رسالة مفتوحة إلى المجلس الوطني الكردي والأحزب الكردية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وإلى الأحزاب و الشخصيات الوطنية الكردية وممثلي المجتمع المدني والحقوقي في سوريا

تحية طيبة وبعد،
في ظل التحولات الجذرية التي شهدتها سوريا مؤخرًا، والتي أسفرت عن إسقاط نظام بشار الأسد الدكتاتوري وسيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في دمشق، نرى أنفسنا أمام مرحلة مفصلية تتطلب توحيد الجهود والعمل الجماعي لبناء مستقبل يضمن العدالة والاستقرار لكافة مكونات الشعب السوري. وفي هذا السياق، نوجه هذه الرسالة إليكم جميعًا، قيادات وقواعد حزبية وشخصيات مستقلة، لدعوتكم إلى الوقوف صفًا واحدًا عبر تشكيل وفد تفاوضي كردي موحد وشامل، والعمل من أجل تحقيق تطلعات الشعب الكردي ضمن إطار سوريا جديدة.
مطالب ملحة لتحقيق العدالة والإنصاف
١. الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي:
إن الدستور السوري المقبل يجب أن يعترف بالشعب الكردي كمكون أساسي من مكونات سوريا، بما يضمن حقوقه الثقافية والسياسية والاجتماعية ويُبرز هويته التاريخية.
٢. الحكم الذاتي ضمن دولة موحدة:
السعي لإقرار حكم ذاتي للشعب الكردي ضمن إطار سوريا ديمقراطية، علمانية، لا مركزية، بما يضمن حقوق الجميع في التعايش السلمي.
٣. ضمانات دولية واضحة:
المطالبة بتوفير ضمانات دولية من الأمم المتحدة والدول المؤثرة في الشأن السوري، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما، لضمان تنفيذ التعهدات الدستورية الخاصة بحقوق الشعب الكردي وحمايته من أي اعتداءات خارجية. كما نقترح تشكيل لجنة دولية دائمة لمتابعة تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها.
٤. خطوط حمراء للتفاوض:
وضع قائمة واضحة من المطالب التي لا يمكن التنازل عنها خلال أية مفاوضات، وتشمل:
  • إعتماد الدستور السوري اللغة الكردية لغة رسمية في كافة مراحل التعليم في المناطق الكردية بدءا من دور الحضانة وحتى المرحلة الجامعية وفي الإعلام والمؤسسات الحكومية.
  • تأمين الحقوق السياسية، مثل التمثيل العادل في الهيئات التشريعية والتنفيذية.
  • إنشاء هياكل إدارية مستقلة لضمان إدارة الشؤون المحلية في المناطق الكردية.
  • رفض أية محاولات لطمس الهوية الكردية.
  • إعادة السكان الكرد المهجرين قسرًا: ضمان العودة الفورية والآمنة للسكان الكرد الذين هُجّروا من مناطقهم في عفرين وکري سپي (تل أبيض) وسرى كاني (رأس العين) نتيجة الاحتلال التركي. ويشمل ذلك وقف سياسات التهجير القسري، ومصادرة الممتلكات، والانتهاكات الجسدية والاعتقال التعسفي التي طالت الكرد، والتصدي لأي محاولات تهدف إلى تغيير البنية الديمغرافية لهذه المناطق من خلال الميليشيات الموالية لتركيا.
٥. الدعم الكردستاني:
دعوة الأحزاب والحركات والمؤسسات في كافة أرجاء كردستان، وفي المقدمة منها إقليم كردستان العراق والأخ مسعود بارزاني شخصيا، إلى دعم تشكيل وجهود الوفد الكردي المفاوض والعمل على إنجاحه بما يخدم القضية الكردية في سوريا.
٦. الدعم الإقليمي والدولي:
دعوة كافة الأطراف الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى دعم تشكيل وجهود الوفد الكردي المفاوض، نظرًا لأن الحل العادل للقضية الكردية في سوريا سيكون بمثابة ركيزة أساسية لبناء سوريا موحدة ومزدهرة.
مبررات الدعوة إلى الوحدة
 
١. التحديات الراهنة:
المرحلة الحالية تتطلب وحدة الصف الكردي لمواجهة التحديات المتزايدة وضمان تمثيل الشعب الكردي بشكل قوي وموحد.
٢. التغيرات السياسية:
التحولات التي تشهدها سوريا تتيح فرصة تاريخية لتحقيق مكاسب سياسية للشعب الكردي إذا ما تم استثمارها بذكاء ووحدة.
٣. الخبرات السابقة:
التجارب أثبتت أن الانقسام يضعف المطالب الكردية، بينما العمل الجماعي يعزز من قوة الموقف.
دعوة للعمل المشترك
ندعوكم جميعًا، المجلس الوطني الكردي والأحزب الكردية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية الكردية، إلى حوار شامل وجاد لتشكيل هيئة تفاوضية موحدة تُعبر عن صوت الشعب الكردي وتعمل لتحقيق تطلعاته المشروعة.
كما ندعو المجتمع الدولي إلى دعم هذه الجهود وضمان توفير بيئة مناسبة للحوار والتفاوض، بما يخدم استقرار سوريا ويحقق العدالة لكافة مكوناتها.
نناشد الأخ مظلوم عبدي أن يناى بقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها عن الخلافات البينية الكردية وأن يعمل بإتجاه جعلها عامل إستقرار في المناطق الكردية وعموم سوريا.
إن اللحظة التاريخية التي نعيشها تتطلب منا جميعًا العمل بروح المسؤولية والتكاتف لتحقيق تطلعات الشعب الكردي وحماية حقوقه. الوحدة ليست خيارًا بل ضرورة ملحة. فلنجعلها شعارًا وهدفًا.
مع أسمى عبارات التقدير والاحترام،
عدنان بدرالدين
17 كانون الأول 2024

شارك المقال :

One Response

  1. كنت ضمن الحركة الكوردية او قريبا منها، في الستين السنة الاخيرة،لااجد لتخطي المرحلة افضل من الوقوف خلف مظلوم عبدي،كورد سوريا جميعا،وبجميع احزابها،…خلي أردوغان يصفي حسابو مع الب.ك.ك في تركيا وايران …وليس مع مظلوم عبدي …خاصة وقد انهار النظام ،…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين اندلعت الثورة السورية المغدورة نتيجة الانفجار الشعبي العفوي ضد الاستبداد ، خصوصا بعد تلاقي الحراك الشبابي الوطني الثوري من خلال الاحتجاجات والتظاهرات السلمية مع انتقال قسم كبير من منتسبي الجيش من الجنود ، والضباط الى صفوف الشعب ، ولم يلبث ان – تسللت – أحزاب ، ومجموعات غالبيتها إسلامية سياسية ، وسيطرت على مقاليد أمور الثورة ومن ثم…

نديم قطيش «الشام غلَّابة» يقول السوريون. والشام هي أولاً وأخيراً دمشق، بطبقاتها الحضارية المتراكمة، الآرامية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والأموية والعثمانية والفرنسية وما بعد. هي الحاضرة الفريدة بقدرتها على التكيف والتطور عبر آلاف السنين، ونقطة التقاء الحضارات والثقافات والأديان، وخطوط التجارة بين القارات. صنعت من مرونتها الثقافية إرثاً مدينياً فريداً ومستداماً، يختصر مكانتها المحورية، سواء كمركز للمسيحية المبكرة أو لاحقاً كمدينة…

مشاري الذايدي رغم تحفّظ بعض المنصّات الإعلامية، على صحّة صدور البيان المنشور عن الرئيس السوري الهارب، بشّار الأسد، فإن لغة وروح و«برودة» المفردات وتحذلقها، تجعلنا نرتاح إلى صدق صدور البيان عن المشكاة الأسدية. صدر من حساب رئاسة الجمهورية السورية على منصّات السوشيال ميديا، ومنها منصّة «تلغرام» الروسية، بيانٌ يشرح فيه بشّار الأسد، من حِصنه الروسي، ملابسات هروبه، طبعاً هو لمّ…

عبداللطيف محمدامين موسى يُلاحظ المتتبع لسير الأحداث الدراماتيكية في سورية للوهلة الأولى بأنها أحداث ذات منحة عفوية ومستقلة عن التطورات الإقليمية والدولية أشبه ما يكون بمسار فردي تتحكم بها مجريات الأحداث بصورة عفوية لتُعبر عن إرادة الشعب السوري ولتقوده إلى المستقبل المجهول ولتضع الشعب السوري في غياهب التكهنات والترقب لاحتمالات مستقبلية تحمل طابع التشاؤمية والإيجابية, ولكن في حقيقة الأمر تُثبت…