صلاح بدرالدين
حول جواب ” اللاجواب ” من حزب الاتحاد الديمقراطي – ب ي د –
كنت نشرت في الحلقة الثامنة نص كل من رسالتي حراك ” بزاف ” التي يدعو فيها – الاتحاد الديموقراطي – للموافقة على مشروع عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بالقامشلي ، ومايستدعيه من شروط النجاح مثل – اللجنة التحضيرية – وتمثيل الوطنيين المستقلين ، والرسالة الجوابية للاخوة في – ب ي د – التي تجاهلت الموضوع الرئيسي الوحيد في رسالة الدعوة ، وحملت بدلا من ذلك دعوة من جانبهم لحضور ( مؤتمرهم المزمع عقده في العشر الأول ! من العام الجديد من اجل حل القضية الكردية ..) ، ومن الواضح ان مضمون رسالتهم الجوابية في هذا الوقت بالذات الذي تحررت فيه سوريا من نظام الاستبداد ترمي ولو بشكل غير مباشر الى : ١ – اعتبار حزبهم وسلطتهم – الامر واقعية – الممثل الوحيد للكرد السوريين ، ٢ – نفي وجود الوطنيين المستقلين وهم الغالبية الساحقة ، ٣ – الاستمرار في مصادرة قرار الكرد السوريين ، ٤ – تجاهل التعددية الفكرية والسياسية في الساحة الكردية السورية ، ٥ – الالتفاتة السريعة جدا من نفي القضية القومية الكردية السورية الى تبني مؤتمر مزعوم لحل القضية الكردية ! ؟ وهم وغيرهم يعلمون ان حل القضية كما هو معروف مشروط بالاجماع الكردي ، والتوافق الوطني في ظل العهد الجديد بدمشق ، أي انهم لوحدهم عاجزون عن ذلك .
ماذا عن جواب – المجلس الوطني الكردي – ؟
في رسالة مماثلة تمت دعوة أحزاب – الانكسي – للموافقة على المشاركة في المؤتمر الكردي السوري الجامع ، والى هذا التاريخ لم نستلم أي جواب مباشر ، وما استنبطناه من مجمل احاديث مسؤوليها ، وتوضيح ( الرئاسة ! ) الذي كان بمثابة الإجابة غير المباشرة ، وما تسربت من معلومات ، تاكد لنا ان هذا المجلس منفصل عن الواقع ، ويستمر في العيش على أوهام – التمثيل الشرعي الوحيد – ، كما انه يمر باوقات عصيبة ، وبدأ يفقد مظلته الوطنية الوحيدة على الصعيد السوري ( انهيار الائتلاف )وهي بدورها ستضعف المظلة القومية في قادم الأيام , وكل ذلك برسم الاشقاء في أربيل .
مفارقة في غاية الغرابة
الطرفان الحزبييان على استعداد لملاقاة اية جهة خارجية وداخلية ، ولكنهما يمتنعان عن الحوار الشفاف مع الوسط الكردي السوري ، يبذلان الجهود ، ويوسطان الاخرين للتواصل ، والتعامل مع تركيا ، وروسيا ، وايران ، وامريكا ، وفرنسا وحتى – إسرائيل – ولكن يمارسان كل أنواع – التحايل – وخلق الذرائع عندما يتعلق الامر بتوحيد القرار الكردي السوري في العهد الجديد ، يهرولان ، ويتسابقان نحو دمشق ، ويجتمعان مع أحزاب كانت في جبهة النظام البائد ، ويمتنعان حتى الإجابة على رسائل كردية تدعو لوحدة الصف عبر المؤتمر الجامع المنشود .
مرحلة جديدة تستدعي التوضيح وإعادة النظر في بعض المصطلحات
أولا – من باب التوضيح : صحيح نحن في حراك ” بزاف ” طرحنا مشروعنا السياسي بمافي ذلك إعادة بناء الحركة الكردية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع منذ أعوام ، وعندما كنا من معارضي النظام المستبد والداعين لسقوطه ، ولكن كنا قد اوضحنا مرارا ان مشروعنا بشأن المؤتمر يصلح في كل وقت ، وصياغة مشروع بالحالة الكردية الخاصة تسهيل للحوار ، والتفاهم في عهد مابعد الاستبداد ، وبناء عليه وجهنا رسائل الدعوة الى الطرفين الحزبيين ، ليكون للحالة الكردية عنوان واضح ضمن الحالة الوطنية العامة .
من ” الاستقطاب ” الى ” الاستعصاء ”
ثانيا – كنا نطلق منذ نحو عشرة أعوام وفي عهد نظام الاستبداد على الطرفين الحزبيين ( الأحزاب التابعة لسلطة الامر الواقع ، وأحزاب – المجلس الوطني الكردي – تسمية ( طرفي الاستقطاب ) ، ولم يعد هذا المصطلح مناسبا بعد اليوم ، حيث سنستخدم بعد الان تسمية ( طرفي الاستعصاء ) ففي زمنهما انقسمت الحركة السياسية الكردية ، وتفككت ، ودب الصراع بين أحزاب الطرفين بل امتد الى المجتمع ، ذلك الصراع كان ومايزال حول النفوذ ، والمحاصصة ، وخدمة اجندة المحاور الخارجية ، والقليل القليل من مسائل هذا الصراع يلامس افتراضيا القضية الكردية ، والقضايا الوطنية ، وهنا لابد من التأكيد ان طرفي المشكلة لاتتوفر فيهما شروط لا حل القضية الكردية ، ولا الدعوة للوحدة والاتحاد ، ولاعقد مؤتمرات حرة ومستقلة وسيدة نفسها ، فهما الان جزء من المشكلة وليسا جزء من الحل فقط الوطنييون المستقلون مهيؤون لهذا الدور التوحيدي النزيه .
ثالثا – ( طرفا الاستعصاء) وكل على حدة ، لديهما قضايا خاصة بهما ، لاتمت بصلة للكرد السوريين ، وبالغالبية الوطنية المستقلة ، هناك مسائل عسكرية ، وامنية ، ومالية ، وجرمية ، وقضائية ، وقد تحصل تطورات تفاجئ الجميع بعد وضع اليد بدمشق على وثائق فروع الامن والمخابرات ، هناك إشكاليات العلاقة مع الخارج ، والتبعية ، والمال السياسي ، والكرد السورييون بغالبيتهم العظمى لاشان لهم بأزمة الأحزاب ، ولن يتحملوا اوزارها بالنيابة ، وبصراحة لافضل لاحزاب ( طرفي المشكلة ) على الكرد السوريين خصوصا في موضوع حرمان الكرد من شرف المشاركة في اسقاط الاستبداد ، فقضية الكرد السوريين تنحصر في الحقوق القومية المشروعة ، والديموقراطية ، والتطور الوطني العام ، والمشاركة مع العهد الجديد في بناء المؤسسات ، وصياغة الدستور ، والحفاظ على السلم الأهلي ، وإزالة العسكرة عن كاهل المجتمع .
رابعا – كشف الاسبوعان الاخيران وخلال تواصل حراك ” بزاف ” مع بعض أحزاب ( طرفي الاستعصاء ) ان كلا من (حزب الاتحاد الديموقراطي و الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) هما اللذان يقرران كل شيئ ، وان بقية الأحزاب مجرد ارقام تابعة تتلقى حصصها من الأموال الشهرية ، ولاتشارك بالقرار ، قد يكون هذا الامر معروفا لدى البعض ، او موضع شك لدى البعض الاخر منذ أعوام ، ولكن تاكد لنا مجددا على ارض الواقع .
خامسا – انعقد المؤتمر الوطني السوري سريعا او متاخرا ، واشترك فيه الكرد بالعدل والمساواة او باقل التوقعات ، ومن الان وحتى صياغة الدستور السوري الجديد ، وانتخاب السلطة التشريعية – البرلمان – وتشكيل الحكومة ، وإعادة بناء المؤسسات ، والبدء بالاعمار ، فان مهمة إعادة بناء ( الحركة الكردية السورية ) على شكل تعبيرات منظمة ، تحمل المشروع الكردي للسلام ستبقى في أولويات خيارات الوطنيين الكرد على أسس سليمة ، ومن المفيد في هذه المرحلة ان يشعرجميع الوطنيين المستقلين ، والشخصيات ، والنخب الثقافية ، والشبابية بالمسؤولية التاريخية وخصوصا – الوسط الرمادي – والتخفيف من غلواء – الانا – الواسع الانتشار والتوجه نحو العمل الجماعي الديموقراطي ضمن القضيتين القومية والوطنية بذلك وحده يمكن خدمة الشعب ، وبناء الوطن .
كلام صحيح واشد على ايديك ورحمهم الله انهم في حاله سبات من عشر سنوات وأكثر يجوز عليهم الرحمه