الكلمات التي ألقيت في الذكرى الثامنة عشر لرحيل الدكتور نورالدين زازا

بحضور لفيف من المثقفين الكرد والعرب وممثلي أحزاب كردية وعربية وآشورية حلّ الدكتور نور الدين زازا رئيس أول حزب سياسي كردي في سوريا ،المثقف الكردي اللاّمع ، ( 1919-1989م ) ضيفا ًعزيزاً على  كرديين وعربيين وآشوري حيث تم إحياء الذكرى الثامنة عشر لرحيله في مساء يوم السبت الموافق لـ 14/10/2006بتكريم السادة التالية أسماءهم :

1- المثقف والناشط الديمقراطي السوري المعروف ميشيل كيلو، المعتقل حالياً واستلمت جائزته السيدة زينب نطفجي بالنيابة عنه….
2- الناشط والكاتب الديمقراطي السوري الأستاذ أكرم البني.
3- الكاتب وعضو المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا الأستاذ كبرئيل موشي كورية.
4- السياسي الكردي الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
5-الشاعر الكردي الكبير يوسف برازي(بي بهار) .
بدأت الأمسية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية والديمقراطية في بلدنا سوريا والعالم أجمع،ثم بكلمة ترحيب بالكردية والعربية والسريانية ثم ألقيت كلمة عن مسيرة الراحل د.نورالدين زازا…
وألقى السادة الفائزون بالجائزة كلمة بهذه المناسبة عبرت عن أهمية الشخصية السياسية والفكرية للراحل الكبير ودوره في صياغة البرنامج السياسي لأول تنظيم سياسي كردي في سوريا عام 1957م ودعوته المستمرة للحوار والتفاهم بين شعوب المنطقة وحبّه الجمّ للغته الكردية الأم واتّسام أطروحاته بالواقعية والمنطق وأهميته كمفكر كردي في مجال الثقافة الكردية وأدبها…
كما تطرق الجميع إلى أهمية الحوار الوطني بين جميع أطياف المجتمع السوري ….
بالإضافة لكلمات السادة الفائزين ألقيت كلمات السادة التالية أسماءهم:
-الأستاذ عبد الحميد درويش الذي تعذر حضوره بسبب وفاة شقيقه وألقى كلمته الأستاذ أحمد سليمان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا( وأرسلت برقية تعزية باسم المنتدى والحضور للأستاذ عبد الحميد درويش).
– الأستاذ نصرالدين إبراهيم، سكرتيرالحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في سوريا(البارتي).
-الأستاذ جهاد مسوتي نائب رئيس إدارة منتدى الأتاسي للحوار الديمقراطي في دمشق.
-الأستاذ وليد البني عن ربيع دمشق(كلمة شفهية).
-الكاتب والباحث  السوري جمال عجلوني.
-الكاتب الكردي عبدالإله إبراهيم باشا الملي.
-الكاتب الكردي محمد جزاع(ب.بوشكين).
-كلمة جريدة نوروز ،باللغة الكردية، للأستاذ ممي آلان.
-كلمة الوفاق الديمقراطي الكردي السوري.
– مقالة للكاتب الكردي هفال يوسف (دفاعاً عن المثقف)
– كلمة للكاتب الكردي جان بابير.
-برقية الشاعر الكردي فرهاد عجمو.
جدير بالذكر أن “منتدى  الدكتور نورالدين زازا للثقافة ” تأسس عام 2005 وقام بتكريم ثلاث شخصيات (السياسي الكردي عبدالحميد درويش،المفكر الديمقراطي جاد الكريم الجباعي ،الشاعر الكردي فرهاد عجمو) في العام المنصرم ، واختيروا كأعضاء فخريين في المنتدى….
واختتمت الأمسية بإلقاء الشاعر يوسف برازي لمختارات من قصائده باللغة الكردية…
((….واقع ملموس وموضوعي هو حقيقة وجود الشعب الكردي الذي كان ولا يزال يعيش على أرضه ضمن نطاق جمهوريته العربية المتحدة جنباً إلى جنب مع إخوانه العرب، وهو شعب له لغته وعاداته وتقاليده الخاصة به، وهو غيور على هذه اللغة والعادات والتقاليد، وحافظ على مقوماتها…   والآن نحن في هذا التاريخ من حياة البشرية التي تسعى حثيثة من أجل تعاون وتفاهم الشعوب،لتحقيق تقدم ورخاء أفضل للإنسان وتوطيد السلام والارتقاء بالشعور والكرامة الإنسانية إلى مستواها اللائق، كما قلت أن اللغة الكردية والعادات والتقاليد الكردية لدى الشعب الكردي وتمسكه بها لم يكن في يوم من الأيام مصدراً من مصادر التفرقة والخلاف بين الشعبين العربي والكردي..

  )).

من المذكرة التي قدّمها الدكتور نورالدين زازا للمحكمة أثناء وجوده في المعتقل عام 1960م.

منتدى الدكتور نورالدين زازا للثقافة في دمشق.
16/10/2006
و فيمايلي الكلمات التي ألقيت في هذه الذكرى…….
—————————————-
نبذة عن حياة الأستاذ ميشيل كيلو
–         مواليد اللاذقية1940 م.
–         نال الشهادتين الإعدادية والثانوية من مدارس اللاذقية وتابع دراسة الصحافة في جامعة القاهرة وحصل عام 1966 م على ماجستير في الإعلام والتاريخ الحديث من جامعتي ( مونستر وميونخ ) في ألمانيا .
–         قام بترجمة العديد من الكتب والدراسات من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية وهو عضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين .
–         عمل بين عامي 1967 و 1987م في مجلة المعرفة – مديرية التأليف والترجمة في وزارة الثقافة في دمشق ويعمل منذ عام 1987 م كاتباً حراً ومترجماً وعلى صفحات الرأي في كل من الجرائد ( النهار اللبنانية ، السفير اللبنانية القدس العربية ، الحياة اللندنية ، الخليج الإماراتية ، المعرفة اللبنانية ، الجزيرة السعودية….).
–         شارك في العديد من النشاطات والمؤتمرات العربية والدولية ومنها :
1-    الطاولة المستديرة عام 2000م في دمر – دمشق.
2-    مؤتمر الحوار الإسلامي الأوربي حول الإصلاح الديمقراطي.
3-    وفي العديد من الحوارات والموائد المستديرة لبحث قضايا التغير في سوريا.
–         تم اعتقاله بين عامي 1980 م و 1982م لمدة عامين وثلاثة أشهر على خلفية نشاطه كمثقف في معالجة الأزمة التي خلفها الصراع بين السلطة والإخوان المسلمين.
–         يعمل كناشط مستقل وله دور تأسيسي في بيان الـ( 99)وبيان الألف وكان له دوراً أساسياً في بناء لجان المجتمع المدني وكان له دوراً مهماً في إعلان دمشق للتغير الديمقراطي وهو أحد قياديي لجنة المتابعة في إعلان دمشق.
–         اعتقل في نهاية 2006 م بسبب توقيعه على بيان إعلان بيروت – دمشق، وقد وقع عليه الكثير من المثقفين السوريين واللبنانيين من أجل تصويب العلاقات بين البلدين وتجاوز التدهور الحاصل.
–         أحيل إلى قاضي التحقيق ووجهت إليه التهم التالية :
1- النيل من هيبة الدولة.
2- إثارة النعرات الطائفية.
3- الذم والقدح بحق بعض المسؤولين .
4- الانتساب إلى جمعيات لها صلات بالخارج.
————————————————————

كلمة السيدة زينب نطفجي بالنيابة عن الأستاذ ميشيل كيلو
الأصدقاء السوريون الأعزاء
شكراً لهذا المنتدى الوطني الديمقراطي الذي يؤكد أن التحول والتغير الديمقراطي يشكل المخرج الوحيد المشرف للأزمة السورية المتفاقمة.
يشرفني اليوم أن استلم جائزة الصديق ميشيل كيلو الذي يمثل بجدارة ظاهرة المثقف المنشق تلك الظاهرة المألوفة في الأنظمة التسلطية الشمولية حيث يحال دون المجتمع ليعبر نفسه في منظمات مدنية سلمية وعلى هذه الخلفية يمكن إدراك بطولة القوى الدبمقراطية السورية الأسطورية في تعبيراتها السلمية العلنية .
آمن ميشيل بحق الاختلاف وبالحوار طريقاً وحيداً للتوافقات الوطنية بين المختلفين ، ورفض النفي لآي كان ، فلم ينقطع عن الحوار حتى مع الحزب الحاكم رغم مؤاخذة الكثيرين له.
دعا دائماً للوصول إلى التوافقات لكن على أساس مبدئي حازم باتجاه الديمقراطية المؤسسة على المواطنة التامة المتساوية على أي أساس كان ، مع المرونة والاعتدال في الوصول إلى الأهداف المرجوة .
لا داعي للتطرق إلى الأدوار المحورية له في مجمل الحراك الوطني الثقافي والمدني والسياسي في الفترة السابقة فهو ليس بخاف على أحد لكن المفارقة التي أود الإشارة لها .

أن أسر المعتقلين السوريين لطالما وجدوا الملجأ الدافئ والإنساني لدى ميشيل كيلو وزوجته السيدة وديعة أم أيهم .

فكتب عنهم وعن معاناتهم ملقياً الأضواء على أحوالهم للرأي العام المحلي والخارجي .
لنتضامن الآن معه ومع أسرته وأسر كل المعتقلين السوريين.
ولنرفع تحية الإجلال والاحترام لهم وخاصة معتقلي الرأي والقلم أمثال عارف دليلة وأنور البني وكمال لبواني وعمر العبدالله .

وجميع معتقلي الكرد المدافعين عن حقوقهم في المواطنة السورية.

نبذة عن حياة الأستاذ أكرم البني

كاتب وناشط حقوقي سوري وعضو لجان إحياء المجتمع المدني.
مواليد مدينة حماه  عام 1956.

إجازة في الطب البشري،لا يمارس المهنة.
أحد المشاركين في نشاط الحلقات الماركسية التي نجم عنها تشكيل رابطة العمل الشيوعي عام 1978.
ثم حزب العمل الشيوعي عام 1980 وكان أحد أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي وعضو تحرير الجريدة المركزية ( الراية الحمراء)
أعتقل مرتين الأولى لمدة عامين من 1978 وحتى 1980 في سجني كفر سوسة والمزة والثانية لمدة أثني  عشر عاماً من 1980 _ وحتى 2002 في سجني تدمر وصيدنايا
بعد إطلاق سراحه شارك في لجنة المتابعة مع لجنان  أحياء المجتمع المدني ومع جمعية حقوق الإنسان في سورية ….

والآن عضو مجلس إدارة في منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي له العديد من مقالات رأي وأفكار في بعض الجرائد العربية منها النهار اللبنانية والحياة اللندنية والغد الأردنية والجزيرة- نت في موقع وجهات نظر.
———————————————————–
كلمة الأستاذ أكرم البني

بداية يشرفني أن أكون بين الذين اختارهم هذا العام منتدى الدكتور نور الدين ظاظا مع أني أعتقد أنهم كثر من هم قبلي يستحقون هذا التكريم ، وإذ يسعدني هذا الإصرار اللافت من قبل المثقفين الكرد على إزكاء روح التواصل والتفاعل مع المثقفين العرب رغم شدة المضايقات وتنوع أساليب الحصار والمنع ليثبتوا للجميع أن الأخوة العربية الكردية أقوى من القمع ومن محاولات زرع التفرقة والشقاق وأقدر على ردع الاندفاعات القومية المتطرفة من أي جهة كانت ، يسعدني أيضاً ما يعنيه هذا اللقاء من أهمية في أحياء فكر نور الدين ظاظا وتأكيد دعوته لذلك الترابط العميق بين الثقافي والسياسي والأخلاقي وإبرازه عمق التلاحم النضالي بين الشعوب على قاعدة الهم الديمقراطي المشترك ، بصفته مدخلاً لا غنى عنه لمعالجة كافة المعضلات السياسية والقومية والإنسانية.
لقد خطت العلاقات الكردية العربية خطوات مهمة إلى الأمام في الأعوام المنصرمة ما يشجع على القول بأن خيارات التباعد والنزاع هي إلى الاضمحلال أو إلى زوال أمام حضور روح الديمقراطية وحوافز التعاون والتعاضد، خاصة وأن مسار التطور العالمي يثبت ، يوماً بعد يوم بأنه لا مكان في هذا الكون للمجتمعات المتفرقة والضعيفة، وأن لا جدوى من البحث عن خلاص لمنطقتنا مما تكابده وعن مستقبل واعد لأجيالها إذا فرطت بوحدة ناسها وبضرورة تضافر كل قواها وإمكانياتها ، بل وبغير هذه الطريق يصعب الحديث عن تسريع وتائر التنمية السياسية والاقتصادية وتعزيز القدرة على المنافسة وتالياً النجاح في مواجهة التحديات المتعاظمة وصياغة المقومات الكفيلة بمساعدتنا على احتلال موقع يليق بنا، كرداً وآشوريين وعرباً، في ركب الحضارة الإنسانية.
مرة أخرى أشكركم من القلب وأتمنى لمنتداكم كثيراً من الحرية والتألق….
دمشق /14/10/2006

نبذة عن حياة الأستاذ كبرئيل موشي كورية
مواليد قامشلي 1962
المهنة: مهندس زراعي – خريج جامعة حلب.
–         عضو مكتب سياسي في المنظمة الآثورية الديمقراطية.
–         عضو هيئة تحرير ( نشرو داثور) النشرة المركزية للمنظمة الآثورية الديمقراطية.
–         باحث وقاص باللغتين العربية والسريانية.
–         عضو رابطة نصيبين للأدباء السريان.
–         عضو مكتب التنظيم والنشاطات في إعلان دمشق .
–         ممثل محافظة الحسكة في المجلس الوطني المنبثق عن إعلان دمشق.

–         عضو جمعية حقوق الإنسان في سوريا.
كلمة الأستاذ  كبرئيل موشي كورية
السادة أعضاء مجلس إدارة منتدى الدكتور ظاظا المحترمون
الأخوات الأخوة : الحضور الكرام…
مساء الخير     ………….

       EVAR BAS
عبارات التحية هذه قلتها بالعربية والسريانية والكردية تختزل في الحقيقة ثلاث ثقافات أحياها بكل جوارحي مذ وعيت الدنيا ، أعيش سرمديتها لحظة بلحظة وكأنها قائمة منذ الأزل ، ترافقني في البيت والشارع والسوق ، في الأعراس والمآتم ، تزيح عني الغربة والضياع أينما حللت ، تغذي اكتمالي وتحجب نقائصي ، تبلسم جروحي كلما أهاجها الماضي أو وخزها التعصب .

ثقافات تتلاقح ، تتفاعل ، تحاورني وأحاورها في أعماقي وفي عقلي، لتنتج ثقافة وطنية تعزز ثقتي ويقيني بذاتي وبشريكي وبوطني الذي يختزن كل هذا التنوع الجميل، وتجعلني أكثر إيماناً بالغد .

هكذا أفهم الثقافة والتنوع ، حواراً لاينقطع ، وتسامحاً بلا حدود ، ألفة ومودة واحترام رغم الاختلاف .

ورؤية تجعلني أجد فيكم جزءاً من آشورريتي ، وأن تجدوا فيًّ جزءاً من عروبتكم و كرديتكم ، أن أرى فيكم جزءاً من مسيحيتي ، وأن تروا فيَّ جزاءً من إسلامكم …أن أجد فينا جميعاً الإنسان التواق إلى الحرية والكرامة.
أخوتي الحضور:
كان لي شرف إلقاء محاضرة في هذا المنتدى العام الماضي عن العلاقات الآشوربة والكردية ، والمساهمة في قسط من الحوار الذي أطلقه منتداكم الكريم ، ولاحظت كم كانت النفوس عطشى للحوار ، وكم كنا بحاجة لمعرفة بعضنا البعض .

ولا أخفيكم بأنه انتابني قدر كبير من الإرباك مخافة أن تفهم محاضرتي بعكس مقصدها سواء في الأوساط الآشورية أو الكردية ، وتحاشياً لاتهامي بالتفريط والتملق أو التحامل من هذا الطرف أو ذاك ، ومردّ هذا الارتباك يعود إلى التوتر الذي شاب علاقات الشعبين الآشوري ” السرياني” والكردي ماضياً .

بيد أنَّ الجو الحضاري الذي ساد النقاش بدد هذا الإرباك وأزال كل تحفظ ، فجاء الحوار صريحاً ، بعيداً عن التكاذب والمجاملات، وترسخت قناعتي بأننا مهما فعلنا لا نستطيع أن نغير شيئاً من الماضي ، لكن نستطيع أن نبني الحاضر ونؤسس معاً للمستقبل ونكون شركاء فيه، دون أن يعني ذلك إعطاء شهادة جيدة عن الماضي وتعلمت أن الصراحة هي شرط لضمان استمرار الحوار وأيقنتُ أن الحوار لم يعد خياراً ، وإنما واجباً تمليه علينا مسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض وتجاه وطننا ، لأنه السبيل الأنجع نحو المستقبل.
أيها الأخوة:
لقد عانينا جميعاً وما نزال من سَوءات وشرور الاستبداد الذي يخيم على وطننا سوريا منذ أربعة عقود ، حيث تم خنق الحريات ومصادرة الحياة السياسية، وانحدرت القيم الإنسانية بالتوازي مع تفشي الفساد وانحدار المستوى المعاشي للمواطنين.
وتأتي مبادرتكم هذه في وقت ثمر فيه سوريا بحالة هلامية غير محددة المعالم جراء ضغط السلطة على المجتمع ، والضغوط الخارجية على البلاد ، وعلى إيقاع هذه الضغوط تزداد حدة الاستقطاب القومي والديني بفعل حدة التغيرات والتحديات التي تعصف بالمنطقة وبالبلاد ، ويدفع هذا بالبعض سواء في السلطة أو خارجها لاستنهاض وإيقاظ عوامل الفرقة والانقسام وحتى الفتن بين أبناء الوطن الواحد.

وهناك من يسعى لتحويلنا من مجتمع وطني تفاعلي إلى مجتمعات مغلقة بعضها يخاف الآخر ، وتوفر لهؤلاء حرية الحركة والمنابر لبث فكرهم الظلامي ، فيما يلاحق الأحرار والشرفاء ، وقبع قادة الرأي والفكر والتنوير من أمثال عارف دليلة وميشيل كيلو وأنور البني وفاتح جاموس وكمال اللبواني في السجون .

لذلك فإن التصدي لهؤلاء والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي وتماسكه لا تقل أهمية عن نضالنا السلمي من أجل التغير الديمقراطي ، لذلك يجب:
–         تعميق التفاهم والشراكة بين أبناء الوطن بمختلف مكوناتهم القومية والدينية يشكل المدخل الأساس لضمان استقرار البلد ونهوضه وازدهاره.
–         الاقتناع بأن تفاعلنا الإيجابي هو الذي يرسي قيم العيش المشترك ، وأن التعصب القومي والديني كان دائماً سبباً لأزماتنا ومشاكلنا.
–         التخفيف من عقدة المركزية والتفوق لذواتنا ، واحترام الآخر باعتباره شريكاً ومساوياً لنا، وهذا يعطي إحساساً أقوى بالمواطنة ، ويقطع الطريق على  من يريد تفتيت وتمزيق المجتمع.
–         أن ندرك أن القضية الكردية لا يمكن أن تنمو وتتقدم دون قبول الآشوريين السريان لها والعكس صحيح ، ولا يمكن حل المسألة القومية في سوريا دون تفهم واحتضان الديمقراطيين العرب لها.
–         الإيمان بأن أحلامنا القومية لا تتعارض أو تتناقض ، وإنما تصب في خدمة حلمنا الوطني المشترك في إقامة نظام ديمقراطي علماني يقر بالتنوع القومي والسياسي والثقافي والديني ، نظام تسوده العدالة والمساواة ، وتنتفي فيه كل أشكال الظلم والتميز أيّاً كانت بواعثه من أجل تحويل سوريا إلى وطن يسع الجميع ، وطناً نفخر به ونعتز بالانتماء إليه.
–         أيها الأخوة :
–         إن تكريمكم اليوم أعتبره شرفاً لي وتقديراً للفكر الذي أحمله ، وللمنظمة الآثورية الديمقراطية التي يشرفني الانتماء إليها .

ولا شك أن هذه الخطوة ستحملني مسؤوليات إضافية ، أتمنى أن أكون أهلاً لها ، وأعاهدكم بأن ما تعلمته اليوم سأنقله لغيري في كل مكان حتى تسود لغة وثقافة الحوار في ربوع وطننا.
–         وفي هذه المناسبة لا يسعني سوى توجيه التحية لروح الدكتور نور الدين ظاظا الذي جسّد في شخصه وحياته قيم الحوار والانفتاح ، حيث نستكمل اليوم ما قام به بالأمس ، ونحصد اليوم ما زرعه بالأمس.
–         وختاماً أقول إن من يستحق التكريم والإشادة هو إدارة هذا المنتدى التي جمعتنا سوية من كل القوميات عرباً وأكراداً وآشوريين ( سريان ) ومن كل المناطق والمحافظات.
…..

شكراً لاستماعكم ……..

  Sipas

—————————————–
نبذة عن حياة الأستاذ إسماعيل عمر

ولد عام 1947 في قرية قره قوي التابعة لناحية الدرباسية بمحافظة الحسكة ، وانتسب لمدرسة القرية الابتدائية عام 1953 وحصل على الشهادة الدراسة الابتدائية عام 1958م ، انتقل بعدها إلى الدرباسية لمتابعة الدراسة الإعدادية ثم الثانوية في نفس البلدة وحصل على الشهادة الثانوية عام 1965م وانتسب لجامعة دمشق قسم الجغرافيا بنفس العام وتخرج منها عام 1969م.
أثناء الدراسة الثانوية ، وبالتحديد في عام 1963م أنتسب للحزب الديمقراطي الكوردي – البارتي – في سوريا وعمل في منظمة الدرباسية ، وعندما حصل الانشقاق الأول في صفوف الحزب عام 1965 بقي في صفوف الجناح اليساري حتى 1970 حيث بدأت الخدمة العسكرية.
وبعد الخدمة في عام 1975 حيث تعرض الجناح المذكور لانشقاقات جديدة وانعكست آثار نكبة الثورة الكوردية في كردستان العراق بشكل سلبي على الساحة الكوردية في سوريا ( البارتي) ليعمل في اللجنة المنطقية حتى عام 1983 حيث أنتخب لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر الثالث ولعضوية المكتب السياسي أيضاً .
وفي عام 1988 حدث انشقاق في صفوف الحزب باسم جناح المؤتمر السادس الذي عقد مؤتمرة الاستثنائي في آذار 1989 م ثم اتحد مع حزب العمل الديمقراطي الكوردي وقواعد اليسار في آب 1990 ، وتمخض عن ذلك الحزب الديمقراطي الكوردي الموحد ، الذي تولى فيه مهمة السكرتير ومن بعد ذلك بثلاث سنوات جرت عملية وحدوية ثلاثية بين الحزب المذكور وكل من حزبي الاتحاد الشعبي الكردي المنشق عن التنظيم الذي يحمل نفس الاسم  الذي كان سكرتيره صلاح بدر الدين ، ومع حزب الشغيلة الديمقراطي الكردي وذلك في مؤتمر توحيدي في نيسان 1993 م وكلفته اللجنة المركزية الجديدة بمهمة السكرتير في الحزب الجديد ( حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ” يكيتي” ) وخلال التحضير لذلك المؤتمر عام 1992/ وإثر موجة الإعتقالات التي طالت رفاق الأحزاب الثلاثة المشاركة في نشاط الملصقات بمناسبة الذكرى الثلاثين للإحصاء الاستثنائي أضطر بعد الملاحقات للعمل السري لمدة سنتين انتهت أثناء انتخابات مجلس الشعب عام 1994م حيث كان أحد مرشحي الحركة الكردية في سوريا.
في عام 2001م تم انتخابه رئيساً للحزب ، ومن خلال هذه المهمة يعمل الآن في اللجنة العليا والمجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي وكذلك في الهيئة العامة للتحالف الكردي والجبهة الكردية ، وعضو المجلس الوطني لإعلان دمشق ، ويمثل التحالف الديمقراطي الكردي حالياً في الأمانة العامة للإعلان.
——————————————–
كلمة الأستاذ إسماعيل عمر
رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

السادة أعضاء اللجنة المنظمة..

منتدى الدكتور نورالدين زازا للثقافة الكردية
السيدات والسادة الحضور.

يشرفني أن أكون أحد المرشحين لنيل جائزة الدكتور(نورالدين ظاظا) الذي ارتبط اسمه بأول تنظيم سياسي كردي في سوريا، حمل فيه شرف ومهمة المسؤول الأول في قيادته، وعانى في سبيل قضية شعبه ، الكثير من الملاحقة والاعتقال والتعذيب، ومورست بحقه مختلف الضغوط لحرفه عن مساره، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها وتلاشت أمام عزمه وإرادته الصلبة التي لم تلن حتى آخر لحظة من حياته.
أيها الحضور الكريم.
يهمني بهذه المناسبة أن أشكر اللجنة المنظمة التي خصصت لفقيدنا الكبير جائزة باسمه، وذلك تقديراً لدوره في قيادة الحزب الديمقراطي الكردي في ظل ظروف بالغة الحساسية والتعقيد، خاصة في السنوات الممتدة من عام 1958 وحتى عام 1961، حيث وصلت عمليات القمع بحق شعبنا وحركته السياسية الوليدة ذروتها، وتعرض المئات من الكوادر الحزبية للاعتقال والملاحقة، وذلك بهدف القضاء على أول تنظيم سياسي كردي، استطاع خلال فترة وجيزة استقطاب الآلاف من الشباب الكردي، وتمكن من اختراق كل العوائق ليصل إلى مختلف التجمعات والمناطق الكردية، وذلك بفضل قيادته التي احتل فيها الدكتور ظاظا دوراً بارزاً بحكم تجربته النضالية الغنية التي اكتسبها من تربيته العائلية أولاً، ومن مساهمته الفعالة في جمعية خويبون التي تشكلت عام 1936 في  لبنان، وجمعية الطلبة الكرد التي تشكلت في أوروبا عام 1949، وصولاً إلى دوره في انطلاقة الحزب الديمقراطي الكردي في سورياعام1957 والذي جهد فيه كثيراً لإكساب برنامجه السياسي وأهدافه الكثير من الموضوعيةَ َ والمنطق اللذين تميّزت بهما أيضاً المذكرة التي قدمها لمحكمة أمن الدولة بدمشق في31/12/1960.والتي، رغم ما يقارب نصف قرن على تاريخها، فإنها تعبّر بشكل دقيق عن واقع اليوم، حيث لا تزال تلك المحكمة تحكم على المزيد من الذين يقفون يومياً مكان الراحل الكبير ، مما يوحي بأن الذي اعتقل الدكتور ظاظا في حينه وحكم عليه، لا يزال موجوداً حتى اليوم باسم آخر،وبأن الدكتور نور الدين لا يزال يدافع عن حقوق الإنسان بأسماء أخرى تعود لمعتقلي الرأي والضمير من مختلف الانتماءات والأطياف الوطنية السورية، وهذا يؤكد بأن قضية الديمقراطية التي ناضل من أجلها الدكتور ظاظا،هي واحدة لا تتجزأ، مما يزيد من أهمية النضال المشترك من أجل إطلاق الحريات العامة وحقوق الإنسان والشعوب.
ولم تقتصر مساهمات الدكتور ظاظا على العمل السياسي، بل كان كذلك كاتباً كبيراً باللغة الكردية التي رضع حبها وعشقها منذ طفولته، فكتب بها مئات المقالات، خاصة في مجلتي هاوار وروناهي، وأعاد طباعة رواية (ممي آلان)التي كتبها بالأحرف الكردية اللاتينية، وترجم قصة الراعي الكردي لمؤلفه عرب شمو من الفرنسية إلى الكردية، وختم حياته الثقافية بكتاب قيّم يحمل عنوان(حياتي الكردية) عام 1982.
وكان مهتماً بتطوير اللغة الكردية وضرورة الاهتمام بها، وناشد الكرد التمسك بلغتهم القومية، حيث جاء في ندائه المعروف:(أيها الأكراد…إذا كنتم لا تريدون التشتت والضياع، فعليكم التعلم بلغتكم وتعليمها، وإذا أردتم أن تعرّفوا أنفسكم وتكسبوا محبة الآخرين، فاعملوا باتجاه توطيد أواصر الصداقة والتآخي مع الشعوب الأخرى..)
ومن هنا، فإن الوفاء لهذا المناضل الكبير الذي ظلم من قبل البعض، وضاع جزء من حقوقه في خضم الصراعات الحزبية التي لا طائل منها، إنما هو وفاء للتنظيم الأم الذي زرع بذور الشعور القومي بين أوساط شعبنا الكردي في سوريا، ووفاء للرواد الأوائل الذين ضحوا بكل شيء من أجل تذليل الصعوبات وفتح الدروب أمام الأجيال اللاحقة في نضالها من أجل وطن حر وشعب عزيز، يكون فيه شعبنا شريكاً في الحقوق مثلما كان كذلك في الواجبات، وهو ما تسعى له الحركة الوطنية الكردية اليوم ،والتي لا زالت بصمات الدكتور نورالدين ظاظا ورفاقه تطبع مسيرتها السياسية، التي رغم كونها لا تزال دون الطموحات المطلوبة،  فإنها تتقدم بخطوات واسعة نحو الأمام، مستندة في ذلك إلى تاريخ نضالي عريق، ترك فيه الدكتور ظاظا ورفاقه تراثاً نسترشد به في اتخاذ الدروس والعبر، ومن تلك الدروس، ضرورة البحث عن مرجعية سياسية كردية، تملك حق القرار والتمثيل الكردي وتحويل القضية الكردية من قضية أحزاب فقط لها أجندتها الخاصة إلى قضية شعب يجب المراهنة عليه بمختلف فئاته الاجتماعية وأطيافه السياسية وفعالياته الثقافية والاقتصادية كوسائل نضالية تكمن مصلحتها في إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا في إطار وحدة البلاد.
كما أن دعوة الدكتور ظاظا لتعريف الشعوب الأخرى بالقضية الكردية وكسب صداقتها لا تزال وستظل دائماً تحتفظ بحيويتها وأهميتها القصوى، وهو ما يمكن تلمسه الآن،حيث تترجم تلك الدعوة عملياً في إعلان دمشق الذي يجد فيه الجانب الكردي رفاقاً وأصدقاء ومساندين لنضاله، تجمعهم به إرادة التغيير الديمقراطي السلمي والمصير المشترك، ليتحركوا معاً نحو مستقبل واعد لا مكان فيه للاستبداد والتمييز القومي والمشاريع العنصرية وحملات الاعتقال والتعريب… ويتقدم فيه الولاء للوطن على غيره من الو لاءات ويتمتع في ظله شعبنا الكردي بكامل حقوقه القومية الديمقراطية ليستعيد توازنه الوطني من خلال إعادة التوازن بين الحقوق والواجبات، ويستعيد معها الثقة بأنه سوري بقدر ما هو كردي، وأن الجميع للوطن، بقدر ما تكون سوريا للجميع.
الأخوة أعضاء لجنة التنظيم.
أيها الحضور الكريم.

 مرة أخرى  أشكر لجنة التنظيم لمنحي جائزة الدكتور نور الدين ظاظا ، وأعتبر ذلك تكريماً لكل من يواصل المسيرة النضالية التي دشنها الدكتور ظاظا ورفاقه الأوائل، وتشجيعاً لكل من ينتظر دوره ليناضل مستقبلاً في مواجهة الظلم الذي يحيق بشعبنا، ويقتدي بالدكتور ظاظا في محبته للشعب الكردي ودعوته للصداقة مع الشعوب، وتمسكه بلغته الأم، والتضحية في سبيل هذا وذاك، مثلما ضحى الدكتور نور الدين ظاظا…وشكراً لكم.
نبذة عن حياة الشاعر الكردي الكبير يوسف برازي(بي بهار)
من مواليد 1931 منطقة الباب-حلب  تل شرجي
انخرط في العمل السياسي 1960ـ اعتقل عام 1966م مع جكرخوين ورشيد كرد في الحسكة, وكتب قصائد باللغة الكردية في السجن بأعواد الثقاب…
له أربع دواوين شعر مطبوعة باللغة الكردية :
-zindan  السجن 1988
-bang  النداء 1998
-raperin الانتفاضة 2002
-serxwebun الاستقلال 2006
غنى له فنانون كبار محمد شيخو –محمود عزيز-سعيد كاباري –زبير صالح
له الكثير من القصائد غير المطبوعة.

—————————————————

كلمة الأستاذ عبد الحميد درويش ، سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا….
السيدات والسادة
أيها الضيوف الكرام
أرحب بكم أجمل ترحيب وأقدر عالياً حضوركم هذا الاحتفال المتواضع الذي تقيمه مجموعة من المثقفين الكرد ، وأحيي جهود هؤلاء الأخوة الذين أخذوا على عاتقهم إحياء ذكرى شخصية سياسية وعلمية بارزة أغنت المجتمع الكردي في مرحلة عصيبة مرت ، وكان رمزاً وقائداً لحزبنا نفتخر به.
لكم أيها الضيوف المحترمون وللأخوة منظمي الاحتفال كل التقدير والاحترام.
لقد التقيت الدكتور نورالدين ظاظا بعد عودته من أوربا عام 1956، بعد أن أنهى دراسته في سويسرا في مدينة لوزان وحاز على شهادة الدكتوراه ” في علم الاجتماع ” وكنت وقتذاك من الطلبة الأكراد القلائل الدارسين في دمشق في الثانوية الأهلية التي تقع في البحصة وعلى مر الأيام توطدت العلاقات فيما بيننا عن طريق السيدة روشن بدرخان حرم الشخصية الكردية العلامة جلادت بدرخان وكذلك السيد عثمان صبري.
وعندما طرحت فكرة تشكيل حزب سياسي وكان السيد عثمان صبري المبادر في ذلك في أواسط عام 1956 كما أتذكر وكان الدكتور ظاظا في مقدمة الذين أيدوا الفكرة وباركوها وظل إلى جانبنا عثمان صبري وأنا يساهم بدوره في وضع البرنامج السياسي للحزب المقترح ولم يمضي سوى عدة أشهر حتى تم تشكيل الحزب ، وآثر الدكتور نور الدين أن يبقى في المرحلة الأولى خلف الستار حتى تتاح له فرصة أفضل للعمل بين أوساط المجتمع الكردي وحضهم على الانخراط في صفوف الحزب ، وخلال فترة قصيرة جداً توسع الحزب ، حتى أصبح عدد أعضائه يعدون بالمئات من الطلبة والفلاحين وفئات وطبقات المجتمع الكردي الأخرى عندها طلبنا من الدكتور نورالدين ظاظا الانضمام رسمياً إلى صفوف الحزب .
فاستجاب لطلبنا عام 1958 وأنتخب في جلسة للجنة المركزية رئيساً للحزب .
كان الدكتور نورالدين ظاظا يدير اجتماعات اللجنة المركزية باقتدار وكفاءة ، فقد كان هذا المناضل يحلل الأحداث بموضوعية وروح علمية بعيداً عن العواطف والتأثيرات الشخصية ويحيط بها من كل جانب يشرح أبعادها مما كان يسهل على الرفاق اتخاذ القرار الصائب والسليم بعد هذا التحليل الدقيق وكان إنساناً ديمقراطياً في أعماق نفسه يكره بشدة الأفكار والمفاهيم المتطرفة القومية منها والدينية والمذهبية ، يكره الممارسات المغامرة من أين أتت ، وبقدر حبه لشعبه الكردي كان يحترم الشعوب والقوميات الأخرى ويكن لها التقدير والاحترام ويدعوا باستمرار في مواقفه إلى ضرورة أيجاد علاقات الصداقة والتعارف بينها وبين أبناء الشعب الكردي .وكان يؤمن إيماناً راسخاً بأن القضية الكردية في سوريا لا يمكن حلها إلا في ظل نظام ديمقراطي برلماني يتمتع أبناء الشعب السوري في ظله بحرية الرأي والتعبير.
ويمكن تحقيق مثل هذا النظام كما كان يرى من خلال تعاون أبناء الشعب السوري بكافة قومياتهم وطبقاتهم وفئاتهم ، وفي هذا المجال كان يستشهد بالأنظمة الديمقراطية في أوربا خاصة سويسرا التي تلقى فيها علومه الدراسية خلال سني الدراسات العليا التي تلقاها هناك .
كان الدكتور نور الدين يتمتع بصفات بارزة تجعله يحظ بالاحترام من أبناء شعبه فقد كان صادقاً في عمله وفي تعاونه مع رفاقه والآخرين ، شديد الكره للكذب والنفاق دقيقاً في مواعيده التي يعتبر التقيد بها احتراماً للإنسان وقيم التعامل بين الأفراد والجماعات ، بقدر تعلقه بالنظام الديمقراطي ، كان ينبذ الأنظمة والحكام الدكتاتوريين ويصفهم بأبشع الصفات ويعتبرهم عوامل للتخلف بين الشعوب.
إنني في هذه الأمسية التي نقيم فيها هذا الاحتفال بذكرى مرور ثمانية عشر عاماً على رحيل هذا الرجل الكبير أنحني إجلالاً لذاكراه وأقف باحترام أمام تلك الأيام التي قضيناها سوية في النضال وكان لنا قائداً سياسياً محنكاً وأخاً كبيراً
ودمتم.
9/10/2006
—————————————————-
كلمة الأستاذ نصرالدين إبراهيم
سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا(البارتي)

السادة أعضاء منتدى الدكتور نورالدين ظاظا للثقافة الكردية
السادة أعضاء هيئة تحرير مجلة دجلة
الحضور الكريم:
بكل امتنان وتقدير أشكركم عل دعوتكم لنا لحضور مناسبة الذكرى الثامنة عشر لرحيل المفكر القدير والسياسي الفذّ، والكاتب اللامع الدكتور نورالدين  ظاظا أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، وأول رئيس له….
لقد دخل الدكتور ظاظا معترك النضال التحرري للشعب الكردي منذ نعومة أظفاره في ظروف دولية وإقليمية ومحلية بالغة التعقيد حيث تكرست نتائج الحربين الكونيتين الأولى والثانية بأبشع صورهما على شعوب منطقتنا عامة والشعب الكردي خاصة، والتي كانت رازحة تحت نير الإمبراطورية العثمانية ، حيث جرى تقسيم الشعب الكردي وتوزيعه مرة أخرى، وتم حرمانه من كافة حقوقه القومية والديمقراطية والإنسانية إثر إبرام اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية لذلك انخرط الدكتور معترك الكفاح ضد مضطهدي لشعب الكردي وواجه المأساة الكردية منذ قدوم مصطفى كمال إلى دسة الحكم في تركيا، وتجرع مرارة التشرد والنفي وهو مايزال فتى في العاشرة من مره وذلك بسبب مساهمة عائلته في نضالات الشعب الكردي ضد الطغمة الكمالية في تركيا إبان ثورة الشيخ سعيد بيران عام1925، واستقر به المقام في مدينة القامشلي، حيث أكمل درسته الثانوية في سوريا ، حاول الانضمام إلى البرزاني وإدارة حزب هيوا ، الذي كان يناضل ضد الإنكليز عام 1944، إلا أنه أخفق في الوصول إليها، حيث وقع في يد السلطات العراقية، سجن على إثرها إثنا عشر شهراً قضاها في السجون العراقية من الموصل إلى بغداد، ثم أكمل دراسته الجامعية في معهد العلوم  السياسية والاقتصادية في الجامعة الفرنسية ببيروت، ومقابل دراسته الجامعية، فقد أصبح مذيعاً في قسم البرامج الكردية التي تبث من إذاعة بيروت اللبنانية، كما فتح مدرسة ليلية لتعليم كرد بيروت للقراءة والكتابة بلغتهم الأم، هذا العمل دام حتى عام 1947م، حيث حصل ظاظا على الإجازة في العلوم السياسية وبعدها توجه إلى سويسرا لدراسة العلوم الاجتماعية والتربوية في جامعة لوزان ومنها حصل على درجة الدكتوراه وهناك أقد مع لفيف من الطلبة الكرد على تأسيس جمعية الطلبة الأكراد في أوربا عام 1949م، كتنظيم قومي طلابي لعموم الطلبة الأكراد في تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في 14 حزيران عام 1957، حيث قام معهم بوضع أسس ومنهاج البارتي ، وبعد عام من تأسيسه أصبح أول رئيس له،وأدى بتبوء الدكتور ظاظا لهذا المركز إلى تعزيز مكانة الحزب بين جماهير الشعب الكردي في سوريا، ولإخماد هذه الروح القومية النامية فقد وجهت السلطات ضربة قوية إلى البارتي بالقيام  باعتقال أغلب أعضاء قيادة الحزب وعلى رأسها الدكتور، وما يقارب (5000 )شخص كردي بتهمة الانتماء إلى هذا الحزب بدءاً من الخامس ن آب 1960 ،وبعد ذلك تم إطلاق سراح معظم المعتقلين ما عدا الدكتور ظاظا والكوادر القيادية البارزة ، الذين تم الإفراج عنهم جميعاً في الثامن من آب 1961م، وفي العشرين من تشرين الثاني 1961م تم ترشيح ظاظا للبرلمان السوري من قبل البارتي ولم ينجح فيها بسبب التدخل السافر من قبل السلطات، وبعد وصول حزب البعث إلى السلطة في الثامن ن آذار 1963 إلا إنه اضطر إلى مغادرتها أيضاً هرباً من بطش الحكام الأتراك ، حيث لجأ إلى لوزان في سويسرا ودرّس فيها إلى أن وافته المنية عام 1989.
لقد كان الدكتور نورالدين من الأكراد القلائل الذين عملوا في السياسة والأدب والصافة وبرز فيها ، ويجلى ذلك من خلال استعراض حياته السياسية، أو تحليل آثاره الأدبية ومقالاته الصحفية، كما كان عزيز النفس، صامداً في وجه جلاديه،محباً لرفاقه،مثقفاً بارزاً ، وسياسياً محنكاً ، وكان شديد الإيمان بالديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤمناً بالتآخي مع الشعوب التي يتعايش نعها الشعب الكردي، بعيداً عن التعصب القومي أو الانعزالية وكان مثالاً للوطنية وشعلة لن ينطفئ نورها.
فألف تحية إلى روحه الطاهرة،وستبقى ذكراه خالدة  إلى الأبد، ولن ينساه الشعب الكردي الذي
أحبه، وعمل في سبيل حريته وازدهار ثقافته.
دمشق 14/0/2006
——————————————————-
كلمة منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي…………
الأستاذ جهاد مسوتي

السيدات والسادة الأكارم … مساء الخير
أتشرف باسمي وباسم منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي حضور احتفالكم التكريمي السنوي للشخصيات الوطنية السورية من المثقفين والمبدعين وكذلك المساهمين في إرساء قواعد الحوار الوطني الديمقراطي بين مختلف المكونات والتيارات السورية من أجل النهوض بحاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً.
بهذه المناسبة الوطنية ، أيها السادة ..

اسمحوا لي أن أشكر منتدى نور الدين ظاظا لدوره ونشاطه الثقافي في ترسيخ روح الأخوة الوطنية السورية بين العرب والكرد والآشوريين ومختلف التيارات الثقافية والسياسية وسعيه الدائم لخلق مناخات التقارب والتمازج بين مختلف الثقافات السورية حضارة وتاريخ.
إن سورية اليوم أيها الأخوة ، أحوج ما تكون إلى تأكيد روح الوحدة بين مكونات شعبها .

وهي أحوج ما تكون لمناخات الحرية كي توطد هذا التآخي بين العرب والكرد خاصة ومختلف تلويناتها القومية والدينية وتياراتها الثقافية.
فممارسات كم الأفواه ، وتعطيل المنتديات ، والعمل على إقصاء الآخر بمختلف الأشكال يضعف الوحدة الوطنية ويشل طاقات الوطن ، ويهدد مستقبله.
وأخيراً وحتى لا ننسى إخواننا المعتقلين ، أيها الأخوة الأكارم ..

أنتهز هذا الحفل لنؤكد جميعاً تضامننا مع المثقفين العرب والكرد المعتقلين بسبب مواقفهم وآرائهم ، وأدعو كل الأحرار والمدافعين عن حقوق الإنسان للتضامن معهم والمطالبة بإطلاق سراحهم فوراً .
أشكر إصغائكم ، وإلى اللقاء قريباً في واحة الحرية.
دمشق 14/10/2006
نائب رئيس مجلس إدارة

                                                            منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

كلمة الكاتب السوري جمال العجلوني

ماذا يقول عربيُ…متعب بعروبته..هذا المساء..
سوى …..

..

أن أنوب عن العربِ العاربة والمستعربة و المعوربة…
بتقديم الاعتذار منكم في كلِ ما ألحقناه بكم من ظلم  ذوي القُربى ..
ولدي الشجاعة الكافية لأقدم هذا الاعتذار ….

وأطالبُ كل الشجعان في أن يفعلوا ذلك .
ومن هذا المنبر أيضاً …أطالبُ جميع الدول الإسلامية بسنٍّ قانونٍ يعاقب كل من ينكر ( محرقة الأكراد حلبجة) والأنفال ….

وغيرها
لأنها سبّة  وعار في تاريخ كل الدول الإسلامية أن تكون هناك حلبجة والأنفال .

وعلى رأس من أطالبهم ( حراس البوابة الشرقية) والجيش الانكشاري في تركيا.
أحبائي :
اعتقدنا وكنا واهمين – أنّ باستطاعتنا أن نُلبسكم العقال وأن نجعلكم تتكلمون بلغة الخليل بن احمد الفراهيدي … وتعتقدون بأن ( الله ) ينتمي إلى قريش ..

وأن خيرَ الديمقراطيات هي ديمقراطية الحجَاج … وان لا شعراء غيرُ الفرزدق وجرير ….


وأن ما تسمعونه عن حروبِ العرب فيما بينهم ….في ( داحس والغبراء ) ، و( صفين ) و( الجمل) إن هي إلا مؤامرة كبرى حاكها ( كوفي عنان ) بدعم من الامبريالية ..
أحبائي
قد لا تجدون في هذا الشرق البائس من يقدم الاعتذار لكم غيري ولكنها ليست سوى بداية ……
ستتلوها بدايات
وشكراً
—————————————————
كلمة الأستاذ عبد الإله إبراهيم باشا الملي

ذكرى واعتراف
يقول الحكيم زردشت في اليسنا 45 الأدعية هكذا أتحدث : أصغوا واسمعوا الآن أيها الناس ، القادمون في الأقاصي ، والقادمون من الأماكن القريبة ، تبغون المعرفة ، تذكروا كل ما هو ضال ، لا تكن معلم السوء القاضي على الحياة مجدداً .
عندما أراد سقراط نقل العقل اليوناني من الأسطورة إلى الفلسفة حكموا عليه بالموت اختيارا .
وعندما خرج المسيح لتحرير البشرية في الجهل والظلم حكمت عليه العامة بالصلب على يد بطليموس وهذا ما يتكرر دوماً وهذا ما كررناه أيضاً في العقل الخيَّر النير نور الدين ظاظا.
نعم لقد سممنا لك حياتك وصلبناك أيها المعلم ووضعنا على قبرك أكبر الصخور ، كتب عليها المغالون
والمنافقون والجهلة ( نور الدين ظاظا “فروت”أي باع كردستان ب” بيفازا” أي بالبصل.
Nure din zaza Kurdistan firot bi pivaza
ولكن أهورا مزدا أراد لك القيامة فدفعت الصخرة عن قلبك لتبعث حياً من جديد في عقولنا وضمائرنا ، لك منا كل الاعتذار فبصيرتنا قد طوقتها قضبان الظلام فاختلطت علينا الأمور ، حتى أصبحنا لا نميز بين نور الشمس والضوء الكاذب للقمر فحكمنا عليك بالصلب فحمت حليب “مترا” على ظهرك ومشيت على أشواكنا صامتاً بعد أن عريناك لتأكل أسواطنا لحم جسدك وأنت حي، هذا قدر النخبة وهذا ما تفعله العامة دائماً أن تبكي صلبانها كما نفعل اليوم .
لك منا كل الاحترام ، لقد وضعت لنا نوراً ومشيت ، كما ومضى غيرك من العظماء ، ليبقى مصباح الحق مضيئاً ينير طريق الحياة .
ندين لك بالاعتراف ونعاهدك ونعاهد عظمائنا أن نكون شمسيين كما كنتم ، لنعَّري العتمة بالنور ولنخرج شمسنا عن كسوفها لتخسف قمرها ، فالإحساس بالعتمة نور يزيح الغشاوة عن بصيرتنا فيستطيع شعبنا أن يميز ما بين النخب الظلامية المزيفة .
يقول الزرادشتي مبتهلاً إلى ناره المرمزة عن ” الطاقة الفكرية”
( أيتها النار المقدسة يا ابنة أهورامزدا أمنحينا مرشداً معلماً يسعه أن يعلمنا كل ما يمت إلى الخير ويجلب لنا الرغد الآن وإلى الأبد ثم هيئ لنا أفضل الحالات في الطهر والإشراق والتأليف ، فعلمنا ننال ذلك المعلم مقابل الطهارة والورع والتقوى التي تزدهر بها الروح .

تأججي في هذا المنزل إلى الأبد ، توقدي دائماً في هذا البلد اسطعي في هذا البيت ليزداد شعرك في هذا الزمن المفعم بالأحياء والإحياء ، الكمال للعالم .

كلمة الكاتب  الأستاذ محمد جزاع ( ب- بوشكين)

أيها السيدات- أيها السادة الأفاضل- مساؤكم سعيد
في محراب الذكرى تنتابني مشاعر مختلطة .

إذ تعيد بي الذاكرة إلى صباحات يوم قادني قدماي إلى مكتب الراحل د.نورادين ظاظا ، وكان لي شرف اللقاء مع هذا الرجل الكبير _ فقد كان لي معرفة جيدة بماهيته من خلال أحاديث من كان لهم صلة وثيقة به، واليوم أنا معه وجها لوجه ، أتفرسه جيداً وأتعرف على ميزاته بشكل أوسع .

أتصوره الآن وكأنها اللحظة ، شخصية مهيبة جالس وراء طاولة خشبية من نوع زان وأمامه آلة كاتبة أجنبية ضمن فراغ كبير لا يوجد سوى رفوف خشبية خالية ، يعلو سيماه شيئ من الكآبة.
زرته وفي علمي أنه قد تعرض لعملية غدر كبيرة .

ممن ؟ من الإنسان الذي أحسن إليه ، أنتشله من مذلة المهنة ( مع احترامي الشديد لكل عامل مهما كانت مهنته وضيعة تقيه من ذل السؤال ) أنما رقة شعور د.

نورالدين وحبه لأبناء شعبه أبى عليه أن يرى شاباً كرديا ًمطروداً من عمله نتيجة تقييم سياسي إبان عهد الوحدة ( بين مصر وسوريا) .

أسمحوا لي فقط بالإشارة ، إلى أنه أنتشله من نادل في مقهى الكمال وبراتب ضعيف إلى أن يسلم له مسؤولية نشاطه التجاري ، واضعاً فيه كل ثقته .

ولا يسعنا الوقت للدخول في التفاصيل فمكان ذلك في وقت آخر.
أيها السادة ، المرات القليلة التي التقيتها فيها لم تتح لي الفرصة الكاملة للتعرف على عوالم الرجل ، كما أشاء ، لذا ربما كان انطباعي بقي عنه ناقصاً إلا أني كنت مبهوراً به ، لما لمست فيه كل خصال العلماء من سعة الاطلاع وعمق المعرفة وإرادات المتابعة ودقة النظر ووضوح الرؤية ، وصدق القول .
لا يترك لحظة دون فائدة ، يظل يسأل ويتساءل ، وكما نعلم أن التجديد لا بل الثورة تبدأ من السؤال.
عرفته كاتباً ، أديباً ، لغوياً ، ناقداً ، وسياسياً بارعاً من الطراز الأول بعبارة واحدة ، إنساناً ًمتكامل الصفات في إطاره الإنساني.
عرفته غيوراً على تراث شعبه ، حريصاً على حماية لغته القومية ، لذا وضع وصية هامة في مقدمة (ممي آلان ) لأبناء شعبه وأمته.

يقول :
أيها الكرد: إذا أردتم صون وجودكم وحمايته من التمزق والضياع تعلموا لغتكم قبل كل شيئ ، وعلموها للآخرين وإذا أردتم أن تعرفوا أنفسكم ، وتبنوا المعرفة والصداقة على طريق التقدم و الازدهار مع الشعوب الأخرى ، وتحيوا بكرامة وعزة، أيضاً تعلموا لغتكم ، و علّموها للآخرين.
انقطعت صلتي به بعد مغادرته للبلاد من جديد إلى الاغتراب ، لكني تابعت التعرف عليه أكثر من خلال من كان على صلة وثيقة به، يحدثني عنه دوماً يقول عنه المرحوم حمزة نويران / عضو مؤسس / للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا .

لقد ساهم الدكتور نورالدين معنا مساهمة فعالة حين وضع البرنامج السياسي للحزب وذلك بالنصح والإرشاد معللاً كل فكرة بالمنطق والموضوعية يبعدنا عن المغالاة والتطرف ، لقد أعطى د.

نور الدين للحزب دفعاً كبيراً بعد انضمامه إلى الحزب أوائل عام 1958 واختير رئيساً ًللحزب ، وكان الاختيار صائباً لأنه كان بحق وجدارة هو عقل الحزب يقول المرحوم حمزة بالنسبة لي أنا القروي لا أعرف سلوكيات المدينة في الجلسات ولا اعتبارات بروتوكولية ، كثيراً ما كان يتدخل ليوجهنا كيف نتعامل مع الأشياء ، من ارتشاف فنجان القهوة وحتى استخدام الملعقة والشوكة والسكين لضرورات بروتوكولية وعند الحاجة.
لقد كشف لي المرحوم حمزة نويران خلال الحوارات والمناقشات عن فكرة جد متقدمة بدأت ملامح الفكرة تظهر للعلن الآن ويتم تداولها في الندوات لقد نقل عن الدكتور نور الدين فكرة ما يمكن أن يجد فيه الأستاذ جاد الكريم الجباعي هاجسه في تجسيد فكرة الاندماج الوطني والاجتماعي بين مكونات الشعب السوري ، وما قد يجد فيه جواباً على تساؤلات الأستاذ طارق أبو الحسن وغيره من الأخوة العرب لماذا أحزاب كردية خاصة ؟أو لماذا أحزاب كرية محضة؟  وتلك أسئلة مشروعة…
نقلاً عن المرحوم حمزة ، طرح د.

نور الدين ظاظا على السياسي السوري المعروف المرحوم أكرم حوراني ، إن كان هناك إمكانية تأسيس أو تشكيل كيان سياسي مشترك يستوعب ويحتضن سائر مكونات الشعب عرباً وكرداً وآخرين على أن يحتوي برنامج هذا الكيان ما يضمن حقوق الأكراد الثقافية والسياسية والاجتماعية في إطار الوطن السوري ، وكقضية من جملة قضايا البلاد العامة .

استحسن المرحوم أكرم الحوراني الفكرة ، لكنه قال لولا واقع معين يحول دون ذلك ، الكرد يقطنون في المناطق الشمالية ، وعلى اتصال مباشر بأكراد تركيا والعراق ، فلو كان الأكراد قاطنين منطقتي حمص وحماه لما كان هناك إشكالية .لأن المرحوم الحوراني كان مأخوذاً بفكرة الدولة القومية المتجانسة على غرار غيره من المفكرين العرب في ذلك الوقت.
نعم لقد كان يتمتع بحدس كبير واستشفاف للمستقبل ، ويحدد ما يمكن أن يكون مخرجاً للوصول إلى الحقوق ، فهذا الرجل د.

نور الدين طرح هذه الفكرة قبل 50 عاماً على نحو ما نتداوله اليوم ، حبذا لو امتلك منتقدوه الجرأة للاعتراف بقصور الرؤية لديهم.
حقيقة- انه رأي في شعار تحرير وتوحيد كردستان شعاراً خيالياً لا واقعياً – على ضوء معطيات الواقع الإقليمي والدولي وخصوصية واقع الشعب الكردي في سوريا ، رأى أن أنجع وسيلة للوصول إلى الحقوق يتم في إطار راهنية الظروف الخاصة بالبلاد وأن القضية الكردية جزء أساس من قضايا البلاد ، وأن الحل يتم في إطار مجمل قضايا البلاد العامة وفي ظل مناخ ديمقراطي تعددي .

ويعلل ذلك بأن التراكم النضالي للأكراد في سوريا لا يمكن أن يقودهم إلى قيام ثورة مسلحة وفي النظام الديمقراطي أيضاً سيكون عدد نواب الكرد أقل عدداً قياساً إلى عدد النواب العرب والآخرين لذا لا يمكن تحقيق مطالبنا إلا بالتوافق مع سائر مكونات أبناء الشعب السوري و هذا ما سجله حرفياً المرحون حمزة نويران في أوراق من الذاكرة (متوفي في حزيران عام 1996) وهكذا وئدت الفكرة في مهدها ، ربما لم تكن الفكرة مقبولة من جانب بعض غلاة الكرد الانعزاليين ، المزاوديين أيضاً ، لكن لو أتيح للفكرة أن ترى النور لربما كنا اليوم أمام تنافس النموذج والبقاء للأصلح.
الرجل الذي نحتفل بذكره كان مؤمناً بالحوار طريقاً للتفاهم .
ينقل عنه أنه كان يحضر مؤتمرات الطلبة في أوربا كثيراً ويطرح قضايا الشعب الكردي ، لكنه لا يجد من يناقشه أو حتى يستنكر عليه شيئاً ، حتى كان في أحد المؤتمرات زعق في وجهه شاب تركي ، كفى ، ليس هناك شعب كردي ، إنما هناك أتراك جبال أميون جهلة .

نحن معنيون بتحضرهم .

فصفق له الدكتور طوبلاً ! قيل له كيف تفق؟ أما سمعت ما يقول ؟ قال بلى ! لكن لا بأس بذلك ألم يفتح فاه بالرفض ؟ هذا يعني أنه خطا الخطوة الأولى نحو الحوار ، وسنلتقي مرة قادمة.
الحوار أساس التعرف والتفاهم والتقارب ، وإزالة العراقيل والعقبات .
أيتها السيدات والسادة الكرام:
د.

نورالدين سليل أسرة نبيلة ضحت بالغالي والنفيس من أجل قضية الشعب الكردي ، كانوا في المقدمة في كل المحطات ولا أريد الدخول في تفاصيل نضالاته وما تعرض له من عذابات يكفي أن أشير إلى أنه عانى الأمرين ، ووقع بين نارين ، نار الحاقدين والمنافقين والمغالين من الكرد ونار أمن السلطة التي ما انفكت تلاحقه وتضايقه سجناً واستجواباً حتى غادر بلده سوريا إلى لبنان الحرية لعله يستطيع مواصلة نشاطه السياسي بما يفيد ، وحتى هناك لم يسلم قد تم اختطافه من قبل أمن سوريا وأودع سجن مزة فترة ثم نفي إلى مدينة السويداء عدة أشهر وبعد الإفراج عنه وجد نفسه في الشارع قد خسر كل ما يملك ، وجد استحالة الاستمرار ضمن هكذا ظرف فقرر مغادرة البلاد وإلى الأبد.
لقد قضى الرجل مأسوفاً عليه لكنه مضى بعد أن غرس عميقاً جذور الواقعية السياسية في الساحة الكردية ، وقد سلك منهجه الواقعي الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي بقيادة عبد الحميد درويش لا بل عمق هذا المنهج ليغدو اليوم وأقولها بدون تحفظ منهج الجسم الرئيس في الحركة الكردية ( التحالف الديمقراطي الكردي والجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا.)
وبهذا يمكن أن يكون قد رد إليه الاعتبار بعض الشيء .
والآن وبعد مضي السنوات الطويلة والتي ظهرت فيها الكثير من الحقائق ، ويثبت صواب الرأي لديه  يستوجب على الغيار من أبناء الشعب الكردي لا بل من كل السوريين الديمقراطيين تكريم الرجل بما يستحق من إقامة مثل هذه الندوات ، والعزاء كل العزاء في أن ينكب الدارسون والباحثون في كشف أفكاره وآرائه في مجالات الأدب والفكر والسياسة وهذا حق واجب .

انحني إجلالاً لذكرى هذا الرجل العظيم وعزاء الأمة في المخلصين من أبنائها في النضال من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية ومن أجل سوريا ديمقراطية تعددية تحتضن بحب كل ألوان الطيف السوري الجميل.
شكراً لإصغائكم و لكم كل الاحترام والتقدير.
محمد جزاع ( أبو بوشكين)

كلمة جريدة نوروز التي تصدر باللغة الكردية ألقاها الأستاذ ممي آلان

Bila ev boneya bibe boneya
Wergirtina kelk û sûdan
Rêz û silav ji komîta birêvebirina munteda Çandeyî ya Nûredîn Zaza re …….
Rêz û silav ji beşdarên vê şevê re ……
Ciwantirîn rêz û silav ji giyana nemir Nûredîn Zaza re ………
Li ber roniya vexwendina vê komîtê , ev cara diweme em têne şam û mirina lawê Kurd yê bi nav û deng N.Z bi bîra xwe tînin .

Di cara yekem de , me N.Z wek zimanhezekî bi beşdaran da nasîn , herweha me Rojnama Newrozê di ber çavan re bir û anî û rola wê di dermafê fêrkirina bi dehan xelekên alfabê û rêzimên ji keç û lawên Kurd re , me da xuyanîkirin .

Wêlomê jî me ji birêz Zaza re got , di gora xwe de vehesî be , law û keçên Kurd şopên yên weke te bernadin .
Di vê boneya bîranînî ya diwem de jî , dixwazin ji xwe re bikim keys , kelk û sûde ji gotina Celadet ya dîrokî werbigirin.
“ Yekîtiya gel bi yekîtiya zimên e , yekîtiya zimên jî bi yekîtiya tîpan e .


Li ber roniya gotina jorîn em dixwazin nêrînek zimanewî bi ziman û gelê me gerek bidin xuyanîkirin .
Wekee em dizanin , bêparbûna netewa Kurd ji sedan salan ve , ji avakirina dewletek yekbûyî , bû sersedema diyarbûna gelek zarav , tore û alfebeyan di zimanê Kurdî de .

Ev pirbûna zaravan bi xwe jî di roja îro de , sermiyanekî başe ji pêşeketin , vejîn û dewlemendkirina zimanê me re .
Ji zaravên Kurdî hin hene yên peyvandin û azaftinê ne , mîna Kurmanckî , Dumilî , Zazakî , Hewram , Gorî û Lorî .

Ev zarav kevinin û di dîrokê de tamar berdane .

Vêca bikaranîna wan pêwîste , ji bo geşkirina zimên .
Lê , li kêlekê di cîhana tore û rojnamegeriyê de , herdu zarav Soranî û Kurmancî bi kar tên û li çar perçe Kurdistanê têne têghîştin .
– Li aliyekî dî , berê nivîsandina Kurdî bi sê alfabeyan bi kar dihat ( Latînî – Erebî – Kirlî ) , ta ku , Kurdên Sovyêta berê dev ji alfabeya kirlî berdan û li şûnê alfebeya Latînî bi kar anîn û kend û girêk li pêş yekbûna zimên kêmkirin .
Em dizanin ku , bikaranîna alfabeya Erebî , li başûr û rojhilatî Kurdistanê ye .

Û alfabeya Latînî jî li bakur û başûrî rojavayî Kurdistanê , Ewropa û li Sovyêta berê bi kar tê.
Ji berê paşê vê , zimanzan û zimanhezên Kurd yên mîna Nûredîn Zaza daxwaza yekîtiya bikaranîna alfabeyekê dikirin .Ji ber ku , yekîtiya zimên di wê de didîtin û herweha yekîtiya gelê Kurd jî xurt dibû .

Lê, berê piraniya wan ji ber van sedeman ber ve alfabeya Latînî ya Celadet Bedirxwan bû .
1-Alfabeya tewrî di cîhanê de bi kar tê, alfebeya Latînî ye .
2-Alfabeya Latînî , Alfabeya Kompiyoter û entirnêtê ye jî .
3-Fonatîka devkî ya zimanê Kurdî bêtir bi riya alfabeya Latînî zelaltir dibe û cî têde digire .
4-Piraniya xelkê me yê Kurd , ta hin girop ji Kurdên başûr jî vê daxwazê dikin .
5-Ji paşeroja gel û zimanê Kurdî re jî weha baştire , ji ber ku , bi wê ziman û gel wê were parastin û li gor demê be .
Piştî azadbûna beşê başûr , herçû ev daxwaz û hêviya jor bi hêztir û bilintir bû .

Lê mixabin biryara perlemana Kurdistana başûr ji bo bikaranîna alfabeya erebî wek alfabeyeke fermî di hemî dezgehên hikomet û civaka xwe de , ew hêvî qelskirin û bêhêvîtiyek peydakir .
Vêca em pêşinyar dikin ku , bi navê vê şevê ji serokê navçeya Kurdistanê ( Kak Mesûd ) ,Hikometa Kurdisatanê û Parlemanê re bangek bi rê be .

Têde ev daxwaz diyar bibe û bi kêmanî alfabeya Latînî ( alfabeya Celadet , Nûredîn û piraniya gelê Kurd ) netê qedexekirin .

Bijî gelê Kurd
Ramana Nûredîn Zaza namire
Sipas ji komîta rêvebiriya xelata N.Z
Sipas ji we û guhdariya we re

——————————————————-
كلمة حزب الوفاق الديمقراطي الكردي السوري
 جاء فيها: ” إن تخليد ذكرى شخصية بارزة مثل الدكتور نور الدين زازا   يعتبر خطوة ثقافية وسياسية ذات أهمية كبيرة لا سيّما بعد مرور ثمانية عشر عاماً على رحيله حيث شهدت هذه الفترة تغيرات وتطورات سياسية وفكرية كبيرة على الساحتين الكردية والدولية ولعل الدور الذي لعبه الدكتور زازا خلال فترة نضاله كان بداية كثير من الإنجازات فيما بعد وحتى بعد رحيله وخاصة على مستوى الأحزاب الكردية،  إننا وببالغ السعادة وإذ نشكر مجلة دجلة على اهتمامها بذكرى الدكتور زازا ورعاية  هذا الملتقى فإننا في الوفاق الديمقراطي الكردي السوري وباسم جميع العاملين في جريدتي الوفاق وبربانك نشكر جميع المشاركين في هذه المناسبة ونرحب بجميع الضيوف ونأمل أن نلتقي دوماً على تخليد ذكريات الشخصيات الكردية المناضلة في سبيل أهدافها وقضيتها النبيلة.

————————————————————-

دفاعاً عن المثقف
هفال نيو

” يدافع عن الحقيقة بكلمة الحكمة ، لا بالسيف والصولجان ”
–         أوفيوس-

في الانتصارات يتم تتويج رؤوس القُوّاد بأكاليل الغار، ويُكافأ الجنود بالأوسمة والنياشين والغنائم ، وعند الهزائم يُصلب الحكماء ، ويُعدم المثقفون.
هكذا كانت الحال دائماً ، مع أننا نعلم جميعاً أن الحضارة الصينية بدأت بالانحسار عندما  أضطر المعلم “لاو” إلى الفرار إلى الغابة ، وأن شمس الحضارة اليونانية بدأت بالأفول عندما أُجبر سقراط الحكيم على تجرع الـ” تسيكوتا ” ، وأن الحضارة العربية الإسلامية بدأت بالتقهقر ليلة صلب الحلاج ، ويوم أحرقت كتب ابن رشد.
كما ونعلم جميعاً أن قطع رأس ” دانتون ” بالمقصلة كان فاتحة فشل الثورة الفرنسية ، وأن انهيار الاتحاد السوفيتي بدأ عام /1924/ عندما أنطلقت حملة ” صيد الذئاب ” بعبارة المغني الروسي المتمرد فلاديمير فيسوتسكي.
واليوم كذلك ، حيث نرى العسكر يحكمون ، ويتم قتل واعتقال ونفي المثقفين ، في هذه البلاد ، لا بد أن ندرك حجم الهزيمة.
والحكاية الكردية لم تخرق هذه القاعدة عبر تاريخها ، وحتى اليوم ، ففي عام 1961 ، في سجن المزة العسكري ، كذلك أنتصر المحارب ، وهُزم المثقف ، ورغم ذلك ما زالت أعباء الهزائم تلقى على كاهل المثقف ، ويُنسب كل انتصار ، مهما كان ضئيلاً ، للمحارب.
” كانت مشكلة الدكتور نور الدين زازا – يقول أحد رفاقه القدامى – هي أنه كان مثقفاً أكثر من اللازم ”
أجل ، هذه مشكلة حقاً ! فالثقافة تُفسد العقول لأنها تجعل الإنسان يعرف أكثر من اللازم ، ويرى أعمق من اللازم.

وهذا يُخرجه عن إجماع الأمة ، ليغدو فرداً : أي ملعوناً .
” كان يفلسف كل شيء– يقول هذا الرفيق نفسه ، فأنّى للجمهور أن يخفف من ضجيجه لينصت إلى أقوال الفيلسوف ، فالجمهور لا يكون جمهوراً إن لم يكن غاضباً وعنيفاً ، ويحتاج ، وبالتالي ، إلى قضية وعقيدة ونشيد وشعار وزعيم و….

عدو ، لتغدو حكمة الحكيم وثقافة المثقف جبناً وخيانة.
في قصته ” فارسان” يتحدث الروائي الروسي الأشهر ” ليف تولستوي ” عن فارسين ، تتجلى في الأول كل بريق مظاهر الشجاعة المتهورة التي يعشقها الجمهور ويمجدها ، بينما شجاعة الفارس الثاني حقيقية ، كامنة وهادئة ، هي جوهر الشجاعة.
وفي سجن المزة العسكري ، عام 1961 ، ظهر هذان الشكلان من الشجاعة ، وذلك عندما  انهال الجلادون بالسياط على المعتقلين لحظة وصولهم ،وبعد انتهاء حفلة الترحيب الدموية هذه اقترب الدكتور زازا من الضابط المسؤول، وقال له 🙁 هل نحن أعداء لتفعلوا بنا هذا.؟)، وكان ردّ الضابط صفعة آثمة .
هذا هو الفرق بين شجاعة المثقف و ” شجاعة” العسكري .
حتى في ذلك الوقت لم يكن الدكتور زازا يضع العرب في  خانة ” العدو ” بينما نرى اليوم أنّ وجود الآخر – العدو مكوِّن ضروري في بنيان الهوبة الهوية القومية لدى معظم ، بل كل ، شعوب المنطقة .
كان الدكتور زازا يعلم أن ثقافة جماعة إثنية ما ، وقدرة هذه الثقافة على الإنفتاح على ، والتشارك مع ، ثقافات الشعوب الأخرى ، هي التي تحدد هوية هذه الجماعة ، لذا نراه في مستهل مؤلفه” Meme Alan ” يقول : ” تعلموا لغتكم وعلموها للآخرين” .

ويقول أيضاً : ” آمل كثيراً أن يتم تدريس وشرح هذه الملحمة وغيرها في المدارس والجامعات في المستقبل .

وفي الحقيقة ، إن عمله على هذه الملحمة ، على الرغم مما شابه من هنّات هنا وهناك ، يشير على باحث حقيقي جدير بالاحترام والتقدير.
أما العيب الثالث للدكتور زازا ،أو لنسمه ” التهمة الثالثة ” التي كيلت له من قبل رفاقه ، فهي أنه” لم يكن ينفع للعمل في السياسة ” ، وهذه كلمة حق ، لأننا لن نجد مثقفاً حقيقياً واحداً ينفع للعمل في سياسة العسكرتريا والانقلابات والأنظمة الشمولية والعقائد المطلقة ، وهي السياسة السائدة في منطقتنا منذ خمسينات القرن المنصرم حتى اليوم ، فمجال عمل المثقف هي المعرفة المفتوحة أبداً ، لا العقيدة المنغلقة على مطلقيتها، وعمله هو التنوير ، لا السجود لأيقونة الزعيم.
عندما زار الدكتور زازا منطقة الجزيرة لأول مرة ، في الستينات ، التقى ببعض من البائعين الجوالين ، من قواعد الحزب في مدينة القامشلي ، ورأى مدى فقرهم وأميتهم وتخلفهم ، فقال لرفاقه في القيادة :
” أبهؤلاء سوف نناضل؟ ” ، فرد عليه عبد الله ملا علي ساخراً : ” هؤلاء رفاق المدينة .

أنت لم تر رفاقنا في القرى بعد”.
أعتقد أن تلك الزيارة هي التي غيرت المنظور السياسي للدكتور زازا ، لا تجربة السجن كما يقول بعضهم ، فقد أدرك آنذاك مدى بؤس المجتمع الكردي ، وحاجة هذا المجتمع إلى تطوير بناه التحتية ، أي التنمية الاجتماعية – الاقتصادية – الثقافية بلغة اليوم ، ونحن نعرف الآن أنه كان محقاً لذا ، إذ نحيي ذكراه اليوم ، أحب أن أسجل هذه الورقة في محكمة التاريخ دفاعاً عن المثقف ، باعتباره دفاعاً عن المعرفة في مواجهة الجهل ، وعن الفرد ضد أيديولوجيا الجمهور ، وعن الحرية الفكرية ضد الالتزام العقائدي ، وعن الحداثة ضد التقليد ، وعن دعوى السلام والتعايش السلمي في مواجهة طبول الحرب ونعيق الغربان .

وهي أخيراً ، تعد دفاعاً عن أرستقراطية المعرفة ضد عمومية مبتذلة سّميت زوراً بـ “ديمقراطية ” التعليم.

—————————————————————–

كلمة الكاتب الكردي  جان بابير

ما تبقى منك هو أنا وما بقي مني هو أنا لأنه أنت
” أنصب كميناً لجهاتك ِ ..

أحاصر جهاتي أيتها اللغة سيدة الكون”
رسالة اعتذار من اللغة،
قد أكون من الذين ارتكبوا صدى الإثم في جسد الكتابة ، أنا المزدحم المعلق .

بأقدامي نحو أسفل الهزيمة ، أطوي اللهاث لهاثاً آخر ، ثمة رذاذ إنسان، وثمة فصول يتعكز عليها الراوي ، واحتمالات قائمة على قيامة نبوءة النفس وإلى نفي النفي في الذبح متدثراً بسرير انتمائه … ويشتعل المشهد من حبر وورق ، في الصفعة الأولى إلى منحدر العظم تحت الجلد الناعم ، هكذا ينشب الأظافر وحيداً في وجه الجهات..
ألا تقدم لنا هذه اللغة المعرفة كهدية طفل في عيد الميلاد بين التعرّج ومزج حروفها وأذيالها الدافئة كالنبيذ وبها ينتفخ بطن الفراغ بالفراغ ويولد جنين الفراغ من اللهاث الآخر خلف ضوء الحبر لحظة … لحظة ما  ما لا أعرفها تتعمق  في المعاني  حينما اكتشف تصدعها وأين من أين في تلك اللحظة يكمن العجز فينا أم في رنين موسيقى الحرف … ولكل رشقة هي أسطر مضغ علة مروج الذهن ، تملئ الفراغ بالشفاء ، وتحشد لشط آخر على الترتيب الهندسي و نقل دمار وخراب على دمار من معتقلات القلب ..

هي اقتران لغة الأصابع مع معنى الحرف في نغمة الحواس وإيجاد أ كبر لمبرر أكبر ولصورة كبرى … وزرع تجاعيد الغوص بمحراث الحقيقة على جبهة الورقة لأن الحبر وحده يخون لونه وليستبدله بالأبيض وحده من لحم الملكية الخاصة من روح المشاعية الخاصة من المشاع المشاع وبها تتحد أبعادك في بعدي فتصبح بعداً ثالثاً واحداً لا يهم ….نحفظ بها أنفاسنا المتهالكة بمفاجآت الصمت أحياناً ولونين معدني مطلي بمفاجئات الصوت أحياناً أخرى ….وتسمى بها أسماءاً أخرى .
التقلص ، هو فقر المسافة والمسافة أنفاس لانهائية على التمدد.
وحركة الدم هو اللهاث القصّي للجسد والجسد هو فضيحة الثوب والثوب خداع يمارس الانتماء في شهية خاصرة نفس النزف وقد يكون الانتصار في الهزيمة ….ونفوز بالخسارة في الربح ونلفظ الوقت أكثر من أوقاتنا … ويبقى لحم المبادئ منتصباً بنعيقه ويحدث الحمّى.
الراوي يحمل مخضته على ظهره والراوي ميت ويسير..

أنا الراوي … لا راوي إنها كذبة من نعناع متهدم ..

من على شرفة الاستنشاق ،
14/10 عام أبرهة الحبشي ” الأشرم”
خارج الزمن داخل المهزلة
جان بابير
—————————————————————
برقية من الشاعر الكردي فرهاد عجمو

الأخوة الأعزاء في منتدى الدكتور نورالدين زازا المحترمون
تحية واحتراماً:
ببالغ الشكر والتقدير تلقيت دعوتكم لحضور مناسبة الذكرى الثامنة عشر لوفاة الشخصية الكردية السياسية والثقافية البارزة الدكتور نورالدين زازا
نثمن جهودكم و نتمنى لكم كل التوفيق والنجاح في مهمتكم النبيلة آملين لكم دوام التقدم.
انحني بإجلال لهذه الذكرى ..ولطيب الذكر الدكتور نورالدين زازا الخالد
القامشلي في 14/10/2006
  فرهاد عجمو
—————————————————-

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…