حزب الوحدة الديمقراطي الكردي, ينجز المصالحة بين عائلتين كورديتين

(تربسبي- ولاتي مه – خاص) جرت يوم أمس الجمعة 28/12/2007 في مدينة (تربه سبي) وقائع المصالحة بين العائلتين الكورديتين (عائلة محمد أمين رمضان رشيد هرميسي, وعائلة رمضان حسين شيبي), ويعود تاريخ الخلاف إلى أكثر من عشرين عاماً, وقد سعى العديد من الخيرين, من ضمنها الأحزاب ووجهاء العشائر الكوردية ورجال الدين, لحل الخلاف, إلا أن جهودهم لم تثمر حينذاك, وفي الآونة الأخيرة ظهرت بوادر خيرة من العائلتين, وبجهود خاصة من حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي (يكيتي), والتي توجت أخيراً بتحقيق عملية التصالح, التي جرت أمام حضور جماهيري كبير من كافة شرائح المجتمع كوردا وعربا ومسيحيين, وحضور مميز لممثلي الأحزاب الكوردية, بوفود رفيعة المستوى وممثلين عن المنظمات الحقوقية, إضافةً إلى منظمات الأحزاب الكوردية في تربه سبي.

بعد كلمة ترحيبية من مقدم الحفل (عبدالصمد محمود), ألقى السيد إسماعيل عمر كلمة, أشار فيها إلى عظمة هذا اليوم, الذي جمع بين عائلتين كورديتين انتصرتا على الحقد والكراهية والعداوة, التي دامت طويلا, واعتبر عمر هذا اليوم يوم انتصارٍ للخير والوحدة, الوحدة التي تحققت بين العائلتين, وتمنى ان تكون انطلاقة لوحدة الحركة الكوردية, وأضاف: إلى أن الشجاعة ليست في السجون والمقابر, وأن نتقوى على بعضنا البعض, إنما الشجاعة والبطولة هي أن نتصدى لمضطهدي شعبينا, وأن نواجه من يعادينا ككورد, فصراعنا ليس مع بعضنا البعض, بل يجب أن يكون صراعنا مع مغتصبي حقوقنا, ومن جردنا من هويتنا, ومن اغتصب أراضينا, ومن قسم وطننا, ومن غير وبدل أسماء قرانا ومدننا وأسماء أبناءنا.
وفي ختام كلمته, بارك السيد عمر العائلتين على هذا التصالح وهذه الجرأة والشجاعة في تجاوز الخلاف, وشكر كل من ساهم في تحقيق المصالحة.
ألقى بعد ذلك السيد حسين مراد, كلمة عائلة رمضان رشيد هرميسي, حيث رحب بالحضور وممثلي الأحزاب الكوردية والمثقفين الكورد, وكل المتشوقين لهذا اليوم المبارك, ووجه جزيل الشكر والامتنان لكل من سعى وساهم في تحقيق المصالحة, واعتبر يوم التصالح, بيوم الفرح والسعادة لأبناء الشعب الكوردي, ويوم أسود لأعداء الشعب الكوردي, كما أكد على ضرورة اليقظة والانتباه لمخططات أعداء الكورد وكل من يحاول إعادة العجلة إلى الوراء, إلى أيام الثأر والصراع, وأكد على أن العلم والثقافة ستكسر كل سلاسل الحقد والعداوة, وأضاف مراد: عندما نمتلك ناصية العلم والحضارة سنكون جديرين كشعب كوردي بالحرية والتحرر.
ثم ألقى السيد إبراهيم حسين كلمة عائلة رمضان حسين شيبي, الذي رحب بدوره برؤوساء الأحزاب والعشائر الكوردية والعربية, والأخوة المسيحيين, وعبر عن فرحته وسعادته بتحقيق المصالحة والوفاق بين العائلتين الكريمتين, مشيراً إلى الروابط المتينة والحميمة التي كانت تجمع العائلتين في حي العنترية بقامشلو, لكن الأقدار شاءت أن تفرق بينهما (مؤقتا), لكن وبفضل الله عز وجل, ومساهمة الخيرين عادت المياه إلى مجاريها, وتصالحت العائلتين, واتفقتا على طي الصفحات السوداء من الماضي الأسود, والبدء بفتح صفحات جديدة, بيضاء لتجمعهما الخير والمحبة والتآخي.
ثم ألقى المحامي محمود عمر, كلمة منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف, أكد فيها, إن من أعظم العبر هو استيلاء النقص على سائر البشر، لذلك لا يعيب الحياة البشرية وجود الخلاف مع الاتفاق فيها، ولا يعيبها وجود المنازعات مع المصالحات فيها طالما كان الخير والشر من طبيعة البشر، منذ أن بدأ الوجود إلى أن  يرث الله الأرض وما عليها, ولكن ما يعيب البشرية،   ويضيرها، في الوقت ذاته، ويدفعها نحو الأسوأ، هو افتقارها إلى أناس أو فئة يؤمنون بالحق والعدالة، ويسعون إلى الصلاح وفض النزاعات والخلافات بين بني البشر, وفي ختام كلمته قدم السيد محمود عمر شكر  وامتنان منظمة (ماف) لكل من عمل وسعى إلى المصالحة بين هاتين العائلتين الكريمتين, ولكلّ الخيرين الذين لايألون جهداً في سبيل ألا تتكرر مثل هذه المآسي.
ألقى بعد ذلك السيد حسن صالح (عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي), كلمة بدأها مرحباً بالحضور كورداً وعرباً ومسيحيين, ثم أشار إلى أن تكون تضحياتنا من أجل قضيتنا ومن أجل شعبنا الذي يلف خاصرته حزام عربي, وسياسات شوفينية من قبل النظام, يمارس التعريب والتهجير والذوبان.
كما أكد على أنه إذا كانت هناك حاجة لاعتقالنا وقتلنا, يجب أن تكون من أجل قضيتنا, من أجل شعبنا المظلوم, من أجل التآخي الكوردي- العربي- المسيحي, ومن أجل تحقيق الديمقراطية في هذا البلد, في الختام أبدى سروره بهذه المصالحة, وخصوصاً أنها تمت على يد الأحزاب الكوردية, وليس على يد النظام, ووجه شكره لكل المساهمين في تحقيق المصالحة.
ومن ثم ألقى السيد علي خليل كلمة حزب آزادي الكوردي, أشار فيها إلى مساهمة رفاقه في بقاء الوضع تحت السيطرة, إلى أن تحققت المصالحة بجهود الخيرين, وهنأ العائلتين على تحليهما بالصبر والجرأة وروح المسؤولية في قبول المصالحة, التي تمت في هذه الأيام المباركة.
وألقى السيد خالص مسور كلمة باسم المثقفين والكُتاب الكورد, أكد فيها على ضرورة تجاوز العادات والتقاليد الاجتماعية البالية والعقيمة, والتي عفى عليها الزمن.

وأشار إلى ضرورة الالتفات إلى معاناة الشعب الكوردي والنضال من أجل قضيته العادلة, والتي هي أكبر من مشاكلنا الاجتماعية, وختم كلمته بتقديم الشكر لكل من ساهم في هذه المصالحة.
وألقى الملا وليد (امام وخطيب جامع حي العنترية), حامداً لله الذي يأمر بالتصالح, ومشيراً إلى الآية الكريمة: ((فاتقوا الله, واصلحوا ذات بينكم, وأطيعوا الله ورسوله, إن كنتم مؤمنين)).
ثم توجه لله تعالى قائلاً: يارب إننا اتقيناك, وبدأنا بالصلح وطاعة الله ورسوله, وسأل الله تعالى دوام الصلح بين كافة الشرائح في المجتمع, إسلاماً, مسيحيين, أكراداً وعرباً.

وأضاف: إن الصورة الحقيقية لهذا الصلح تجسدت بحضور الأخوة من العرب, شيوخ العشائر وشخصيات أخرى, ومن الأخوة المسيحيين الذين بينوا إن الوحدة بيننا وبينهم وحدةٌ إيمانية, وبيننا وبين الأخوة العرب وحدة إسلامية, وتابع: إن هذه الوحدة تجسدت في هذا الموقف الرائع, وفي هذا المكان الطاهر الذي طهرته العائلتين, اللتين وقعتا على هذا الصلح, هذا الاتفاق العظيم.
وفي ختام كلمته, شكر باسم أهالي حي (عنترية) بقامشلو, كل من ساهم في هذا الصلح, الذي انتظره أهالي حي العنترية بفارغ الصبر, وأكد على أن العديد من أهالي الحي سعوا جاهدين لرأب الصدع بين العائلتين, وخص بالذكر كلاً من السادة عزالدين حجي محمد وعبدالرزاق صبري وغيرهم, كما وجه شكره إلى قياديي الأحزاب الكوردية الذين ساهموا في عملية التصالح, وشكر أيضاً كل من بذل جهداً من أجل الصلح من الأخوة العرب والمسيحيين.
والكلمة الأخيرة كانت للسيد محمد إسماعيل عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي), الذي شكر في البدء باسم حزبه والجبهة الديمقراطية الكردية العائلتين المتصالحتين, لامتلاكهما روح الصبر, لتجاوز المعاناة والألم, وتابع قوله: هناك مشكلة أكبر من مشاكلنا الاجتماعية, ألا وهي مشكلة شعبنا الكوردي ومعاناته المستمرة منذ زمن, حيث يعاني الظلم من قبل الأنظمة التي تضطهده وبأساليب متنوعة وبشعة, تقشعر لها الأبدان, يجب أن نترك خلافاتنا جانباً, ونسعى لخدمة شعبنا, لا أن نتصارع ونتقاتل.
وفي ختام كلمته أكد على العمل من أجل إزالة الأشواك من دروبنا ككورد, والتي ستكون مساهمة كبيرة في سبيل الخلاص من الظلم والاضطهاد, وكرر شكره لكل الحضور وخص العائلتين بالشكر لوصولهما إلى الاتفاق العظيم في هذا اليوم.
وفي نهاية الحفل كرر عريف الحفل (عبدالصمد محمود) شكره وامتنانه لكل الأحزاب الكوردية المساهمة وكل الشخصيات الخيرة, وأشار إلى شجاعة العائلتين في جرأتهما للتوصل إلى التفاهم والاتفاق, ووجه شكر خاص للسيد عباس خليل, الذي كان له دور كبير في هذا التصالح.

وكذلك وجه تحية خاصة الى رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكوري (إسماعيل عمر) الذي كان له الدور البارز والفاعل في إقناع العائلتين للتصالح والوئام.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…