها فان مجيئه غير مرحب , على كل لا نعلم كيف ستكون مسارات الأوضاع وتطوراتها لكننا نتمنى وفي اسرع وقت اعادة الجيش الى ثكناته.

الشباب يطالبون باسقاط النظام ويرفضون اجراء الحوار مع النظام :

كبرائيل موشي: هذا حقهم ونحترم خياراتهم والمعارضة كلها عندما رفضت الحوار التشاوري , رفضت الحوار معه , بالتأكيد لا يوجد طرف في المعارضة الوطنية يريد الحوار مع النظام وانما الكل يدعو الى التغيير الوطني الديمقراطي وهذا هو البرنامج الزمني للانتقال من دولة الاستبداد الى دولة ديمقراطية .

هل المعارضة جاهزة ؟

كبرائيل موشي: الأهم ان تكون المعارضة منسجمة مع الحراك ومع التنسيقيات , وتجري محاولات جادة وحثيثة لتوحيد المعارضة وتشكيل هيئة وطنية سياسية ليتم توزيع الأدوار فيها , سواء على الصعيد السياسي او على الصعيد الميداني .

الموقف الدولي :

كبرائيل موشي: قوة الشعب السوري والتضحيات التي قدمها شعبنا واصراره على بلوغ مطالبه هي التي اجبرت الدول على تغيير مواقفها , لا شك ان اطراف المعارضة في الداخل والخارج تتحرك على المستوى الدولي لايصال معاناة الشعب السوري الى الدول للوقوف معه في محنته وهو يواجه هذا النظام القمعي .

  ما هو رأيكم بمقولة ان منطقتنا هي الجزء الغربي الملحق بسوريا (الجزء الغربي من كوردستان) ؟

كبرائيل موشي: نحن كمنظمة آثورية ديمقراطية بكل وضوح نريد حقوقنا ضمن سورية موحدة ارضا وشعبا , نحن ننطلق في مقاربتنا للمسائل الوطنية من الحدود الحالية المعترف بها من الأمم المتحدة لسوريا باعتبارها وطنا نهائيا لجميع أبنائه ويتمتع فيه جميع ابنائه بالمساواة والعدالة وكافة الحقوق .

هذا الذي نطرحه كمنظمة ديمقراطية آثورية , لكن اذا كان هناك تطلعات او احلام عند البعض نحن لايمكننا ان نصادر أحلام الآخرين أو أحلام البعض, من حق الانسان أن يحلم بأرضه التاريخية , من حق الانسان أن يحلم بكل شيء , ربما أنا كآشوري يراودني الحنين الى امبراطورية سابقة قبل 3000 سنة , هذا الحلم حق أي انسان , لكن ما أوضحته نحن نقول اعادة الاعتبار للهوية الوطنية السورية والرابطة الوطنية السورية , هذا هو ما نقوله ونعتبر هذا الوطن وطنا نهائيا للجميع.

اين الديمقراطية لدى من يجلسون على يمين الميكرفون (يقصد الذين كانوا ينتقون الأسئلة الموجهة للمحاضر) ؟

كبرائيل موشي: ربما هذا السؤال استفزازي , ولم نتلقى كثيرا اليوم الأسئلة الاستفزازية, طبعا الاستفزاز ضروري أحيانا حتى نختبر قدرتنا على تقبل الديمقراطية , انا قلت من فضائل الانتفاضة , هو لقاءنا اليوم مع بعض, وهذه الجمعة الحلوة من فضائل الانتفاضة, ومجيئكم وترككم لبيوتكم في رمضان المبارك لتستمعوا الى كلام ربما يعتبره البعض شعارات , لكن هذا الحوار يجعلنا نفهم بعض أكثر , نحن بحاجة للحوار وبدون حوار لا يمكن أن نبني سوريا المستقبل , واذا لم تكن روحنا واسعة وبالنا واسع , واذا لم نملك القدرة على المسامحة , بغض النظر عن المواقف التي تقصدونها بالحديث , او من المقصود من السائل في حديثه , بغض النظر عن هذا الكلام , نحن محكومون بالحوار مثلما قال سعدالله ونوس , لنبني بلد جميل وانسان جديد , وليكن لدينا الاستعداد للصفح والمسامحة والغفران بعيدا عن نزعات الاستفزاز والتكفير والتخوين وغير ذلك الذي نعتبره من مخلفات الاستبداد ومن مخلفات المجتمعات المتخلفة , الحمدلله نحن في المنظمة الآثورية الديمقراطية – اسم على مسمى – تكاد تكون الحزب الوحيد في سوريا ومنذ سنوات يتغير فيها كل الهيئات القيادية بنسبة 90% , انا بقي لي سنة, ربما بعد سنة أحد رفاقي الذين معي يكون مكاني , لكن خلينا نعمل , تدريبات, تمارين على الديمقراطية , خلينا نقعد مع بعض بغض النظر عن المواقف المسبقة ..

في الحقيقة انا استفدت كثيرا من هذه الأسئلة , اتمنى أن اكون وفقت في افادتكم , اشكركم جميعا على كل الأسئلة , اشكركم على الوقت الذي امضيتوه معنا.

رمضان كريم , شكرا لكم و شكرا للاستماع , مع جزيل الشكر للجنة السلم الأهلي في عامودا .


شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لقد شهدت البشرية تحوُّلاً جذرياً في طرق توثيقها للحياة والأحداث، حيث أصبحت الصورة والفيديو- ولأول وهلة- الوسيلتين الرئيسيتين لنقل الواقع وتخليده، على حساب الكلمة المكتوبة. يبدو أن هذا التحول يحمل في طياته نذر موت تدريجي للتوثيق الكتابي، الذي ظل لقرون طويلة الحاضن الأمين للمعرفة والأحداث والوجدان الإنساني. لكن، هل يمكننا التخلي عن الكتابة تماماً؟ هل يمكننا أن ننعيها،…

ا. د. قاسم المندلاوي الكورد في شمال شرق سوريا يعيشون في مناطقهم ولا يشكلون اي تهديد او خطر لا على تركيا ولا على اي طرف آخر، وليس لديهم نية عدوانية تجاه اي احد ، انهم دعاة للسلام في كوردستان والمنطقة والعالم .. ويزيد نفوسهم في سوريا اكثر من 4 مليون نسمة عاشو في دهاليز الظلم و الاضطهاد ومرارة الاحزان…

د. منصور الشمري لا يُمكن فصل تاريخ التنظيمات المتطرفة عن التحولات الكبرى في أنظمة التواصل، فهي مرتبطة بأدوات هذا النظام، ليس فقط من حيث قدرتها على الانتشار واستقطاب الأتباع، بل كذلك من جهة هويتها وطبيعتها الفكرية. وهذا ما تشهد عليه التحولات الكبرى في تاريخ الآيديولوجيات المتطرفة؛ إذ ارتبطت الأفكار المتطرفة في بداياتها بالجماعات الصغرى والضيقة ذات الطبيعة السرية والتكوين المسلح،…

بوتان زيباري في قلب جبال كردستان الشاهقة، حيث تتشابك القمم مع الغيوم وتعزف الوديان أنشودة الحرية الأبدية، تتصارع القضية الكردية بين أمل يتجدد ويأس يتسلل إلى زوايا الذاكرة الجمعية. ليست القضية الكردية مجرد حكاية عن أرض وهوية، بل هي ملحمة إنسانية مكتوبة بمداد الدماء ودموع الأمهات، وحروفها نُقشت على صخور الزمن بقلم الصمود. ولكن، كما هي عادة الروايات الكبرى،…